ektsadna.com
بيتكوين

بيتكوين تحطم الرقم القياسي وتتجاوز 111,000 دولار في يوم البيتكوين للبيتزا

“`html




بيتكوين تتجاوز 111,000 دولار مسجلة رقماً قياسياً جديداً في يوم البيتكوين للبيتزا

تتجاوز 111,000 مسجلة رقماً قياسياً جديداً في يوم البيتكوين للبيتزا

واصلت عملة بيتكوين (Bitcoin) مسارها الصعودي المثير للإعجاب، محطمةً الأرقام القياسية السابقة ومتجاوزةً مستويات سعرية لم تبلغها من قبل. في تطور لافت يعكس الزخم المؤسساتي المتزايد والقوة الشرائية الكبيرة التي تدعم الأصول الرقمية الرائدة، وصلت عملة بيتكوين إلى ذروة تاريخية جديدة، متزامنةً مع احتفالات مجتمع العملات المشفرة بـ “يوم البيتكوين للبيتزا”. هذا التزامن يضيف بعداً رمزياً خاصاً لهذا الإنجاز السعري غير المسبوق، مذكراً بالأيام الأولى المتواضعة للعملة وكيف تطورت لتصبح أصلاً عالمياً بهذا الحجم والقيمة.

وفقاً للبيانات الصادرة عن تتبع الأسعار الرائدة Coingecko، لامست عملة بيتكوين في يوم الخميس، الموافق 22 مايو، مستوى سعرياً يقارب 112,000 دولار أمريكي، مسجلةً بذلك ارتفاعاً يومياً بنسبة 4%. هذا الصعود السريع جاء بعد أن كانت العملة قد تجاوزت بالفعل ذروتها السابقة البالغة 109,500 دولار في اليوم السابق، لتنتقل رسمياً إلى مرحلة “اكتشاف السعر” (Price Discovery)، حيث لا توجد مستويات مقاومة سابقة يمكن الاعتماد عليها، والمسار الصعودي يحدده الطلب المستمر وحده.

الارتفاع في سعر بيتكوين دفع القيمة السوقية الإجمالية ل المشفرة بأكمله لتصل إلى 3.6 تريليون دولار. ومع ذلك، لا تزال هذه القيمة أقل من الذروة التي سجلها السوق في منتصف ديسمبر الماضي، والتي بلغت 3.9 تريليون دولار. يعود هذا التباين بشكل أساسي إلى الأداء الباهت نسبياً للعملات البديلة (altcoins) مقارنةً بالصعود القوي لبيتكوين. في حين تركز السيولة والاهتمام المؤسساتي بشكل مكثف على بيتكوين، فإن العديد من لم تستعد زخمها السابق بعد، مما يشير إلى تركز كبير في القيمة والنشاط حول الأصل الرقمي الأكبر.

تحركات بيتكوين الكبيرة: الزخم المؤسساتي في المقدمة

منذ بداية العام الحالي، حققت عملة بيتكوين مكاسب تجاوزت 17%، وهو أداء قوي يعكس التعافي المستمر من الانخفاضات السابقة. وتحديداً منذ الانخفاض الذي شهدته العملة في 7 أبريل، حيث هبط سعرها إلى ما يقارب 75,000 دولار، سجلت بيتكوين ارتفاعاً مذهلاً بنسبة تقارب 47%. هذا التعافي السريع والصعود المستمر يعود الفضل فيه بشكل كبير إلى الزخم المؤسساتي المتنامي والقوة الشرائية الكبيرة التي تمارسها المؤسسات الية والشركات الكبرى.

تعد صناديق تداول بيتكوين الفورية المتداولة في البورصات (Spot Bitcoin ETFs) في الولايات المتحدة من أبرز المحركات لهذا الزخم. شهدت هذه الصناديق تدفقات نقدية داخلة لستة أيام تداول متتالية، بلغ إجماليها أكثر من 2 مليار دولار. يشير هذا التزايد المستمر في التدفقات إلى رغبة قوية من قبل المستثمرين المؤسساتيين في الحصول على انكشاف على بيتكوين عبر الأدوات التنظيمية التقليدية، مما يضخ كميات هائلة من رأس المال الجديد في السوق.

إلى جانب صناديق الاستثمار المتداولة، تواصل الشركات الكبرى تعزيز حيازاتها من بيتكوين كجزء من احتياطياتها النقدية أو استراتيجياتها الاستثمارية. من أبرز هذه الشركات شركة MicroStrategy، التي يديرها مايكل سايلور والمعروفة بتبنيها القوي لبيتكوين، بالإضافة إلى شركات أخرى مثل شركة الاستثمار اليابانية Metaplanet. تقوم هذه الشركات بتكديس كميات كبيرة من BTC بشكل منهجي، مما يقلل من المعروض المتاح في السوق ويزيد من الضغط الصعودي على السعر.

في 22 مايو، سلط الخبير الاستراتيجي للأصول الرقمية، جيف والتون (Jeff Walton)، الضوء على دور MicroStrategy قائلاً إن الشركة هي “المكدس الأكبر لبيتكوين على الإطلاق”. وكشف والتون أن MicroStrategy قامت بشراء 324,000 BTC خلال الأشهر الثمانية الماضية وحدها، وهو رقم يعكس حجم استثمارها الهائل والتزامها بالعملة.

وأضاف والتون تأكيداً على حجم حيازات MicroStrategy مقارنة بالآخرين: “هذا العدد، 324,000 بيتكوين، يزيد بـ 105,000 بيتكوين عن إجمالي ما تمتلكه جميع الشركات الأخرى التي لديها بيتكوين في ميزانياتها العمومية مجتمعة”. هذا التصريح يبرز الدور المحوري الذي تلعبه MicroStrategy في استيعاب جزء كبير من المعروض الجديد من بيتكوين، وتأثيرها المباشر على ديناميكيات السوق.

مع تسجيل بيتكوين لرقم قياسي جديد، قفزت الأرباح غير المحققة لشركة MicroStrategy من حيازاتها إلى 23.5 مليار دولار. تبلغ قيمة مخزون الشركة من بيتكوين حالياً مبلغاً مذهلاً يبلغ 63.7 مليار دولار، وفقاً للمعلومات المتاحة عبر “متتبع سايلور” (Saylor Tracker)، وهو مؤشر غير رسمي يراقب حيازات الشركة. هذه الأرقام الخيالية تظهر حجم الثروة التي تم توليدها من خلال استراتيجية MicroStrategy الجريئة في الاستثمار في بيتكوين.

تباين بين المؤسسات والأفراد: هدوء في قطاع التجزئة

على الرغم من الزخم المؤسساتي القوي والارتفاع السعري القياسي لبيتكوين، يبدو أن الوضع مختلف نسبياً في قطاع التجزئة (Retail). يشهد هذا القطاع هدوءاً نسبياً مقارنة بالدورات الصعودية السابقة. تُعزى عدة عوامل لهذا الهدوء، أبرزها الغيوم الاقتصادية الكلية التي تخيم على الاقتصاد العالمي، والمخاوف المتزايدة بشأن التضخم وتأثيره على القوة الشرائية للمستهلكين، بالإضافة إلى شعور عام بالمشاعر الهبوطية ومستويات بحث متدنية عن بيتكوين مقارنة بفترات النشاط السابقة، مما يشير إلى أن المستثمرين الأفراد لا يزالون حذرين أو غير منخرطين بنفس القدر.

هذا التباين بين النشاط المؤسساتي الصاخب والهدوء النسبي في قطاع التجزئة يشير إلى أن الدورة الصعودية الحالية لبيتكوين مدفوعة بشكل أساسي برأس المال الكبير والمؤسسات التي ترى في بيتكوين أصلاً استراتيجياً طويل الأجل، بينما يظل المستثمر الفردي أكثر تأثراً بالظروف الاقتصادية المباشرة والمشاعر العامة للسوق. ومع ذلك، فإن حقيقة وصول بيتكوين إلى هذه المستويات القياسية تعني أن الغالبية العظمى ممن قاموا بشراء بيتكوين واحتفظوا بها (استراتيجية HODL) هم الآن في وضع ربح، بغض النظر عن نقطة دخولهم نسبياً، مما يوضح قوة الاستثمار طويل الأجل في هذا الأصل.

توقع المحلل الذي يُعرف باسم “CrypNuevo” على منصة X (تويتر سابقاً) أن يكون هناك “المزيد قادم في الأسابيع والأشهر التالية”، مشيراً إلى أن الارتفاع السعري لبيتكوين قد لا يتوقف عند هذا الحد. وتنبأ المحلل بأن يصل سعر بيتكوين إلى 115,000 دولار على الأقل في الفترة القادمة، وهو ما يعكس استمرار الزخم الصعودي مدعوماً بالتدفقات المؤسساتية والتطورات الإيجابية المحيطة بالأصل.

يوم البيتكوين للبيتزا: تذكير بالجذور

بشكل مثير للاهتمام، تزامن تسجيل بيتكوين لرقمها القياسي الجديد في 22 مايو مع الاحتفال بـ “يوم البيتكوين للبيتزا”. هذا اليوم له أهمية تاريخية كبيرة في مجتمع العملات المشفرة، حيث يحتفل بأول استخدام معروف لعملة بيتكوين لشراء سلعة مادية ملموسة. يمثل هذا الحدث نقطة تحول رمزية في تاريخ العملة، من كونها مجرد فكرة نظرية أو أداة تقنية إلى وسيلة تبادل حقيقية ذات قيمة عملية.

قبل خمسة عشر عاماً بالضبط، في 22 مايو 2010، قام مبرمج يدعى لازلو هانيتش (Laszlo Hanyecz)، مقيماً في فلوريدا، بإجراء أول عملية شراء معروفة لسلعة باستخدام بيتكوين. اشترى هانيتش اثنتين من بيتزا بابا جونز الشهيرة مقابل 10,000 وحدة من عملة بيتكوين. في ذلك الوقت، كانت قيمة العملة متدنية للغاية؛ كانت بيتكوين الواحدة تساوي حوالي 0.0041 دولار أمريكي فقط. وهذا يعني أن تكلفة عملية الشراء بأكملها للبيتزا كانت حوالي 41 دولاراً أمريكياً.

مقارنةً بقيمة بيتكوين اليوم، فإن الـ 10,000 بيتكوين التي دفعها هانيتش مقابل البيتزا ستعادل حوالي 1.1 مليار دولار أمريكي بالأسعار الحالية (مع الأخذ في الاعتبار أن السعر يتأرجح حول 111,000 دولار). هذا التباين الهائل في القيمة بين الأمس واليوم هو ما يجعل قصة بيتزا هانيتش أسطورة حقيقية في تاريخ بيتكوين، ورمزاً لقوة النمو والتقدير الهائل الذي شهدته العملة على مدار السنوات.

أصبحت عملية شراء البيتزا التي قام بها هانيتش حدثاً أسطورياً يُذكر كل عام، ليس فقط لتكلفة الفرصة الضائعة (كم كانت قيمة البيتزا الآن!)، ولكن الأهم من ذلك، لأنها أظهرت للعالم لأول مرة أن بيتكوين يمكن استخدامها كعملة حقيقية في المعاملات اليومية. هذا الحدث ساعد في إثبات جدوى بيتكوين كوسيلة للتبادل، وكان خطوة أولى نحو تبنيها وقبولها على نطاق أوسع، واً واضحاً على مدى التطور الذي حققته العملة منذ تلك الأيام الأولى المتواضعة.

الاحتفال بيوم البيتكوين للبيتزا كل عام يمثل فرصة للتفكير في الرحلة الطويلة التي قطعتها بيتكوين. من استخدامها لشراء وجبتي بيتزا مقابل عشرات الدولارات إلى أصل تتجاوز قيمته الفردية عتبة الـ 111,000 دولار، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من المحافظ الاستثمارية للمؤسسات الكبرى. هذا التطور المذهل يؤكد على الرؤية الأصلية لساتوشي ناكاموتو (Satoshi Nakamoto)، مؤسس بيتكوين المجهول، في بناء نظام نقدي رقمي ، ولكنه أيضاً يبرز التحول في النظرة إلى بيتكوين، حيث أصبحت تُعتبر بشكل متزايد “ذهب رقمي” أو مخزن للقيمة، بالإضافة إلى كونها وسيلة للدفع.

في الختام، يمثل وصول بيتكوين إلى رقم قياسي جديد بالتزامن مع يوم البيتكوين للبيتزا لحظة تاريخية غنية بالمعاني. إنها شهادة على القوة المتزايدة للتبني المؤسساتي، والطلب المستمر على هذا الأصل الرقمي الفريد. وفي نفس الوقت، إنها تذكير مؤثر بالبدايات البسيطة لبيتكوين، وكيف أن رؤية واحدة يمكن أن تتطور لتصبح قوة اقتصادية عالمية مؤثرة، مما يفتح آفاقاً جديدة للمستقبل المالي الرقمي.

“`

مواضيع مشابهة