ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

أكثر من 3.4 مليار دولار من الإيثيريوم فُقدت إلى الأبد: أخطاء المستخدمين وعيوب العقود




أكثر من 3.4 مليار دولار من الإيثيريوم فُقدت إلى الأبد بسبب أخطاء المستخدمين وعيوب العقود

أكثر من 3.4 مليار من الإيثيريوم فُقدت إلى الأبد بسبب أخطاء المستخدمين وعيوب العقود

في عالم العملات المشفرة سريع التطور، حيث تُقدم الابتكارات الجديدة فرصًا غير مسبوقة، تبرز أيضًا مخاطر كبيرة تتطلب الحذر واليقظة. تُعدّ بلوك تشين الإيثيريوم، بكونها العمود الفقري للعديد من التطبيقات الة والعقود الذكية، مثالاً بارزًا على هذه الازدواجية. فبقدر ما تُقدم من إمكانيات، تحمل أيضًا في طياتها تحديات تتعلق بالأمان والاستخدام السليم. مؤخرًا، كشفت تقارير صادمة عن حجم هائل من عملات الإيثيريوم (ETH) التي فُقدت بشكل دائم، مما يثير تساؤلات جدية حول مرونة النظام البيئي الرقمي ومدى مسؤولية المستخدمين والمطورين.

وفقًا لكونور غروغان، مدير في شركة كوين بيس (Coinbase)، فُقد أكثر من 913,111 عملة إيثيريوم بشكل دائم بسبب مزيج من أخطاء المستخدمين والعيوب المتعلقة بالعقود الذكية. هذا الرقم المهول، والذي يعادل حوالي 3.43 مليار دولار أمريكي بالأسعار الحالية، يمثل أصولًا يتعذر الوصول إليها، ويُشكل أكثر من 0.76% من إجمالي المعروض المتداول من الإيثيريوم. هذه الخسارة ليست مجرد أرقام على الشاشة؛ بل هي إشارات تحذيرية تُنبهنا إلى الحاجة المُلحة لتعزيز الوعي الأمني والتطوير الدقيق في فضاء البلوك تشين. لقد استعرض غروغان العديد من الحوادث الكبرى التي ساهمت في هذا العدد الكبير من خسائر الإيثيريوم غير القابلة للاسترداد، والتي تُظهر التنوع في أسباب هذه الخسائر.

حجم الخسارة غير المسبوقة: نظرة عميقة على الأرقام

يُعد الرقم المعلن عنه لخسارة 913,111 ETH بمثابة جرس إنذار حقيقي في مجتمع العملات المشفرة. تُبرز هذه الكمية الكبيرة من الإيثيريوم المفقودة مدى تعقيد وأحيانًا هشاشة البنية التحتية الرقمية، حيث يمكن لخطأ واحد، سواء كان بشريًا أو برمجيًا، أن يؤدي إلى عواقب وخيمة لا رجعة فيها. تُترجم هذه الخسارة، التي تتجاوز قيمتها 3.4 مليار دولار، إلى ضربة اقتصادية ليست بالهينة، وتُفقد جزءًا كبيرًا من القيمة السوقية لإيثيريوم بشكل دائم. إنها أموال تُزال من التداول إلى الأبد، مما يُؤثر على المعروض الكلي وربما على ديناميكيات السوق على المدى الطويل.

الأهمية النسبية لهذه الخسارة تكمن في كونها تمثل نسبة كبيرة من إجمالي المعروض المتداول. أن تفقد ما يقرب من 0.76% من إجمالي عملات إيثيريوم المتداولة بسبب أخطاء هو أمر يستدعي الدراسة وال العميق. يُشير ذلك إلى أن الأخطاء ليست حوادث فردية معزولة، بل هي ظاهرة متكررة تُساهم فيها عوامل متعددة، من قلة الخبرة إلى نقاط ضعف معقدة في العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية. تُسلط هذه الإحصائيات الضوء على أهمية اليقظة المستمرة عند التعامل مع الأصول الرقمية، وتُبرهن على أن مجرد وجود التكنولوجيا لا يعني بالضرورة الأمان المطلق دون التدابير الوقائية اللازمة والوعي بالمخاطر المحتملة. يُعدّ غروغان، المعتمد على تحليل دقيق للبيانات، مرجعًا مهمًا لفهم هذه الظاهرة المتنامية.

أبرز الحوادث التي أدت إلى فقدان الإيثيريوم

لم تكن الخسائر ناتجة عن حادثة واحدة، بل عن سلسلة من الأحداث الكارثية التي كشفت عن نقاط ضعف مختلفة في النظام البيئي للإيثيريوم. تُظهر هذه الحوادث كيف يمكن لأخطاء برمجية أو بشرية أن تؤدي إلى تبعات اقتصادية هائلة وتُفقد كميات هائلة من القيمة:

  • مؤسسة (Web3 Foundation): تصدرت القائمة مؤسسة ويب 3، التي فقدت 306,000 ETH بسبب ثغرة أمنية حرجة في محفظة باريتي متعددة التوقيعات (Parity multisig wallet). هذه الحادثة، التي وقعت في عام 2017، كانت إحدى أكبر الخسائر في تاريخ الإيثيريوم. كان من المفترض أن تُوفر المحفظة أمانًا إضافيًا من خلال طلب توقيعات متعددة للموافقة على المعاملات، لكن خطأً برمجيًا سمح للمستخدم بتدمير العقد الذكي الذي يتحكم في المحافظ، مما أدى إلى تجميد الأموال بشكل دائم وجعلها غير قابلة للاسترداد. هذه الواقعة تُسلط الضوء بقوة على أهمية التدقيق الأمني الشامل والمتكرر للعقود الذكية، حتى تلك التي يُعتقد أنها توفر حلول أمان متقدمة.
  • بورصة العملات المشفرة الكندية كوادريغا سي إكس (QuadrigaCX): فقدت هذه البورصة، التي أصبحت الآن غير موجودة، 60,000 ETH من خلال عقد ذكي معيب. تُعرف كوادريغا سي إكس بقضيتها المثيرة للجدل حول اختفاء أموال العملاء بعد وفاة مؤسسها جيرالد كوتين. هذه الخسارة المتعلقة بالعقد الذكي أضافت إلى تعقيدات الوضع المالي للبورصة وساهمت في عدم قدرتها على سداد أموال العملاء. تُبرز هذه الحادثة المخاطر المرتبطة بالعقود الذكية غير المُدققة جيدًا أو التي تحتوي على عيوب في التصميم، خصوصًا عند استخدامها لإدارة كميات كبيرة من الأصول في منصات تداول مركزية.
  • مشروع NFT أكوتارز (Akutars): في مثال حديث على الأخطاء المتعلقة بالتطبيقات اللامركزية (dApps)، أحرقت مشروع أكوتارز لرموز NFT ما يقرب من 11,500 ETH عن طريق الخطأ خلال عملية سك (minting) فاشلة. كان الهدف من عملية السك هو إنشاء رموز NFT جديدة وتوزيعها، لكن خطأً في كود العقد الذكي أدى إلى إرسال عملات الإيثيريوم المخصصة كرسوم أو مكافآت إلى عنوان حرق دائم بدلاً من العناوين الصحيحة. هذه الحادثة تُظهر كيف يمكن للأخطاء البسيطة في عملية التطوير أن تُفقد مبالغ طائلة، حتى في الويب 3 الحديثة والمبتكرة التي تستهدف جماهير واسعة.
  • الإرسال إلى عناوين الحرق: بالإضافة إلى الحوادث الكبرى المتعلقة بالمشاريع، قام المستخدمون بشكل غير مبرر بإرسال أكثر من 25,000 ETH مباشرة إلى “عناوين الحرق” (burn addresses). هذه العناوين هي عناوين بلا مفتاح خاص، مما يعني أن أي عملات تُرسل إليها تُزال بشكل دائم من التداول ولا يمكن استردادها أبدًا. قد يكون ذلك نتيجة لخطأ في النسخ واللصق، أو إرسال عملات عن طريق الخطأ إلى عنوان خاطئ يعتقدون أنه عنوان صحيح، أو حتى محاولة لإرسال عملات إلى عنوان غير موجود بطريق الخطأ أثناء عملية إدخال يدوية. هذه الحالات تُشدد على أهمية التحقق المزدوج والتأني الشديد من العناوين قبل إتمام أي معاملة على البلوك تشين، حيث أن الطبيعة غير القابلة للعكس للمعاملات تجعل الخطأ مكلفًا للغاية.

التقديرات المتحفظة: هل الخسائر أعلى بكثير؟

لقد أكد كونور غروغان أن الرقم البالغ 3.4 مليار دولار هو تقدير متحفظ للغاية. يشمل هذا الرقم فقط الإيثيريوم الذي يمكن إثبات عدم إمكانية الوصول إليه بشكل واضح وقابل للتحقق، مثل العملات المحاصرة في عقود معيبة أو تلك التي تم إرسالها عن قصد أو عن غير قصد إلى عناوين الحرق. وهذا يعني أن هناك جزءًا كبيرًا من الإيثيريوم المفقود ربما لم يُدرج في هذا التقدير، مما يُشير إلى أن القيمة الحقيقية للأصول الضائعة قد تكون أكبر بكثير مما هو معلن عنه.

لا يشمل التقدير عملات الإيثيريوم المرتبطة بالمفاتيح الخاصة المفقودة أو المحافظ الخاملة من الأيام الأولى لشبكة الإيثيريوم. على سبيل المثال، هناك العديد من “محافظ التكوين” (Genesis wallets) التي لم تحرك أموالها منذ سنوات عديدة، منذ إطلاق الشبكة. قد يكون أصحاب هذه المحافظ قد فقدوا مفاتيحهم الخاصة، أو نَسوا وجود هذه المحافظ تمامًا، أو حتى توفوا دون تمرير معلومات الوصول إلى ورثتهم. تحديد هذه الخسائر وإحصائها شبه مستحيل، لأنها لا تترك أثرًا مباشرًا على البلوك تشين يُشير إلى “فقدان” العملات، بل تبدو وكأنها مجرد محافظ غير نشطة أو “نائمة”. هذا يُشير إلى أن العدد الإجمالي للإيثيريوم الذي لا يمكن الوصول إليه حاليًا قد يكون أعلى بكثير من الرقم المعلن عنه، مما يُضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى فهم الحجم الحقيقي للأصول الرقمية التي خرجت من التداول بغير قصد.

الإيثيريوم المحروق عبر آلية EIP-1559: تدمير مُتعمّد للقيمة

أشار غروغان أيضًا إلى أن الرقم الإجمالي للإيثيريوم المُزال من التداول يصبح أعلى بكثير عند احتساب الإيثيريوم الذي يتم تدميره عبر آلية الحرق EIP-1559. تُعتبر EIP-1559 ترقية مهمة لشبكة الإيثيريوم، تم تطبيقها في أغسطس 2021 كجزء من شوكة لندن الصلبة (London hard fork). تهدف هذه الآلية إلى تحسين تجربة الرسوم وتقليل تقلبات الرسوم من خلال حرق جزء من رسوم المعاملات (رسوم الأساس) بدلاً من منحها للمُعدّنين. هذا التغيير لم يقتصر على تحسين قابلية استخدام الشبكة، بل كان له أيضًا تأثير كبير على ديناميكيات عرض الإيثيريوم.

لقد أدت هذه الآلية إلى إزالة أكثر من 5.3 مليون ETH بشكل دائم من التداول حتى الآن. هذا العدد يتجاوز 5% من جميع عملات الإيثيريوم التي تم سكها على الإطلاق، ويمثل قيمة تتجاوز 23.4 مليار دولار أمريكي. من المهم التمييز بين هذه العملات “المحروقة” عن قصد وبين العملات “المفقودة” بسبب الأخطاء. ففي حالة EIP-1559، يكون الحرق عملية متعمدة ومصممة كجزء من اقتصاديات الإيثيريوم لتحقيق الضغط الانكماشي وتقليل التضخم على المدى الطويل، مما يجعل الإيثيريوم أصلًا أكثر ندرة وقيمة مع مرور الوقت. بينما الحالات الأخرى هي خسائر غير مقصودة تُشير إلى قصور في الأمان أو فهم المستخدم، وهي أموال كان من المفترض أن تبقى متداولة.

على الرغم من أن حرق EIP-1559 يختلف عن الخسائر الناجمة عن الأخطاء في طبيعته وهدفه، إلا أنه يُسلط الضوء على فكرة أن أجزاء كبيرة من الإيثيريوم يمكن أن تُزال من التداول بشكل دائم، سواء كان ذلك عن قصد (لتحسين الاقتصاد وتخفيض المعروض) أو عن غير قصد (بسبب الأخطاء البشرية أو البرمجية). هذا يُؤكد على الطبيعة النهائية للمعاملات في البلوك تشين وأهمية الدقة القصوى عند التعامل مع الأصول الرقمية، ويُشير إلى أن سوق الإيثيريوم يتأثر بعوامل متعددة تُقلل من معروضه الإجمالي.

الأسباب الجذرية وراء فقدان الإيثيريوم: دروس مستفادة

تتعدد الأسباب وراء فقدان الإيثيريوم، وتتراوح بين الأخطاء البشرية البسيطة والعيوب المعقدة في العقود الذكية. فهم هذه الأسباب هو الخطوة الأولى نحو منع تكرارها وتطوير حلول أكثر أمانًا ومرونة في المستقبل:

1. أخطاء المستخدمين (User Error)

  • الإرسال إلى العناوين الخاطئة: هذا هو السبب الأكثر شيوعًا والأكثر إيلامًا. قد يقوم المستخدم بنسخ ولصق عنوان خاطئ، أو إرسال الأموال إلى عنوان غير موجود على الإطلاق، أو حتى إلى عنوان حرق عن طريق الخطأ بدلاً من العنوان المقصود. بمجرد تأكيد المعاملة على البلوك تشين، لا يمكن عكسها بأي حال من الأحوال، وتصبح الأموال غير قابلة للاسترداد.
  • فقدان المفاتيح الخاصة/عبارات الاسترداد: المفتاح الخاص هو كلمة السر الوحيدة التي تُمكنك من الوصول إلى عملاتك المشفرة. إذا فُقد هذا المفتاح أو أُتلِف أو نُسي، فلا يوجد طريقة لاستعادة الأموال المرتبطة به. الكثير من المستخدمين لا يُؤمنون مفاتيحهم الخاصة بشكل صحيح، أو ينسون مكان حفظها، أو يتلفونها ماديًا (مثلاً، ورقة تُكتب عليها العبارة السرية تُفقد أو تتعرض للتلف).
  • تفاعلات خاطئة مع العقود الذكية: قد يتفاعل المستخدمون مع دون فهم كامل لوظائفها أو المعلمات المطلوبة. هذا يمكن أن يؤدي إلى إرسال الأموال إلى وظائف خاطئة داخل العقد، أو الموافقة على معاملات غير مقصودة، أو حتى الوقوع في فخ عيوب معينة في تصميم العقد نفسه، مما يُفقد الأموال.
  • الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال والتصيد: يستخدم المحتالون أساليب متطورة لسرقة أموال المستخدمين، مثل إنشاء مواقع ويب مزيفة تُشبه المنصات الحقيقية (التصيد الاحتيالي)، أو إرسال روابط ضارة، أو استخدام الهندسة الاجتماعية لخداع المستخدمين وجعلهم يكشفون عن مفاتيحهم الخاصة.

2. عيوب العقود الذكية (Smart Contract Bugs)

  • ثغرات الأمان غير المكتشفة: حتى العقود الذكية التي تم تدقيقها من قبل خبراء يمكن أن تحتوي على ثغرات أمنية لم تُكتشف بعد. يُمكن للمهاجمين استغلال هذه الثغرات لسحب الأموال من العقد، أو تجميدها داخله، أو حتى تعطيل العقد بالكامل. حوادث مثل Parity multisig تُعد مثالاً صارخًا على أن تعقيد العقود الذكية يزيد من احتمالية وجود أخطاء غير مرئية.
  • أخطاء منطقية في التصميم: قد لا تكون الثغرة أمنية بالمعنى التقليدي، بل خطأ في منطق العقد يؤدي إلى سلوك غير متوقع ومضر. مثل حادثة Akutars التي أدت إلى حرق ETH عن طريق الخطأ بدلاً من تنفيذ عملية السك الصحيحة. هذه الأخطاء غالبًا ما تنجم عن سوء تقدير في عملية التصميم، أو عدم اختبار شامل للسيناريوهات المختلفة التي يمكن أن يمر بها العقد.
  • تجميد الأموال: بعض العيوب البرمجية في العقود الذكية قد لا تؤدي إلى سرقة الأموال، بل إلى تجميدها داخل العقد بشكل دائم، مما يجعلها غير قابلة للوصول للمستخدمين الشرعيين أو حتى للمطورين أنفسهم. هذا يُعادل فقدانها عمليًا.

تأثيرات الخسائر على النظام البيئي للإيثيريوم

تتجاوز تأثيرات هذه الخسائر مجرد الأرقام المالية. إنها تُلقي بظلالها على ثقة المستخدمين وسمعة التكنولوجيا نفسها، وتُشكل تحديات حقيقية لتبني البلوك تشين على نطاق واسع:

  • تقليل الثقة العامة: تؤدي الحوادث الكبيرة والمتكررة لخسارة الأموال إلى تآكل ثقة المستخدمين، خاصة الجدد منهم أو المستثمرين المؤسسيين، في أمان وموثوقية العملات المشفرة والبلوك تشين بشكل عام. هذا يمكن أن يُعيق التبني الواسع للتكنولوجيا ويجعل الأفراد والشركات أكثر ترددًا في الانخراط.
  • الضغط الانكماشي غير المقصود: على الرغم من أن الخسائر غير مقصودة وغير مرغوب فيها، إلا أنها تُساهم في تقليل المعروض الإجمالي من ETH المتاح في التداول. هذا قد يؤدي إلى تأثيرات انكماشية على المدى الطويل، حيث يصبح الأصل أكثر ندرة. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الانكماش لا يُعد صحيًا للسوق مثل الحرق المتعمد عبر EIP-1559، لأنه ناتج عن عدم الكفاءة والمخاطر.
  • دعوة للتدقيق والتعليم: تُعد هذه الحوادث بمثابة تذكير صارخ للمطورين بضرورة التدقيق الأمني الشامل للعقود الذكية قبل نشرها على الشبكة، واختبارها بدقة فائقة تحت جميع السيناريوهات المحتملة. كما أنها تُؤكد على ضرورة زيادة تعليم المستخدمين وتوعيتهم بأهمية أفضل ممارسات الأمان والتفاعل الصحيح والواعي مع الأصول الرقمية والتطبيقات اللامركزية.
  • التأثير على سمعة المشاريع المتضررة: تُعاني المشاريع التي تتكبد خسائر كبيرة من ضعف الثقة والسمعة في المجتمع، مما قد يؤثر على مستقبلها وقدرتها على جذب المستخدمين والمستثمرين الجدد.

كيفية تجنب خسارة الإيثيريوم: عملية

لمواجهة هذه المخاطر وتقليل فرص فقدان الإيثيريوم، يمكن للمستخدمين والمطورين اتخاذ عدة خطوات وقائية تُعزز من مستوى الأمان العام في النظام البيئي:

  1. التحقق المزدوج من العناوين: قبل إرسال أي عملة، تحقق دائمًا وبشكل متكرر من العنوان المستلم. يفضل إرسال مبلغ صغير جدًا (اختباري) أولاً كاختبار للتأكد من وصوله بنجاح إلى الوجهة الصحيحة قبل إرسال المبلغ الأكبر. استخدم وظيفة “نسخ ولصق” بدلاً من الكتابة اليدوية لتقليل أخطاء الإدخال البشري التي تُعد السبب الرئيسي للخسائر.
  2. تأمين المفاتيح الخاصة وعبارات الاسترداد (Seed Phrases):
    • لا تشارك مفاتيحك الخاصة أو عبارات الاسترداد مع أي شخص، حتى لو ادعى أنه دعم فني أو مسؤول من ال. لا يوجد دعم فني شرعي يطلب مفتاحك الخاص.
    • اكتبها على ورق أو نقشها على معدن واحتفظ بها في مكان آمن وغير متصل بالإنترنت (مثل خزنة البنك أو خزنة منزلية مقاومة للحريق والماء).
    • تجنب حفظها على أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المتصلة بالإنترنت، حيث يمكن أن تكون عرضة للاختراق والبرمجيات الخبيثة.
    • فكر بجدية في استخدام محافظ الأجهزة (Hardware Wallets) مثل Ledger أو Trezor، والتي توفر طبقة إضافية قوية من الأمان من خلال عزل المفاتيح الخاصة في جهاز غير متصل بالإنترنت.
  3. فهم العقود الذكية التي تتفاعل معها:
    • إذا كنت تتفاعل مع عقد ذكي أو تطبيق لامركزي (dApp)، حاول فهم وظيفته وهدفه بشكل كامل قبل الموافقة على أي معاملات.
    • استخدم فقط العقود الذكية التي تم تدقيقها من قبل شركات أمنية موثوقة ومعروفة في مجال البلوك تشين. ابحث عن تقارير التدقيق علنًا.
    • كن حذرًا للغاية من المشاريع الجديدة أو غير المعروفة التي تعد بعوائد خيالية أو حلول سحرية، فقد تكون مصيدة أو تحتوي على ثغرات كبيرة.
  4. تحديث البرامج والمحافظ بانتظام: تأكد من أن برامج محفظتك وتطبيقاتك اللامركزية محدثة دائمًا لأحدث الإصدارات. تُصدر التحديثات غالبًا لإصلاح الثغرات الأمنية وتحسين الأداء، والتقاعس عن التحديث يجعلك عرضة للمخاطر المعروفة.
  5. الوعي بمحاولات التصيد والاحتيال (Phishing): كن يقظًا دائمًا. لا تنقر على الروابط المشبوهة في رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، ولا تُدخل معلوماتك الشخصية أو مفاتيحك الخاصة في مواقع ويب غير موثوقة. المتحايلون يصممون مواقع ويب تبدو مطابقة للمواقع الأصلية لسرقة مفاتيحك الخاصة أو بيانات اعتمادك. دائمًا تحقق من عنوان URL.
  6. استخدام المحافظ متعددة التوقيعات (Multisig Wallets): للمبالغ الكبيرة من الأصول، توفر محافظ Multisig طبقة إضافية من الأمان من خلال طلب موافقات متعددة (من 2 من 3، أو 3 من 5، وهكذا) قبل تنفيذ المعاملة. هذا يُقلل بشكل كبير من مخاطر نقطة فشل واحدة، حيث لا يمكن لمفتاح واحد أن يسيطر على كل شيء.
  7. التعلم المستمر وتثقيف الذات: ابقَ على اطلاع دائم بآخر التهديدات الأمنية، وأفضل الممارسات في عالم العملات المشفرة، وأخبار الصناعة. المعرفة هي خط الدفاع الأول والأكثر فاعلية ضد الخسائر والاختراقات.

الخلاصة: الحذر أساس البقاء في عالم العملات المشفرة

إن فقدان مليارات الدولارات من الإيثيريوم بسبب أخطاء المستخدمين وعيوب العقود الذكية هو تذكير قوي بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق كل من يتفاعل مع الأصول الرقمية. بينما تُقدم تكنولوجيا البلوك تشين فرصًا هائلة وغير مسبوقة للابتكار وتحويل الصناعات، فإنها تتطلب أيضًا فهمًا عميقًا لمخاطرها وآليات أمانها الفريدة. هذه الخسائر ليست مجرد حوادث عابرة، بل هي دروس مكلفة يجب أن نستخلص منها العبر.

تُبرز الحوادث التي ذكرها كونور غروغان، والتصنيف الشامل للأسباب، الحاجة المُلحة إلى تعزيز التعليم والوعي الأمني في مجتمع العملات المشفرة بأسره. فكلما زادت معرفة المستخدمين بالمخاطر وكيفية تجنبها، قلّت احتمالية وقوع مثل هذه الخسائر المدمرة. يجب على المطورين بدورهم ال بشكل أكبر في تدقيق العقود الذكية واختبارها بدقة متناهية لضمان خلوها من الثغرات، وتطبيق أفضل ممارسات الأمن السيبراني في كل مرحلة من مراحل التطوير. في نهاية المطاف، الأمان في عالم البلوك تشين ليس مسؤولية طرف واحد، بل هو جهد جماعي يتطلب اليقظة المستمرة، والتعاون بين المستخدمين والمطورين والمنظمين، لضمان مستقبل آمن ومستدام وموثوق للأصول الرقمية والابتكار اللامركزي.






مواضيع مشابهة