تصفية صفقات البيع القصيرة لإيثيريوم تغير ديناميكيات السوق

يشير مساهم CryptoQuant، داركفوست (Darkfost)، إلى أن الارتفاع الأخير في سعر إيثيريوم يتزامن مع تحول هيكلي جذري في سوق المشتقات، وبشكل خاص حول عمليات تصفية صفقات البيع القصيرة. يُعد هذا التحول مؤشراً قوياً على قوة السوق المتنامية، حيث أن إغلاق المراكز البيعية القسرية يغذي زخم الصعود.

يُظهر التحليل العميق لتدفقات المنصات وسلوك المتداولين القابلين (Takers) دعماً إضافياً لسيناريو الحركة الصعودية المستدامة. تشير المؤشرات بوضوح إلى أن إيثيريوم قد يكون في طريقه لإعادة اختبار مستوياته القياسية السابقة، مما يثير حماسة كبيرة بين المستثمرين الذين يتطلعون إلى قمة تاريخية جديدة.

تصحيح طويل الأمد يمهد الطريق

وفقاً لداركفوست، يأتي الارتفاع الحالي لإيثيريوم بعد مرحلة تصحيح طويلة استمرت خمسة أشهر، بدأت في ديسمبر 2023. خلال هذه الفترة، شهد السوق تصفية واسعة النطاق لمراكز الشراء (Long positions)، خاصة على منصة بينانس. وقد ساهمت هذه التصفية، التي وصفها داركفوست بأنها “تطهير ضروري” في فضاء المشتقات، في إعادة ضبط المراكز التكهنية ووضع الأساس للتعافي الذي لوحظ منذ أواخر أبريل 2024.

لقد أدت هذه المعايرة إلى إزالة الرافعة المالية الزائدة من النظام، مما سمح للسوق بالبناء على أساس أكثر صلابة. والآن، انعكس النمط بشكل كامل. يلاحظ داركفوست قائلاً: “تصفية صفقات البيع القصيرة هي السائدة الآن على بينانس”. هذا التأكيد يسلط الضوء على الكيفية التي يعزز بها الإغلاق القسري للمراكز البيعية الهبوطية زخم إيثيريوم الصعودي.

ضغط البيع القصير (Short Squeeze) يغذي الارتفاع

تُظهر بيانات التصفية حدوث عمليات ضغط بيع قصير متعددة في الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت الأحجام إلى 32 مليون دولار و 35 مليون دولار على التوالي. هذا الاتجاه يشير إلى أن العديد من المتداولين كانوا يتمركزون بشكل معاكس لحركة السوق السائدة. عندما يرتفع السعر، يضطر هؤلاء المتداولون إلى إغلاق مراكزهم البيعية عن طريق شراء ETH، مما يضيف وقوداً إضافياً للارتفاع.

يشبه هذا السيناريو كرة الثلج التي تكبر أثناء تدحرجها، حيث أن كل تصفية لمركز بيع قصير تدفع السعر للأعلى، مما يؤدي بدوره إلى تصفية المزيد من المراكز. هذه الديناميكية تخلق حلقة تغذية راجعة إيجابية تسرع من وتيرة الارتفاع وتجعل من الصعب على المضاربين على الانخفاض مقاومة التيار الصعودي.

هل اقتربت القمة التاريخية؟

كما أبرز داركفوست، إذا استمرت وتيرة تصفية صفقات البيع القصيرة هذه، فقد يكون إيثيريوم مستعداً لاختبار قمته التاريخية السابقة. هذا الاحتمال ليس مجرد تكهن، بل هو استنتاج مستند إلى بيانات سلوك السوق الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار داركفوست إلى عاملين رئيسيين آخرين يمكن أن يدعما هذا الاختراق المحتمل: الأول هو التدفقات المستمرة إلى صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة (ETFs) الفورية، والتي تشير إلى اهتمام متزايد من المستثمرين المؤسسيين. والثاني هو التبني المتزايد لإيثيريوم من قبل المؤسسات التي تنظر إلى ETH كأصل استثماري طويل الأجل وليس مجرد أداة مضاربة قصيرة الأجل. هذه العوامل مجتمعة تشير إلى تغيير جوهري في تصور السوق لإيثيريوم، مما يعزز من أساساته الصعودية.

حجم المتداولين القابلين (Taker Volume) على بينانس يشير إلى استمرار الصعود

في منشور منفصل، أشار محلل CryptoQuant آخر يُدعى كريزي بلوك (Crazzyblockk)، إلى نشاط جانب المتداولين القابلين على بينانس كإشارة حاسمة أخرى. يُعرف المتداولون القابلون بأنهم أولئك الذين ينفذون الأوامر بسعر السوق الفوري، مما يعكس الرغبة الفورية في الشراء أو البيع. وبالتالي، فإن نشاطهم يعد مؤشراً قوياً على الاتجاه السائد في السوق.

لقد تجاوزت نسبة الشراء/البيع للمتداولين القابلين لإيثيريوم (متوسط متحرك لـ 7 أيام) مؤخراً عتبة 1.00. يشير هذا التجاوز إلى ضغط شراء أقوى من المشاركين في السوق، مما يعني أن هناك عدداً أكبر من المتداولين على استعداد للشراء فوراً بسعر السوق مقارنة بالذين يبيعون. وقد صاحب هذا التحول ارتفاع كبير في تقلبات الأسعار، والتي وصلت إلى 261.5، مما يعكس بشكل مباشر الارتفاع الأخير في سعر إيثيريوم الذي تجاوز 3,434 دولاراً.

التاريخ يعيد نفسه: أنماط صعودية مثبتة

أشار كريزي بلوك إلى أن هذا النمط، أي ارتفاع حجم الشراء من جانب المتداولين القابلين بالتوازي مع ارتفاع التقلبات، قد سبق تاريخياً فترات طويلة من الارتفاعات السعرية. هذا يعني أن هناك سابقة تاريخية لهذا السلوك السوقي، مما يضيف مصداقية للتوقعات الحالية.

علاوة على ذلك، فإن التباين بين أحجام الشراء والبيع للمتداولين القابلين يؤكد بشكل أكبر على المعنويات الصعودية السائدة في السوق. عندما تتجاوز أحجام الشراء أحجام البيع بشكل كبير، فذلك يعكس ثقة المستثمرين ورغبتهم في تجميع المزيد من إيثيريوم.

شدد المحلل على أن تتبع زخم المتداولين القابلين على بينانس قد يقدم إشارات مبكرة للاتجاه المستقبلي للسوق، حيث يبدو سعر إيثيريوم شديد الاستجابة للنشاط على هذه المنصة. هذا يجعل بينانس نقطة مراقبة حيوية للمتداولين والمستثمرين على حد سواء.

العوامل الرئيسية وراء زخم إيثيريوم الصعودي

• تصفية صفقات البيع القصيرة: إغلاق المراكز البيعية القسرية يعزز الارتفاع ويدفع السعر للأعلى.
• تحول في ديناميكيات السوق: التخلص من الرافعة المالية الزائدة وإعادة ضبط المراكز التكهنية.
• ارتفاع حجم الشراء للمتداولين القابلين: إشارة إلى ضغط شراء قوي ورغبة فورية في تجميع ETH.
• الاعتماد المؤسسي: تدفقات صناديق إيثيريوم المتداولة في البورصة والاهتمام المتزايد من المؤسسات.
• التعافي بعد التصحيح: انتهاء فترة التصحيح الطويلة ووضع أساس قوي للارتفاعات المستقبلية.

هل يمكن أن نرى قمة تاريخية جديدة قريباً؟

بناءً على التحليلات المقدمة من CryptoQuant، يبدو أن إيثيريوم في وضع جيد لاختبار قمته التاريخية السابقة وربما تجاوزها. الزخم الحالي مدفوع بعوامل قوية ومتعددة، بدءاً من التصفية المستمرة لصفقات البيع القصيرة التي تخلق ضغطاً شرائياً مستمراً، وصولاً إلى تحسن المعنويات العامة في السوق والاهتمام المؤسسي المتزايد.

إن إيثيريوم ليس مجرد أصل رقمي؛ إنه العمود الفقري للعديد من الابتكارات في مجال البلوكتشين، من التمويل اللامركزي (DeFi) إلى الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) والميتافيرس. هذا الدور المحوري يمنحه قيمة جوهرية تتجاوز مجرد المضاربة قصيرة الأجل. ومع كل اختراق لمستوى مقاومة رئيسي، تزداد الثقة في قدرة إيثيريوم على تحقيق أهداف سعرية أعلى.

لا شك أن الطريق إلى قمة تاريخية جديدة قد يشهد بعض التقلبات، فالسوق لا يتحرك في خط مستقيم. ومع ذلك، فإن الإشارات الحالية، خاصة تلك القادمة من بيانات بينانس وسلوك المتداولين، ترسم صورة متفائلة للغاية لمستقبل إيثيريوم على المدى القريب والمتوسط. يجب على المستثمرين والمتداولين مراقبة هذه المؤشرات عن كثب لتقييم المخاطر والفرص بشكل مستمر.