ektsadna.com
بيتكوين

أيدي بيتكوين الماسية تشتري: إشارة صعودية قوية للسوق وبيانات تاريخية تدعم ارتفاعاً نحو 212 ألف دولار

“`html

أيدي الماسية تشتري مجدداً: لماذا يعتبر ذلك صعودياً للسوق

قضى بيتكوين الأيام الخمسة الماضية متداولاً ضمن نطاق ضيق نسبياً يتراوح بين 106,229 و 111,807 دولار، وذلك بعد تسجيله أعلى مستوى له على الإطلاق عند 111,814 دولار. على الرغم من زيادة ضغط البيع من المعدنين بعد الوصول إلى أعلى مستوى تاريخي، تمكن سعر بيتكوين من الثبات فوق مستوى 108,000 دولار، حيث أظهرت بيانات السلسلة (on-chain data) أن “الأيادي الماسية” لبيتكوين (Bitcoin diamond hands) استوعبت كل ضغط البيع هذا.

حاملو المدى الطويل يتراكمون بأدنى مستويات الإنفاق

وفقاً لبيانات من ات السلسلة CryptoQuant، انخفض مؤشر إنفاق حاملي المدى الطويل (LTH Spending Binary Indicator) إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2024. هذا الاتجاه المثير للاهتمام كان قد لوحظ في البداية على منصة التواصل الاجتماعي X من قبل محلل العملات المشفرة أليكس أدلر جونيور.

يعتبر مؤشر إنفاق حاملي المدى الطويل أداة حيوية في فهم سلوك المستثمرين الأكثر خبرة في سوق بيتكوين. عندما ينخفض هذا المؤشر، فذلك يعني أن الحائزين على كميات كبيرة من بيتكوين لفترات طويلة يختارون عدم بيع أصولهم، حتى في ظل ظروف السوق التي قد تدفع مستثمرين آخرين (مثل حاملي المدى القصير أو المعدنين) إلى البيع لتحقيق الأرباح أو تغطية التكاليف. انخفاض المؤشر إلى “منطقة الإنفاق الأدنى” كما أشار إليه الرسم البياني يعني أن نسبة ضئيلة جداً من عملات بيتكوين القديمة (التي لم تتحرك لفترة طويلة) يتم إنفاقها أو بيعها في السوق المفتوحة.

انخفض المتوسط المتحرك لمدة 15 يوماً لهذا المقياس، كما يظهر في الرسم البياني من CryptoQuant، إلى منطقة الإنفاق الأدنى. من الجدير بالذكر أن هذه المنطقة قد سبقت باستمرار تحركاً صعودياً أكبر في سعر بيتكوين. هذا الارتباط التاريخي يجعل الانخفاض الحالي ذا أهمية خاصة للمحللين والمستثمرين الذين يعتمدون على بيانات السلسلة للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.

في موازاة ذلك، ارتفع معروض حاملي المدى الطويل بنحو 300,000 بيتكوين على مدار العشرين يوماً الماضية. يمثل هذا تحولاً عن اتجاه الانخفاضات في معروض حاملي المدى الطويل الذي كان سائداً منذ وقت سابق في عام 2024، مما يشير إلى أن عملية التجميع قد تسارعت بشكل ملحوظ مؤخراً. في وقت كتابة هذا ال، يوجد 14.6 مليون بيتكوين، وهو ما يمثل حوالي 74% من إجمالي المعروض المتداول الحالي لبيتكوين (البالغ حوالي 19.7 مليون بيتكوين)، في محافظ مصنفة على أنها لحاملي المدى الطويل. هذه النسبة المرتفعة جداً تؤكد أن الغالبية العظمى من عملات بيتكوين في أيدي مستثمرين استراتيجيين لا ينوون البيع قريباً.

يشير هذا النمط إلى أن ما يسمى بـ “الأيادي الماسية” (أي المستثمرين ذوي القناعة القوية الذين يحتفظون بأصولهم خلال فترات التقلب) لا يمتنعون عن البيع مع وصول بيتكوين إلى قمته الجديدة الأخيرة فحسب، بل إنهم يقومون بعملية تجميع نشطة. هذا السلوك معاكس لما قد يتوقعه البعض بعد تسجيل قمة تاريخية، حيث يميل العديد من المستثمرين إلى البيع لجني الأرباح. ولكن الأيادي الماسية ترى القمة الأخيرة كخطوة على طريق صعود أطول بكثير.

يوضح الرسم البياني (المشار إليه في المصدر) الارتباط بين الإنفاق الأدنى لحاملي المدى الطويل (LTH spending) وارتفاع حركة الأسعار، وهو سلوك توافق أيضاً مع مراحل صعود بيتكوين في عام 2019، وأواخر عام 2020، وأواخر عام 2024 (مشيراً إلى نمط تاريخي متكرر).

فهم “الأيادي الماسية” وأهميتها

مصطلح “الأيادي الماسية” (Diamond Hands) هو مصطلح شائع في مجتمع العملات المشفرة والأسواق المالية لوصف المستثمرين الذين يمتلكون قناعة قوية بأصولهم ويتمسكون بها على المدى الطويل بغض النظر عن التقلبات السعرية الكبيرة أو الضغوط للبيع. هؤلاء المستثمرون يؤمنون بالقيمة الأساسية للأصل وإمكاناته المستقبلية، ولا يكترثون بالتقلبات قصيرة الأجل أو حتى عمليات البيع الكبيرة التي قد تحدث في السوق. على النقيض من ذلك، هناك “الأيادي الورقية” (Paper Hands) وهم المستثمرون الذين يبيعون أصولهم بسرعة عند أول إشارة للانخفاض أو تحت الضغط، غالباً ما يفوتون المكاسب المستقبلية الكبيرة.

في سياق بيتكوين، عندما تظهر بيانات السلسلة أن حاملي المدى الطويل (الذين غالباً ما يعتبرون تجسيداً للأيادي الماسية) لا يبيعون بل ويستمرون في التجميع، فهذا يعتبر إشارة صعودية قوية جداً. لماذا؟ لأن هذه الفئة من المستثمرين هي الأكثر دراية بالسوق والأكثر التزاماً به. عدم بيعهم حتى بعد وصول السعر إلى أعلى مستوياته على الإطلاق يدل على أنهم يتوقعون مستويات سعرية أعلى بكثير في المستقبل. امتصاصهم لضغط البيع يعني أن المعروض المتاح في السوق للبيع يتقلص، مما يزيد من احتمالية ارتفاع الأسعار عندما يزداد الطلب.

سلوك الأيادي الماسية يعكس فهماً عميقاً لدور بيتكوين كأصل نادر مضاد للتضخم ومخزن للقيمة. هم ينظرون إلى بيتكوين ليس فقط كأداة للمضاربة قصيرة الأجل، بل كتقنية ثورية ونظام مالي بديل محتمل على مدى عقود. قناعتهم هذه تدفعهم للاحتفاظ بأصولهم رغم المغريات ببيعها عند تحقيق أرباح كبيرة، مما يوفر أساساً مستقراً للسوق في وجه التقلبات.

لماذا هذا السلوك صعودي للسوق؟

الارتفاع الملحوظ في معروض حاملي المدى الطويل، جنباً إلى جنب مع الحد الأدنى من نشاط البيع، يكشف عن قوة خفية في السوق لا تظهر دائماً في تحركات الأسعار اليومية. هذه القوة تأتي من الأساس القوي الذي يبنيه المستثمرون الكبار. يشير السلوك الحالي للمستثمرين على المدى الطويل أيضاً إلى ثقتهم في تقييم بيتكوين عند المستويات الحالية، على الرغم من الارتفاع السعري الأخير الذي دفعه إلى قمة تاريخية جديدة. العديد من هؤلاء الحاملين على المدى الطويل يحققون أرباحاً كبيرة جداً في الوقت الحالي، ومع ذلك يختارون الاستمرار في الاحتفاظ بأصولهم، مما يؤكد أنهم يتوقعون تحقيق مكاسب أكبر بكثير في المستقبل.

هذا السلوك يختلف تماماً عن سلوك حاملي المدى القصير، الذين حققوا مجتمعين أرباحاً تجاوزت 11.6 مليار دولار خلال الشهر الماضي وحده. بينما يستفيد حاملو المدى القصير من التقلبات السريعة ويبيعون لتحقيق الأرباح، فإن حاملي المدى الطويل ينظرون إلى ما هو أبعد من ذلك، مما يدل على رؤية طويلة الأجل وقناعة راسخة بمستقبل بيتكوين. هذا التباين في السلوك يسلط الضوء على المستويات المختلفة من القناعة والاستراتيجية داخل السوق.

إن استمرار حاملي المدى الطويل في التجميع يقلل من المعروض المتاح للبيع في البورصات. هذا النقص في المعروض، عندما يقابله طلب ثابت أو متزايد، يؤدي حتماً إلى دفع الأسعار للأعلى. بعبارة أخرى، عندما تكون غالبية عملات بيتكوين في أيدي من لا يرغبون في بيعها، يصبح من الصعب على المشترين العثور على كميات كبيرة، مما يزيد من الضغط الصعودي على السعر.

تحليل مقارن مع البيانات التاريخية

برسم توازٍ مع البيانات التاريخية، يعكس الانخفاض الحالي في إنفاق حاملي المدى الطويل (LTH) نمطاً مشابهاً لوحظ في سبتمبر 2024. في ذلك الوقت، كان مؤشر LTH في المنطقة الدنيا، وكان معروض حاملي المدى الطويل يزداد أيضاً بشكل مطرد. هذه المقارنة ليست مجرد مصادفة؛ فبيانات السلسلة تقدم رؤى حول كيفية تصرف المستثمرين الكبار خلال مراحل السوق المختلفة، وغالباً ما تظهر أنماطاً متكررة يمكن أن تكون مؤشرات قوية للحركة المستقبلية.

ما تبع ذلك النمط في أواخر عام 2024 كان ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 96% في سعر بيتكوين، حيث ارتفع من حوالي 54,000 دولار ليصل إلى قمم حول 106,000 دولار في ديسمبر ويناير. هذا الارتفاع لم يكن مجرد صدفة، بل كان مدفوعاً بالأساسيات القوية وتناقص المعروض المتاح للبيع بسبب تجميع حاملي المدى الطويل. كانت تلك الفترة بمثابة مرحلة تجميع مكثفة حيث استعد السوق للانفجار الصعودي التالي.

إذا اتبع السوق مساراً مشابهاً من مستوى السعر الحالي البالغ حوالي 109,000 دولار، فإن ارتفاعاً مماثلاً بنسبة 96% سيشهد وصول بيتكوين إلى قمة جديدة تقترب من 212,000 دولار. هذا ليس ضماناً، بالطبع، فأسواق المال بطبيعتها متقلبة ولا يمكن التنبؤ بها بشكل قاطع وهناك دائماً عوامل غير متوقعة يمكن أن تؤثر على السعر. ومع ذلك، فإن التماثل في سلوك المستثمرين الرئيسيين، خاصة حاملي المدى الطويل، يشكل إشارة قوية جداً لا يمكن تجاهلها عند تقييم احتمالات الحركة السعرية المستقبلية. إنها تشير إلى أن الأساس للسوق الصعودي لا يزال سليماً وقوياً.

ماذا تعني هذه البيانات للمستثمر العادي؟

بالنسبة للمستثمر العادي، فإن رؤية الأيادي الماسية تتراكم وتستمر في الاحتفاظ بأصولها حتى بعد قمة جديدة تعني عدة أشياء وتوفر رؤى قيمة:

  • ثقة المؤسسات وكبار المستثمرين: هذا السلوك يدل على أن اللاعبين الكبار والمؤسسات في السوق لديهم ثقة عالية في مستقبل بيتكوين عند مستوياته الحالية وما فوقها. هم لا يرون في السعر الحالي نقطة خروج نهائية، بل نقطة انطلاق لمزيد من النمو.
  • تناقص المعروض المتاح: مع قيام هؤلاء المستثمرين الكبار بسحب البيتكوين من التداول النشط في البورصات وتخزينه على المدى الطويل (غالباً في محافظ باردة أو حلول تخزين آمنة)، يصبح المعروض المتاح للبيع في السوق أقل بشكل كبير. هذا النقص في المعروض يمكن أن يدفع الأسعار للأعلى بشكل كبير عندما يزداد الطلب، حتى لو كان الطلب متواضعاً.
  • إشارة صعودية تاريخية موثوقة: كما أظهرت البيانات التاريخية باستمرار، فإن فترات تجميع حاملي المدى الطويل الكثيفة قد تزامنت مع بدايات أو استمرار فترات الصعود القوية (Bull Runs). هذا السلوك يعتبر مؤشراً رائداً (Leading Indicator) للقوة الكامنة في السوق.
  • التقلبات جزء طبيعي من الرحلة: بينما قد تكون هناك تقلبات قصيرة الأجل أو عمليات تصحيح للسعر، فإن الصورة الكبيرة التي ترسمها بيانات السلسلة وسلوك الأيادي الماسية تشير إلى اتجاه صعودي أساسي على المدى الطويل. يجب على المستثمر العادي أن يتوقع هذه التقلبات وأن يركز على الصورة الأكبر.
  • تأكيد على استراتيجية الاحتفاظ: سلوك الأيادي الماسية يقدم تأكيداً على فعالية استراتيجية “الاحتفاظ على المدى الطويل” (HODLing) في سوق بيتكوين. في حين أن المضاربة قصيرة الأجل يمكن أن تكون مربحة، فإن الجزء الأكبر من المكاسب في دورات بيتكوين السابقة كان من نصيب المستثمرين الذين احتفظوا بأصولهم خلال الصعود والهبوط.

هذا لا يعني أن السعر سيرتفع بشكل خطي أو خالٍ من الانتكاسات، فالتصحيحات والتقلبات هي جزء طبيعي وصحي من أي سوق. ومع ذلك، فإن الأساس الذي تبنيه الأيادي الماسية من خلال التجميع القوي يضع أساساً متيناً للنمو المستقبلي ويوفر درجة من الثقة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى المدى الطويل.

العوامل الأخرى المؤثرة على سوق بيتكوين

بالإضافة إلى سلوك حاملي المدى الطويل الذي يعد مؤشراً قوياً، هناك عوامل أخرى مهمة تساهم في النظرة الصعودية الحالية وتستحق المتابعة:

  1. اعتماد المؤسسات وزيادة الطلب: لا تزال الشركات الكبرى ومديرو الأصول والمؤسسات المالية تظهر اهتماماً متزايداً ببيتكوين كأصل ي أو جزء من محافظهم. دخول صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) الفورية في بعض الأسواق الرئيسية أتاح قنوات استثمارية جديدة وسهلة لرأس المال المؤسساتي والأفراد على حد سواء، مما يزيد من الطلب الأساسي.
  2. التطورات التنظيمية: رغم أن عدم اليقين التنظيمي يمكن أن يشكل تحدياً، إلا أن التقدم نحو وضع أطر تنظيمية واضحة في مختلف الولايات القضائية يمكن أن يزيد من الثقة ويجذب المزيد من المستثمرين الذين كانوا مترددين بسبب الغموض القانوني. الوضوح التنظيمي غالباً ما يُنظر إليه على أنه خطوة إيجابية نحو النضج والاعتماد الأوسع.
  3. الأحداث الكلية الاقتصادية والسياسات النقدية: البيئة الاقتصادية الكلية، بما في ذلك مستويات التضخم، أسعار الفائدة، وسياسات البنوك المركزية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جاذبية بيتكوين كأصل “ملاذ آمن” أو أصل مضاد للتضخم. في فترات عدم اليقين الاقتصادي أو انخفاض قيمة العملات الورقية، يميل المستثمرون للبحث عن بدائل، وغالباً ما يُنظر إلى بيتكوين كخيار محتمل.
  4. حدث التنصيف (Halving): على الرغم من أن حدث التنصيف الأخير قد مر، إلا أن تأثيره طويل الأجل على المعروض الجديد من بيتكوين لا يزال عاملاً صعودياً. تقليل معدل إنشاء عملات بيتكوين جديدة يساهم في ندرتها، مما يزيد من قيمتها بمرور الوقت مع ثبات أو زيادة الطلب.
  5. الابتكار والتطور التكنولوجي: التطورات المستمرة في تكنولوجيا بيتكوين وشبكتها، مثل حلول الطبقة الثانية (Layer 2 solutions) التي تزيد من قابلية التوسع وتخفض التكاليف، بالإضافة إلى التطبيقات المتزايدة التي تستفيد من شبكة بيتكوين، كلها تزيد من قيمة بيتكوين كأصل شبكة وكأصل تكنولوجي.

كل هذه العوامل، مجتمعة مع التجميع القوي من قبل حاملي المدى الطويل وسلوك “الأيادي الماسية”، ترسم صورة إيجابية لمستقبل بيتكوين على المديين المتوسط والطويل وتدعم ال باستمرار الاتجاه الصعودي.

مقارنة بين حاملي المدى الطويل والقصير: رؤى من البيانات

للتعمق أكثر في فهم ديناميكيات السوق الحالية، من المفيد مقارنة سلوك حاملي المدى الطويل (LTH) وحاملي المدى القصير (STH) بناءً على بيانات السلسلة. حاملو المدى القصير هم الأفراد أو الكيانات التي تحتفظ ببيتكوين لمدة تقل عادة عن 155 يوماً. هذه الفئة من المستثمرين غالباً ما تكون أكثر حساسية للتقلبات السعرية وتتداول بنشاط أكبر. هم يميلون إلى شراء بيتكوين خلال فترات الصعود وبيعها عند تحقيق أرباح سريعة أو عند بداية الانخفاض.

بيانات السلسلة تظهر أن حاملي المدى القصير حققوا مجتمعين أرباحاً كبيرة تجاوزت 11.6 مليار دولار خلال الشهر الماضي وحده. هذا الرقم يدل على أنهم كانوا نشطين في جني الأرباح خلال الارتفاع الأخير الذي وصل ببيتكوين إلى قمته التاريخية الجديدة. هذا السلوك طبيعي بالنسبة لحاملي المدى القصير ويساهم في جزء من ضغط البيع الذي يشهده السوق بعد القمم الجديدة.

في المقابل، حاملو المدى الطويل هم الذين يحتفظون ببيتكوين لمدة تزيد عن 155 يوماً. هذه المجموعة تمثل المستثمرين الأساسيين الذين لديهم قناعة قوية بمستقبل بيتكوين. تُظهر البيانات أن هذه المجموعة نادراً ما تبيع كميات كبيرة من أصولها، حتى عند تسجيل قمم سعرية جديدة. على العكس، في المراحل الحالية، يظهرون سلوك تجميع نشط، حيث يزيد معروضهم من البيتكوين. هذا يشير إلى أنهم لا يعتبرون الأسعار الحالية ذروة نهائية للدورة، بل ربما نقطة جيدة لمواصلة بناء مراكزهم الاستثمارية الطويلة الأجل.

الفرق الأساسي يكمن في الأفق الزمني والدوافع. حاملو المدى القصير يركزون على تحقيق الربح من التقلبات الحالية والموجات السعرية قصيرة الأجل، بينما حاملو المدى الطويل يركزون على إمكانات النمو الهائلة والقيمة الأساسية لبيتكوين على مدى سنوات قادمة. وعندما يبدأ حاملو المدى الطويل في التجميع بهذه القوة، خاصة بعد قمة جديدة وفي مواجهة ضغط بيع من فئات أخرى، فهذا عادة ما يعتبر إشارة على أن مرحلة “إعادة التجميع” (Re-accumulation) أو “التأسيس” (Consolidation) قد بدأت، تمهيداً لحركة صعودية أخرى أكبر. هذا التجميع يمتص المعروض الذي يطرحه حاملو المدى القصير والمعدنون، مما يضع أساساً متيناً للارتفاع القادم.

الاستنتاج

في الختام، على الرغم من تسجيل بيتكوين لقمة تاريخية جديدة والتعرض لبعض ضغط البيع الطبيعي من المعدنين وحاملي المدى القصير الذين يجنون الأرباح، فإن سلوك حاملي المدى الطويل أو ما يُعرف بـ “الأيادي الماسية” يقدم إشارة صعودية قوية للسوق لا يمكن تجاهلها. انخفاض مؤشر إنفاق LTH إلى مستويات لم نشهدها منذ سبتمبر 2024، بالتزامن مع زيادة كبيرة ومستمرة في معروض حاملي المدى الطويل، يشير بوضوح إلى أن المستثمرين الأكثر خبرة وقناعة لا يبيعون عند هذه المستويات المرتفعة، بل يقومون بالتجميع بنشاط، مستغلين أي انخفاضات طفيفة أو فترات تداول جانبي لشراء المزيد من البيتكوين.

هذا النمط السلوكي يتوافق بشكل كبير مع الفترات السابقة في تاريخ بيتكوين التي سبقت أو رافقت ارتفاعات سعرية كبيرة ومستدامة. بينما لا يوجد ضمان بأن التاريخ سيعيد نفسه تماماً وبنفس النسبة، فإن القوة الكامنة التي يظهرها سلوك “الأيادي الماسية” تشير إلى أساس قوي جداً للسوق وقدرة ملحوظة على استيعاب ضغط البيع الحالي. إذا استمر هذا الاتجاه من التجميع القوي وقلة الإنفاق من قبل LTHs، فإن التوقعات بارتفاعات سعرية إضافية في المستقبل القريب تصبح أكثر ترجيحاً.

بناءً على المقارنات التاريخية، لا سيما مع النمط الذي لوحظ في أواخر عام 2024 والذي أدى إلى ارتفاع بنسبة 96%، فإن تكرار مثل هذه الحركة من المستوى السعري الحالي (حوالي 109,000 دولار في وقت كتابة هذا التقرير) يمكن أن يدفع بسعر بيتكوين إلى مستويات جديدة تقترب من 212,000 دولار. هذا الهدف السعري يمثل سيناريو صعودياً قوياً يعتمد على استمرار الأنماط التاريخية المدعومة ببيانات السلسلة القوية.

يظل بيتكوين يتداول حول مستوى 109,000 دولار، وتستمر الأنظار تترقب الحركة التالية مدعومة بهذه الإشارات الإيجابية الواضحة من بيانات السلسلة التي تشير إلى أن “الأيادي الماسية” لا تزال مؤمنة بقوة بآفاق بيتكوين المستقبلية وتستعد للمرحلة التالية من الصعود.


“`

مواضيع مشابهة