ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

حاملو البيتكوين يبيعون: هل انتهت مرحلة الصعود أم مازال هناك أمل؟ | تحليل On-chain





حاملو البيتكوين على المدى الطويل يبيعون، فهل انتهت حقاً مرحلة الصعود؟

حاملو ال على المدى الطويل يبيعون، فهل انتهت حقاً مرحلة الصعود؟

بدأ سعر البيتكوين عطلة نهاية الأسبوع بأسوأ طريقة ممكنة، حيث انخفض إلى ما دون مستوى 115,000 للمرة الأولى منذ أوائل يوليو. بالنظر إلى الأهمية المفترضة لهذا المستوى السعري، ثارت تساؤلات عديدة حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه سعر البيتكوين في مساره الصعودي الحالي. هل نشهد بداية نهاية السوق الصاعد الذي طال انتظاره؟ أم أن هناك ما هو أبعد من مجرد تراجع قصير الأجل؟ تشير أحدث البيانات الموجودة على السلسلة (On-chain data) إلى أن مرحلة صعود البيتكوين قد لا تكون قد انتهت بعد، وأن الصورة الكبيرة لا تزال تحمل فرصاً للنمو.

في عالم العملات المشفرة، تعتبر بيانات السلسلة مصدراً لا يقدر بثمن لفهم ديناميكيات السوق الحقيقية، بعيداً عن ضجيج التكهنات العابر. هذه البيانات، التي تُسجل مباشرة على بلوك تشين البيتكوين، تقدم رؤى فريدة حول سلوك المستثمرين، حركة الأموال، والاتجاهات الأساسية التي قد لا تكون واضحة من مجرد مراقبة حركة الأسعار. ولذلك، عند ظهور علامات تحذيرية، يصبح هذه البيانات أمراً حيوياً لتحديد ما إذا كانت مجرد تقلبات طبيعية أم إشارات على تحول هيكلي في السوق.

حاملو البيتكوين على المدى الطويل يبدأون التوزيع

في منشور بتاريخ 1 أغسطس على X (تويتر سابقاً)، أشار محلل العملات المشفرة جواو ويدسون (Joao Wedson) إلى أن دورة البيتكوين بالنسبة لحامليها على المدى الطويل (Long-Term Holders – LTHs) يبدو أنها تقترب من نهايتها. يمثل حاملو الأجل الطويل شريحة حاسمة من قاعدة مستثمري البيتكوين، فهم أولئك الذين يحتفظون بأصولهم لفترات طويلة، غالباً ما تتجاوز سنة، ويعتبرون “الأيدي القوية” في السوق، حيث أنهم أقل عرضة لبيع ممتلكاتهم خلال التقلبات قصيرة المدى.

شدد ويدسون على أنه، بغض النظر عن الحماس المستمر حول صناديق ال المتداولة في البورصة (ETFs) التي أثرت بشكل كبير على معنويات السوق مؤخراً، فإن بيانات السلسلة تظهر تحولاً واضحاً في السوق. يشير هذا التحول إلى أن حاملي العملة المشفرة على المدى الطويل بدأوا في بيع عملاتهم، وبكميات كبيرة أيضاً. يُعتبر هذا السلوك من قبل حاملي الأجل الطويل مؤشراً مهماً، حيث أنهم غالباً ما يكونون الأكثر دراية بديناميكيات السوق على المدى الطويل، وقد تشير عمليات البيع الكبيرة من جانبهم إلى اقتراب السوق من ذروته الدورية أو على الأقل بداية مرحلة من التوحيد.

وفقاً للمحلل، تم بيع حوالي 50% من كمية البيتكوين المحتفظ بها في صناديق الاستثمار المتداولة بواسطة حاملي الأجل الطويل. هذه النسبة الكبيرة تدعو إلى التوقف والتأمل، حيث تعكس رغبة جزء كبير من هذه الفئة من المستثمرين في جني الأرباح. على الرغم من هذا الوضع، يتوقع ويدسون أن يستمر السوق الصاعد للبيتكوين لمدة “شهرين آخرين على الأقل”، ودورة صعود (altcoins) لمدة ثلاثة أشهر. هذا التوقع يضيف طبقة من التعقيد إلى المشهد، مشيراً إلى أن البيع من قبل حاملي الأجل الطويل قد لا يعني بالضرورة نهاية فورية للسوق الصاعد، بل قد يكون جزءاً من عملية توزيع تحدث قبل القمة النهائية.

إن فهم سلوك حاملي البيتكوين على المدى الطويل أمر بالغ الأهمية لأي مستثمر أو محلل. فهم يمثلون الثقة الأساسية في الأصول، وعندما يبدأون في التوزيع، فغالباً ما يكون ذلك إشارة إلى أنهم يرون أن القيمة وصلت إلى نقطة يجب فيها جني الأرباح. ومع ذلك، فإن هذه الإشارة لا تعني بالضرورة انهياراً وشيكاً، بل قد تكون مؤشراً على مرحلة انتقالية في الدورة السوقية، حيث ينتقل رأس المال من الأيدي القوية إلى الأيدي الأقل خبرة (التجار الجدد أو المستثمرين بالتجزئة) قبل القمة النهائية.

مؤشرات رئيسية تومض تحذيرات – لكن “القمة النهائية” لم تظهر بعد

لدعم ادعائه بأن السوق الصاعد لم ينتهِ بعد على الرغم من بيع حاملي الأجل الطويل، استند ويدسون إلى أربعة مؤشرات مهمة من بيانات السلسلة. تقدم هذه المؤشرات نظرة أعمق على صحة السوق وتصرفات المشاركين فيه، مما يسمح بتحديد ما إذا كانت التحذيرات الأخيرة هي مجرد “قمة محلية” أو إشارة إلى القمة الكبرى النهائية.

1. مؤشر “أيام العملات المدمرة المعدلة” (Coin Days Destroyed Terminal Adjusted Metric)

يبدأ ويدسون بمؤشر “أيام العملات المدمرة المعدلة” (Coin Days Destroyed Terminal Adjusted Metric)، والذي يظهر حركة العملات القديمة بعد خمولها لفترة طويلة من الزمن. عندما يتم “تدمير أيام العملات” (أي تحريك عملة لم تُمس لفترة طويلة)، فهذا يعني أن مستثمراً قديماً يقوم بتحريك عملاته، وهو ما يمكن أن يشير إلى جني الأرباح أو إعادة التوزيع.

أوضح المحلل أنه كانت هناك حركة كبيرة للبيتكوين القديم على مدار العامين الماضيين. وشدد ويدسون على أن هذه الحركة قد أطلقت ثلاثة علامات تحذير رئيسية تتزامن مع قمة محلية (local top). القمة المحلية تختلف عن القمة النهائية الشاملة للسوق، حيث إنها تمثل نقطة ارتداد مؤقتة قد تحدث داخل دورة صعود أوسع، وغالباً ما تتبعها فترة من التوحيد أو التراجع قبل استئناف الصعود نحو قمة أعلى.

هذا المؤشر يوفر رؤية حول سلوك المستثمرين الأكثر خبرة، حيث أن العملات التي ظلت خاملة لفترات طويلة غالباً ما تكون مملوكة لحاملي الأجل الطويل أو “الحيتان” الذين يراقبون السوق عن كثب. عندما تبدأ هذه العملات بالتحرك، فإنها تشير إلى تغيير في ديناميكيات العرض والطلب، وقد تكون إشارة إلى أن هؤلاء المستثمرين يرون أن الوقت قد حان لجني الأرباح أو لتغيير استراتيجياتهم الاستثمارية.

2. مؤشر “مخاطر الاحتياطي” (Reserve Risk Indicators)

بعد ذلك، أشار ويدسون إلى مؤشر “مخاطر الاحتياطي” (Reserve Risk Indicators) لقياس قناعة حاملي الأجل الطويل الحالية. يقيس هذا المؤشر مدى جاذبية الاستثمار في البيتكوين مقارنة بمستوى المخاطرة التي يتعرض لها حاملو الأجل الطويل. عندما يكون خطر الاحتياطي منخفضاً، فهذا يشير إلى أن المستثمرين لديهم قناعة عالية في السوق، في حين أن ارتفاعه قد يشير إلى انخفاض القناعة أو زيادة الرغبة في البيع.

وقد دخل هذا المؤشر، بناءً على التحليل، في منطقة تحذير، حيث توجد زيادة في نشاط البيع وتبادل الأيدي. هذا يعني أن هناك عدداً متزايداً من العملات التي تتغير ملكيتها، وهو ما يشير إلى أن بعض حاملي الأجل الطويل قد بدأوا في التخلص من ممتلكاتهم. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن “منطقة التحذير” لا تعني بالضرورة انهياراً وشيكاً، بل هي دعوة لمزيد من الحذر والمراقبة الدقيقة للسوق.

3. إشارة اتجاه “نسبة الربح الخارج المنفق” (Spent Output Profit Ratio – SOPR Trend Signal)

بعد ذلك، استشهد المحلل عبر الإنترنت بنتائج من إشارة اتجاه “نسبة الربح الخارج المنفق” (Spent Output Profit Ratio – SOPR Trend Signal). يقيس مؤشر SOPR ما إذا كانت العملات (في هذه الحالة، البيتكوين) يتم تحريكها بربح أو بخسارة. بعبارة أخرى، فإنه يقارن سعر البيع الحالي بالسعر الذي تم فيه شراء العملات آخر مرة.

وأشار ويدسون إلى أن هذا المؤشر قد أومض مؤخراً بإشارة هبوطية، مما يعني زيادة في جني الأرباح في السوق. عندما يرتفع مؤشر SOPR فوق 1، فهذا يشير إلى أن العملات تُباع بربح، وعندما ينخفض إلى ما دون 1، فهذا يعني أنها تُباع بخسارة. الإشارة الهبوطية تشير إلى أن عدداً كبيراً من المعاملات يتم فيها جني الأرباح، مما قد يضع ضغطاً هبوطياً على السعر. ومع ذلك، فإن جني الأرباح هو جزء طبيعي من أي سوق صاعد، وقد لا يكون وحده كافياً للدلالة على نهاية الدورة.

4. نموذج “توقع قمة سوق دورة البيتكوين: تقاطع المتوسط المتحرك الأقصى” (Bitcoin Cycle Market Top Prediction: Max Intersect SMA Model)

أخيراً، أشار ويدسون إلى ما وصفه بأنه “المؤشر الأكثر دقة في العالم” المستخدم لتحديد القمم الكلية (macro tops) للبيتكوين، وهو نموذج “توقع قمة سوق دورة البيتكوين: تقاطع المتوسط المتحرك الأقصى” (Bitcoin Cycle Market Top Prediction: Max Intersect SMA Model). هذا المؤشر يستند إلى تحليل تاريخي لأنماط الدورات السوقية للبيتكوين وهو مصمم لتحديد القمة الكبرى التي تنهي دورة صعود رئيسية.

شدد ويدسون على أن هذا المؤشر لم يطلق بعد أي إشارة هبوطية. باستخدام الرسم البياني، أوضح المحلل أنه حتى يصل الخط الأزرق إلى مستوى 69,000 دولار، فإن القمة النهائية لم تصل بعد. هذا المؤشر يوفر رؤية متفائلة ويشير إلى أن، على الرغم من علامات التحذير الأخرى، فإن السوق الصاعد لا يزال لديه مجال للارتفاع قبل أن يصل إلى ذروته التاريخية.

يكمن جمال هذا المؤشر في أنه يركز على الصورة الكبيرة، مستبعداً الضوضاء والتقلبات قصيرة المدى التي قد تسبب الذعر للمستثمرين. فهو يبني على فكرة أن دورات البيتكوين تتبع أنماطاً يمكن التنبؤ بها إلى حد ما، وأن القمم الكبرى تتميز بسلوكيات معينة لا تزال غير مرئية حتى الآن.

الخلاصة والنظرة المستقبلية

في الختام، نصح المحلل بالحذر من الذعر، حيث تشير أنماط الدورات التاريخية إلى أن القمة النهائية للسوق لم تصل بعد. بينما قد تكون هناك فترات من التراجع أو التوحيد، فإن الإشارات الكلية لا تشير إلى نهاية وشيكة للسوق الصاعد. يجب على المستثمرين أن يميزوا بين التقلبات قصيرة المدى والاتجاهات الكبيرة. إن بيع حاملي الأجل الطويل، على الرغم من أهميته، لا يتعارض بالضرورة مع استمرار السوق الصاعد، بل يمكن أن يكون جزءاً من عملية توزيع تحدث على مراحل.

إن الرؤى المقدمة من قبل جواو ويدسون تسلط الضوء على الطبيعة المعقدة لسوق البيتكوين. فمن ناحية، هناك علامات تحذيرية من المؤشرات التي ترصد سلوك جني الأرباح وحركة العملات القديمة، مما يشير إلى أن بعض المستثمرين الرئيسيين يرون أن الوقت قد حان لخفض المخاطر. ومن ناحية أخرى، فإن المؤشر الأكثر دقة لتحديد القمم الكلية لا يزال متفائلاً، مما يشير إلى أن الفرصة لم تنتهِ بعد.

يبلغ سعر البيتكوين، في وقت كتابة هذا ال، حوالي 113,052 دولاراً، مما يعكس انخفاضاً بنسبة 1.2% خلال الـ 24 ساعة الماضية. هذا التراجع الأخير، في سياق التحليل الشامل لبيانات السلسلة، قد يكون مجرد “تأرجح” طبيعي في مسار السوق الصاعد، وليس إيذاناً بنهايته. على المستثمرين البقاء يقظين ومتابعة المؤشرات الرئيسية، لكن دون الوقوع في فخ الذعر من التقلبات قصيرة الأجل.

تظل الصورة الكلية للبيتكوين إيجابية على المدى المتوسط والطويل، خاصة مع استمرار تطور النظام البيئي وازدياد الاهتمام المؤسسي. بينما قد تكون رحلة السوق الصاعد محفوفة بالمطبات والتقلبات، فإن الأساسيات والتحليلات التاريخية تشير إلى أن القمة الحقيقية لا تزال بعيدة المنال.

إخلاء مسؤولية: هذه المقالة لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتبارها نصيحة مالية أو استثمارية. يرجى دائماً إجراء البحث الخاص بك واستشارة مستشار مالي قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

مواضيع مشابهة