ektsadna.com
أخبار العملات الرقميةأخبار عامة

تأثير خفض الفائدة الفيدرالي على البيتكوين: هل نحن أمام أزمة معروض صعودية؟

تأثير خفض الفائدة الفيدرالي على ال: هل نحن أمام أزمة معروض صعودية؟

في خطوة ترقبها الأسواق العالمية، أقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) في وقت سابق من هذا الأسبوع على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. جاء هذا القرار الحاسم ليمنح الاقتصاد دفعة قوية بعد فترة من رفع أسعار الفائدة المتتالية لكبح جماح التضخم. عادة ما يستفيد من خفض أسعار الفائدة الأصول ذات المخاطر العالية، وفي مقدمتها عملة البيتكوين (BTC)، التي لطالما أثبتت ديناميكيتها في الاستجابة للمؤشرات الاقتصادية الكلية.

خفض الفائدة الفيدرالي: شرارة تجدد الاهتمام بالبيتكوين

وفقًا لمنشور “CryptoQuant Quicktake” الذي كتبه المحلل “Arab Chain”، تُظهر أحدث البيانات المستقاة من أن قرار خفض الفائدة قد أعاد إشعال جذوة اهتمام المستثمرين بالبيتكوين. ما يلفت الانتباه بشكل خاص هو انخفاض نسبة المعروض في البورصات إلى 0.0291. هذا الانخفاض الحاد يُعد مؤشرًا قويًا على أن المستثمرين يفضلون سحب عملاتهم من والاحتفاظ بها على المدى الطويل، بدلًا من بيعها لتحقيق أرباح قصيرة الأجل. هذا السلوك يعكس ثقة متزايدة في القيمة المستقبلية للبيتكوين، ويشير إلى استراتيجية ية مبنية على الترقب والصبر.

لدعم ه، شارك “Arab Chain” رسمًا بيانيًا يوضح التراجع المستمر في نسبة المعروض في البورصات، بينما يواصل سعر البيتكوين مساره الصعودي بثبات. وأشار المحلل إلى أن خفض أسعار الفائدة قد زاد من شهية المخاطرة لدى المستثمرين وعزز السيولة في السوق، وهي عوامل حاسمة لدعم الأصول المشفرة. السيولة المتوفرة تشجع على الاستثمار في الأصول الرقمية، مما يخلق بيئة مواتية لنمو البيتكوين.

السياسة النقدية التيسيرية: دعم محتمل للبيتكوين

يشير هذا السلوك الاستثماري إلى أن السياسة النقدية الفيدرالية ستبقى تيسيرية في المدى القريب. هذه السياسة قد تخفف من ضغط البيع على البيتكوين في الوقت الحالي، مما يوفر له مجالًا للتحرك الصعودي. إن انخفاض المعروض في البورصات يولد ضغط شراء نسبيًا، وهو ما يدعم استقرار البيتكوين فوق مستوى 115,000 . هذا الاستقرار لا يمثل نقطة دعم نفسية فحسب، بل يؤكد أيضًا على قوة التداول الحالية للعملة.

علق المحلل “Arab Chain” بأنه إذا استمرت تدفقات البيتكوين الخارجة من منصات تداول العملات المشفرة بالوتيرة الحالية، فقد تستهدف الأصول الرقمية مستوى المقاومة عند 120,000 دولار. ومع ذلك، شدد على ضرورة استمرار تدفق السيولة إلى الأصول الرقمية، مدفوعة بقرار الاحتياطي الفيدرالي. وأضاف:

“إن الانخفاض المستمر في نسبة المعروض من البيتكوين في البورصات، المقترن بارتفاع الأسعار، يعزز السيناريو الصعودي، خاصة إذا استقرت الأسواق التقليدية بعد قرار الفيدرالي. على العكس من ذلك، إذا ارتفعت نسبة المعروض في البورصات مرة أخرى (أي إذا أعيد البيتكوين إلى البورصات)، فقد يشير ذلك إلى أن المستثمرين يستعدون لجني الأرباح عند مستويات تتراوح بين 118 ألف و120 ألف دولار.”

هذه الملاحظة تسلط الضوء على الطبيعة المتقلبة ل المشفرة وأهمية مراقبة المؤشرات الرئيسية لتحديد الاتجاهات المستقبلية. تبقى مستويات 118 ألف و120 ألف دولار نقاطًا محورية قد تشهد تقلبات كبيرة في السعر.

تحليلات إضافية ومستويات فنية حرجة

في غضون ذلك، شارك المحلل المتخصص في العملات المشفرة “Titan of Crypto” أفكارًا مماثلة. في منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، شارك المحلل الرسم البياني التالي، مشيرًا إلى أن البيتكوين عالق حاليًا تحت “فجوة القيمة العادلة الهابطة”. وأوضح أن الإغلاق اليومي فوق هذه الفجوة – المحددة باللون الأحمر – يمكن أن يمهد الطريق لارتفاع جديد للبيتكوين. هذه الفجوة تمثل منطقة مقاومة مهمة، تجاوزها سيشير إلى تحول في زخم السوق.

إن التحليل الفني يلعب دورًا حاسمًا في فهم حركة الأسعار، ومراقبة هذه الفجوات والمستويات الفنية توفر رؤى قيمة للمستثمرين والمتداولين. تجاوز المقاومات الرئيسية يغذي الثقة ويدفع الأسعار إلى مستويات أعلى، بينما الفشل في تجاوزها قد يؤدي إلى عمليات تصحيح.

هل يواجه البيتكوين “أزمة معروض”؟

يشير الانخفاض المستمر في نسبة المعروض في البورصات إلى أن البيتكوين قد يقترب من “أزمة معروض” صعودية، والتي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الأصول الرقمية في المدى القريب. “أزمة المعروض” تحدث عندما يتجاوز الطلب على أصل ما المعروض المتاح منه، مما يدفع سعره للارتفاع بشكل كبير. في سياق البيتكوين، يعني ذلك أن عدد العملات المتاحة للبيع في البورصات أصبح شحيحًا للغاية مقارنة بالطلب المتزايد عليها.

في الآونة الأخيرة، سجل “مؤشر ندرة البيتكوين” أول ارتفاع له منذ يونيو 2025، مما يشير إلى ضغط سعري صعودي محتمل على البيتكوين. هذا المؤشر يقيس مدى توفر البيتكوين في السوق، وارتفاعه يدل على تزايد الندرة. وفي الوقت نفسه، تستمر تدفقات البيتكوين الخارجة من بينانس بوتيرة سريعة، مما يزيد من تقليل المعروض المتداول النشط من الأصول الرقمية. هذه التدفقات الخارجية من المنصات المركزية تعزز فكرة أن المستثمرين يفضلون الحفظ الذاتي على المدى الطويل، بعيدًا عن متناول البورصات.

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاوف التي تلوح في الأفق، تحديدًا بسبب عدم مشاركة “الحيتان” (كبار المستثمرين) في تحركات أسعار البيتكوين الأخيرة. عادة ما تلعب الحيتان دورًا كبيرًا في تحريك الأسواق، وعدم نشاطها قد يشير إلى حالة من الترقب أو عدم اليقين. في وقت كتابة هذا ال، يتم تداول البيتكوين بسعر 116,374 دولارًا، بانخفاض قدره 1.3% خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما يشير إلى بعض التقلبات قصيرة المدى رغم ال الصعودية.

الخلاصة وتوقعات المستقبل

إن قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة قد أحدث بالفعل تأثيرًا ملحوظًا على سلوك المستثمرين تجاه البيتكوين. فمع انخفاض نسبة المعروض في البورصات وزيادة الاحتفاظ طويل الأجل، تبدو الآفاق صعودية. ومع ذلك، يبقى السوق عرضة للتقلبات، ومراقبة مؤشرات مثل تدفقات الحيتان ومستويات المقاومة الفنية ستكون حاسمة لتحديد المسار المستقبلي للعملة الرقمية الأكبر في العالم. هل سيستمر البيتكوين في مساره الصعودي ليلامس مستويات قياسية جديدة، أم أن هناك مفاجآت في الأفق؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.

تابعونا لمزيد من التحليلات المعمقة لأخبار العملات الرقمية وتأثيرها على الأسواق.

مواضيع مشابهة