ektsadna.com
تحليل سوق العملات الرقمية

تريليون دولار يتبخر من سوق العملات المشفرة: تحليل شامل لأسباب التراجع الأخير

# تريليون يتبخر من المشفرة: شامل لأسباب التراجع الأخير

منذ السادس من أكتوبر، شهد سوق العملات المشفرة خسارة هائلة تجاوزت 1.1 تريليون دولار من قيمته الإجمالية. كان هذا التراجع مفاجئًا ومثيرًا للقلق، خاصة وأن ال كانت تشير إلى ربع رابع صاعد ومزدهر للصناعة. قام محللو “ذا بول ثيوري” (The Bull Theory) بفحص الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك غير المتوقع، وكشفوا عن مجموعة من القضايا الجوهرية التي أدت إلى هذا الأداء الضعيف في سوق كان يعج بالآمال. هذا التحليل يقدم نظرة معمقة على ما حدث، ويسلط الضوء على العوامل الرئيسية التي شكلت مسار السوق في هذه الفترة الحرجة.

## تعثر سيولة السوق بعد موجة البيع الكبيرة في 10 أكتوبر

أحد العوامل الأساسية التي أشار إليها المحللون هو الضرر الشديد الذي لحق بسيولة السوق في أعقاب عملية البيع الدراماتيكية التي وقعت في العاشر من أكتوبر. في غضون دقائق معدودة، أدت هذه الموجة إلى تصفية أكثر من 20 مليار دولار من أموال المتداولين، مما أحدث صدمة واسعة النطاق في جميع أنحاء السوق. كان لهذا الحدث تأثير كارثي بشكل خاص على (Altcoins)، حيث شهد العديد منها خسائر تتراوح بين 70% و80% من قيمتها.

مع تضاؤل السيولة بشكل كبير، أصبحت بيئة السوق الحالية أكثر عرضة لتقلبات الأسعار السريعة. هذا يعني أن حتى عمليات البيع الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى انخفاضات حادة في الأسعار في وقت قياسي. وقد أشار المحللون إلى أن السيولة لم تتعافَ بشكل كامل منذ هذا الانهيار الأولي. ونتيجة لذلك، أصبحت دفاتر الطلبات للعملات المشفرة الرئيسية مثل ال (BTC) والإيثيريوم (ETH) متناثرة بشكل متزايد، مما يعكس ضعفًا هيكليًا في قدرة السوق على امتصاص الصدمات.

إن عواقب هذه السيولة الشحيحة واضحة وخطيرة. فحجم صغير من عمليات البيع يمكن أن يولد تحركات سعرية هبوطية كبيرة، وهو ما يطابق تمامًا واقع نشاط السوق الأخير، حيث تبدو انخفاضات الأسعار أكثر وضوحًا وتأثيرًا من حجم البيع الفعلي. هذا الوضع يجعل السوق هشًا وعرضة للمضاربات الحادة، حيث يمكن للمتداولين الكبار التأثير بشكل كبير على اتجاهات الأسعار بحركات محدودة نسبيًا.

## دور صناع السوق والرافعة المالية المفرطة

عامل آخر ساهم في هذا الانكماش، كما أشار إليه محلل السوق توم لي، هو سلوك صناع السوق الرئيسيين. وفقًا لـ لي، قد يكون التصحيح المستمر ناتجًا عن مواجهة كيان واحد أو اثنين من الكيانات الكبيرة لخسائر فادحة. هؤلاء اللاعبون الكبار يمتلكون القدرة على تحريك السوق بشكل كبير، وعندما يتعرضون لضغوط، فإن آثار ذلك تمتد لتشمل السوق بأكمله.

بالإضافة إلى هذه المشكلات، هناك قضية الرافعة المالية المفرطة في السوق. على الرغم من عمليات التصفية غير المسبوقة التي شهدها السوق، تفيد التقارير بأن العديد من المتداولين عادوا إلى السوق برافعة مالية متزايدة. هذا السلوك يثير القلق، حيث يزيد من المخاطر ويجعل المتداولين أكثر عرضة للخسائر الكبيرة.

يرى محللو “ذا بول ثيوري” أن هذه الرافعة المالية العالية، مقترنة بالأسواق الشحيحة، تمكن صناع السوق من إطلاق عمليات تصفية كبيرة بأقل حركة سعرية ممكنة. هذا يجعل عمليات البيع تبدو أكثر عدوانية ودراماتيكية مما هي عليه في الواقع، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الذعر ويدفع المزيد من المتداولين إلى البيع بأسعار منخفضة، مما يخلق حلقة مفرغة من التراجعات.

## مؤشر الخوف يصل لأدنى مستوياته منذ أكثر من 3 سنوات

تتفاقم هذه المشكلات بسبب هيمنة الخوف وعدم اليقين والشك (FUD) على معنويات السوق. فالروايات المتداولة حاليًا، مثل التكهنات حول مواجهة شركة “استراتيجية” (Strategy، المعروفة سابقًا باسم MicroStrategy) لتصفيات قسرية إذا انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 74,000 دولار، تزيد من حدة الذعر وتدفع المستثمرين نحو الحذر المفرط أو البيع.

من الجدير بالذكر أنه خلال دورة 2020-2021، كان متوسط تكلفة استحواذ “استراتيجية” على البيتكوين يتراوح بين 30,000 دولار و32,000 دولار. وحتى عندما انخفض سعر البيتكوين إلى 16,000 دولار – أي ما يقرب من 50% دون تكلفتها – لم تقم الشركة ببيع أي عملات. هذا التاريخ يشير إلى أن الشركة تتمتع بقدرة على تحمل التقلبات وأن الشائعات الحالية قد تكون مبالغًا فيها.

لقد انخفض مؤشر الخوف إلى 10، وهو مستوى لم نشهده منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف. يعتقد المحللون أن هذا المستوى المتطرف من الخوف يشير إلى سيناريوهين محتملين: إما أن السوق قد وصل إلى القاع بالفعل، أو أنه يقترب منه. غالبًا ما تكون فترات الذعر الشديد هي اللحظات التي تبدأ فيها الأسواق بالتعافي، حيث تكون الأصول مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية.

بالتزامن مع هذه المقاييس المتعلقة بالمعنويات، عاد مؤشر القوة النسبية (RSI) للبيتكوين إلى مستويات مماثلة لتلك التي شهدها في يناير 2023، عندما كانت قيمة البيتكوين حوالي 20,000 دولار. يشير المحللون إلى أن هذا يشير إلى سوق ممتد نحو الجانب السلبي، لا سيما داخل العملات البديلة، حيث تضاءلت الأنشطة المضاربية وتراجعت اهتمامات التجزئة. هذا يعني أن هناك ضغطًا بيعيًا كبيرًا وأن المستثمرين الأفراد يبتعدون عن المخاطرة.

## أساسيات السوق تبقى قوية رغم التقلبات الحالية

على الرغم من الاضطرابات الحالية، يجد محللو “ذا بول ثيوري” أن القليل قد تغير في أساسيات سوق العملات المشفرة. لقد سلطوا الضوء على أن شبكة البيتكوين لا تزال قوية ومتينة، مع تزايد معدل التجزئة (hashrate) الذي يشير إلى أمان وقوة الشبكة. كما أن هناك اهتمامًا مؤسسيًا مستمرًا، مما يدل على أن اللاعبين الكبار ما زالوا يرون قيمة طويلة الأجل في الأصول الرقمية. علاوة على ذلك، هناك موقف داعم من الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالعملات المشفرة المنظمة، مما يوفر بيئة أكثر استقرارًا للمستقبل.

ومع ذلك، يبقى أن نرى ما سيكون الاتجاه النهائي لسوق الأصول الرقمية، حيث أن الدورات السلبية أو الصعودية لا تتبع خطوطًا مستقيمة أبدًا. هذا يشير إلى أنه على الرغم من الاتجاه الهبوطي الحالي، قد يحدث انتعاش جديد وتراجعات مستقبلية، والعكس صحيح. طبيعة السوق المتقلبة تعني أن التوقعات يجب أن تكون دائمًا مرنة وحذرة.

في وقت كتابة هذا ال، كانت البيتكوين تقود انخفاض سوق العملات المشفرة يوم الاثنين، حيث تم تداولها بسعر 91,940 دولارًا – بانخفاض قدره 3% خلال 24 ساعة و13% خلال أسبوع. هذه الأرقام تؤكد على حالة عدم اليقين والتقلبات المستمرة التي يواجهها السوق في الوقت الراهن.
هذا الوضع يتطلب من المستثمرين توخي الحذر الشديد ومراقبة المؤشرات الأساسية والفنية على حد سواء لاتخاذ قرارات مستنيرة.

مواضيع مشابهة