ektsadna.com
الأخبار المتعلقة بالبلوكتشين

اليونان تستعيد جزءًا من أموال اختراق Bybit: أول مصادرة أصول مشفرة للبلاد




اليونان تستعيد جزءًا من أموال اختراق Bybit في أول مصادرة أصول مشفرة لها

اليونان تسجل سابقة: استعادة جزء من أموال اختراق Bybit في أول مصادرة لأصول مشفرة

في خطوة تاريخية تؤكد التزام السلطات العالمية بمكافحة الجريمة السيبرانية في عالم الأصول الرقمية، نجحت السلطات اليونانية في تنفيذ أول مصادرة لأصول مشفرة في تاريخ البلاد. تأتي هذه المصادرة في إطار تتبع الأموال المرتبطة بأحد أكبر عمليات اختراق بورصات العملات المشفرة على الإطلاق، وهو اختراق بورصة Bybit الذي وقع في وقت سابق من هذا العام وأدى إلى خسائر تقدر بـ 1.4 مليار .

تُعدّ هذه العملية علامة فارقة في جهود اليونان لمواجهة التحديات المتزايدة التي يفرضها عالم الأصول الرقمية على جهات إنفاذ القانون ومكافحة غسيل الأموال. فبعد شهور من التحقيقات الدقيقة والمعقدة، تمكنت الهيئة اليونانية لمكافحة غسيل الأموال من إصدار أمر تجميد على محفظة رقمية مشبوهة. لم تكن هذه العملية ممكنة لولا ال الاستراتيجي الذي قامت به الهيئة في التكنولوجيا المتقدمة والتعاون مع الشركات المتخصصة في البلوك تشين.

تفاصيل عملية الاختراق الضخم لبورصة Bybit

يعود تاريخ عملية المصادرة هذه إلى اختراق هائل تعرضت له بورصة Bybit في فبراير الماضي. صُنف هذا الاختراق كواحد من أضخم حوادث الاختراق في تاريخ بورصات العملات المشفرة من حيث حجم الأموال المسروقة. تُشير التقديرات إلى أن المهاجمين تمكنوا من سرقة ما يقرب من 1.4 مليار دولار أمريكي من عملة الإيثيريوم (ETH).

تُنسب عملية الاختراق على نطاق واسع إلى مجموعة Lazarus Group، وهي منظمة قرصنة سيبرانية يُعتقد أنها مرتبطة بكوريا الشمالية. تُعرف هذه المجموعة بتركيزها على استهداف بورصات ومنصات العملات المشفرة حول العالم، بهدف برامج كوريا الشمالية لتطوير الأسلحة. يُظهر هذا الارتباط أن جرائم العملات المشفرة ليست مجرد قضايا جنائية فردية، بل يمكن أن تكون جزءًا من أنشطة تمويل دولية معقدة وخطيرة.

استغل المهاجمون، حسب التحقيقات الأولية، ثغرات في أنظمة إدارة المفاتيح الخاصة ب Bybit. تسمح المفاتيح الخاصة بالوصول إلى الأصول الرقمية والتحكم فيها، واختراق هذه الأنظمة يعني ببساطة سرقة المفاتيح التي تفتح خزائن العملات المشفرة للمستخدمين أو البورصة نفسها. تُسلط هذه النقطة الضوء على الأهمية القصوى للأمن السيبراني وإدارة المفاتيح الخاصة في عالم الأصول الرقمية.

مسار الأموال المسروقة وتحديات الاستعادة

فور سرقة الأموال، شرع المهاجمون في عملية غسيل أموال معقدة للغاية. استخدموا شبكة متشابكة من المعاملات عبر سلاسل الكتل المختلفة (البلوك تشين) بهدف إخفاء مصدر الأموال الأصلية وجعل تتبعها واستعادتها مهمة شبه مستحيلة. تُعرف هذه التكتيكات جيدًا في عالم الجريمة السيبرانية وتُعدّ تحديًا كبيرًا لجهات إنفاذ القانون حول العالم.

يُستخدم غسيل الأموال بالعملات المشفرة غالبًا عبر تقنيات مثل:

  • خلط العملات (Coin mixing/tumbling) التي تجمع أموالًا من مصادر مختلفة وتوزعها بشكل عشوائي.
  • استخدام بورصات لا تطلب التحقق الكامل من الهوية (KYC).
  • تحويل الأموال بين عملات مشفرة مختلفة بسرعة.
  • تقسيم المبالغ الكبيرة إلى مبالغ صغيرة وتوزيعها عبر محافظ متعددة.
  • استخدام معقدة لإخفاء مسار المعاملات.

هذه الأساليب تجعل عملية تتبع الأموال المسروقة تشبه البحث عن إبرة في كومة قش رقمية عملاقة، مما يتطلب أدوات تحليل متقدمة وخبرة متخصصة.

الدور المحوري لتحليل البلوك تشين في المصادرة اليونانية

كانت المصادرة اليونانية المذكورة بمثابة شهادة على فعالية الاستثمار في التكنولوجيا المناسبة لمواجهة الجريمة السيبرانية. في عام 2023، قامت الهيئة اليونانية لمكافحة غسيل الأموال باستثمار استراتيجي في منصة Chainalysis Reactor. Chainalysis هي شركة رائدة عالميًا في مجال تحليل البلوك تشين، وReactor هي إحدى أدواتها القوية التي تسمح لجهات إنفاذ القانون بتتبع المعاملات عبر سلاسل الكتل وتصورها وتحليلها.

تم الحصول على هذه المنصة في اليونان من خلال الشريك الإقليمي Performance Technologies، وهي شركة تكنولوجيا محلية. لم تقتصر مساهمة Performance Technologies على توفير المنصة فحسب، بل شملت أيضًا توفير التدريب والدعم العملياتي للمحللين في الهيئة اليونانية لمكافحة غسيل الأموال استعدادًا لمثل هذه الحالات المعقدة.

باستخدام أداة Reactor، تمكن المحققون اليونانيون من تتبع مسارات المعاملات المشبوهة التي نشأت عن اختراق Bybit. من خلال تحليل دقيق لتدفقات الأموال عبر البلوك تشين، استطاع المحققون ربط هذه المعاملات في النهاية بمحفظة رقمية معينة يُشتبه في أنها تحتوي على جزء من الأموال المسروقة. كانت هذه الخطوة حاسمة، حيث حولت التتبع النظري إلى مادي يمكن اتخاذ إجراء قانوني بناءً عليه.

الإجراءات القانونية وتصريحات المسؤولين

بعد تحديد المحفظة المشبوهة وتأكيد ارتباطها بالأموال المسروقة من اختراق Bybit، أصدرت الهيئة اليونانية لمكافحة غسيل الأموال أمرًا بتجميد الأصول الموجودة فيها. يعني التجميد منع أي حركة للأصول، مما يزيل السيطرة عليها من أيدي الجهات غير القانونية ويحافظ عليها كدليل يمكن استعادته لاحقًا. بعد التجميد، تم تحويل القضية إلى السلطات القضائية المختصة لاتخاذ المزيد من الإجراءات القانونية اللازمة، والتي قد تشمل محاولة مصادرة الأموال بشكل دائم وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين إن أمكن.

رحّب السيد كيرياكوس بييراكاكيس، وزير الاقتصاد والمالية اليوناني، بهذه المصادرة واصفًا إياها بأنها دليل على أن الأدوات الحديثة تعزز جهود مكافحة الجرائم المالية. تُظهر تصريحاته الدعم الحكومي لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مكافحة أشكال الجريمة الجديدة التي تظهر مع تطور التقنيات المالية.

الآثار الأوسع والنظرة المستقبلية

تُؤكد المصادرة الناجحة في اليونان على عدة نقاط مهمة. أولاً، تُظهر أن تقنية البلوك تشين، على الرغم من استخدامها أحيانًا في أنشطة غير قانونية، تمتلك خاصية الشفافية inherent transparency)) من خلال سجلاتها العامة التي يمكن أن تُساعد جهات إنفاذ القانون في تتبع المعاملات، حتى في مواجهة تكتيكات غسيل الأموال المعقدة التي تستخدمها مجموعات مثل Lazarus. تُعدّ هذه المصادرة مثالًا عمليًا على كيفية تحويل سجلات البلوك تشين الشفافة إلى أداة قوية للمحققين.

ثانياً، تُسلط القضية الضوء على أهمية الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة (مثل أدوات تحليل البلوك تشين)، والتدريب المتخصص لجهات إنفاذ القانون، والتعاون الدولي. وصف ممثلو Chainalysis هذه الحالة بأنها دليل على أن هذه المكونات الثلاثة – التكنولوجيا، التدريب، والتعاون – يمكن أن تُضعف anonymity)) الجهات الإجرامية وتعزز الثقة في أسواق الأصول الرقمية ككل. فكلما زادت قدرة السلطات على تتبع الأموال المسروقة ومصادرتها، قلّت جاذبية العملات المشفرة للمجرمين.

ثالثًا، تُمثل هذه المصادرة سابقة مهمة لليونان ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي وخارجه. إنها تُظهر أن بناء القدرات المحلية في مجال تحليل الأصول الرقمية ليس ممكنًا فحسب، بل ضروري لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي يفرضها المشهد الرقمي المتطور. من المتوقع أن تُشجع هذه الخطوة الناجحة دولًا أخرى على الاستثمار في الأدوات والتدريب اللازمين لمكافحة الجريمة المرتبطة بالعملات المشفرة بفعالية أكبر.

رغم النجاح في هذه الحالة، تظل التحديات قائمة. يُعدّ حجم الأموال المسروقة في اختراق Bybit هائلًا (1.4 مليار دولار)، والجزء الذي تم استعادته في اليونان يُمثل على الأرجح جزءًا صغيرًا من الإجمالي. لا تزال عملية استعادة الأصول الرقمية المسروقة على نطاق واسع معقدة وتستغرق وقتًا طويلًا وتتطلب تنسيقًا دوليًا غير مسبوق. كما أن المجموعات الإجرامية مثل Lazarus تُطور باستمرار أساليبها لتجنب الكشف والتتبع.

مع ذلك، تُرسل هذه المصادرة رسالة واضحة إلى المجرمين السيبرانيين مفادها أن البلوك تشين ليس ملاذًا آمنًا لغسيل الأموال. تُبين أن جهود جهات إنفاذ القانون حول العالم في تزايد مستمر، وأنها تُصبح أكثر قدرة على استخدام أدوات تحليل البلوك تشين لتفكيك الشبكات المالية غير القانونية. إنها خطوة إيجابية نحو بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا وحماية للمستثمرين والمستخدمين.

بينما تواصل أسواق الأصول الرقمية التطور والنمو، ستظل الحاجة ماسة إلى يقظة مستمرة، وتطوير للأدوات والتقنيات، وتعاون دولي قوي لمواجهة التهديدات السيبرانية وضمان نزاهة النظام المالي العالمي.

كانت هذه أول عملية مصادرة أصول مشفرة تقوم بها السلطات اليونانية، وتمثل نجاحًا ملحوظًا في تتبع واستعادة جزء من الأموال المرتبطة باختراق Bybit الكبير، مما يؤكد على الأهمية المتزايدة لأدوات تحليل البلوك تشين والتعاون في مكافحة الجريمة الرقمية.

“`

مواضيع مشابهة