“`html
هل البيتكوين مستعد لقمم جديدة؟ ماذا تقول الرسوم البيانية
شرح أحد المحللين ما قد تشير إليه بعض الرسوم البيانية المتعلقة بالبيتكوين بخصوص ما إذا كان الارتفاع الحالي يمكن أن يؤدي إلى مستوى قياسي جديد (ATH) أم لا. يبدو أن زخم البيتكوين قد يتباطأ وفقًا لهذه العلامات.
علامات فنية تشير إلى تباطؤ زخم البيتكوين
في منشور جديد على منصة X، تحدث المحلل علي مارتينيز عن بعض العلامات الفنية (TA) التي قد تكشف ما إذا كان الوقت قد حان للبيتكوين لبلوغ أعلى مستوى له على الإطلاق (ATH) أم لا. استعرض مارتينيز ثلاث إشارات رئيسية من الرسوم البيانية تشير إلى احتمال فقدان الزخم الصعودي الحالي.
لفهم أفضل للوضع الحالي لسعر البيتكوين وإمكانية وصوله إلى قمة جديدة، من الضروري النظر في الأدوات التي يستخدمها المحللون الفنيون لتقييم حركة السوق. تعتمد هذه الأدوات على تحليل البيانات التاريخية للسعر والحجم للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية المحتملة.
الرسوم البيانية التي استعرضها المحلل
هذه هي الرسوم البيانية الرئيسية التي شاركها المحلل والتي تشير إلى بعض التحديات المحتملة التي تواجه البيتكوين في سعيه نحو قمة جديدة:
- نموذج القناة المتوازية (Parallel Channel)
- تباعد مؤشر القوة النسبية (RSI Divergence)
- تقاطع مؤشر المتوسط المتحرك للتقارب والتباعد (MACD Bearish Crossover)
دعونا نتعمق في كل واحدة من هذه الإشارات وما تعنيه في سياق حركة سعر البيتكوين الحالية.
1. نموذج القناة المتوازية: حاجز علوي محتمل
يعرض الرسم البياني الأول نموذجاً فنياً يُحتمل أن يكون البيتكوين يتداول داخله خلال الأشهر القليلة الماضية. النموذج المعني هو “القناة المتوازية”، والذي يظهر عندما يلاحظ سعر الأصل تماسكاً بين خطين اتجاه متوازيين.
هناك أنواع مختلفة من القنوات المتوازية، ولكن في سياق الموضوع الحالي، فإن النسخة الأكثر شيوعاً هي ذات أهمية: تلك التي تكون فيها القناة موازية لمحور الزمن. هذه الحالة تتوافق بشكل طبيعي مع حركة جانبية تماماً للعملة المشفرة، مما يشير إلى فترة من التجميع أو التوزيع دون اتجاه صعودي أو هبوطي قوي.
من الرسم البياني، يتضح أن البيتكوين قد شهد مؤخراً ارتفاعاً نحو الخط العلوي للنموذج. خلال الاختبارات السابقة لهذا الخط، انتهى الأمر بالعملة إلى إيجاد رفض عند هذه العلامة، مما أدى إلى تراجع السعر. وبالتالي، من المحتمل أن يواجه مقاومة هنا أيضاً خلال الاختبار الحالي. إذا لم يتمكن البيتكوين من اختراق هذا الخط العلوي بشكل حاسم، فقد يشير ذلك إلى أن الحركة الصعودية الحالية تفتقر إلى القوة الكافية لاختراق القمة السابقة.
تعتبر القناة المتوازية أداة مفيدة لتحديد نطاقات التداول المحتملة. غالباً ما يتوقع المتداولون أن يرتد السعر من الحدود العليا والسفلى للقناة حتى يحدث اختراق قوي في أي من الاتجاهين. الاختراق فوق الخط العلوي قد يشير إلى استئناف الاتجاه الصعودي، بينما الكسر دون الخط السفلي قد ينذر ببدء اتجاه هبوطي. في الحالة الحالية، يثير الوصول إلى الحد العلوي للقناة مخاوف بشأن احتمال تكرار سيناريوهات الرفض السابقة.
2. تباعد مؤشر القوة النسبية (RSI): إشارة هبوطية محتملة
هذه ليست مجرد القناة المتوازية التي يمكن أن تجعل الاختراق نحو القمة الجديدة أمراً صعباً. كما هو واضح من الرسم البياني الثاني، أظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تباعداً عن سعر البيتكوين مؤخراً.
يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) هنا إلى مؤشر فني يستخدم لقياس سرعة وحجم التغيرات في أسعار الأصول. يتم حساب RSI عادةً على مدار فترة زمنية محددة (الأكثر شيوعاً هي 14 فترة) ويتم رسمه على مقياس من 0 إلى 100. يُستخدم هذا المؤشر بشكل عام للحكم على ظروف الشراء المفرط (عادة فوق 70) والبيع المفرط (عادة تحت 30) للأصل.
شكل مؤشر القوة النسبية للبيتكوين ذروة في منطقة الشراء المفرط في وقت سابق من الشهر. ولكن في حين ارتفع السعر منذ ذلك الحين، تمكن المؤشر فقط من تشكيل ذروة أصغر. هذا النوع من التباعد بين الأصل ومؤشر القوة النسبية (حيث يرتفع السعر لتكوين قمة أعلى، لكن RSI يفشل في تكوين قمة أعلى، أو حتى يكون قمة أقل) غالباً ما يعتبر إشارة هبوطية. يشير هذا التباعد إلى أن الزخم الصعودي الذي يدفع السعر إلى الأعلى يضعف، مما يجعل استمرار الارتفاع إلى قمم جديدة أمراً غير مرجح على المدى القصير.
يعد تباعد RSI أداة قوية يستخدمها المتداولون لتحديد انعكاسات الاتجاه المحتملة. عندما يحدث تباعد هبوطي، فإنه يعني أن على الرغم من أن المشترين لا يزالون يدفعون السعر للأعلى، فإن القوة الكامنة وراء هذا الارتفاع تتضاءل، مما قد يؤدي إلى تصحيح أو انعكاس في الاتجاه.
3. تقاطع مؤشر MACD الهبوطي: ضعف في الزخم
أخيراً، هناك أيضاً تطور هبوطي في مؤشر المتوسط المتحرك للتقارب والتباعد (MACD)، المعروض في الرسم البياني الثالث. مؤشر MACD هو مؤشر تحليل فني آخر يستخدم لقياس الزخم وتحديد إشارات الشراء والبيع المحتملة بناءً على العلاقة بين متوسطين متحركين للأصل.
يتضمن مؤشر MACD خطين رئيسيين: خط MACD، والذي يتم حسابه بأخذ الفرق بين المتوسط المتحرك الأسي لـ 12 يوماً والمتوسط المتحرك الأسي لـ 26 يوماً للسعر، وخط الإشارة (Signal Line)، والذي يتم تحديده كمتوسط متحرك أسي لـ 9 أيام لخط MACD. غالباً ما يتم رسم مؤشر MACD مع رسم بياني (Histogram) يمثل الفرق بين خط MACD وخط الإشارة، مما يساعد في تصور الزخم.
في الآونة الأخيرة، انخفض خط MACD للبيتكوين تحت خط الإشارة. يُعتبر هذا التقاطع عادةً تقاطعاً هبوطياً (Bearish Crossover). تشير هذه الإشارة إلى أن المتوسط المتحرك الأقصر (خط MACD) قد بدأ يتحرك أبطأ من المتوسط المتحرك الأطول (خط الإشارة)، مما يشير إلى ضعف في الزخم الصعودي وربما بداية اتجاه هبوطي أو تصحيح. يعتبر هذا التقاطع إشارة تحذيرية للمتداولين بأن القوة الشرائية تتراجع وأن البائعين قد يسيطرون على السوق قريباً.
تعتبر تقاطعات MACD إشارات شائعة لانعكاس الاتجاه. التقاطع الهبوطي يحدث عندما يتقاطع خط MACD تحت خط الإشارة، بينما يحدث التقاطع الصعودي (Bullish Crossover) عندما يتقاطع خط MACD فوق خط الإشارة. التطور الحالي في MACD يعزز الرؤية الهبوطية التي تشير إليها مؤشرات أخرى مثل RSI والقناة المتوازية.
خلاصة المحلل: الزخم يتباطأ
بناءً على كل هذه الأنماط والإشارات، لاحظ مارتينيز أن الزخم يتباطأ بالنسبة للبيتكوين. الإشارات الثلاث – الوصول إلى الحد العلوي للقناة المتوازية، التباعد الهبوطي في مؤشر القوة النسبية، والتقاطع الهبوطي في مؤشر MACD – جميعها تشير إلى أن القوة الدافعة وراء الارتفاع الأخير قد تضاءلت.
هذا لا يعني بالضرورة انهياراً فورياً، لكنه يشير إلى أن مسار الصعود نحو قمة جديدة على الإطلاق قد يواجه مقاومة كبيرة أو يتطلب فترة من التجميع الإضافي قبل أن يتمكن السعر من اختراق المستويات الحالية بشكل مستدام. يبقى أن نرى كيف سيتطور الأصل في الأيام القادمة وما إذا كان سيحدث انعكاس نحو الجانب الهبوطي، أو ما إذا كان البيتكوين سيتمكن من تجاوز هذه الإشارات الهبوطية وتأكيد قوته من خلال اختراق حاسم.
وضع سعر البيتكوين الحالي
بعد محاولة أخرى لتحقيق اختراق مستدام فوق مستوى 106,000 دولار، شهد سعر البيتكوين تراجعاً إلى مستوى 105,300 دولار. تتماشى حركة السعر هذه مع الإشارات الفنية التي استعرضها المحلل، حيث يبدو أن المستوى حول الحد العلوي للقناة المتوازية والمستويات النفسية المرتفعة تشكل مقاومة. قدرة البيتكوين على الثبات فوق المستويات الحرجة واستعادة الزخم ستكون محورية في تحديد ما إذا كانت القمم الجديدة في متناول اليد أم لا.
يجب على المتداولين والمستثمرين مراقبة هذه الإشارات الفنية بعناية. في حين أن التحليل الفني ليس ضماناً للحركات المستقبلية، إلا أنه يوفر رؤى قيمة حول ديناميكيات السوق الحالية والضغوط المحتملة. القدرة على قراءة هذه الإشارات وتفسيرها يمكن أن تساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة في سوق العملات المشفرة المتقلب.
من المهم أيضاً الأخذ في الاعتبار أن الأسواق يمكن أن تتأثر بالعديد من العوامل بخلاف التحليل الفني، بما في ذلك الأخبار التنظيمية، التطورات الاقتصادية الكلية، ومعنويات السوق العامة. ومع ذلك، فإن الأدوات الفنية توفر إطاراً لفهم كيف تستجيب الأسعار لهذه العوامل.
في الختام، بينما يبقى احتمال بلوغ البيتكوين لقمم جديدة قائماً على المدى الطويل، تشير الرسوم البيانية الحالية التي استعرضها المحلل علي مارتينيز إلى أن الزخم على المدى القصير قد يتباطأ. يجب مراقبة مستويات المقاومة الرئيسية وإشارات الانعكاس المحتملة عن كثب لتحديد الاتجاه المحتمل التالي لأكبر عملة مشفرة في العالم.
الصورة المميزة من Dall-E، الرسوم البيانية من TradingView.com.
إخلاء المسؤولية: هذا المقال لأغراض إعلامية وتعليمية فقط ولا يشكل نصيحة مالية. يجب على المتداولين والمستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
“`