ektsadna.com
تحليل سوق العملات الرقمية

هل تشهد أسواق العملات المشفرة ضغط سيولة؟ نهاية التشديد الكمي قد لا تكون كافية!

هل تشهد أسواق العملات المشفرة ضغط سيولة؟ نهاية التشديد الكمي قد لا تكون كافية!

عادت السيولة لتتصدر واجهة الحديث في عالم العملات المشفرة مرة أخرى، حيث يراقب المتداولون كل خطوة من الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية عن كثب. مع اقتراب نهاية التشديد الكمي (QT)، لا تزال الأسواق تشعر بضيق ملحوظ، إذ يظل سعر حبيس نطاق سعري محدد، وتظهر (Altcoins) ضعفًا واضحًا. بالنسبة للكثيرين، لا تكمن المشكلة في المعنويات العامة، بل في تدفق الأموال والسيولة النقدية.

السيولة تعود لتتصدر المشهد في عالم الكريبتو

تعتبر السيولة شريان الحياة للأسواق المالية، وعندما تتضاءل، تتأثر الأصول ذات المخاطر العالية، مثل العملات المشفرة، بشكل كبير. وقد أشار المحلل “تيد” (@TedPillows) إلى أن تاريخ العملات المشفرة قد يعيد نفسه. فقد لاحظ أنه عندما أنهى الاحتياطي الفيدرالي التشديد الكمي في أكتوبر 2019، تراجعت العملات البديلة بنسبة 42% قبل أن تتعافى بعد أشهر. لم يبدأ الارتفاع الحقيقي إلا عندما أعاد الاحتياطي الفيدرالي إطلاق برنامج التيسير الكمي (QE) في مارس 2020.

تُظهر البيانات التاريخية أن الأسواق غالبًا ما تستجيب بشكل إيجابي لضخ السيولة بشكل مباشر، وليس فقط لوقف سحبها. وهذا ما يفسر عدم تحقيق العملات البديلة لارتفاعات كبيرة بمجرد انتهاء التشديد الكمي، بل احتاجت إلى محفز أقوى مثل التيسير الكمي الذي أتى لاحقًا.

يعد مفهوم “التشديد الكمي” عملية تقوم فيها البنوك المركزية بتقليل حجم ميزانياتها العمومية عن طريق بيع الأصول أو عدم إعادة عائدات الأصول المستحقة. وهذا يؤدي إلى سحب السيولة من النظام المالي. على النقيض، “التيسير الكمي” هو عملية زيادة المعروض النقدي عن طريق شراء الأصول، مما يضخ السيولة في الأسواق.

تراكم نقود الخزانة يستنزف سيولة الكريبتو

شرح حساب “LondonCryptoClub” (@LDNCryptoClub) كيف يقوم الحساب العام لوزارة الخزانة الأمريكية (TGA) باستنزاف السيولة من الأسواق. مع توقف الإنفاق الحكومي بسبب الإغلاق، تضخم رصيد الحساب العام للخزانة إلى 965 مليار ، بزيادة حوالي 150 مليار دولار في أكتوبر. هذا يعني أن الأموال تخرج من السوق بدلاً من أن تتدفق عبر الاقتصاد، مما يقلل من السيولة المتاحة للاستثمار في الأصول المختلفة، بما في ذلك العملات المشفرة.

أشار المنشور أيضًا إلى ارتفاع في برنامج اتفاقيات إعادة الشراء العكسية للاحتياطي الفيدرالي (RRP) مع قيام البنوك بتعديل ميزانياتها العمومية قبل نهاية الشهر. فقد انتقل حوالي 20 مليار دولار إلى برنامج اتفاقيات إعادة الشراء العكسية هذا الأسبوع، مما أدى إلى زيادة تضييق الظروف المالية. هذا يمثل سحبًا إضافيًا للسيولة من النظام، مما يزيد من الضغط على الأسواق.

في الوقت نفسه، انخفضت احتياطيات البنوك نحو الحد الأدنى لمستوى “الاحتياطيات الوفيرة” الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي. وقد أدى هذا الضغط إلى ارتفاع تكاليف ال قصيرة الأجل، وهو ما انعكس في اتساع فروق أسعار SOFR والاستخدام القياسي لاتفاقيات إعادة الشراء (Repo). وفقًا للتحديث، اقترضت الشركات المؤهلة حوالي 10 مليارات دولار من مرفق اتفاقيات إعادة الشراء الدائمة التابع للاحتياطي الفيدرالي، وهو أعلى مستوى منذ إطلاقه في عام 2021. على الرغم من أن الوضع ليس حادًا بعد، إلا أنه من الواضح أن السيولة محدودة للغاية.

الأسواق المشفرة، التي تعتمد بشكل كبير على سيولة الدولار، كافحت للارتفاع نتيجة لذلك. يشير هذا التفاعل المعقد بين سياسات البنك المركزي وإنفاق الحكومة وأداء السوق إلى بيئة مالية دقيقة تتطلب مراقبة مستمرة. فالمال الذي يتراكم في خزائن الحكومة أو يُسحب من النظام المصرفي لا يمكنه أن يدعم ارتفاع أسعار الأصول في أسواق مثل المشفرة.

بصيص أمل: تحسن محتمل بعد نهاية التشديد الكمي في ديسمبر

لاحظ “LondonCryptoClub” أن بعض التحسن قد يلوح في الأفق قريبًا. فبمجرد انتهاء التعديلات في نهاية الشهر، من المتوقع أن يتقلص برنامج اتفاقيات إعادة الشراء العكسية مرة أخرى، مما يعيد حوالي 20 مليار دولار إلى السوق. وهذا قد يخفف بعض الضغط في أسواق التمويل.

قد يأتي التحول الأكبر عندما ينهي الاحتياطي الفيدرالي التشديد الكمي رسميًا في الأول من ديسمبر. في تلك المرحلة، سيتوقف الميزان العمومي للبنك المركزي عن الانكماش، مما يضيف سيولة للمرة الأولى منذ سنوات. هذا التوقف عن سحب السيولة قد يكون بمثابة نقطة تحول إيجابية للأسواق.

يمكن أن يؤدي إعادة فتح الحكومة المحتملة في منتصف نوفمبر إلى تغيير ال أيضًا. فعندما ينتهي الإغلاق، سيؤدي الإنفاق الحكومي إلى سحب الأموال من الحساب العام لوزارة الخزانة (TGA)، مما يطلق موجة من السيولة النقدية في السوق. هذه العملية يمكن أن ترفع احتياطيات البنوك وتستعيد ظروف تمويل أكثر سلاسة.

أشار كلا المحللين إلى أن أواخر نوفمبر قد يمثل نقطة تحول حاسمة. قد تستفيد بيتكوين من تخفيف ضغط السيولة، ولكن حتى ذلك الحين، قد تظل الأسواق هادئة. يبدو الوضع الحالي مشدودًا، لكن التغيير قادم. هذا الترقب يضع المستثمرين والمتداولين في حالة حذر، مع آمال معلقة على التغييرات الوشيكة في السياسات المالية والنقدية. إن فهم هذه الديناميكيات الكلية أمر بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة في سوق العملات المشفرة المتقلب.

الخاتمة: ترقبوا التغيرات القادمة

في الختام، تواجه أسواق العملات المشفرة حاليًا تحديات كبيرة بسبب ضيق السيولة الناتج عن سياسات الاحتياطي الفيدرالي وتراكم الأموال في وزارة الخزانة. ومع ذلك، هناك مؤشرات واضحة على أن نهاية التشديد الكمي وعودة الإنفاق الحكومي قد تجلب بعض التخفيف للأسواق في أواخر نوفمبر وديسمبر. يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا التخفيف كافيًا لإطلاق شرارة انتعاش حقيقي في العملات المشفرة، أم أننا سنحتاج إلى تدابير أكثر جرأة لضخ السيولة مثل التيسير الكمي. على المستثمرين والمتداولين أن يظلوا يقظين ويتابعوا التطورات عن كثب، فالسيولة هي المفتاح دائمًا.

هذه الفترة الانتقالية تتطلب فهمًا عميقًا لكيفية تأثير قرارات السياسة النقدية والمالية على تدفقات الأموال العالمية، وبالتالي على أداء الأصول الرقمية. إن التغيرات القادمة قد تعيد تشكيل المشهد المالي للعملات المشفرة، وقد تكون نهاية عام 2025 بداية لمرحلة جديدة من النمو أو استمرارًا لحالة الترنح الحالية حتى تظهر محفزات أقوى.

مواضيع مشابهة