ektsadna.com
تحليل سوق العملات الرقمية

تحليل: نسبة الشراء/البيع (Taker) على بينانس تهبط وتثير المخاوف بشأن سعر البيتكوين

“`html




نسبة الشراء/البيع (Taker) على بينانس تسجل انخفاضاً وتثير المخاوف بشأن مستقبل البيتكوين

نسبة الشراء/البيع (Taker) على تسجل انخفاضاً وتثير المخاوف بشأن مستقبل ال

شهدت عملة البيتكوين (BTC) تراجعاً ملحوظاً بعد أن حققت مؤخراً رقماً قياسياً جديداً فوق مستوى الـ 111,000 الشهر الماضي. تتداول العملة حالياً عند سعر يقارب 104,115 دولار، مسجلة انخفاضاً بنحو 5.2% خلال الأيام السبعة الماضية، ويمثل هذا تراجعاً بحوالي 7% عن سعر الذروة الذي بلغته. هذا الانخفاض المفاجئ جذب اهتماماً كبيراً بين المشاركين في السوق، الذين يراقبون عن كثب الإشارات المحتملة التي قد توضح الخطوة التالية للبيتكوين في هذه المرحلة الحرجة.

تسعى العديد من الات إلى فهم القوى الدافعة وراء حركة السعر هذه، وفي هذا السياق، قدم تحليل حديث من مساهم في التحليلات الشهيرة CryptoQuant يُعرف باسم Crazzyblockk رؤى قيمة حول الديناميكيات الداخلية التي تؤثر على أداء البيتكوين الحالي. يركز هذا التحليل على بيانات التداول من البورصات الرئيسية، مع تسليط الضوء بشكل خاص على منصة بينانس (Binance)، التي تعتبر الأكبر والأكثر تأثيراً في الرقمية العالمية، وذلك نظراً لحجم التداول الهائل والسيولة التي توفرها.

هيمنة بينانس وتداعياتها على السوق

في ه المعنون “اختلاف سلوك الشراء/البيع (Taker) على بينانس عن البورصات المركزية الأخرى (CEXs) – البائعون يفوقون المشترين في الساحة الرئيسية للسوق”، يقدم المحلل رؤى تفصيلية حول سلوكيات التداول الأخيرة التي تمت ملاحظتها عبر بورصات العملات المشفرة الرئيسية، مع التركيز بشكل خاص على بينانس. يشكل حجم التداول الهائل والسيولة العميقة التي تتمتع بها بينانس جزءاً لا يتجزأ من هيكل السوق العالمي للعملات الرقمية، مما يجعل أي تحول في سلوك المتداولين عليها أمراً بالغ الأهمية ويمكن أن يكون له تأثير كبير على اتجاهات السوق.

يسلط التحليل الضوء على وجود تباين واضح بين بينانس وغيرها من البورصات المركزية الرئيسية (CEXs). فبينما سجلت بعض البورصات الأخرى ارتفاعاً بسيطاً في نشاط الشراء الإجمالي مؤخراً، أظهرت بينانس، التي تستحوذ على حوالي 60% من حجم التداول الفوري العالمي للبيتكوين، سيناريو مغايراً تماماً. تعتبر نسبة الشراء/البيع (Taker Buy/Sell Ratio) مؤشراً قوياً يقيس حجم أوامر السوق التي يتم تنفيذها كـ “Takers” (المنفذين)، أي الأوامر التي تأخذ السيولة فوراً من دفتر الأوامر (على عكس “Makers” الذين يضيفون السيولة بوضع أوامر محددة ذات حد سعر معين). عندما تكون النسبة فوق 1.0، فهذا يشير إلى هيمنة المشترين الذين ينفذون أوامرهم فوراً بغض النظر عن سعر التنفيذ لتلبية طلبهم بسرعة، بينما تشير النسبة دون 1.0 إلى هيمنة البائعين الذين يتخلصون من ممتلكاتهم بسرعة.

كشفت البيانات عن ميل كبير نحو البيع على منصة بينانس، حيث انخفضت نسبة الشراء/البيع (Taker Buy/Sell) فيها إلى ما دون 1.0 بشكل ملحوظ. يشير هذا بوضوح إلى تفضيل بين متداولي بينانس لعمليات البيع الفوري بدلاً من الشراء، على عكس سلوك الشراء الصافي الذي لوحظ في أماكن أخرى. هذا التباين ليس مجرد اختلاف عابر أو قراءة منعزلة؛ نظراً لحصة بينانس السوقية الكبيرة وتأثيرها الهائل على اكتشاف الأسعار وتحديد المعنويات العامة، فإن أي تحول كبير ومستمر في اتجاه التداول عليها يمكن أن يكون له تداعيات واسعة على السوق بأكمله ويؤثر على استقرار الأسعار.

حجم التداول الضخم والعقود الآجلة المفتوحة (Open Interest) على بينانس عادة ما توجه معنويات السوق الأوسع وتساهم بشكل كبير في عملية اكتشاف الأسعار. عندما تبدأ أكبر منصة تداول في العالم في إظهار تفضيل واضح لجانب معين (في هذه الحالة، البيع العدواني من قبل الـ Takers)، فإنه غالباً ما يؤثر على سلوك المتداولين في المنصات الأخرى ويساهم في تشكيل الاتجاه العام الهبوطي أو الصعودي. تدعم البيانات التاريخية هذا الارتباط القوي؛ فقد أسفرت أحداث سابقة حيث اختلف سلوك سوق بينانس عن البورصات الأخرى، كما حدث في فبراير 2024 وأغسطس 2023، عن تصحيحات ملحوظة في سعر البيتكوين تراوحت بين 5% و 10% بعد فترة قصيرة من ظهور هذا التباين، مما يؤكد على أهمية مراقبة بينانس كمؤشر رئيسي.

لتوضيح أهمية النسبة بشكل أكبر، فإن التداول الفوري (Spot Trading) على بينانس هو مقياس مباشر للطلب والعرض الحقيقي للأصل. عندما ينخفض معدل Taker Buy/Sell إلى أقل من 1.0، فهذا يعني أن المتداولين الذين يرغبون في البيع فوراً (أوامر السوق للبيع) يفوقون بكثير المتداولين الذين يرغبون في الشراء فوراً (أوامر السوق للشراء). هذا السلوك العدواني من قبل البائعين يشير إلى رغبة قوية في الخروج من المراكز أو جني الأرباح، وغالباً ما يسبق أو يتزامن مع فترات ضعف في الأسعار.

ديناميكيات السوق الحالية للبيتكوين و المدى القريب

من الجدير بالذكر أن أحدث المقاييس توضح أن نسبة الشراء/البيع (Taker Buy/Sell) على بينانس تحوم حالياً حول مستوى 0.98، مما يمثل انخفاضاً بنحو 12% خلال الأسبوع الماضي وانخفاضاً أكبر يصل إلى 25% خلال الشهر الماضي. هذا التراجع المستمر والثابت في النسبة على بينانس يشير إلى ترسيخ لسيطرة البائعين على أكبر منصة تداول، وهو أمر لا يمكن تجاهله عند تحليل حركة السعر الأخيرة.

على الرغم من الارتفاع القصير والمحدود الذي شهده نشاط الشراء الإجمالي عبر البورصات الأخرى مجتمعة، حيث بلغت نسبة الشراء/البيع الإجمالية حوالي 1.35 في ذروتها قبل فترة وجيزة، فإن الموقف الهبوطي والوزن الثقيل الذي تتبناه بينانس قد خفف بشكل كبير من قوة هذه الإشارة الصعودية. نظراً لوزن بينانس الهائل في السوق وحجم السيولة التي تجتذبها، فإن ميلها الواضح نحو البيع سحب المؤشر الإجمالي لنسبة الشراء/البيع إلى الانخفاض بسرعة مرة أخرى، مما يشير إلى أن أي نشاط شراء في أماكن أخرى لم يكن كافياً على الإطلاق لمواجهة ضغط البيع المركزي القادم من المنصة المهيمنة.

يشير هذا السيناريو إلى احتمال تزايد التقلبات في السوق على المدى القصير، مع ميل نحو الجانب الهبوطي. إن هيمنة سلوكيات التداول على بينانس يمكن أن تضخم آثار ضغط البيع هذا، ليس فقط من خلال التداول الفوري المباشر الذي يدفع الأسعار للأسفل، ولكن أيضاً من خلال تأثيرها على أسعار ال (Funding Rates) في سوق العقود الآجلة. عندما يزداد ضغط البيع في السوق الفوري، تميل أسعار التمويل في العقود الآجلة الدائمة إلى الانخفاض أو حتى التحول إلى سلبية. هذا يجعل الاحتفاظ بصفقات شراء طويلة الأجل (Long Positions) مكلفاً للمتداولين الذين يدفعون هذه الرسوم السلبية، ويشجع على المزيد من البيع أو إغلاق المراكز الطويلة، مما يفاقم حركة السعر الهبوطية ويخلق حلقة مفرغة قد تؤدي إلى تسارُع التراجع.

التحليل الدقيق لنسبة الشراء/البيع (Taker) على منصة بحجم بينانس يقدم للمتداولين والمحللين نافذة لا تقدر بثمن على المعنويات الفورية للمتداولين الأكثر نشاطاً وعدوانية في السوق. عندما تنخفض هذه النسبة بشكل مستمر دون 1.0، فهذا يعني أن الطلب الفوري على البيع يفوق الطلب الفوري على الشراء بشكل متزايد وبقوة. هذا ليس مجرد إحصاء رقمي؛ إنه يعكس قرار الآلاف، وربما الملايين، من المتداولين ببيع أصولهم فوراً بأي سعر متاح، مما يدل على درجة كبيرة من عدم اليقين أو التشاؤم بشأن الاتجاه المستقبلي للأسعار في الأفق القريب.

من المهم أيضاً ملاحظة أن نسبة 0.98، على الرغم من أنها دون 1.0، لا تزال قريبة نسبياً من المستوى المحايد 1.0. ومع ذلك، فإن الاتجاه هو الذي يثير القلق بشكل أساسي. الانخفاض من مستويات أعلى بكثير خلال الأسابيع الماضية، واستمرارها في الانخفاض والتحوم دون 1.0، يشير إلى تحول واضح ومستمر في المعنويات على المنصة الأكبر. هذا التحول، المقترن بالتاريخ الذي يظهر أن مثل هذا التباين قد أدى إلى تصحيحات سعرية سابقة، يجعل هذا المؤشر يستحق مراقبة شديدة ويومية في الأيام والأسابيع القادمة لتحديد ما إذا كان الاتجاه سيستمر أم سينعكس.

في الختام، كتب محلل CryptoQuant ملخصاً للحالة الراهنة وتوقعاته بناءً على البيانات المتاحة، مقدماً رؤيته النهائية حول ما يمكن توقعه:

نظرًا لأن أكبر مجمع سيولة (بينانس) يظهر صافي بيع، فإن الارتفاع الإجمالي الذي لوحظ اليوم يخاطر بالتحول إلى فخ صعودي (bull trap). ما لم ترتفع نسبة الشراء/البيع (Taker Buy/Sell) على بينانس بشكل حاسم فوق 1.05 – وتبقى هناك لفترة مستدامة – توقعوا تزايد التقلبات واحتمالاً أكبر لانخفاض الأسعار على المدى القريب مع إعادة تنظيم المعنويات الأوسع لتتماشى مع تدفقات القائد السوقي الأكبر.

تعتبر فكرة “الفخ الصعودي” محورية هنا وتشكل تحذيراً هاماً. إنها تشير إلى وضع حيث يبدو أن السوق يبدأ في الارتفاع، مما يجذب المشترين الجدد للدخول إلى السوق، ولكن هذا الارتفاع لا تدعمه السيولة الكبيرة ونشاط الشراء العدواني من المنصات الرئيسية (كما يتضح من بيانات بينانس)، وسرعان ما يتلاشى هذا الارتفاع مع عودة أوامر البيع العدوانية للظهور بقوة، مما يؤدي إلى حبس المشترين الجدد في مراكز خاسرة مع استئناف الاتجاه الهبوطي. النصيحة المقدمة من المحلل واضحة ومباشرة: تجاوز نسبة الشراء/البيع على بينانس لمستوى 1.05 بشكل حاسم والحفاظ على هذا المستوى لفترة كافية هو الشرط الأساسي لأي انتعاش مستدام محتمل على المدى القريب يمكن الاعتماد عليه. ما لم يحدث هذا التحول الإيجابي في ديناميكيات التداول على بينانس، فإن الميل يظل نحو المزيد من التقلبات العالية والاحتمال الأكبر لمزيد من التراجع في الأسعار مع استمرار ضغط البيع.

في ضوء هذه التطورات والتحليلات، يصبح فهم ديناميكيات التداول على المنصات الرئيسية أمراً لا غنى عنه للمتداولين الذين يسعون لاتخاذ قرارات مستنيرة في سوق العملات المشفرة المتقلب. نسبة الشراء/البيع (Taker) هي مجرد واحدة من العديد من المقاييس التي يستخدمها المحللون المتقدمون، ولكن تأثيرها يتضخم بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بمنصة بحجم وتأثير بينانس على السوق ككل. إن مراقبة هذه النسبة بانتظام، إلى جانب مؤشرات أخرى مهمة مثل حجم التداول الإجمالي، وأسعار التمويل في سوق المشتقات، والعقود الآجلة المفتوحة، يمكن أن توفر صورة أكثر اكتمالاً ودقة عن حالة السوق الفورية وتساعد المتداولين على التنبؤ بالحركات المحتملة واتخاذ قرارات تداول أكثر فعالية وتقليل المخاطر.

على الرغم من أن التحليل يشير إلى احتمال استمرار الضغط الهبوطي أو زيادة التقلبات على المدى القصير، فإنه أيضاً يحدد بوضوح نقطة محورية محددة (نسبة 1.05 على بينانس) التي يمكن أن تشير إلى تحول محتمل وحقيقي في المعنويات إذا تم تجاوزها والحفاظ عليها. يبقى السوق في حالة ترقب ليرى ما إذا كان المشترون سيتمكنون من استعادة السيطرة، وتظل بيانات التداول من المنصات الكبرى، وخاصة بينانس، مصدراً حيوياً للمعلومات والرؤى حول الاتجاهات قصيرة المدى التي قد تشكل المستقبل القريب للبيتكوين.

المتداولون الذين يعتمدون على التحليل الفني والأساسي يجب أن يدمجوا مؤشرات حجم التداول وسيولة المنصات الرئيسية كجزء أساسي من استراتيجياتهم التحليلية. هذا النوع من البيانات على مستوى التبادل يقدم رؤى فريدة ومهمة لا تتوفر ببساطة من خلال مخططات الأسعار وحدها، فهي تكشف عن النوايا والسلوكيات الفعلية للاعبين الرئيسيين والمؤثرين في السوق، مما يوفر ميزة تحليلية كبيرة.

الصورة المميزة تم إنشاؤها باستخدام DALL-E، الرسم البياني من TradingView.

“`

مواضيع مشابهة