يوم آخر، قاع تاريخي جديد لعملة PI من شبكة Pi Network: من يبيع؟

في عالم العملات المشفرة، غالبًا ما تكون التقلبات جزءًا لا يتجزأ من الرحلة، ولكن بالنسبة لبعض الأصول، يبدو أن الرحلة تسير في اتجاه واحد فقط: الأسفل. هذا هو حال عملة PI، الرمز الأصلي لشبكة Pi Network، التي تستمر في تسجيل انخفاضات متتالية، لتصل إلى قاع تاريخي جديد.

بعد انخفاض كبير يزيد عن 20% أسبوعيًا، وانهيار مزدوج الرقم في سعرها خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، أصبحت عملة PI في موقف حرج. هذا التدهور المستمر يثير تساؤلات حاسمة بين مؤيدي المشروع والمحللين على حد سواء: من الذي يبيع في مثل هذه الأوقات العصيبة لسعر الأصل الأساسي؟ هل هو فقدان للثقة، أم استسلام للضغط، أم مجرد تحرك محسوب من قبل بعض الأطراف؟

اضطراب في سوق العملات المشفرة الأوسع

يمكن القول بثقة إن الأيام القليلة الماضية كانت مؤلمة للغاية لصناعة العملات المشفرة بأكملها. شهد السوق تبخر أكثر من 250 مليار دولار من إجمالي القيمة السوقية، مما أرسل موجات صدمة عبر كل ركن من أركان هذا الفضاء الرقمي. انخفض سعر البيتكوين، ملك العملات المشفرة، إلى أدنى مستوياته منذ عدة أسابيع، متراجعًا إلى ما دون 113,000 دولار، وهو مستوى لم نشهده منذ فترة ليست بالقصيرة. تبعت العملات البديلة (الآلتكوين) هذا الاتجاه الهبوطي، حيث شهد العديد منها انخفاضات تتراوح بين 5% و10%، مما أثار قلق المستثمرين وهز ثقتهم.

هذه الانخفاضات الواسعة النطاق ليست مفاجئة في سوق يتسم بالتقلبات الشديدة، وغالبًا ما تكون مرتبطة بعوامل اقتصادية كلية أو تغييرات في معنويات السوق العالمية. ومع ذلك، حتى في هذا السياق الهبوطي، فإن أداء عملة PI من شبكة Pi Network كان استثنائيًا في مدى سوئه، مما يجعل حالتها فريدة من نوعها ومثيرة للقلق بشكل خاص.

عملة PI: غوص أعمق في الهاوية

بينما كانت معظم العملات المشفرة تعاني من تصحيحات، فإن عملة PI قد تعرضت لانهيار أشد قسوة. لقد تراجعت عملة Pi بنسبة 16% في اليوم الماضي وحده، وهو رقم مذهل يعكس ضغط بيع هائلاً. على نطاق أوسع، تجاوز الانخفاض الشهري 30%، مما يشير إلى اتجاه هبوطي مستمر لا يبدو أن له نهاية في الأفق القريب.

تجاوز القاع التاريخي

نتيجة لهذه الانخفاضات المتتالية، هبطت عملة PI إلى قاع تاريخي جديد اليوم، مسجلة سعر 0.34 دولار (وفقًا لبيانات CoinGecko). هذا السعر لا يمثل مجرد قاع جديد، بل هو كسر للسجل السلبي السابق الذي تم تسجيله بالأمس، مما يعني أن العملة تواصل تسجيل أدنى مستوياتها يومًا بعد يوم. في بعض البورصات، كان الهبوط في الأسعار أعمق وأكثر حدة، مما دفع المحللين والمتتبعين للسوق إلى التساؤل بجدية حول من يقف وراء هذا البيع المكثف. تساءل محللون بارزون مثل Moon Jeff علنًا على منصات التواصل الاجتماعي: “من يبيع عند هذه المستويات المنخفضة جدًا؟”. هذا السؤال يعكس حيرة المجتمع ويشير إلى أن البيع قد لا يكون من الأطراف العادية أو المضاربين الصغار، بل قد يكون هناك لاعبون أكبر يفرغون محافظهم.

من يبيع ولماذا؟

السؤال الذي يتردد صداه في أوساط مجتمع Pi Network والمراقبين الخارجيين هو: من هم البائعون؟ يمكن أن تكون هناك عدة أطراف محتملة وراء هذا الضغط البيعي الهائل:

• المعدّنون الأوائل والمتبنون الأوائل: قد يكون بعض المستخدمين الأوائل الذين قاموا بتعدين كميات كبيرة من عملات PI عبر هواتفهم المحمولة، يفقدون الصبر مع التقدم البطيء للمشروع وعدم افتتاح الشبكة الرئيسية بشكل كامل. قد يرون في أي فرصة لبيع عملاتهم وسيلة لتحقيق أي قيمة من استثمارهم الوقتي، حتى لو كان السعر منخفضًا.
• المستثمرون الذين فقدوا الثقة: مع كل قاع تاريخي جديد وتأخر في تحقيق الوعود، قد يقرر بعض المستثمرين والمستخدمين أن الوقت قد حان للتخلي عن العملة، خاصة إذا كانوا قد اشتروها بأسعار أعلى أو يخشون المزيد من الانخفاض.
• مستخدمو الشبكة المغلقة: بما أن شبكة Pi Network لا تزال تعمل في مرحلة “الشبكة المغلقة” (Enclosed Mainnet)، فإن الإمكانية الوحيدة للتداول للعديد من المستخدمين هي من خلال أطراف ثالثة غير رسمية أو من خلال عمليات تبادل معقدة قد تعرضهم لمخاطر. قد يكون هؤلاء هم من يبيعون العملة للحصول على سيولة بأي ثمن.
• المضاربون: قد يكون بعض المضاربين الذين حصلوا على العملة من خلال آليات معينة يبيعونها مع أول علامة على الضعف، أو حتى يراهنون على انخفاض السعر لتحقيق أرباح.
• رد فعل على عدم وجود منفعة حقيقية: على الرغم من قاعدة المستخدمين الضخمة لـ Pi Network، فإن العملة تفتقر إلى منفعة واضحة وواسعة النطاق خارج نظامها البيئي المغلق. هذا النقص في حالات الاستخدام الحقيقية يقلل من حافز الاحتفاظ بالعملة ويزيد من الرغبة في بيعها.

فك تجميد العملات (Token Unlocks): محفز أم بصيص أمل؟

يأتي هذا الانهيار في الأسعار بعد فترة ضخمة من فك تجميد العملات لـ Pi، حيث تجاوز العدد اليومي للعملات المحررة في كثير من الأحيان 10 ملايين عملة. تُشكل هذه العملية ضغطًا بيعيًا طبيعيًا على العملة، حيث يصبح المزيد من العملات متاحًا للتداول، مما يزيد من المعروض ويؤدي إلى انخفاض الأسعار في غياب طلب كافٍ.

تأثير عمليات فك التجميد الضخمة

عمليات فك تجميد العملات هي جزء طبيعي من دورة حياة العديد من العملات المشفرة، وهي غالبًا ما تكون مجدولة مسبقًا لإطلاق العملات للمطورين أو المستثمرين أو المستخدمين الأوائل. ومع ذلك، عندما تكون الكميات كبيرة جدًا، فإنها يمكن أن تغرق السوق وتؤدي إلى انخفاضات حادة. شهدت عملة PI في الأشهر الأخيرة، وتحديدًا في يونيو ويوليو، إطلاق أكثر من 7 ملايين عملة يوميًا، مما أوجد ضغط بيع مستمرًا وكبيرًا كان من الصعب على السوق استيعابه.

بصيص أمل: تقليل فك التجميد في المستقبل؟

لحسن الحظ، تظهر البيانات المستقاة من PiScan بصيصًا من الأمل في المستقبل القريب. من المقرر أن يتم تخفيض عمليات فك تجميد العملات في الشهر المقبل. ووفقًا للبيانات، لن يشهد سوى يومين فقط إطلاق أكثر من 7.5 مليون عملة، وهو انخفاض ملحوظ عن المستويات الحالية. سيكون متوسط عدد العملات التي سيتم إطلاقها خلال الشهر المقبل حوالي 5.3 مليون عملة، وهو أقل بكثير من متوسط 7 ملايين عملة أو أكثر الذي شهدناه في يونيو ويوليو.

هذا التخفيض في معدل فك التجميد يمكن أن يقلل من ضغط البيع الفوري على عملة Pi، وربما يوقف هذا الهبوط الحر، على الأقل في الوقت الحالي. عندما يكون المعروض الجديد أقل، يمكن أن يساعد ذلك في استقرار السعر أو حتى إتاحة الفرصة للتعافي إذا زاد الطلب أو تحسنت المعنويات العامة للمشروع.

الطريق أمام شبكة Pi Network

إن التحديات التي تواجه Pi Network وعملتها PI ليست بالهينة. فبالإضافة إلى ضغط البيع الناتج عن فك التجميد وتذبذبات السوق الأوسع، هناك قضية الشبكة الرئيسية المغلقة التي تحد من السيولة وتعيق التبني الواسع. يرى العديد من المستخدمين أن إطلاق الشبكة الرئيسية المفتوحة (Open Mainnet) هو المفتاح لزيادة قيمة العملة وتوفير منفعة حقيقية لها.

ولكن متى سيحدث هذا؟ لا تزال الإدارة المركزية للمشروع تتحكم بشكل كبير في الجدول الزمني، وهذا يثير قلق البعض ويدفعهم إلى بيع عملاتهم بدافع الإحباط. تعتمد Pi Network بشكل كبير على قاعدة مستخدميها الكبيرة ونموذجها الفريد للتعدين عبر الهاتف المحمول. لكن للحفاظ على هذه القاعدة، يجب على المشروع أن يظهر تقدمًا ملموسًا وأن يوفر أسبابًا مقنعة للاحتفاظ بالعملة بدلاً من بيعها.

يبقى السؤال: هل ستتمكن Pi Network من التغلب على هذه العقبات واستعادة ثقة مجتمعها؟ أم أننا سنشهد المزيد من القيعان التاريخية قبل أن يلوح أي أمل في الأفق؟ إن الإجابة تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك قرار الفريق بإطلاق الشبكة الرئيسية المفتوحة، وتطوير حالات استخدام حقيقية للعملة، وقدرة المجتمع على الصمود أمام هذه التقلبات.

الخلاصة

تشهد عملة PI من شبكة Pi Network فترة عصيبة، حيث سجلت أدنى مستوياتها التاريخية مرارًا وتكرارًا. يعود هذا الانخفاض الحاد جزئيًا إلى التراجع العام في سوق العملات المشفرة، ولكن بشكل خاص إلى عمليات فك تجميد العملات الكبيرة التي تغذي ضغط البيع. السؤال “من يبيع؟” يظل محور النقاش، مما يشير إلى أن بعض المستخدمين الأوائل والمستثمرين يفقدون الأمل في المشروع.

على الرغم من التحديات، فإن التخفيضات المجدولة في عمليات فك تجميد العملات خلال الشهر المقبل قد توفر بصيص أمل وتخفف من ضغط البيع الفوري. ومع ذلك، فإن مستقبل عملة PI وقيمتها سيعتمدان في النهاية على إطلاق شبكة رئيسية مفتوحة بالكامل وتطوير حالات استخدام حقيقية وواسعة النطاق. حتى ذلك الحين، سيظل مجتمع Pi Network يترقب بحذر ويتساءل عما يخبئه الغد لعملتهم المشفرة المحبوبة.

“`