ektsadna.com
بيتكوين

البيتكوين: ضغط بيع وشيك وتجاوز 123,000 دولار – تحليل لوكا




ضغط بيع البيتكوين وشيك: صناع السوق ينصبون فخًا لتجاوز 123,000 دولار

ضغط بيع ال وشيك: صناع السوق ينصبون فخًا لتجاوز 123,000

بعد أسبوع مضطرب اتسم بتقلبات حادة، بدأت عملة البيتكوين (BTC) في استعادة توازنها مجددًا، مرتفعةً من مستوى دعم رئيسي يبلغ حوالي 115,000 دولار. تظهر العملة الرقمية الرائدة حاليًا علامات واضحة على مسار التعافي، ومن المحتمل أن تتجه نحو تسجيل مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع مع تزايد الزخم في السوق. يبرز أيضًا احتمال كبير لحدوث “ضغط بيع قصير” (Short Squeeze) وشيك، وهو ما أوضحه محلل العملات المشفرة لوكا (Luca) على X (تويتر سابقًا)، مستندًا إلى التطورات الأخيرة التي تشير إلى أن الانهيار الأخير قد يكون مؤقتًا فقط. هذا التوقع يثير تساؤلات حول ديناميكيات السوق وقدرة البيتكوين على كسر الحواجز النفسية والاقتصادية للوصول إلى آفاق جديدة.

إن فهم آليات السوق المعقدة، خاصةً في فضاء العملات المشفرة شديد التقلب، أمر بالغ الأهمية للمستثمرين والمتداولين على حد سواء. إن تحركات الأسعار الكبيرة غالبًا ما تكون مدفوعة بعوامل متعددة، بما في ذلك سلوك صناع السوق، وحالة السيولة، والمعنويات العامة للمتداولين. وفي حالة البيتكوين، يبدو أن هناك قصة أعمق تتكشف خلف الأرقام والرسوم البيانية، قصة تتضمن استراتيجيات مدروسة تهدف إلى طرد المتداولين الأقل خبرة واستغلال نقاط ضعفهم.

بيتكوين تُظهر ميلًا لتجاوز 123,000 دولار مرة أخرى

في منشور له على منصة X، أشار المحلل لوكا بوضوح إلى أن صناع السوق (Market Makers) هم القوة الدافعة وراء تحركات أسعار البيتكوين الأخيرة، وأن هذه التحركات لم تكن عشوائية بل كانت مقصودة ولها سبب وجيه. يبدو أن التحرك الأولي للأسفل كان محاولة مدروسة لـ”طرد” أو “إخراج” المشترين المتأخرين (late longs) الذين دخلوا السوق بحماس بعد وصول البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة. كان هؤلاء المتداولون يحاولون الاستفادة من حالة الهيجان والشراء الجنوني التي صاحبت الارتفاعات الأخيرة، مما جعلهم عرضة لخسائر سريعة عندما انعكس الاتجاه فجأة.

تلت هذه الحركة الهبوطية عملية انعكاس سريعة ومفاجئة، استهدفت البائعين على المكشوف (shorters) الذين لم يكونوا مس لها، وقامت بـ”اكتساح السيولة” عند مستويات الدعم الرئيسية. يرجع هذا إلى أن الدببة (المتداولين ذوي ال الهبوطية) قد انخدعوا بإحساس زائف بالأمان، معتقدين أن السعر سيستمر في الانخفاض. ولكنهم فوجئوا بالتحرك الصعودي المفاجئ الذي تجاوز 118,000 دولار، مما أدى إلى تصفية مئات الملايين من الدولارات في مراكزهم. تصفية المراكز تعني إغلاقها قسرًا من قبل البورصة بسبب عدم كفاية الهامش لتغطية الخسائر، مما يدفع هؤلاء المتداولين لشراء الأصل، وبالتالي يدعم الارتفاع في السعر.

تأثير معدلات ال والمؤشر المميز (البريميوم)

يحدث كل هذا في وقت كانت فيه مؤشرات مهمة مثل “معدل التمويل” (Funding Rate) للبيتكوين تتراجع. تظهر بيانات Coinglass أن معدل التمويل المرجح بالفائدة المفتوحة للبيتكوين (Bitcoin OI-Weighted Funding Rate) قد انخفض لفترة وجيزة إلى أقل من 0.01% يوم الأحد، بعد أن وصل إلى مستوى 0.0167% في وقت سابق من الأسبوع وتحديدًا في 23 يوليو. هذا الانخفاض في معدل التمويل يشير عادةً إلى أن المراكز القصيرة (Shots) تدفع رسومًا أقل أو حتى تتلقى رسومًا من المراكز الطويلة (Longs)، مما يعكس معنويات هبوطية أو حذرة في السوق، وهي بيئة مثالية لحدوث ضغط بيع قصير مفاجئ.

وكشف لوكا كذلك أن مؤشر “البريميوم” للبيتكوين (Bitcoin Premium) قد عاد أيضًا إلى المنطقة السلبية. يشير مؤشر البريميوم إلى الفارق بين سعر العقود الآجلة وسعر السوق الفوري. عندما يكون هذا المؤشر سلبيًا، فهذا يعني أن المتداولين على استعداد لدفع أقل في المستقبل، مما يشير إلى توقعات هبوطية أو عدم يقين. هذا الانخفاض في كلا المؤشرين – معدل التمويل والبريميوم – يؤكد أن السوق كان يميل نحو التوقعات الهبوطية، مما جعل الدببة أكثر عرضة للمفاجآت الصعودية.

الفائدة المفتوحة ودلالاتها على ضغط البيع القصير

حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام هي أن الفائدة المفتوحة (Open Interest) قد ارتفعت بشكل حاد عندما انخفض سعر البيتكوين. ثم، بمجرد أن بدأ السعر في التعافي، بدأت الفائدة المفتوحة في الارتفاع مرة أخرى. يفسر لوكا هذا النمط على أنه إشارة إلى أن المراكز القصيرة بدأت تتعرض للضغط. الفائدة المفتوحة هي العدد الإجمالي للعقود الآجلة أو عقود الخيارات التي لم تتم تسويتها أو إغلاقها بعد. ارتفاعها أثناء الانخفاض يشير إلى دخول المزيد من البائعين على المكشوف، بينما ارتفاعها خلال التعافي يعني أن هؤلاء البائعين على المكشوف بدأوا في مواجهة خسائر متزايدة، مما يدفعهم إلى إغلاق مراكزهم عن طريق الشراء، وبالتالي يغذي الارتفاع في السعر.

إذا استمر هذا الضغط، فإن سعر البيتكوين يمكن أن يرتفع بسرعة كبيرة وبشكل صاروخي، مما يؤدي إلى تصفية عشرات الآلاف من المراكز القصيرة في طريقه. هذا السيناريو، المعروف باسم “ضغط البيع القصير”، هو ظاهرة تحدث عندما يضطر المتداولون الذين راهنوا على انخفاض سعر الأصل إلى شراءه مرة أخرى لتغطية مراكزهم المتضررة، مما يؤدي إلى زيادة مفاجئة وحادة في الطلب وبالتالي ارتفاع كبير في السعر. إنه تفاعل تسلسلي يمكن أن يحول زخم السوق بشكل جذري.

الفائدة المفتوحة للبيتكوين تروي قصة انكشاف السوق

في الوقت الذي تراوح فيه سعر البيتكوين بين 115,000 دولار و120,000 دولار، ارتفعت الفائدة المفتوحة للبيتكوين (BTC Open Interest) بشكل كبير استجابةً لذلك. في الواقع، يصل هذا المقياس حاليًا إلى مستويات قياسية، متجاهلاً حالة عدم اليقين في السوق، حيث يواصل متداولو العملات المشفرة فتح مراكز جديدة للمراهنة على حركة البيتكوين التالية. هذه المستويات القياسية من الفائدة المفتوحة تشير إلى حجم كبير من رأس المال المستثمر في العقود المشتقة للبيتكوين، مما يزيد من إمكانية حدوث تحركات سعرية كبيرة في أي من الاتجاهين. عندما يكون هذا الحجم ضخمًا، فإن أي تحرك مفاجئ في السعر يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تضخم الحركة الأصلية.

كانت الفائدة المفتوحة قد لامست مستوى 87.89 مليار دولار في 15 يوليو، ومنذ ذلك الحين، بلغ متوسطها أكثر من 80 مليار دولار يوميًا. هذه الأرقام الضخمة لا تعكس فقط ثقة المستثمرين الكبيرة في البيتكوين على المدى الطويل، بل تشير أيضًا إلى وجود كميات هائلة من السيولة التي يمكن أن تتحرك بسرعة في حال تغيرت معنويات السوق. ضمن هذا السياق، تظهر نسبة الطويل/القصير (Long/Short ratio) على منصة (Binance) أن المراكز القصيرة تهيمن حاليًا بنسبة 53.97% مقارنة بـ 46.03% للمراكز الطويلة. هذا التفوق للمراكز القصيرة يعزز توقعات لوكا بأن السوق قد يشهد ضغط بيع قصير يهدف إلى إخراج البائعين على المكشوف ودفع السعر إلى مستويات قياسية جديدة على الإطلاق.

تفسير نسبة الطويل/القصير وأثرها

إن نسبة الطويل/القصير هي مؤشر حيوي يراقب معنويات المتداولين على الكبرى. عندما تكون نسبة المراكز القصيرة أعلى من المراكز الطويلة، فهذا يشير إلى أن غالبية المتداولين يتوقعون انخفاض الأسعار. في الوضع الحالي للبيتكوين، حيث تتجاوز نسبة المراكز القصيرة 50%، فإن هذا يخلق أرضًا خصبة لسيناريو ضغط البيع القصير. فعندما يبدأ السعر في الارتفاع بشكل غير متوقع، يواجه المتداولون الذين يمتلكون مراكز قصيرة خسائر متزايدة. لإيقاف هذه الخسائر، يضطرون إلى إغلاق مراكزهم عن طريق شراء البيتكوين في السوق، مما يؤدي إلى زيادة الطلب وتضخيم الارتفاع في السعر، وهو ما يغذي حلقة مفرغة من الشراء الإجباري.

هذه الظاهرة ليست غريبة على أسواق العملات المشفرة، وقد شهدت البيتكوين وغيرها من الأصول الرقمية ضغوط بيع قصيرة تاريخيًا أدت إلى ارتفاعات مذهلة في الأسعار خلال فترات زمنية قصيرة. العوامل مجتمعة، من انخفاض معدلات التمويل إلى ارتفاع الفائدة المفتوحة مع هيمنة المراكز القصيرة، كلها تشير إلى أن البيتكوين تقف على عتبة حركة سعرية كبيرة قد تفاجئ الكثيرين ممن يراهنون على انخفاضها.

الخاتمة: نظرة مستقبلية لبيتكوين

تظهر الات الأخيرة، لا سيما تلك التي قدمها المحلل لوكا، أن تحركات سعر البيتكوين الأخيرة لم تكن مجرد تقلبات عشوائية، بل كانت جزءًا من استراتيجية أكبر يديرها صناع السوق. تهدف هذه الاستراتيجية إلى “تنظيف” السوق من المتداولين غير المحنكين، سواء كانوا مشترين متأخرين أو بائعين على المكشوف. مع استعادة البيتكوين لتوازنها وظهور إشارات قوية على احتمال حدوث ضغط بيع قصير، يبدو أن الطريق ممهد أمام العملة الرقمية الرائدة لتجاوز حاجز 123,000 دولار والتوجه نحو مستويات قياسية جديدة.

يجب على المستثمرين والمتداولين مراقبة مؤشرات السوق الرئيسية مثل معدلات التمويل، والفائدة المفتوحة، ونسب الطويل/القصير عن كثب، حيث توفر هذه المؤشرات رؤى قيمة حول ديناميكيات السوق الكامنة. إن السيناريو الحالي للبيتكوين يمثل فرصة ومخاطرة في آن واحد، فهو فرصة لأولئك الذين يفهمون تحركات السوق ويستعدون لها، ومخاطرة لأولئك الذين قد يقعون فريسة لفخاخ صناع السوق. ومع استمرار الزخم الصعودي، يبدو أن البيتكوين على وشك كتابة فصل جديد في مسيرتها المثيرة.

صورة مميزة لعملة البيتكوين
صورة مميزة من Dall.E ومخطط من TradingView.com.

مواضيع مشابهة