مايكل سايلور يرد على كاثرين وود: البيتكوين والعملات المستقرة لا تتنافسان، بل تتكاملان في الاقتصاد الرقمي
في خضم التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم الأصول الرقمية، برز نقاش حيوي ومهم بين اثنين من أبرز الشخصيات المؤثرة في هذا المجال: مايكل سايلور، المؤسس المشارك لشركة MicroStrategy، وكاثرين وود، الرئيس التنفيذي لشركة ARK Invest. تركز النقاش على الدور المستقبلي للبيتكوين والعملات المستقرة داخل النظام البيئي المالي الرقمي المتنامي. جاءت تعليقات سايلور خلال مقابلة حديثة مع شبكة CNBC، لتتناول التعديل الذي أجرته وود على توقعاتها لسعر البيتكوين لعام 2030، حيث خفضتها من 1.5 مليون دولار إلى 1.2 مليون دولار. وقد ربطت وود هذا التعديل بالاستخدام المتزايد للعملات المستقرة في المعاملات الرقمية، بينما جادل سايلور بأن كلا السوقين يتوسعان في اتجاهات منفصلة ومتميزة ضمن اقتصاد الأصول الرقمية الأوسع.
البيتكوين والعملات المستقرة: مسارات سوقية متطورة ومختلفة
أوضح مايكل سايلور، حسب تقارير CNBC، أن سوق الأصول الرقمية ينمو عبر قطاعات متعددة ومتنوعة. لقد وصف البيتكوين بأنه “رأس مال رقمي” مصمم ليكون شكلاً من أشكال “الذهب الرقمي”، مستفيداً من ندرته، طبيعته اللامركزية، ومقاومته للتضخم كقيمة مخزنة على المدى الطويل. يرى سايلور أن البيتكوين يوفر أساساً متيناً للاستقرار المالي في العصر الرقمي، مشابهاً لدور الذهب في العصور الماضية كضمان ضد تقلبات العملات الورقية والتضخم. هذه الرؤية تركز على قدرة البيتكوين على الاحتفاظ بالقيمة وتنميتها عبر الزمن، مما يجعله أصلاً استثمارياً استراتيجياً.
وأشار سايلور أيضاً إلى ظهور أدوات الائتمان القائمة على البيتكوين، والمصممة لتوليد عوائد للمحتفظين بها. تركز تعليقاته على كيفية بقاء هذا القطاع متميزاً عن أنشطة التداول والمعاملات التي تشكل شبكات أخرى. هذا التمايز جوهري في فهم رؤيته؛ فالبيتكوين، في جوهره، ليس مصمماً ليكون أداة للدفع اليومي السريع بقدر ما هو مخزن للقيمة ومستودع للثروة، يمكن أن تُبنى عليه خدمات مالية متطورة كالإقراض والرهن العقاري الرقمي دون أن يغير ذلك من وظيفته الأساسية.
في المقابل، فصل سايلور هذا عن مفهوم “التمويل الرقمي” الذي، على حد قوله، يتطور حول أنظمة إثبات الحصة (Proof-of-Stake) مثل إيثيريوم وسولانا. يدعم هذا الجزء من السوق العملات المستقرة، والأصول المرمزة (Tokenized Assets)، وغيرها من الأنشطة المالية على السلسلة (On-chain Financial Activity). هنا تبرز العملات المستقرة كركيزة أساسية، حيث توفر الاستقرار اللازم لإجراء المعاملات اليومية والدخول والخروج من أسواق العملات المشفرة دون التعرض لتقلبات الأسعار الشديدة. هي بمثابة جسر بين العملات الورقية التقليدية والعالم الديناميكي للأصول المشفرة.
وقد شارك Wu Blockchain أيضاً وجهة نظر سايلور بأن نمو العملات المستقرة سيتوسع بسرعة مع زيادة التبني. وأضاف أن نطاقها سيصل إلى تريليونات الدولارات مع تزايد استخدام الأدوات المرمزة. هذا النمو المتوقع للعملات المستقرة لا يتعارض، في رأي سايلور، مع دور البيتكوين ضمن رأس المال الرقمي. أكد سايلور أن المستثمرين لا ينظرون إلى العملات المستقرة كبديل للأصول مثل العقارات أو الأسهم أو البيتكوين نفسه، بل هي أدوات تكميلية تخدم أغراضاً مختلفة ضمن نفس الاقتصاد الرقمي الواسع. إنها أدوات سيولة ومعاملات، لا مخازن قيمة طويلة الأجل.
مايكل سايلور: البيتكوين والعملات المستقرة لا تتنافسان
يتمحور جوهر رد مايكل سايلور على كاثرين وود في تأكيده أن البيتكوين والعملات المستقرة لا تتنافسان، بل تخدم كل منهما وظيفة متميزة وضرورية في المنظومة الرقمية. هذا الرأي يضع البيتكوين كـ “مخزن قيمة” على المدى الطويل، بينما تعمل العملات المستقرة كـ “أدوات معاملات” عبر التمويل الرقمي. سلطت بيانات CNBC الضوء على أن تعليقاته تناولت بشكل مباشر التوقعات المحدثة لوود.
تويتر وو بلوك تشين:
Michael Saylor Responds to Cathie Wood: Bitcoin and Stablecoins Do Not Compete with Each Other
In a Nov. 14 CNBC interview, Strategy founder Michael Saylor responded to Cathie Wood’s revision of Bitcoin’s 2030 price target from $1.5 million to $1.2 million — a move tied to her… pic.twitter.com/mK0ongfATy
— Wu Blockchain (@WuBlockchain) November 22, 2025
النقاش السوقي يتصاعد بعد تحديث وود لتوقعات الأسعار
بدأت هذه المحادثة بعد أن ربطت وود النشاط المتوسع للعملات المستقرة بالتحولات في حالات استخدام البيتكوين. أشارت وجهة نظرها إلى أن نمو المعاملات يمكن أن يغير كيفية تنافس البيتكوين في السوق. اعتبر سايلور أن هذا التفسير يغفل الانقسام الأوسع بين أصول رأس المال وأدوات التمويل الرقمي. وقال إن كلا المجالين يتحركان بالتوازي بدلاً من التنافس على نفس الغرض. البيتكوين هو أصل استراتيجي يتم الاحتفاظ به كجزء من محفظة طويلة الأجل، بينما العملات المستقرة هي عملات وظيفية تستخدم في العمليات اليومية داخل البيئة الرقمية.
نشر Wu Blockchain هذا التبادل وأشار إلى الانقسام الواضح في تفسير سايلور. لقد صاغت تصريحاته البيتكوين كأداة رأسمالية ذات قاعدة مستثمرين مختلفة. بينما تدعم العملات المستقرة، على النقيض، المدفوعات والعملات المرمزة وأنظمة السيولة عبر سلاسل الكتل. وقد خلق هذا صورة أوضح لكيفية تفاعل سوقين متناميين دون التقليل من أهمية أي منهما. هذا الفصل الوظيفي يسمح لكليهما بالنمو والازدهار بشكل مستقل، مع المساهمة في نظام بيئي مالي رقمي أكثر قوة وشمولية.
كما أشار سايلور إلى حجم العملات المرمزة والأصول في العالم الحقيقي (Real-World Assets) مع انتقالها عبر سلاسل إثبات الحصة. وقال إن التطور التقني في هذا المجال لا يزال معقداً ويتوسع من خلال تطبيقات متعددة، مما يبرهن على مرونة وتنوع الابتكار في الفضاء الرقمي. من ناحية أخرى، تظل وظيفة البيتكوين مباشرة وبسيطة، مبنية على الندرة والتسوية وقوة رأس المال على المدى الطويل. يمثل موقفه معالجة للمخاوف من أن تبني العملات المستقرة قد يغير موقع البيتكوين بمرور الوقت، مؤكداً على أن الوظائف المتباينة تضمن لكليهما مكانهما في المستقبل.
الخلاصة: تكامل لا تنافس في عالم الأصول الرقمية
في الختام، يقدم مايكل سايلور رؤية مقنعة لمستقبل الأصول الرقمية، حيث تلعب كل من البيتكوين والعملات المستقرة أدواراً حاسمة ولكن مختلفة. البيتكوين يرسخ مكانته كشكل أساسي من أشكال رأس المال الرقمي، وهو مخزن موثوق للقيمة ومحرك للاستثمار طويل الأجل. في المقابل، تُعزز العملات المستقرة كفاءة وفعالية التمويل الرقمي، مما يتيح المعاملات السلسة والابتكار في الخدمات المالية القائمة على البلوك تشين. هذا التمييز لا يقلل من قيمة أي منهما، بل يسلط الضوء على تآزرهما في بناء اقتصاد رقمي أكثر تعقيداً وقوة. بالنسبة للمستثمرين والمتعاملين في هذا السوق، فإن فهم هذه الأدوار المتكاملة أمر بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات مستنيرة والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة في المشهد الرقمي المتطور.
للمزيد من التحليلات حول أسواق العملات المشفرة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، تابعوا أحدث مقالاتنا.
