ektsadna.com
أخبار العملات الرقميةأخبار عامة

خبير يوضح: لماذا لن تكون سولانا بديلاً لإيثيريوم أبدًا؟

خبير يوضح: لماذا لن تكون سولانا بديلاً لإيثيريوم أبدًا؟

لطالما كان النقاش حول إمكانية أن تحلّ واحدة محل أخرى موضوعًا ساخنًا في عالم العملات المشفرة. مؤخرًا، اشتعل الجدل مجددًا حول منصتي إيثيريوم (Ethereum) وسولانا (Solana)، حيث يرى البعض أن سولانا، بفضل سرعة معاملاتها العالية، يمكن أن تكون بديلاً لإيثيريوم. لكن خبراء الصناعة يقدمون منظورًا مختلفًا، مؤكدين أن المقارنة بينهما سطحية ومضللة، وأن لكل منهما دورًا فريدًا لا يتنافسان عليه بالضرورة.

وفقًا لرؤى خبير الصناعة ويليام موغاير (William Mougayar)، فإن سولانا لن ترقى أبدًا إلى مستوى إيثيريوم، وذلك لأسباب جوهرية تتعلق بالتصميم، الغرض، ومكانة كل منهما في النظام البيئي الأوسع. في حين قد تبدو المنصتان متشابهتين ظاهريًا، فإن الفهم العميق لبنيتهما يكشف عن اختلافات أساسية تضعهما في مسارين متباعدين.

إيثيريوم يحافظ على ميزة طبقة التسوية المحايدة

تكمن قوة إيثيريوم الحقيقية، كما أشار ويليام موغاير في سلسلة تغريدات حديثة، في بنيتها المعمارية الطبقية وقابليتها للتركيب. لم تُصمم إيثيريوم لتكون سلسلة بلوكتشين تركز على السرعة القصوى، بل لتعمل كطبقة تسوية عالمية محايدة. هذا يعني أنها تركز على توفير أساس آمن وموثوق للعديد من التطبيقات والبروتوكولات، بدلاً من السعي لتعظيم أعداد المعاملات في الثانية على حساب الجوانب الأخرى.

من أهم العوامل التي تميز إيثيريوم هي نموذجها الأمني القوي، وحوكمتها الة، والنظام البيئي المتنامي لـ”الرول أبس” (Rollups) أو حلول الطبقة الثانية. هذه المكونات تضمن أن إيثيريوم تبقى بنية تحتية جديرة بالثقة وغير متحيزة. شدد موغاير على أن هدف إيثيريوم ليس زيادة الرسوم إلى أقصى حد، بل بناء بنية تحتية ذات مصداقية. ووصف مقارنة إيرادات الرسوم بصحة الشبكة بمنطق خاطئ، وشبهه بالحكم على الإنترنت بناءً على إيرادات رسوم المرور. هذه الفلسفة تؤكد التزام إيثيريوم بتوفير عامة ومفتوحة للجميع، دون التركيز على تحقيق الأرباح قصيرة المدى.

يُعد تأثير الشبكة (Network Effect) عاملاً رئيسيًا آخر يدعم هيمنة إيثيريوم. تتربع مليارات الات من والأصول المرمزة بالفعل على شبكة إيثيريوم. وقد سلط ويليام الضوء على دور المؤسسات الكبيرة مثل بلاك روك (BlackRock) وفرانكلين تمبلتون (Franklin Templeton)، التي اختارت إيثيريوم لجهودها في ترميز الأصول. هذا التبني المؤسسي يؤكد الثقة العميقة في أمن واستقرار إيثيريوم، مما يعزز مكانتها كمعيار للابتكار في البلوكتشين.

علاوة على ذلك، يوسع النظام البيئي للطبقة الثانية في إيثيريوم من قابليتها للتوسع دون المساومة على حياديتها. تتولى حلول الرول أبس معالجة معظم المعاملات، بينما تظل إيثيريوم مسؤولة عن تأمينها. هذا النموذج الطبقي، بحسب الخبراء، يجعل إيثيريوم أكثر قوة ومرونة على المدى الطويل، مما يسمح لها بالنمو والتكيف مع المتطلبات المتزايدة دون التضحية باللامركزية أو الأمن.

سرعة سولانا تأتي بتنازلات ومخاطر

في المقابل، تأتي سرعة سولانا وإنتاجيتها العالية بتكلفة باهظة. حذر الخبير موغاير من أن متطلبات الأجهزة العالية والطلب الكبير على المدققين (Validators) في شبكة سولانا تخلق مخاطر مركزية. فكلما زادت متطلبات تشغيل المدقق، قل عدد الأفراد أو الكيانات القادرة على تشغيل واحد، مما يؤدي إلى تركيز السلطة في أيدي عدد قليل من المدققين الكبار، وهذا يتعارض مع مبدأ اللامركزية الذي هو أساس البلوكتشين.

وصف النظام البيئي لسولانا بأنه أضيق نطاقًا، حيث يلبي بشكل أساسي احتياجات الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وال، والتداول عالي التردد (High-Frequency Trading). في حين أن هذه المجالات تتطلب سرعة وكفاءة عالية، إلا أنها لا تمثل الطيف الكامل للتطبيقات التي يمكن أن تستضيفها شبكة بلوكتشين عالمية. كما أشار ويليام إلى أن مؤيدي سولانا غالبًا ما يعتمدون على “مقاييس الغرور” (Vanity Metrics) مثل حجم التداول المرتفع في البورصات اللامركزية (DEX) أو لقطات إيرادات التطبيقات. ولكن عند ال الدقيق، يتضح أن جزءًا من هذا النشاط يشمل الروبوتات (Bots)، والحوافز، وتداول عملات الميم (Meme Coins) قصيرة الأجل، مما يقلل من مصداقية هذه المقاييس كمؤشرات للصحة الحقيقية للشبكة.

إيثيريوم يهيمن على ال اللامركزوي ورأس مال التطبيقات

يظل إيثيريوم متصدرًا في تبني التمويل اللامركزي (). البروتوكولات الأساسية مثل يوني سواب (Uniswap)، وآفي (Aave)، وكيرف (Curve)، وليدو (Lido) تتمتع بسيولة أعمق ومستويات ثقة أعلى. يرى المحللون أن هذا العمق هو ما يجذب رأس المال المؤسسي والمستخدمين على المدى الطويل، حيث يبحث المستثمرون الكبار عن منصات تتمتع بتاريخ مثبت من الأمان والاستقرار واللامركزية.

على صعيد رأس مال التطبيقات، تهيمن إيثيريوم على أكثر من 90% من إجمالي رأس مال التطبيقات على شبكتها الرئيسية وحلول الرول أبس الخاصة بها. بينما تظل حصة سولانا ضئيلة، مما يوضح الفجوة الهائلة بين النظامين البيئيين. هذه الأرقام تتحدث عن نفسها، وتؤكد أن المطورين وال الكبرى لا يزالون يفضلون بناء حلولهم على إيثيريوم بسبب أمانها وموثوقيتها وقاعدة مستخدميها الواسعة.

على الرغم من أن سولانا قد تستمر في النمو وتجد مكانتها في قطاعات محددة، إلا أن ويليام موغاير يراها “سلسلة متخصصة” (Niche Chain). يرى أن مستقبلها يكمن في استضافة التطبيقات التي تتطلب إنتاجية عالية ولكنها لا تتطلب بالضرورة ثقة مؤسسية عميقة. أما إيثيريوم، فتبقى “إنترنت البلوكتشين”، وليست مجرد سلسلة أخرى في هذا المزيج. فهي البنية التحتية التي تُبنى عليها الغالبية العظمى من الابتكارات اللامركزية، وتستمر في التطور لخدمة احتياجات العالم الرقمي المتغيرة، مع الحفاظ على التزامها باللامركزية والأمن.

في الختام، بينما تقدم سولانا وعودًا مغرية بالسرعة والكفاءة، فإن رؤية الخبراء تؤكد أن دورها مختلف عن إيثيريوم. إيثيريوم، بتصميمها كطبقة تسوية آمنة ومحايدة، تظل العمود الفقري للاقتصاد اللامركزي، بينما تجد سولانا مكانتها في التطبيقات التي تحتاج إلى أداء عالٍ ولكنها قد تتنازل عن بعض جوانب اللامركزية. هذه الفروقات الجوهرية هي ما يحدد المسار المستقبلي لكلتا المنصتين ويؤكد أن إيثيريوم وسولانا ليستا منافستين مباشرتين بقدر ما هما مكملتان لبعضهما البعض في نظام بيئي أوسع.


**الكلمات المفتاحية:** إيثيريوم، سولانا، بلوكتشين، اللامركزية، قابلية التوسع، طبقة التسوية، الطبقة الثانية، التمويل اللامركزي، الرموز غير القابلة للاستبدال، معالجة المعاملات، مخاطر المركزية، ويليام موغاير، العملات المستقرة، الترميز.

مواضيع مشابهة