“`html
أبتوس لابس وييلو كارد تطلقان تحويلات فورية وبلا رسوم للعملات المستقرة في 20 دولة أفريقية
في خطوة تاريخية نحو تعزيز التبني الفعلي للعملات الرقمية في الأسواق الناشئة، أعلنت شركتا أبتوس لابس (Aptos Labs) وييلو كارد (Yellow Card)، المنصة الرائدة للعملات الرقمية في أفريقيا، عن شراكة استراتيجية تهدف إلى تمكين المستخدمين من إرسال واستقبال العملات المستقرة (Stablecoins) مثل USDT وUSDC بشكل فوري وبدون أي رسوم غاز (Gas Fees) عبر 20 دولة أفريقية. تمثل هذه المبادرة نقطة تحول مهمة في كيفية استخدام العملات الرقمية للمدفوعات اليومية والتحويلات عبر الحدود في القارة الأفريقية، حيث تزداد الحاجة إلى حلول مالية رقمية سريعة، موثوقة، وميسورة التكلفة.
تأتي هذه الشراكة في وقت تشهد فيه أفريقيا نمواً متسارعاً في تبني العملات الرقمية والحلول المالية الرقمية. مع تزايد استخدام الهواتف المحمولة والوصول إلى الإنترنت، يتطلع الملايين من الأفارقة إلى بدائل للأنظمة المصرفية التقليدية التي قد تكون بطيئة، مكلفة، أو غير متاحة للجميع. تسعى أبتوس لابس وييلو كارد إلى سد هذه الفجوة من خلال تقديم بنية تحتية blockchain متقدمة مدمجة مع منصة دفع رقمي سهلة الاستخدام وشائعة في المنطقة.
الهدف الرئيسي لهذه الشراكة هو تبسيط المعاملات المالية الرقمية وجعلها في متناول الجميع. من خلال إزالة رسوم الغاز التي غالباً ما تشكل حاجزاً أمام المستخدمين، وخاصة في المعاملات الصغيرة والمتكررة، تفتح هذه المبادرة الباب أمام استخدام العملات المستقرة في مجموعة واسعة من التطبيقات، من إرسال التحويلات المالية إلى الأهل والأصدقاء، إلى تسهيل المدفوعات التجارية الصغيرة، وحتى استخدامها كأداة للتحوط من التضخم في بعض الاقتصادات المتقلبة.
إتاحة الوصول إلى العملات المستقرة بلا رسوم عبر منصة ييلو كارد
جوهر هذه الشراكة يكمن في دمج تقنية البلوك تشين عالية الأداء من أبتوس مع قاعدة مستخدمي ييلو كارد الواسعة في أفريقيا. تتيح هذه البنية التحتية المشتركة لمستخدمي ييلو كارد في الدول العشرين المشاركة إمكانية إجراء تحويلات فورية للعملات المستقرة، USDT وUSDC، دون تحمل عبء رسوم الغاز التي تفرضها الشبكات البلوك تشين الأخرى عادةً. وقد أكدت أبتوس لابس أنها ستقوم برعاية رسوم الغاز لهذه التحويلات خلال الحملة الأولية للشراكة، مما يضمن تجربة سلسة وغير مكلفة للمستخدمين.
تُظهر بيانات ييلو كارد الداخلية أن هناك أكثر من 54 مليون أفريقي يشاركون حالياً في أصول رقمية، مما يؤكد الطلب الكبير على هذه الخدمات في المنطقة. هذا العدد الهائل من المستخدمين يمثل سوقاً ضخماً للحلول المالية الرقمية، وتحديداً للعملات المستقرة التي توفر الاستقرار النسبي مقارنة بالعملات المشفرة الأخرى المتقلبة، مما يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدامات اليومية وكوسيلة للتبادل وتخزين القيمة.
إن إزالة رسوم المعاملات ليس مجرد ميزة إضافية، بل هو عامل حاسم لتعزيز التبني. في العديد من الدول الأفريقية، حيث قد تكون قيمة المعاملات الفردية صغيرة نسبياً، يمكن لرسوم الغاز المرتفعة أن تجعل استخدام البلوك تشين أمراً غير عملي اقتصادياً. من خلال القضاء على هذه الرسوم، تصبح العملات المستقرة على شبكة أبتوس من خلال ييلو كارد خياراً جذاباً للمدفوعات اليومية، التحويلات العائلية، وحتى المدفوعات التجارية الصغيرة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتجارة والنشاط الاقتصادي.
أبتوس لابس توفر بنية تحتية مُحسّنة للهواتف المحمولة
تعتمد هذه الشراكة بشكل كبير على القدرات التقنية المتقدمة لشبكة أبتوس. صرح أليكس هوير، رئيس قسم المدفوعات في أبتوس لابس، أن الشراكة تتوافق تماماً مع التبني السريع للعملات المستقرة في أفريقيا. وأوضح أن شبكة أبتوس مصممة خصيصاً لتوفير البنية التحتية اللازمة لدعم النشاط المالي عالي الحجم وفي الوقت الفعلي، وهو ما يتطلبه السوق الأفريقي بشكل متزايد.
تتميز شبكة أبتوس بسرعة معالجة استثنائية وقدرة على التعامل مع عدد كبير جداً من المعاملات في الثانية (TPS). تبلغ قدرة الشبكة في الظروف الحية باستمرار أكثر من 11,000 معاملة في الثانية، مع نهائية شبه فورية للمعاملات (Sub-second finality). تعني النهاية شبه الفورية أن المعاملة بمجرد إرسالها، يتم تأكيدها وتصبح نهائية على البلوك تشين في أقل من ثانية، وهو أمر بالغ الأهمية لتطبيقات الدفع التي تتطلب السرعة والموثوقية.
إن هذه السرعة الهائلة والقدرة على التوسع تجعل شبكة أبتوس مثالية لدعم النمو المتزايد للمدفوعات الرقمية عبر الهواتف المحمولة في أفريقيا. مع تزايد استخدام الهواتف الذكية، يبحث المستخدمون عن تجارب دفع سلسة وسريعة تعكس سهولة استخدام تطبيقات الدفع التقليدية أو حتى خدمات الأموال عبر الهاتف المحمول (Mobile Money) التي تحظى بشعبية كبيرة في القارة. تقدم أبتوس وييلو كارد الآن هذه السرعة والكفاءة، بالإضافة إلى فوائد البلوك تشين من حيث الشفافية والأمان.
يشمل التكامل دعم العملات المستقرة الرائدة عالمياً، USDT (Tether) وUSDC (Circle)، وهما أكبر العملات المستقرة من حيث القيمة السوقية. يعد إدماج هاتين العملتين الرئيسيتين أمراً حيوياً لأنهما الأكثر استخداماً وتداولاً في سوق العملات الرقمية عالمياً، وتوفيرهما بشكل ميسور التكلفة وسريع يلبي احتياجات المستخدمين الذين يفضلون الاستقرار وتجنب التقلبات التي قد تشهدها العملات المشفرة الأخرى.
ييلو كارد تعزز فائدة العملات المستقرة في جميع أنحاء أفريقيا
من جانب ييلو كارد، أكدت جيليان داركو، من الفريق في ييلو كارد، أن إزالة الرسوم والتأخير يساعد بشكل كبير في زيادة الوصول إلى أدوات مالية رقمية ميسورة التكلفة. تهدف هذه المبادرة إلى دعم الاقتصادات المحلية، تسهيل التحويلات الدولية (Remittances)، وتحسين موثوقية المعاملات المالية للأفراد والشركات على حد سواء. تعتبر ييلو كارد نفسها جسراً بين عالم العملات الرقمية والمستخدمين الأفارقة، وتلعب دوراً حاسماً في تعليم وتمكين المستخدمين الجدد في هذا المجال.
تعد التحويلات المالية الدولية مصدراً حيوياً للدخل للعديد من الأسر في أفريقيا، ولكن الرسوم المرتفعة والعمليات البطيئة المرتبطة بالخدمات التقليدية تشكل تحدياً كبيراً. من خلال تمكين التحويلات الفورية وبلا رسوم عبر العملات المستقرة، يمكن لأبتوس وييلو كارد أن تحدثا ثورة في هذا القطاع، مما يسمح للمزيد من الأموال بالوصول إلى المستفيدين وتخفيف العبء المالي على المرسلين.
بالإضافة إلى التحويلات، يمكن استخدام هذه الخدمة لتعزيز التجارة عبر الحدود داخل أفريقيا. غالباً ما تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات في تلقي المدفوعات من دول مجاورة بسبب التعقيدات المرتبطة بالعملات المحلية المختلفة وأنظمة المدفوعات المتباينة. توفر العملات المستقرة وسيلة موحدة ومستقرة لإجراء المدفوعات عبر الحدود بكفاءة وبتكلفة منخفضة جداً، مما يدعم النمو الاقتصادي الإقليمي.
ردود الفعل والمستقبل
كانت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي إيجابية إلى حد كبير. وفقاً لمنصة AlvaApp، يرى المستخدمون هذا الإطلاق كعلامة فارقة ونقطة تحول نحو التبني العملي والفعلي للعملات المشفرة في سيناريوهات العالم الحقيقي. يتجاوز التركيز هنا المضاربة على أسعار العملات الرقمية إلى استخدامها كأداة عملية للمدفوعات والمعاملات اليومية، وهو ما يعتبر هدفاً رئيسياً للعديد من المطورين والمتحمسين في مجال البلوك تشين.
أفاد المحللون بوجود نشاط مستقر على شبكة أبتوس وعلامات على تزايد مشاركة المستخدمين، على الرغم من أي تقلبات طفيفة في التداول على المدى القصير. يشير هذا إلى أن الخدمة الجديدة تلقى اهتماماً وتستخدم فعلياً من قبل المستخدمين في أفريقيا. يعتبر تتبع النشاط على الشبكة أمراً مهماً لقياس مدى نجاح مثل هذه المبادرات وتأثيرها على التبني الفعلي.
التحديات والفرص في المدفوعات الأفريقية
تاريخياً، واجهت أنظمة المدفوعات في أفريقيا العديد من التحديات، بما في ذلك التكلفة العالية، البطء، ونقص إمكانية الوصول، لا سيما في المناطق الريفية أو للسكان غير المشمولين بالخدمات المصرفية. شكلت خدمات الأموال عبر الهاتف المحمول تحولاً كبيراً، ولكن البلوك تشين والعملات المستقرة تقدم إمكانيات إضافية، مثل اللامركزية، الشفافية العالمية، والقدرة على إجراء معاملات بكميات كبيرة وتكاليف شبه معدومة إذا تم تنفيذها بكفاءة.
بالنسبة للتحويلات الدولية إلى أفريقيا، فإن الرسوم التي تفرضها شركات تحويل الأموال التقليدية يمكن أن تتراوح بين 5% إلى 10% أو حتى أكثر من المبلغ المحول. هذا يقلل بشكل كبير من المبلغ الذي يتلقاه المستفيدون. توفر العملات المستقرة على شبكة فعالة وبلا رسوم مثل هذه الشراكة بديلاً أرخص بكثير، مما يزيد من القيمة التي تصل إلى الأسر والمجتمعات التي تعتمد على هذه التحويلات.
إن التركيز على تجربة المستخدم وسهولة الوصول هو مفتاح النجاح في السوق الأفريقي. ييلو كارد، بوجودها الراسخ وفهمها للسوق المحلي، تعتبر شريكاً مثالياً لأبتوس لابس لتوفير هذه الحلول بطريقة تلبي احتياجات وتفضيلات المستخدمين الأفارقة، الذين يعتمدون بشكل كبير على هواتفهم المحمولة في إدارة شؤونهم المالية.
لماذا العملات المستقرة؟
في سياق المدفوعات والتحويلات اليومية، يعتبر الاستقرار أمراً حاسماً. العملات المشفرة مثل بيتكوين وإيثيريوم معروفة بتقلباتها السعرية الكبيرة، مما يجعلها غير مناسبة بشكل عام لاستخدامها مباشرة في دفع ثمن السلع والخدمات أو إرسال مبالغ مالية محددة تحتاج إلى الحفاظ على قيمتها. هنا يأتي دور العملات المستقرة.
العملات المستقرة مثل USDT وUSDC مصممة ليكون سعرها مرتبطاً بأصل مستقر، غالباً ما يكون الدولار الأمريكي. هذا يعني أن قيمتها لا تتقلب بنفس القدر الذي تتقلب به العملات المشفرة الأخرى، مما يجعلها وسيلة تبادل وتخزين قيمة أكثر موثوقية للاستخدامات اليومية. عند إرسال USDT أو USDC، يمكن للمرسل والمستقبل أن يكونا على ثقة بأن القيمة المرسلة ستكون قريبة جداً من القيمة المتلقاة، بغض النظر عن تقلبات سوق العملات المشفرة الأوسع.
اختيار USDT وUSDC تحديداً من قبل أبتوس وييلو كارد منطقي نظراً لشعبيتهما الكبيرة وسهولة تداولهما عالمياً. هذا يضمن سيولة عالية ويسهل على المستخدمين تحويل هذه العملات المستقرة إلى عملات محلية عند الحاجة، أو استخدامها مباشرة في المعاملات حيث يتم قبولها.
الخاتمة
تمثل الشراكة بين أبتوس لابس وييلو كارد لتوفير تحويلات فورية وبلا رسوم للعملات المستقرة عبر 20 دولة أفريقية خطوة مهمة إلى الأمام في مجال التبني الفعلي للعملات الرقمية. من خلال الجمع بين البنية التحتية عالية الأداء لشبكة أبتوس والوصول الواسع والشعبية التي تتمتع بها ييلو كارد في أفريقيا، يتم تقديم حل يلبي الاحتياجات الماسة للمستخدمين في القارة: السرعة، التكلفة المنخفضة، وسهولة الاستخدام.
هذه المبادرة ليست مجرد إطلاق لخدمة جديدة، بل هي دليل على إمكانات تقنية البلوك تشين في حل مشاكل العالم الحقيقي وتعزيز الشمول المالي في المناطق التي تشتد فيها الحاجة إلى حلول مالية مبتكرة. مع استمرار تطور هذه الشراكة وتوسع نطاقها، يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل المدفوعات الرقمية والتبني الجماعي للعملات المستقرة في أفريقيا وخارجها.
“`