ektsadna.com
أخبار العملات الرقميةأخبار عامة

قرار الفيدرالي يُشعل ترقب أسواق العملات المشفرة: هل تتجه البيتكوين نحو 112 ألف دولار؟

قرار الفيدرالي يُشعل ترقب أسواق العملات المشفرة: هل تتجه ال نحو 112 ألف ؟

تتجه أنظار المستثمرين والمتداولين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المشفرة الديناميكي، نحو الاجتماع المرتقب للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) التابعة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذا الاجتماع، الذي يحمل في طياته قرارًا حاسمًا بشأن أسعار الفائدة، يُنظر إليه على أنه نقطة تحول محتملة يمكن أن تُحدث موجات تأثير واسعة النطاق في الأسواق المالية. مع متزايدة بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، يزداد التساؤل حول مدى تأثير هذه الخطوة على أصول المخاطرة، وفي طليعتها عملة البيتكوين الرقمية الرائدة. هل نحن على أعتاب فترة من التقلبات القصيرة الأجل التي ستُمهد الطريق لارتفاع كبير، أم أن هناك مفاجآت أخرى تنتظر الأسواق؟ يرى العديد من المحللين البارزين أن هذا القرار قد يكون بمثابة الشرارة التي يحتاجها سوق العملات المشفرة ليدخل مرحلة صعودية جديدة، مع إمكانية وصول سعر البيتكوين إلى مستوى 112 ألف دولار أمريكي، بينما يحذر آخرون من ضرورة الاستعداد لبعض الاضطرابات المؤقتة قبل أي انطلاق صعودي مستدام. هذا الترقب يضع المستثمرين أمام خيارات صعبة تتطلب دراسة متأنية ووعيًا بجميع السيناريوهات المحتملة.

اجتماع الفيدرالي المرتقب: توقعات السوق وتأثير أسعار الفائدة على البيتكوين

يعتبر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) حدثًا اقتصاديًا بالغ الأهمية، حيث تُبنى عليه العديد من التوقعات والقرارات الية. تشير البيانات الحديثة وات الخبراء إلى أن هناك فرصة ساحقة، تصل إلى 96%، لتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في هذا الاجتماع. هذه الخطوة، إن حدثت، ستكون لها تداعيات مباشرة وغير مباشرة على العديد من القطاعات الاقتصادية، ومن ضمنها بالطبع سوق العملات المشفرة.

كما أشار المحلل المالي الشهير Lark Davis، الذي يتابعه الآلاف عبر X، فإن قاعدة بسيطة في الاقتصاد تُملي أن “رأس المال الرخيص” هو المحرك الرئيسي لأصول المخاطرة. فعندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الاقتراض أقل تكلفة بالنسبة للشركات والأفراد، مما يشجع على الاستثمار والإنفاق، ويدفع المستثمرين للبحث عن عوائد أعلى في الأصول الأكثر خطورة مثل الأسهم والعملات المشفرة. وهذا غالبًا ما يؤدي إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار. ومع ذلك، حذر ديفيس أيضًا من أن الأسواق نادراً ما تتحرك في خط مستقيم. يمكن أن تشهد فترة ما بعد الإعلان تقلبات كبيرة، وما يُعرف بـ”بيع الخبر” (sell-the-news) حيث يتخلص بعض المتداولين من مراكزهم لتحقيق أرباح سريعة، مما يؤدي إلى تراجع مؤقت قبل أن تستعيد الأسعار زخمها الصعودي بناءً على الأساسيات الأقوى. هذا يدعو إلى الحذر الشديد والتحلي بالصبر، ففهم هذه الديناميكيات أمر جوهري للمستثمرين.

التاريخ يعيد نفسه؟ نظرة على أداء البيتكوين بعد تخفيضات الفيدرالي السابقة

للحصول على فهم أعمق للوضع الحالي، غالبًا ما نلجأ إلى تحليل البيانات التاريخية. وهنا تبرز ملاحظات المتداول المخضرم Sykodelic، الذي أشار إلى كيف حققت البيتكوين قفزة هائلة بلغت 77% في غضون ثلاثة أشهر فقط بعد آخر تخفيض كبير لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في عام 2024. الأمر المثير للدهشة هو أن الإعداد الحالي للسوق يبدو متطابقًا تقريبًا مع ما كان عليه الوضع في تلك الفترة، مع استمرار البيتكوين في مرحلة تماسك استمرت شهرين قبيل هذا القرار المرتقب.

ما يميز الوضع الحالي، وفقًا لـSykodelic، هو غياب “الارتفاع المسبق” (pre-cut rally) الذي يسبق عادة مثل هذه القرارات. هذا الغياب قد يجعل رد الفعل الصعودي بعد التخفيض، إن حدث، أقوى بكثير وأكثر انفجارًا، حيث لم يتم استيعاب التوقعات الإيجابية بالكامل في الأسعار بعد.

وفيما يتعلق بالمستويات السعرية الحاسمة، اقترح Sykodelic أن مستوى 112.5 ألف دولار قد يمثل “أرضية” دعم قوية على المدى القصير للبيتكوين، في حال شهدت تراجعًا أوليًا على خلفية القرار قبل أن تستعيد قوتها وتصعد إلى مستويات أعلى. ليس هذا فحسب، بل أضاف أن (Altcoins) يمكن أن تشهد “ارتفاعات جديدة” مع تدفق السيولة الناتجة عن تخفيض الفائدة إلى السوق بشكل أوسع. تدعم البيانات التاريخية هذه التوقعات، حيث تُظهر أن تخفيضات أسعار الفائدة التي تحدث خلال فترات ارتفاع أسواق الأسهم غالبًا ما تؤدي إلى ارتفاعات قوية في أسعار الأسهم خلال العام التالي. يجمع المحللون على أن هذا المزيج من تكاليف الاقتراض الأرخص وارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين يمكن أن يخلق ظروفًا مثالية لتحرك صعودي واسع النطاق في سوق العملات المشفرة بأكمله.

استعداد سوق العملات المشفرة للتقلبات: كيف يتأهب المستثمرون؟

مع اقتراب موعد إعلان قرار الفيدرالي، يستعد المستثمرون في سوق العملات المشفرة لفترة من التقلبات السعرية السريعة. يخطط العديد من المتداولين لاتباع استراتيجية “شراء الانخفاضات” (buying the dips) في حال شهدت البيتكوين تراجعًا أوليًا على خلفية الإعلان. ينظر هؤلاء المتداولون إلى خطوة الفيدرالي كتطور إيجابي يدفع السوق نحو الصعود على المدى الطويل، حتى لو أدت ردة الفعل الأولية إلى “طرد الأيدي الضعيفة” (shaking out weak hands) – أي إخراج المتداولين الأقل خبرة أو الذين لا يتحملون المخاطر.

تُظهر بيانات السوق الفورية أن البيتكوين تحافظ على استقرارها بالقرب من مستويات دعم رئيسية قبيل الإعلان. ويعتقد المحللون أن أي كسر لهذه المستويات قد يؤدي إلى عمليات “البحث عن السيولة” (liquidity hunts) حيث تستهدف الحيتان (كبار المتداولين) نقاط الوقف للمتداولين الصغار قبل أن ترتد الأسعار بقوة. وتشير بيانات “الفائدة المفتوحة” (open interest) و”معدلات ال” (funding rates) في سوق العقود الآجلة إلى أن المتداولين يميلون بشكل عام نحو الاتجاه الصعودي، ولكنهم يظلون حذرين ويضعون في اعتبارهم احتمالية التقلبات قصيرة المدى. إن إدارة المخاطر وتحديد نقاط الدخول والخروج بدقة يصبح أمرًا بالغ الأهمية في مثل هذه الظروف.

العملات البديلة (Altcoins) وموجة السيولة المرتقبة: هل نشهد ارتفاعات تاريخية؟

لا يقتصر الترقب على البيتكوين وحدها، بل يراقب متداولو العملات البديلة (Altcoins) الوضع عن كثب بنفس القدر من الاهتمام. فالتاريخ يُظهر أن البيتكوين غالبًا ما تكون هي الشرارة الأولى التي تشعل حماس السوق، تليها بعد ذلك موجة من “تدوير رأس المال” (capital rotation) من البيتكوين إلى العملات الرقمية الأصغر ذات القيمة السوقية الأقل. إذا تمكنت البيتكوين من اختراق مستوياتها المقاومة الرئيسية والصعود بقوة، فإن هذا السيناريو من تدوير رأس المال يمكن أن يتسارع، مما يدفع العملات البديلة إلى تحقيق مكاسب كبيرة، وربما يدفع القيمة السوقية الإجمالية لسوق العملات المشفرة إلى مستويات قياسية جديدة لم نشهدها من قبل.

مع ذلك، يشدد المتداولون على أن حركة الأسعار قد تكون فوضوية وغير منظمة في الساعات التي تلي بيان الفيدرالي مباشرة. ولهذا، ينصحون بالتحلي بالصبر الشديد والمراقبة الدقيقة لحجم التداول (volume) خلال التحركات الأولى التي تلي إعلان التخفيض. إن فهم ديناميكيات السوق والتصرف بحكمة، بدلاً من الاندفاع العاطفي، سيكون مفتاح النجاح في هذه الفترة الحساسة. فالفرص الكبيرة غالبًا ما تأتي مع مخاطر كبيرة، والاستعداد الجيد هو ما يفصل بين المستثمر الناجح وغيره.

الخاتمة: الاستعداد للمرحلة التالية في سوق التشفير

في الختام، يقف سوق العملات المشفرة على مفترق طرق حاسم للغاية مع اقتراب قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. بينما تشير التوقعات التاريخية والتحليلات الفنية إلى إمكانية حدوث صعود كبير للبيتكوين والعملات البديلة على المدى الطويل، يجب على المستثمرين الاستعداد الكامل للتقلبات القصيرة الأجل التي قد تسبق هذا الصعود. إن التخطيط الجيد لاستراتيجيات التداول، والمراقبة المستمرة للأخبار الاقتصادية وتقارير السوق، واتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على التحليل وليس العاطفة، ستكون العوامل الحاسمة في الاستفادة القصوى من هذه الفرصة المحتملة في سوق العملات المشفرة. ابقوا على اطلاع دائم، وكونوا مس للمرحلة التالية في عالم التشفير المثير والمتغير باستمرار. هذه اللحظات هي التي تشكل مستقبل الأسواق المالية، ومن يمتلك المعرفة والاستعداد سيكون الأقدر على تحقيق النجاح.

مواضيع مشابهة