ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

تراجع البيتكوين: هل نسبة قوة الشراء في باينانس تؤشر لتصحيح أعمق؟




تراجع البيتكوين دون 115 ألف دولار مع انهيار نسبة قوة الشراء في باينانس

تراجع ال دون 115 ألف مع انهيار نسبة قوة الشراء في باينانس

شهدت عملة البيتكوين (BTC) تراجعاً ملحوظاً في وقت سابق اليوم، لتنزلق دون مستوى 115,000 دولار أمريكي لأول مرة منذ السادس من أغسطس. هذا التراجع أثار مخاوف جدية بين المستثمرين والمحللين على حد سواء، مشيراً إلى احتمالية تضاؤل الزخم الصعودي الذي كانت تتمتع به العملة المشفرة الرائدة. يأتي هذا الانخفاض في ظل مؤشرات مقلقة من “نسبة قوة الشراء في باينانس” (Binance Buying Power Ratio)، والتي توحي بتراجع محتمل في الطلب على البيتكوين، مما قد يمهد الطريق لتصحيح أعمق في الأسعار.

إن فهم العوامل التي تؤثر على أسعار العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين التي تعد حجر الزاوية في سوق التشفير، أمر بالغ الأهمية. ففي بيئة السوق المتقلبة، يمكن أن تقدم مؤشرات مثل نسبة قوة الشراء في باينانس رؤى قيمة حول ديناميكيات العرض والطلب الحالية، مما يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مستنيرة. التراجع الأخير يسلط الضوء على حساسية السوق تجاه تدفقات رأس المال ومشاعر المستثمرين، مؤكداً على أهمية مراقبة المؤشرات الفنية والاقتصادية بشكل مستمر لتوقع التحركات المستقبلية وتخفيف المخاطر.

نسبة قوة الشراء في باينانس تدق ناقوس الخطر

وفقًا لمنشور “Quicktake” على CryptoQuant، والذي كتبه المحلل المساهم “Crazzyblockk”، تُعد نسبة قوة الشراء في باينانس مؤشراً موثوقاً به للصحة العامة للسوق. وقد أوضح المحلل أن القراءة الحالية لهذه النسبة تشير بوضوح إلى انخفاض محتمل في سعر البيتكوين. هذا المؤشر، الذي يراقبه العديد من المحللين عن كثب، يعكس التوازن بين تدفقات (Stablecoins) إلى منصة باينانس وخروج البيتكوين منها، مما يعطي صورة واضحة عن مدى توفر رأس المال الجديد المخصص لشراء البيتكوين مقارنة بحجم البيتكوين الذي يغادر المنصة. هذا التوازن الحيوي هو ما يحدد قدرة السوق على امتصاص ضغوط البيع والحفاظ على مساره الصعودي.

ما هي نسبة قوة الشراء في باينانس؟

لفهم هذا المؤشر بشكل أفضل، يجب أن نعرف أنه يقيس تدفقات العملات المستقرة مثل USDT و USDC التي تدخل منصة باينانس، مقابل تدفقات البيتكوين التي تخرج من المنصة. بعبارة أخرى، يوضح المؤشر حجم رأس المال الجديد المتاح لشراء البيتكوين مقارنة بكمية البيتكوين التي يتم سحبها من التبادل. تعكس النسبة المرتفعة قوة شرائية قوية وسيولة وفيرة، مما يشير إلى وجود طلب كبير على البيتكوين. على النقيض من ذلك، فإن الانخفاض الحاد في النسبة يشير إلى ضعف الطلب وزيادة خطر التصحيح السعري، مما يجعلها أداة حاسمة للمحللين والمستثمرين على حد سواء:

  • نسبة مرتفعة: تدل على قوة شرائية قوية وسيولة وفيرة، مما يعني وجود الكثير من العملات المستقرة التي تدخل المنصة لشراء البيتكوين. هذا يعكس عادة معنويات صعودية وثقة في السوق، حيث يتدفق رأس المال بنشاط لدعم الأسعار.
  • نسبة منخفضة: تشير إلى ضعف الطلب وزيادة مخاطر التصحيح، حيث يخرج البيتكوين أكثر مما يدخل من عملات مستقرة لشراءه. هذا السيناريو يدل على تراجع اهتمام المستثمرين أو تحولهم إلى وضع الحذر، مما يزيد من احتمالية انخفاض الأسعار.

التراجع الأخير في النسبة

في الآونة الأخيرة، عانت هذه النسبة من انخفاض حاد، مما أصدر ما وصفه المحلل بـ “تحذير نموذجي” قبل انخفاض سعر البيتكوين الأخير مباشرة. شهد هذا التصحيح انخفاض البيتكوين من أعلى مستوى له بلغ 124,474 دولاراً أمريكياً في 13 أغسطس، إلى أدنى مستوى له وصل إلى 114,786 دولاراً أمريكياً في وقت سابق اليوم. هذا الانخفاض الدراماتيكي في السعر يعكس بشكل مباشر تأثير تراجع قوة الشراء في باينانس، ويؤكد على دور المنصة كمحور رئيسي لحركة رأس المال في الرقمية.

أشار المحلل Crazzyblockk إلى أن النسبة بلغت ذروتها عند 2.01 في 14 أغسطس، مما يشير إلى ذروة ضغط الشراء. في ذلك اليوم، مقابل كل دولار واحد من البيتكوين ينتقل إلى محافظ التخزين البارد، دخل أكثر من دولارين من العملات المستقرة إلى السوق، مما يعكس شهية قوية للشراء وسيولة وفيرة تغذي السوق الصعودي. كانت هذه الفترة تمثل ذروة الثقة والطلب من جانب المستثمرين، حيث كان رأس المال الجديد يتدفق بقوة إلى باينانس لدعم عمليات شراء البيتكوين ودفع الأسعار نحو مستويات قياسية.

ولكن، في الأيام التالية – وتحديداً من 16 إلى 17 أغسطس – شهدت النسبة انعكاساً حاداً، حيث انهارت إلى -0.81 خلال 48 ساعة فقط. هذا التحول السريع يشير إلى أن قوة الشراء التي كانت موجودة سابقاً بدأت في التلاشي بسرعة غير متوقعة. نتيجة لذلك، غادرت قوة شرائية أكبر منصة باينانس مما دخلها، مما يؤكد أن المصدر الرئيسي ل سوق البيتكوين قد استُنفد. هذا النمط من التدفقات الخارجة يعكس تحولاً في معنويات السوق من التفاؤل إلى الحذر أو حتى التشاؤم، حيث يفضل المستثمرون سحب رؤوس أموالهم أو تقليل تعرضهم للبيتكوين في ظل تصاعد المخاطر المحتملة.

تأثير الانهيار على سعر البيتكوين

بعد هذا التراجع الكبير في نسبة قوة الشراء، شهدت البيتكوين تصحيحاً سعرياً مستمراً، حيث انخفضت بنسبة 4.7% على مدار الأيام السبعة الماضية. تتأرجح العملة المشفرة حالياً بقليل دون مستوى 115,000 دولار أمريكي، بينما يقع مستوى الدعم الرئيسي التالي لها عند حوالي 110,000 دولار أمريكي. يُعد مستوى الدعم هذا حرجاً للغاية، حيث قد يحدد ما إذا كان التراجع الحالي سيستمر نحو مستويات أدنى أو سيشهد السوق ارتداداً. أي اختراق لهذا المستوى قد يؤدي إلى مزيد من الانخفاضات، مما قد يختبر مستويات دعم أعمق ويعزز المخاوف بشأن استدامة الزخم الصعودي.

في ختام تحليله، أكد Crazzyblockk على الأهمية البالغة لمنصة باينانس في سوق العملات الرقمية. قال: “يُثبت هذا التحليل أن باينانس هي مركز الثقل في السوق. تدفقات رأس المال فيها تمثل نظام إنذار مبكر. إن انخفاض نسبة قوة الشراء يشير إلى استنفاد السيولة وارتفاع مخاطر التصحيح. بالنسبة لأي محلل جاد، فإن مراقبة باينانس ليست خياراً – بل هي ضرورة.” هذا التأكيد يشدد على أن منصة باينانس، بفضل حجم تداولاتها الهائل ومكانتها كأكبر بورصة للعملات الرقمية، توفر نافذة فريدة على ديناميكيات السوق الكلية وتغيرات مشاعر المستثمرين، مما يجعل بياناتها لا غنى عنها لأي تحليل دقيق.

كيف سيكون أداء البيتكوين في سبتمبر؟

مع اقتراب نهاية الشهر الحالي، تتجه الأنظار نحو أداء البيتكوين في سبتمبر. إذا نجحت البيتكوين في تجنب الانزلاق دون مستوى 110,000 دولار أمريكي، فإن نموذج أساس التكلفة لحاملي المدى القصير (short-term holder cost basis model) يشير إلى أن مستوى المقاومة الرئيسي التالي يقع حول 127,000 دولار أمريكي. قد يؤدي الاختراق القوي فوق هذا المستوى إلى دفع سعر البيتكوين نحو 140,000 دولار أمريكي، مما يعيد الزخم الصعودي الذي تراجع مؤخراً. هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على تدفقات رأس المال الجديدة والمعنويات الإيجابية التي يمكن أن تدعم هذا الارتفاع.

يقدم نموذج أساس التكلفة رؤى قيمة حول مستويات الأسعار التي يميل فيها المستثمرون قصيرو الأجل (الذين يمتلكون البيتكوين لأقل من 155 يوماً) إلى الشراء. عندما يتجاوز سعر البيتكوين متوسط تكلفة هؤلاء المستثمرين، فإنه يشير إلى أنهم في حالة ربح، مما يمكن أن يحفز المزيد من الشراء أو الاحتفاظ بالعملة. وعلى العكس، إذا انخفض السعر إلى ما دون أساس تكلفتهم، فقد يؤدي ذلك إلى ضغوط بيع مع سعيهم للحد من الخسائر. لذا، فإن تجاوز مستوى 127,000 دولار سيشير إلى أن شريحة كبيرة من المستثمرين قصيري الأجل قد عادت إلى الربحية، مما قد يوفر قاعدة دعم قوية لمزيد من الارتفاع وثقة متزايدة في استمرارية الاتجاه الصعودي.

تحذيرات و المحللين

في منشور منفصل على منصة X (تويتر سابقاً)، صرح محلل العملات المشفرة “KillaXBT” بأن البيتكوين يجب أن يحافظ على سعره فوق مستوى 115,787 دولاراً أمريكياً لاستهداف النطاق بين 125,000 و 127,000 دولار أمريكي في سبتمبر. هذا المستوى يعتبر حاسماً للحفاظ على المسار الصعودي المحتمل، ويجب أن يراقبه المستثمرون عن كثب. ومع ذلك، حذر المحلل من أنه حتى لو افتتحت البيتكوين الشهر محققة أعلى مستوى لها على الإطلاق، فقد لا يضمن ذلك زخماً صعودياً مستداماً. هذا التحذير يعكس الطبيعة المتقلبة لسوق العملات الرقمية، حيث يمكن أن تتغير الظروف بسرعة، ويجب على المستثمرين توخي الحذر حتى في فترات الارتفاع، والتركيز على إدارة المخاطر وتجنب التفاؤل المفرط.

في وقت كتابة هذا ال، تتداول عملة البيتكوين عند حوالي 114,988 دولاراً أمريكياً، بانخفاض قدره 2.4% خلال الـ 24 ساعة الماضية. هذا التراجع اليومي يؤكد على أن السوق لا يزال تحت تأثير ضغوط البيع والمخاوف من استمرار التصحيح. يتطلع المستثمرون الآن إلى رؤية ما إذا كانت مستويات الدعم الحالية ستصمد، أو إذا كانت العملة ستشهد تراجعاً أعمق نحو مستوى 110,000 دولار. الأيام القادمة ستكون حاسمة لتحديد اتجاه البيتكوين على المدى القصير والمتوسط، ومعرفة ما إذا كان السوق سيعود إلى مساره الصعودي أم سيواجه المزيد من التحديات.

الاستنتاج والآفاق المستقبلية

إن تراجع البيتكوين الأخير دون 115,000 دولار، بالإضافة إلى الانخفاض الحاد في نسبة قوة الشراء في باينانس، يسلط الضوء على هشاشة الزخم الصعودي الحالي. تؤكد هذه المؤشرات على أهمية مراقبة تدفقات رأس المال ومشاعر المستثمرين بشكل مستمر. بينما تشير بعض النماذج إلى إمكانية الارتداد نحو مستويات أعلى في سبتمبر إذا تم الحفاظ على مستويات دعم معينة، فإن تحذيرات المحللين من عدم ضمان استمرارية الزخم الصعودي تظل قائمة. التحديات الاقتصادية الكلية والتغيرات التنظيمية يمكن أن تضيف أيضاً طبقات من التعقيد إلى توقعات الأسعار.

على المستثمرين أن يظلوا يقظين وأن يتابعوا عن كثب تطورات السوق، خاصة المؤشرات الرئيسية مثل نسبة قوة الشراء في باينانس. قد تكون التقلبات الحالية فرصة للمستثمرين على المدى الطويل لتراكم الأصول بأسعار أقل، ولكنها تتطلب استراتيجية حذرة وإدارة مخاطر صارمة في الأجل القصير. يبقى سوق العملات الرقمية بيئة ديناميكية، تتطلب فهماً عميقاً للمؤشرات الفنية والأساسية لاتخاذ قرارات ية صائبة، والتحلي بالصبر والمرونة لمواجهة التغيرات المفاجئة.

الصورة المميزة من Unsplash، الرسوم البيانية من CryptoQuant و TradingView.com.

مواضيع مشابهة