ektsadna.com
بيتكوين

البيتكوين 2025: توقعات صعودية تتجاوز 150 ألف دولار بنهاية العام




من 115 ألف دولار إلى 150 ألف دولار؟ الحالة الصعودية لعودة البيتكوين بنهاية العام

من 115 ألف إلى 150 ألف دولار؟ الحالة الصعودية لعودة ال بنهاية العام

مع اختتام شهر يوليو، شهدت البيتكوين تراجعًا ملحوظًا حيث صححت إلى ما يقارب 113 ألف دولار، وهو انخفاض يقدر بالعديد من آلاف الدولارات عن أعلى مستوياتها في منتصف الشهر التي تجاوزت 123 ألف دولار. هذا التراجع أثار بعض القلق بين المستثمرين على المدى القصير، لكنه لم يغير بشكل كبير النظرة العامة للسوق. على الرغم من هذه الانتكاسة، يظل مراقبو السوق متفائلين بشأن آفاق أكبر الأصول المشفرة في العالم حتى نهاية العام، مستندين في ذلك إلى مجموعة من العوامل الأساسية والفنية التي تدعم مسار صعودي قوي.

فالسوق، بطبيعته، مليء بالتقلبات، والبيتكوين ليست استثناءً. فبعد فترة من النمو السريع، غالبًا ما تحدث تصحيحات صحية للسوق. ما يميز هذا التراجع هو أن أساسيات البيتكوين لم تتغير، بل إنها تزداد قوة. الاهتمام المؤسسي لا يزال مرتفعًا، والتطورات التنظيمية تسير في الاتجاه الصحيح نحو توفير وضوح أكبر للسوق، وهو ما يعتبر حافزًا رئيسيًا لتبني أوسع.

115 ألف دولار الآن، 150 ألف دولار قريبًا؟

مع دخول قطاع البيتكوين النصف الثاني من عام 2025، تظل أساسيات القطاع قوية ومتينة، لكن مجال الأخطاء يتقلص تدريجيًا. هذا يعني أن الكفاءة والابتكار أصبحا أكثر أهمية من أي وقت مضى. يتوقع فريق الات في بروتوكول TeraHash، المتخصص في عوائد البيتكوين، أن يتم تداول الأصل المشفر بين 130,000 دولار و 150,000 دولار بحلول نهاية العام. ويعتمد هذا التوقع على شرطين أساسيين: استمرار تدفقات صناديق ال المتداولة (ETFs) وأن يظل السياق الاقتصادي الكلي ثابتًا ومستقرًا. هذه التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المتداولة، التي شهدت إقبالاً كبيراً في الفترات السابقة، تعد مؤشراً قوياً على استمرار الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين، مما يوفر دعماً كبيراً للأسعار.

في تصريح لـ CryptoPotato، ذكرت TeraHash أن هناك عدة عوامل أساسية تلعب دوراً حاسماً في هذا التوقع الصعودي. أولاً، تخفيض سعر الفائدة المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. عادةً ما يؤدي تخفيض أسعار الفائدة إلى زيادة السيولة في الأسواق، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أصول ذات عوائد أعلى، مثل البيتكوين. ثانياً، الوضوح التنظيمي من هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) ولجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) في الولايات المتحدة. كلما زاد الوضوح التنظيمي، زادت ثقة المستثمرين المؤسسيين في السوق، مما يسهل عليهم تخصيص رؤوس أموال أكبر للأصول الرقمية. ثالثاً، التنفيذ الكامل لإطار MiCA (أسواق الأصول المشفرة) في أوروبا خلال الربع الأخير من العام. هذا الإطار التنظيمي الشامل سيوفر بيئة أكثر أمانًا وشفافية لأسواق العملات المشفرة في الاتحاد الأوروبي، مما يجذب المزيد من رؤوس الأموال من المؤسسات والأفراد.

ديناميكيات والابتكار في البيتكوين

على صعيد سلسلة الكتل (On-chain)، من المتوقع أن يصل معدل التجزئة (hashrate) إلى حوالي 1.2 زيتاهاش/ثانية (ZH/s)، مع ارتفاع صعوبة التعدين نحو 140 تيراهاش (T). هذا النمو في معدل التجزئة وصعوبة التعدين مدفوع بشكل أساسي بنشر واسع النطاق لجيل جديد من أجهزة ASIC (الدوائر المتكاملة محددة التطبيق) المصممة خصيصًا لتعدين البيتكوين، بالإضافة إلى التوسع الجغرافي لعمليات التعدين في مناطق تتمتع بميزة الطاقة المنخفضة التكلفة. وتشمل هذه المناطق باراغواي، وعمان، وأجزاء من إفريقيا، حيث تتوفر مصادر طاقة وفيرة وبأسعار تنافسية. هذه العوامل تساهم في تعزيز أمن شبكة البيتكوين وتها، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين على المدى الطويل.

لكن هذا النمو لا يخلو من التحديات. فمع ارتفاع التكاليف وتسارع المنافسة، سيواجه المعدنون الذين لا يملكون أجهزة تعدين فعالة أو لا يستطيعون الوصول إلى طاقة منخفضة التكلفة صعوبة كبيرة في الحفاظ على الربحية. هذا السيناريو يؤكد على أهمية الكفاءة التشغيلية والبحث عن حلول مستدامة للطاقة. يصبح البقاء في صدارة المنافسة أمراً حاسماً، خاصة بعد أحداث مثل التنصيف (halving) التي تقلل من مكافآت التعدين، مما يضغط على هوامش الربح.

خدمات الهاشريت كخدمة (HaaS) والاستثمار المؤسسي

في الوقت نفسه، تكتسب عروض “الهاشريت كخدمة” (Hashrate-as-a-Service – HaaS) زخماً متزايداً بين المستثمرين المؤسسيين. توفر هذه الخدمات وسيلة أقل خطورة للحصول على التعرض لقطاع التعدين دون الحاجة إلى الاستثمار المباشر في البنية التحتية والمعدات، أو إدارة تعقيدات التشغيل اليومية. يمكن للمستثمرين شراء قوة التجزئة مباشرة من مزودي الخدمة، مما يتيح لهم جني مكافآت التعدين مع تقليل المخاطر المرتبطة بتقلب أسعار الأجهزة أو ارتفاع تكاليف الطاقة. ومع تزايد تفضيل بيئة ما بعد التنصيف للحجم والتنفيذ الاستراتيجي، فإن النصف الثاني من عام 2025 سيختبر قدرة المعدنين على التكيف. فالمشغلون الكبار وذوو الخبرة هم من سيتمكنون من البقاء والازدهار في بيئة تنافسية متزايدة.

يؤكد خبراء TeraHash أن “تعدين البيتكوين في أواخر عام 2025 يتعلق بالدقة، والقدرة على التكيف، والبقاء في الطليعة في نظام يزداد تنافسية مع كل كتلة يتم تعدينها”. هذا يعني أن النجاح لن يكون حليف أولئك الذين يعتمدون على الطرق التقليدية فقط، بل للمبتكرين الذين يتبنون تقنيات جديدة، ويستثمرون في البنية التحتية المستدامة، ويبحثون عن مصادر طاقة صديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة. إنها لعبة تتطلب رؤية استراتيجية طويلة المدى وقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق والتقنية.

سعر البيتكوين: آفاق تتجاوز التوقعات

بينما لجأ عدد معين من المستثمرين إلى جني الأرباح بعد الارتفاعات الأخيرة، لا يزال الشعور الصعودي طويل الأمد سليماً وغير متأثر. فالتوقعات لا تقتصر على نطاق 150 ألف دولار، بل تتعداه بكثير. على سبيل المثال، قدم توم لي من Fundstrat Global Advisors توقعًا أكثر جرأة بأن البيتكوين ستصل إلى 250,000 دولار بحلول نهاية العام. هذا التوقع يعكس الثقة الكبيرة في قدرة البيتكوين على استعادة زخمها وتحقيق مستويات قياسية جديدة، مدعومة بتزايد التبني المؤسسي والتطورات التنظيمية المواتية.

ولم يكن لي الوحيد الذي يحمل هذه النظرة المتفائلة. المستثمر الرأسمالي البارز في وادي السيليكون، تيم درابر، يؤمن أيضًا بأن الأصل المشفر يمكن أن يحقق هذا الإنجاز. تيم درابر، المعروف بتوقعاته الجريئة والصحيحة في كثير من الأحيان حول البيتكوين، يرى أن العملة الرقمية لم تستغل بعد كامل إمكانياتها، وأن الوصول إلى ربع مليون دولار هو مجرد محطة في رحلتها نحو التبني العالمي.

وسط كل هذا الجدل والتفاؤل، ذهب العملاق المالي تشارلز شواب، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي الملياردير لشركة Galaxy Digital، مايك نوفوغراتز، إلى أبعد من ذلك في توقعاتهم. يتوقع كلاهما أن البيتكوين يمكن أن تصل إلى مليون دولار بحلول نهاية عام 2025. هذه التوقعات، على الرغم من أنها قد تبدو خيالية للبعض، تعكس الإيمان المتزايد بأن البيتكوين ليست مجرد أصل مضاربة، بل هي مخزن للقيمة ومتحوط ضد التضخم، ولها القدرة على إعادة تشكيل النظام المالي العالمي. يعتمد هذا التفاؤل على استمرار تدفق رؤوس الأموال المؤسسية، والاعتراف المتزايد بالبيتكوين كأصل مشروع، وتراجع الضغوط التنظيمية مع وضوح الأطر القانونية.

خلاصة: عام البيتكوين الصاعد في الأفق

على الرغم من التراجعات الأخيرة، فإن التوقعات الصعودية للبيتكوين حتى نهاية عام 2025 تظل قوية ومدعومة بمجموعة من العوامل الأساسية والتقنية. من التوقعات المتفائلة بوصول السعر إلى 150 ألف دولار، وصولاً إلى التوقعات الجريئة بالوصول إلى مليون دولار، تظهر ثقة عميقة في مسار البيتكوين. إن تحركات السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي، والوضوح التنظيمي من الهيئات الرقابية مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات وإطار MiCA الأوروبي، بالإضافة إلى التطورات في قطاع التعدين مثل تزايد معدل التجزئة وظهور نماذج أعمال جديدة مثل HaaS، كلها عوامل تدفع البيتكوين نحو آفاق جديدة. مع استمرار تطور هذا المشهد، يبدو أن عام 2025 سيشكل نقطة تحول حاسمة للبيتكوين، مؤكداً مكانتها كأحد أبرز الأصول في العالم الرقمي والمالي.

الحالة الصعودية لا تعتمد فقط على تدفقات الاستثمار، بل أيضاً على النضج التدريجي للسوق. فكلما زادت البنية التحتية، وزادت خيارات الوصول للجميع، زادت السيولة، وبالتالي زاد الاستقرار. إن البيتكوين، بفضل تصميمها اللامركزي ومحدودية عرضها، تقدم ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وهو ما يزيد من جاذبيتها للمستثمرين الباحثين عن حماية لرؤوس أموالهم على المدى الطويل.

مواضيع مشابهة