ektsadna.com
أخبار العملات الرقميةأخبار عامة

مجلس الخزانة للبيتكوين: تحالف الشركات يدفع نحو التبني الفيدرالي للعملة الرقمية في الكونجرس

# مجلس الخزانة لل: تحالف الشركات يقود دفعة قوية نحو التبني الفيدرالي في الكونجرس

في خطوة تاريخية تعكس الثقة المتزايدة في عملة البيتكوين كأصل استراتيجي، أعلنت مجموعة من الشركات الكبرى التي تحتفظ بالبيتكوين في خزائنها عن تشكيل “مجلس الخزانة” (Treasury Council) في 16 سبتمبر. يهدف هذا التحالف القوي إلى العمل كمناصرين رئيسيين للتبني الفيدرالي للبيتكوين في الولايات المتحدة، مما يمثل نقطة تحول محورية في دمج الأصول الرقمية ضمن الإطار المالي الحكومي والشركاتي.

يتألف مجلس الخزانة من تسعة رؤساء تنفيذيين لشركات رائدة تستثمر في البيتكوين، ويقودهم شخصيات بارزة مثل الرئيس التنفيذي لشركة Strategy، فونج لي، ورئيس مجلس إدارة MARA، فريد ثيل، والرئيس التنفيذي لشركة Riot، جايسون ليس. يجسد هذا التشكيل رؤية مشتركة لمستقبل مالي حيث تلعب البيتكوين دورًا محوريًا، ليس فقط في محافظ الشركات الية، بل أيضًا كجزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية.

تكوين مجلس الخزانة: صوت الشركات الكبرى

وُصف مجلس الخزانة من قبل المدير التنفيذي ميريس بادكوك بأنه “هيئة قيادية حصرية” تجمع بين المديرين التنفيذيين للشركات وصناع السياسات. يهدف هذا التجمع الفريد إلى تعزيز دور العملات المشفرة في استراتيجيات الخزانة وال العالمي. تعكس هذه المبادرة ثقة الشركات المتزايدة في استراتيجيات البيتكوين كجزء من خزائنها، خاصة مع شركات مثل Strategy التي تمتلك أكثر من 440,000 بيتكوين، بالإضافة إلى أعضاء آخرين بارزين مثل CleanSpark و American Bitcoin Corp و Bitdeer Technologies، والذين يحتفظون جميعًا بمراكز كبيرة في البيتكوين.

الهدف الأساسي للمجلس هو بناء جسور بين القطاع الخاص والحكومة، وتقديم الخبرة والرؤى اللازمة لدعم التشريعات التي تتبنى البيتكوين على المستوى الفيدرالي. إن وجود رؤساء تنفيذيين لشركات بهذا الحجم في مجلس واحد يمنحهم ثقلاً كبيرًا في المحادثات السياسية والاقتصادية، مما يجعل صوتهم مسموعًا ومؤثرًا في الأروقة الحكومية.

الضغط على كابيتول هيل: قانون البيتكوين والاحتياطي الاستراتيجي

لم يقتصر دور مجلس الخزانة على التشكيل فحسب، بل اتخذوا خطوات عملية فورية. أرسلت المجموعة خطابًا رسميًا إلى قيادة الكونجرس يؤيدون فيه “قانون البيتكوين” (BITCOIN Act)، وذلك في نفس اليوم الذي التقى فيه أكثر من عشرة من دعاة العملات المشفرة بالمشرعين في الكابيتول هيل. هذه التجمعات والجهود المنسقة تهدف إلى مناقشة وتعزيز فكرة “احتياطي البيتكوين الاستراتيجي” في حركة مدعومة من قبل الغرفة الرقمية (The Digital Chamber) وشبكة الطاقة الرقمية (Digital Power Network) ومجلس الخزانة نفسه.

تقدم هذه المجموعات شهادات وخبرات صناعية قيمة لدعم التقدم التشريعي. ومن بين المشرعين الذين حضروا الاجتماعات وشاركوا في رعاية قانون البيتكوين الذي أعادت تقديمه السيناتور سينثيا لوميس، نذكر نيك بيجيتش، وبات هاريجان، ومايكل رولي، وبيرني مورينو، ومارشا بلاكبيرن. هذا الدعم الواسع من قبل المشرعين يعكس الاهتمام المتزايد بالعملات المشفرة ودورها المستقبلي في الاقتصاد الأمريكي.

يُعد قانون البيتكوين تشريعًا طموحًا يتطلب من الحكومة الفيدرالية الحصول على ما يصل إلى مليون بيتكوين على مدى خمس سنوات، والتي تُقدر قيمتها حاليًا بحوالي 116.5 مليار أمريكي. هذه الخطوة، إن تمت الموافقة عليها، ستمثل أكبر عملية استحواذ على البيتكوين من قبل أي حكومة في العالم، مما يؤكد مكانة البيتكوين كأصل احتياطي استراتيجي.

تمويل المبادرة وآليات التخزين

تعتبر آليات تمويل هذه المبادرة جزءًا حيويًا من قانون البيتكوين. سيتم تمويل عملية الاستحواذ على البيتكوين من خلال الأرباح الصافية للاحتياطي الفيدرالي وتعديلات شهادات الخزانة بناءً على حيازات الذهب، مع تحديث التقييمات لتغطية التكاليف. هذا النهج يهدف إلى ضمان أن يكون الاستحواذ محايدًا للميزانية، أي بدون تكاليف إضافية على دافعي الضرائب، مما يزيل أحد الاعتراضات الرئيسية التي قد تواجه مثل هذه المبادرات.

بالإضافة إلى ذلك، ينص مشروع القانون على إنشاء مرافق تخزين بيتكوين لا مركزية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. هذا يضمن أمن الأصول المكتسبة ويقلل من المخاطر المرتبطة بالمركزية. كما يفرض القانون الاحتفاظ بجميع عملات البيتكوين المكتسبة لمدة 20 عامًا على الأقل، ويمنع وزراء الخزانة من بيع أكثر من 10% من حيازاتهم في أي فترة عامين، مما يؤكد التزام الحكومة بالاحتفاظ بالبيتكوين كأصل طويل الأجل ذي قيمة استراتيجية.

الأمر التنفيذي الرئاسي: أساس الاحتياطي الاستراتيجي

لم تكن هذه الجهود هي الوحيدة لدفع تبني البيتكوين على المستوى الفيدرالي. في 6 مارس، وقع الرئيس دونالد أمرًا تنفيذيًا يقضي بإنشاء احتياطي بيتكوين استراتيجي ومخزون أصول رقمية، موجهًا الحكومة الفيدرالية للاحتفاظ بالعملات المشفرة المصادرة كقيمة مخزنة طويلة الأجل. يستخدم هذا الأمر التنفيذي ما يقرب من 200,000 بيتكوين في حيازة الحكومة كقاعدة لهذا الاحتياطي.

ومع ذلك، بموجب الأمر التنفيذي الحالي، لن تستحوذ الحكومة بنشاط على أصول إضافية تتجاوز البيتكوين المصادرة، مما أثار خيبة أمل في الأسواق التي كانت تتوقع عمليات شراء فورية. وفي هذا السياق، أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن الإدارة تسعى إلى استراتيجيات محايدة للميزانية لتوسيع حيازات البيتكوين دون تكاليف إضافية على دافعي الضرائب. هذا يدل على التزام الإدارة بدمج البيتكوين في استراتيجيتها المالية، مع التركيز على المسؤولية المالية.

مستقبل البيتكوين في الخزائن الحكومية والشركات

إن تشكيل مجلس الخزانة والدفع التشريعي المتزامن في كابيتول هيل، إلى جانب الأوامر التنفيذية الرئاسية، يمثل لحظة فارقة في تاريخ البيتكوين. إنه يؤكد التحول من كون البيتكوين أصلًا هامشيًا إلى أصل استراتيجي معترف به من قبل كل من الشركات الكبرى والحكومة. هذه الخطوات لا تعزز فقط شرعية البيتكوين، بل تفتح أيضًا آفاقًا جديدة لدمجها في الأنظمة المالية التقليدية.

مع استمرار هذه الجهود، من المرجح أن نشهد تزايدًا في تبني البيتكوين من قبل المؤسسات والحكومات حول العالم، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد المالي العالمي. إن التزام الشركات والحكومة بتطوير أطر عمل تسمح بالاحتفاظ بالبيتكوين وإدارتها بشكل فعال، سيعبد الطريق لمستقبل حيث تلعب العملات الرقمية دورًا أكبر في استقرار الاقتصاد العالمي ونموه.

بشكل عام، تعكس هذه التطورات الثقة المتزايدة في البيتكوين كأصل يمكن أن يوفر حماية ضد التضخم، ويعمل كمخزن للقيمة، ويساهم في تنويع المحافظ الاستثمارية على المستويات الشركاتية والوطنية. ومع استمرار المناقشات والتقدم التشريعي، يبقى السؤال الأهم هو مدى السرعة التي ستتحول بها هذه الرؤى إلى واقع ملموس، وكيف ستؤثر هذه التحركات على المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي.

مواضيع مشابهة