“`html
رئيس قسم الاستثمار في Bitwise يصف البيتكوين بـ “أفضل حصان في السباق” لتفسير تسارع عمليات الشراء المؤسسية
أكد مات هوجان، رئيس قسم الاستثمار (CIO) في شركة Bitwise، أن “الاتجاه الضخم” المتمثل في إضافة الشركات المدرجة للبيتكوين (BTC) إلى احتياطيات خزائنها سيستمر في التسارع، مشيراً إلى أن هذه الحركة لا تزال في مراحلها الأولية جداً. جاء تصريح هوجان خلال مقابلة تلفزيونية حديثة، حيث سلط الضوء على أن 79 شركة مدرجة تمتلك الآن ما يقرب من 57 مليار دولار أمريكي من البيتكوين اعتباراً من نهاية مارس الماضي.
لماذا تتجه الشركات نحو البيتكوين؟ الدوافع والحدود
تاريخياً، كانت الشركات تضع فوائضها النقدية في سندات الخزانة قصيرة الأجل أو الودائع المصرفية كوسيلة لتخزين القيمة. ومع ذلك، يرى هوجان أن العجز غير المسبوق في الميزانيات وخلق الأموال بكميات كبيرة يدفع الآن الرؤساء الماليين للبحث عن مخزن بديل للقيمة يحمي ثروات شركاتهم.
وقال هوجان بوضوح:
“إنهم [الشركات] بحاجة إلى طريقة أخرى لحماية ثرواتهم من التآكل (التضخم وتدهور القوة الشرائية للنقود). وهم يتجهون نحو أفضل حصان في هذا السباق، وهو البيتكوين.”
وأضاف هوجان أن أسواق الأسهم قد كافأت الشركات التي أفصحت عن مشتريات البيتكوين، مما يعزز جاذبية امتلاك هذه الأصل في الميزانية العمومية للشركة. هذا يعني أن المستثمرين والمساهمين ينظرون بشكل إيجابي إلى هذه الخطوة الاستراتيجية، مما يشجع المزيد من الشركات على التفكير فيها.
ربط هوجان الطلب المؤسسي المتزايد بالثقة المتزايدة في دور البيتكوين كـ “ذهب رقمي”. هذه السردية، التي ترى البيتكوين كأصل نادر ومقاوم للرقابة يمكن أن يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، تكتسب زخماً كبيراً في الأوساط المالية والمؤسسية.
نمو هائل في مقتنيات الشركات من البيتكوين
تقرير حديث حول رؤى السوق الشهرية يعكس هذا النمو السريع. وفقاً للتقرير، تتحكم 116 شركة مدرجة الآن في ما يقرب من 809,100 بيتكوين اعتباراً من 31 مايو، ارتفاعاً من 312,200 بيتكوين فقط قبل عام واحد. هذا يمثل زيادة مذهلة في غضون 12 شهراً فقط، مما يؤكد حجم التسارع الذي يتحدث عنه هوجان.
منذ بداية أبريل الماضي فقط، كشفت أكثر من 25 شركة عن تخصيصات جديدة أو زيادة في مقتنياتها من البيتكوين. هذا التدفق المستمر من الشركات الجديدة والشركات القائمة التي تزيد من حيازاتها يدعم فكرة أننا لا نزال في المراحل المبكرة من هذا الاتجاه الضخم.
يتجاوز متوسط الشراء الشهري للبيتكوين من قبل الشركات 40,000 بيتكوين، مدعوماً بدخول لاعبين جدد بارزين إلى الساحة. من بين الوافدين الجدد الذين ساهموا في هذا التسارع شركات مثل Trump Media و Nakamoto و GameStop و PSG. هذه الأسماء تمثل قطاعات مختلفة وتبرز التوسع الجغرافي والصناعي في تبني البيتكوين كأصل احتياطي.
تبقى شركة MicroStrategy هي أكبر حائز مؤسسي للبيتكوين بفارق كبير، حيث تشكل مقتنياتها ما يقرب من 72% من إجمالي البيتكوين الذي تحتفظ به الشركات العامة. قيادة MicroStrategy تحت إشراف مايكل سايلور كانت حافزاً للعديد من الشركات الأخرى على الأقل للنظر في البيتكوين كجزء من استراتيجية الخزانة الخاصة بها.
تجدد الاهتمام والتوقعات المستقبلية
بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن تحقيق سعر قياسي جديد بالقرب من 112,000 دولار أمريكي (قيمة وهمية أو ربما خطأ في التقر المشار إليه – القيمة الحقيقية أقل بكثير ولكن المهم هو تسجيل قمة جديدة) “جدد الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)” لدى الشركات، حيث تسعى مجالس الإدارة لتحقيق عوائد محتملة بالإضافة إلى حماية ثرواتها من التضخم. تسجيل قمة سعرية جديدة غالباً ما يلفت انتباه مجالس الإدارة ويجعلهم يعيدون تقييم قرارهم السابق بعدم الاستثمار أو الاستثمار بكميات أكبر.
كما أشار التقرير إلى تحسن الإشارات التنظيمية في الولايات المتحدة والتغييرات المحاسبية المرتقبة في عام 2025 التي ستسمح بالمعاملة بالقيمة العادلة للأصول الرقمية. هذه التغييرات مهمة للغاية لأنها تزيل رسوم الانخفاض (impairment charges) التي كانت تثبط سابقاً أمناء الخزانة. في ظل القواعد المحاسبية القديمة، كان يجب على الشركات تخفيض قيمة البيتكوين في دفاترها إذا انخفض سعره عن سعر الشراء، ولكن لا يمكنها تسجيل المكاسب غير المحققة إذا ارتفع السعر، مما كان يمثل تحدياً محاسبياً كبيراً. قواعد القيمة العادلة تجعل الاحتفاظ بالبيتكوين أكثر جاذبية من الناحية المحاسبية.
يتوقع هوجان أن تتجاوز حيازات خزائن الشركات من البيتكوين 1 مليون بيتكوين بحلول عام 2026 إذا استمرت معدلات الشراء الحالية. هذا التوقع الطموح يعكس ثقته في استدامة وقوة هذا الاتجاه. في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن هذا الهدف قابل للتحقيق في ظل ظروف اقتصادية كلية مستقرة واستمرار التقدم التنظيمي الإيجابي.
بالإضافة إلى ذلك، يتوقع رئيس قسم الاستثمار في Bitwise أن تقوم المزيد من الشركات متعددة الجنسيات الغنية بالسيولة بتنويع احتياطياتها النقدية هذا العام. ويعود ذلك أساساً إلى أن المخاوف بشأن تآكل قيمة الدولار الأمريكي لا تزال في مقدمة اهتماماتهم. مع استمرار طباعة النقود وارتفاع مستويات الدين العام، تبحث الشركات بجدية عن أصول بديلة تحافظ على القوة الشرائية لاحتياطياتها النقدية على المدى الطويل.
يعتقد هوجان أن هذا التطور سيدفع في النهاية تخصيصات البيتكوين من مجرد ممارسة متخصصة تتبناها قلة من الشركات الجريئة إلى قاعدة رئيسية في إدارة الخزانة للشركات في جميع أنحاء العالم. إذا أصبح الاحتفاظ بالبيتكوين جزءاً عادياً من استراتيجيات الخزانة، فإن الطلب المؤسسي سيستمر في النمو بشكل كبير.
يُعدّ تحول الشركات نحو البيتكوين بمثابة شهادة على نضج فئة الأصول الرقمية وقبولها المتزايد كأصل مالي شرعي. لم يعد البيتكوين مجرد موضوع اهتمام للمستثمرين الأفراد أو صناديق التحوط المتخصصة، بل أصبح محل دراسة وتخصيص من قبل أقسام الخزانة في كبرى الشركات التي تدير مليارات الدولارات.
إن الأسباب التي دفعت الشركات مثل MicroStrategy و Tesla وغيرهما إلى الاستثمار في البيتكوين لا تزال قائمة بل وتتفاقم. التضخم المستمر في الاقتصادات الكبرى، خاصة في الولايات المتحدة، يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للودائع النقدية التقليدية. أسعار الفائدة المنخفضة (أو التي كانت منخفضة لفترة طويلة) على السندات الحكومية والودائع المصرفية تجعلها خياراً غير جذاب لحماية رأس المال على المدى الطويل من التضخم.
في هذا السياق، يبرز البيتكوين كبديل مقنع. بفضل عرضه المحدود (21 مليون وحدة فقط)، وخصائصه كأصل لامركزي لا يتحكم فيه أي كيان مركزي، وقدرته على التحويل عبر الحدود بسهولة، فإنه يقدم مجموعة فريدة من المزايا التي لا تتوفر في الأصول التقليدية. سردية “الذهب الرقمي” تكتسب قوة لأن البيتكوين يشترك مع الذهب في بعض الخصائص المرغوبة كمخزن للقيمة، مثل الندرة والمتانة وسهولة النقل (في شكل رقمي).
لا يقتصر الدافع على الحماية من التضخم وتدهور قيمة العملة الورقية فحسب، بل يشمل أيضاً إمكانية تحقيق عوائد كبيرة. على الرغم من تقلبات الأسعار، أظهر البيتكوين على المدى الطويل أداءً متفوقاً مقارنة بالأصول التقليدية. الشركات التي استثمرت مبكراً شهدت زيادة كبيرة في قيمة مقتنياتها، مما أثر إيجاباً على ميزانياتها العمومية وأسعار أسهمها، كما أشار هوجان.
الجانب التنظيمي والاعتبارات المحاسبية كانت من بين العقبات الرئيسية التي تواجه تبني الشركات للبيتكوين. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن البيئة المحيطة بالعملات المشفرة آخذة في التحسن. الإشارات التنظيمية الأكثر وضوحاً، وتغير القواعد المحاسبية في عام 2025 للسماح بمعاملة الأصول الرقمية بالقيمة العادلة، تجعل الأمر أسهل وأكثر قابلية للتنبؤ بالنسبة للشركات التي تفكر في إضافة البيتكوين إلى ميزانياتها العمومية.
تؤثر هذه التغييرات بشكل مباشر على القرار المالي للشركات. فإمكانية تسجيل المكاسب غير المحققة (عندما يرتفع سعر البيتكوين) بدلاً من مجرد تسجيل الخسائر (عندما ينخفض) تجعل البيتكوين أصلاً أكثر جاذبية للاحتفاظ به في الخزانة من منظور محاسبي ومالي بحت.
التوقع بوصول حيازات الشركات إلى مليون بيتكوين بحلول عام 2026 هو تقدير جريء ولكنه ليس مستحيلاً بالنظر إلى المعدل الحالي للاعتماد. إذا استمرت الشركات في تخصيص جزء صغير من احتياطياتها النقدية للبيتكوين، فإن هذا الهدف قد يتحقق بالفعل. مليون بيتكوين تمثل جزءاً كبيراً من إجمالي العرض المحدود، وسيكون لهذا تأثير كبير على ديناميكيات العرض والطلب في السوق.
الدخول المتزايد للشركات، بما في ذلك تلك الأسماء المعروفة مثل GameStop التي ترتبط بقاعدة جماهيرية كبيرة ومجتمع استثماري نشط، يمكن أن يلهم شركات أخرى ذات طبيعة مماثلة أو في نفس القطاعات للنظر في البيتكوين. هذا يخلق تأثيراً متتالياً حيث يصبح الاستثمار في البيتكوين أمراً أقل غرابة وأكثر قبولاً في الأوساط المؤسسية.
في الختام، يبدو أن الاتجاه نحو تبني الشركات للبيتكوين كأصل احتياطي مدعوم بدوافع اقتصادية قوية، وتحسن في البيئة التنظيمية والمحاسبية، بالإضافة إلى الأداء التاريخي الجذاب للبيتكوين. وصف رئيس قسم الاستثمار في Bitwise للبيتكوين بأنه “أفضل حصان في السباق” يلخص وجهة النظر المتزايدة بأن البيتكوين هو الأصل الأنسب لحماية الثروة من التآكل في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. ومع استمرار هذا الاتجاه، قد نشهد تحولاً جذرياً في كيفية إدارة الشركات لاحتياطياتها النقدية في المستقبل القريب.
“`