ektsadna.com
ان اف تي

جاستن صن من ترون إلى الفضاء: رحلة تاريخية مع بلو أوريجين على متن NS-34

ترون وبلو أوريجين: جاستن صن يستعد لرحلة تاريخية إلى الفضاء

في إعلان يثير الحماس في عالم التكنولوجيا والفضاء، كشفت شركة بلو أوريجين (Blue Origin)، عملاق السياحة الفضائية الذي أسسه الملياردير جيف بيزوس، أن مؤسس ترون (Tron) الشهير، جاستن صن، سيكون أحد الركاب المميزين على متن مهمتها المأهولة القادمة، التي تحمل الرمز NS-34. يأتي هذا الخبر ليضيف اسمًا آخر رفيع المستوى إلى قائمة الشخصيات البارزة التي اختارت صاروخ “نيو شيبرد” (New Shepard) لخوض تجربة فريدة من نوعها تتجاوز حدود الغلاف الجوي للأرض، لتُثبت بذلك مكانة بلو أوريجين الرائدة في مجال السفر الفضائي التجاري.

لم تكن مشاركة صن في هذه الرحلة مفاجئة تمامًا للبعض، فقصته مع “نيو شيبرد” تعود إلى عام 2021. في ذلك العام، فاز جاستن صن بالمقعد الأول على متن رحلة “نيو شيبرد” في مزاد علني شهد تنافسًا محمومًا، مقدمًا عرضًا ماليًا مذهلاً بلغ 28 مليون أمريكي. لم يذهب هذا المبلغ الهائل لشركة بلو أوريجين مباشرة، بل تم توجيهه لدعم 19 جمعية خيرية تركز على الأنشطة وال المتعلقة بالفضاء، مما يعكس التزام صن بدعم الابتكار والتطوير في هذا المجال الواعد. ومع ذلك، وبسبب تضارب في المواعيد حينها، لم يتمكن صن من حضور الرحلة المقررة في يوليو 2021، ليُفسح المجال لآخرين. والآن، يبدو أن اللحظة التي طال انتظارها قد حانت، وسينطلق صن أخيرًا نحو النجوم في مهمة NS-34 المرتقبة.

مليونير آخر يطير إلى الفضاء: طاقم مهمة NS-34

لا يقتصر طاقم مهمة NS-34 على جاستن صن فحسب، بل يضم نخبة من الشخصيات المرموقة من مختلف المجالات والخلفيات. فإلى جانب صن، سيحلق في الفضاء كل من: أرڤي باهال، المستثمر العقاري اللامع؛ وغوكان إردم، رجل الأعمال التركي المعروف؛ وديبورا مارتوريل، عالمة الأرصاد الجوية البورتوريكية ذات الشهرة الواسعة؛ وليونيل بيتشفورد، مؤسس المنظمات غير الربحية البريطاني المولد؛ وأخيرًا، جيه دي راسل، مستثمر رأس المال المخاطر ذو البصمة الكبيرة في عالم الأعمال. يمثل هذا التنوع في الركاب شهادة على جاذبية السياحة الفضائية المتزايدة ووصولها إلى أفراد من قطاعات متنوعة، ليس فقط العلماء ورواد الفضاء المحترفين.

تُعد هذه المهمة علامة فارقة في تاريخ بلو أوريجين. ففي بيانها الصحفي الرسمي، كشفت الشركة أن رحلة NS-34 ستمثل الرحلة البشرية الرابعة عشرة ضمن برنامج “نيو شيبرد” الناجح. وإذا ما نظرنا إلى تاريخ رحلات الشركة الإجمالي، فإن هذه المهمة ستحمل الرقم 34. على الرغم من أن بلو أوريجين لم تعلن بعد عن الموعد المحدد للانطلاق، إلا أن ال تشير إلى قرب الإعلان، مما يزيد من ترقب عشاق الفضاء والتكنولوجيا حول العالم. ستضيف هذه المهمة ستة أفراد آخرين إلى العدد المتزايد من الأشخاص الذين تمكنت بلو أوريجين من نقلهم عبر خط كارمان، وهو الحد المعترف به دوليًا للفضاء، ليبلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين حلقوا مع بلو أوريجين 76 شخصًا بعد هذه الرحلة. يؤكد هذا الرقم على التزام الشركة بفتح آفاق الفضاء أمام البشرية وتوسيع نطاق السياحة الفضائية.

بلو أوريجين: بوابة المشاهير إلى النجوم

لطالما كانت بلو أوريجين رائدة في مجال إتاحة تجربة السفر إلى الفضاء لغير رواد الفضاء المحترفين. ومنذ انطلاق برنامجها السياحي، استقطبت الشركة عددًا من الشخصيات البارزة والمشاهير من عالم الفن والرياضة والأعمال. يمثل جاستن صن، الذي ظهر على غلاف مجلة فوربس في أبريل 2025 كواحد من أبرز الشخصيات وأكثرها صراحة في عالم العملات المشفرة، إضافة نوعية إلى قائمة الركاب المميزين. لقد انضم صن إلى قائمة متنامية من رواد الأعمال، والفاعلين الخيريين، والمشاهير الذين حلقوا مع بلو أوريجين، مما يعكس تزايد الاهتمام بالرحلات الفضائية كوجهة ترفيهية وتجريبية فريدة من نوعها.

من بين الشخصيات البارزة التي سبقت جاستن صن في هذه الرحلات التاريخية، نذكر أسطورة التمثيل ويليام شاتنر، المعروف بدوره الأيقوني في سلسلة “ستار تريك”، والذي أصبح أكبر شخص سنًا يزور الفضاء. كذلك، حلقت مع بلو أوريجين شخصيات إعلامية ورياضية بارزة مثل مايكل ستراهان، نجم كرة القدم الأمريكية والمعلق التلفزيوني؛ والمغنية العالمية كاتي بيري، التي أضافت لمسة من البهجة إلى عالم السياحة الفضائية؛ بالإضافة إلى غايل كينغ، الصحفية التلفزيونية الشهيرة. هذه الأسماء اللامعة لا تزيد فقط من جاذبية رحلات بلو أوريجين، بل تساهم أيضًا في نشر الوعي حول إمكانيات السفر الفضائي التجاري وإلهام أجيال جديدة للنظر إلى الفضاء ليس فقط كحد علمي، بل كوجهة يمكن تحقيقها.

من نزاعات المنحوتات إلى أكل موزة بخمسة ملايين دولار: لمحات من حياة جاستن صن المثيرة للجدل

إلى جانب إنجازاته في عالم العملات المشفرة وطموحاته الفضائية، اشتهر جاستن صن أيضًا بحياته العامة المليئة بالقصص المثيرة للجدل والأحداث الغريبة التي غالبًا ما تتصدر عناوين الأخبار. تُظهر هذه الحوادث جانبًا آخر من شخصية صن الجريئة وغير التقليدية.

1. نزاع المنحوتة الفنية: “الأنف” الغامضة

في وقت سابق من هذا العام، تصدر جاستن صن الأخبار بعد رفعه دعوى قضائية في المحكمة الفيدرالية في مانهاتن ضد قطب الموسيقى الشهير ديفيد غيفين. كان محور الدعوى هو منحوتة “لو نيه” (Le Nez) للفنان السويسري ألبرتو جياكوميتي، والتي يدعي صن أنها سُرقت منه وبيعت دون موافقته. يسعى صن من خلال هذه الدعوى إلى استعادة المنحوتة أو الحصول على تعويضات قد تصل إلى 80 مليون دولار أمريكي. ادعى مؤسس ترون أن مساعدة سابقة له، تُدعى شيونغ زيهان سيدني، قامت بتزوير وثائق واستخدام محامٍ مزيف لإتمام عملية بيع المنحوتة. ويزعم صن أن المنحوتة تم استبدالها بأعمال فنية ونقدية من ممتلكات غيفين بقيمة تناهز 65.5 مليون دولار. ومع ذلك، وصف الفريق القانوني لديفيد غيفين هذه الدعوى بأنها “غريبة ولا أساس لها من الصحة”، ورفضوا ادعاءات صن ونفوا ارتكاب أي مخالفات في هذا النزاع المعقد، مما يترك القضية مفتوحة أمام تحقيقات وتطورات مستقبلية.

2. الموزة الباهظة: عمل “الكوميدي” لماوريتسيو كاتيلان

في نوفمبر الماضي، أحدث جاستن صن ضجة عالمية مرة أخرى بعد شرائه أحد الحقوق الثلاثة المحدودة لعمل فني غريب ومثير للجدل بعنوان “الكوميدي” (Comedian) للفنان ماوريتسيو كاتيلان. هذا العمل الفني، الذي ظهر لأول مرة في عام 2019، لم يكن سوى موزة مثبتة بشريط لاصق على جدار في معرض فني في نيويورك. دفع صن مبلغًا خياليًا قدره 5.2 مليون دولار أمريكي للحصول على هذا “العمل الفني”. وما زاد الأمر غرابة وإثارة، أنه بعد فترة وجيزة من الشراء، قام جاستن صن بأكل الموزة علنًا على خشبة المسرح، في حركة فسرت على أنها مزيج من الأداء الفني والاحتجاج على قيمة الفن الحديث. ولم يكتفِ بذلك، بل تعهد أيضًا بشراء 100 ألف موزة من البائع المتجول في نيويورك الذي كان قد وفر الفاكهة الأصلية للعمل الفني، في بادرة تجمع بين الغرابة والسخاء.

تأثير المليارديرات على السياحة الفضائية

إن مشاركة شخصيات مثل جاستن صن في رحلات بلو أوريجين تسلط الضوء على ظاهرة متنامية: تزايد اهتمام المليارديرات والثرى بالسفر إلى الفضاء. هؤلاء الأفراد، الذين يمتلكون الموارد المالية اللازمة لخوض هذه التجربة الفاخرة، لا يمثلون مجرد ركاب، بل هم أيضًا رواد في فتح حدود جديدة للسياحة. تدفع اتهم ومشاركتهم الشركات مثل بلو أوريجين وسبايس إكس (SpaceX) وفيرجن غالاكتيك (Virgin Galactic) إلى تسريع وتيرة تطوير التقنيات، وتخفيض التكاليف على المدى الطويل، وجعل السفر إلى الفضاء أكثر سهولة. ومع كل رحلة ناجحة تحمل على متنها شخصيات بارزة، يتزايد الوعي العام وتتوسع آفاق تصوراتنا حول ما هو ممكن في عالم الفضاء التجاري.

هذا التوجه لا يقتصر على الرحلات المدارية القصيرة فحسب، بل يمتد ليشمل طموحات أعمق مثل بناء محطات فضائية خاصة، وتطوير البنية التحتية ل الموارد في الفضاء، وحتى الاستيطان على كواكب أخرى. يشكل هؤلاء الأفراد جزءًا من حركة أوسع تهدف إلى خصخصة الفضاء وتوسيع الأنشطة البشرية خارج كوكب الأرض، مما يفتح الباب أمام اقتصاد فضائي جديد كليًا. من الواضح أن جاستن صن، بجرأته وحبه للظهور، يجسد هذا التوجه الجديد، ويؤكد على أن حدود المغامرة لم تعد مقصورة على الأرض.

الآثار المستقبلية لرحلة جاستن صن

ماذا تعني رحلة جاستن صن المرتقبة بالنسبة لبلو أوريجين، والسياحة الفضائية، والتصور العام لشخصيات العملات المشفرة؟

  • تعزيز مكانة بلو أوريجين: تُضاف رحلة صن إلى سجل إنجازات بلو أوريجين، مما يعزز سمعتها كشركة رائدة وموثوقة في مجال السياحة الفضائية. فوجود شخصيات معروفة على متن رحلاتها يمنحها مصداقية وشهرة أكبر، ويجذب المزيد من العملاء المحتملين في المستقبل.
  • زيادة الوعي بالعملات المشفرة: إن مشاركة شخصية بارزة مثل جاستن صن، الذي يعتبر أيقونة في عالم العملات المشفرة، في مهمة فضائية عالية المستوى، يمكن أن تساهم في زيادة الوعي وتقبل العملات الرقمية على نطاق أوسع. تربط هذه الرحلة بين التكنولوجيا الفضائية المبتكرة والتكنولوجيا المالية الناشئة، مما قد يلهم المزيد من الاستكشاف والاستثمار في كلتا المجالين.
  • إلهام الجيل القادم: تعد الرحلات الفضائية المأهولة مصدر إلهام هائل. عندما يرى الشباب رواد أعمال وشخصيات مؤثرة تحقق حلم السفر إلى الفضاء، فإن ذلك قد يشجعهم على متابعة مهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ويدفعهم نحو الابتكار والتفكير خارج الصندوق.
  • تأثير اقتصادي: مع تزايد الطلب على السفر الفضائي التجاري، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الفضائي بشكل كبير. ستوفر هذه الصناعة فرص عمل جديدة، وتدفع عجلة البحث والتطوير، وتفتح أسواقًا جديدة للخدمات والمنتجات المتعلقة بالفضاء.

الخاتمة

تترقب الأوساط العالمية بفارغ الصبر انطلاق مهمة NS-34 التابعة لبلو أوريجين، والتي ستحمل على متنها جاستن صن ورفاقه إلى حافة الفضاء. هذه الرحلة ليست مجرد خطوة أخرى في مسيرة السياحة الفضائية، بل هي تجسيد لحقبة جديدة حيث يصبح الفضاء في متناول الأفراد، بمن فيهم أولئك الذين صنعوا ثرواتهم من الابتكار التكنولوجي. سواء كنت من عشاق الفضاء، أو مهتمًا بعالم العملات المشفرة، أو ببساطة مفتونًا بالقصص الغريبة والمثيرة لجاستان صن، فإن رحلته القادمة تعد بأن تكون حدثًا تاريخيًا يضاف إلى سجل إنجازات بلو أوريجين ومسيرة البشرية نحو استكشاف المجهول.

هذا الخبر يأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة التطورات في مجال الفضاء، مع تزايد عدد الشركات الخاصة التي تدخل هذا المجال، وفتح آفاق جديدة للمغامرات البشرية خارج كوكب الأرض. رحلة جاستن صن هي شهادة على أن الحدود تتلاشى، وأن الأحلام التي كانت يومًا حكرًا على رواد الفضاء المدربين يمكن الآن أن تتحقق بفضل التقدم التكنولوجي والرؤية الجريئة للمستثمرين ورجال الأعمال.

مواضيع مشابهة