“`html
كوبولت تعلن عن مهمتها: جعل البيتكوين في متناول الجميع
شهد مؤتمر البيتكوين في لاس فيغاس إطلاقًا مميزًا لتطبيق جديد يحمل اسم “كوبولت” (Cowbolt)، وهو تطبيق يسعى لإحداث نقلة نوعية في طريقة تفاعل الأفراد مع عملة البيتكوين. لم يكن هذا الإطلاق مجرد تقديم لتطبيق دفع جديد، بل هو إعلان عن مهمة طموحة: تحويل المدفوعات بين الأقران (P2P)، وخاصة بين أفراد العائلة والأصدقاء، إلى بوابة سهلة ومباشرة لاعتماد واستخدام البيتكوين.
تطبيق كوبولت مصمم ليحل إحدى أكبر التحديات التي تواجه تبني البيتكوين على نطاق واسع: التعقيد والبعد عن المعاملات اليومية البسيطة. يركز التطبيق على سيناريوهات شائعة جدًا مثل تقسيم الفواتير، أو تسوية المدفوعات المشتركة بعد رحلة، أو حتى إرسال الأموال بين الأفراد. الفكرة الأساسية هي دمج استخدام البيتكوين بسلاسة في هذه التفاعلات اليومية.
ماذا يقدم كوبولت؟
يعد كوبولت بتقديم تجربة مستخدم تختلف عن الطرق التقليدية لدخول عالم العملات الرقمية. بدلاً من توجيه المستخدمين نحو منصات التداول المعقدة أو عمليات الشراء التي تتطلب الكثير من الخطوات، يتيح كوبولت للمستخدمين البدء في استخدام البيتكوين ببساطة عن طريق دفع حصتهم من فاتورة عشاء مشترك أو تسوية دين بسيط مع صديق.
النقاط الرئيسية التي يميز بها كوبولت نفسه تشمل:
- تقسيم وتسوية المدفوعات: يتيح للمستخدمين تقسيم التكاليف المشتركة وتسويتها فورًا.
- الدفع بالبيتكوين وUSDT: يدعم التسوية ليس فقط بالبيتكوين ولكن أيضًا بالـ USDT، مما يوفر مرونة إضافية للمستخدمين.
- لا وسطاء، لا احتكاك بنكي: يتجاوز الحاجة إلى البنوك أو الوسطاء التقليديين، مما يقلل من الرسوم والتأخير.
- الحفظ الذاتي للمفاتيح (Self-custody): يمنح المستخدمين السيطرة الكاملة على أموالهم ومفاتيحهم الخاصة، وهو مبدأ أساسي في عالم العملات الرقمية ويغيب في الكثير من تطبيقات الدفع المركزية.
- جعل المعاملات اليومية بوابة للتبني: الهدف هو تحويل الأنشطة المالية اليومية الروتينية إلى فرص طبيعية لاستخدام وتداول البيتكوين.
لماذا يركز كوبولت على المدفوعات بين الأفراد؟
يشرح دانيال إيكستروم، أحد المؤسسين المشاركين لكوبولت، هذه الرؤية قائلاً: “نحن نؤمن بأن البوابة الأقوى إلى البيتكوين ليست منصة تداول – بل هم الناس أنفسهم. ولهذا السبب قمنا ببناء كوبولت. إنه للأصدقاء، وليس لصناديق التحوط”. هذه المقولة تلخص فلسفة كوبولت التي ترى أن الانتشار الحقيقي للبيتكوين سيأتي من الاستخدام الفعلي بين الأفراد في حياتهم اليومية، وليس فقط من الاستثمار أو التداول على نطاق واسع.
النمو والتبني لأي تقنية جديدة يعتمد بشكل كبير على سهولة الوصول والاستخدام. في عالم العملات الرقمية، غالبًا ما يكون الدخول الأولي معقدًا، ويتضمن خطوات مثل فتح حساب في منصة تداول، إجراء عمليات توثيق الهوية، وفهم آليات السوق المعقدة. كوبولت يسعى لتبسيط هذه العملية بشكل جذري، مقدمًا تجربة تشبه إلى حد كبير تطبيقات التكنولوجيا المالية الحديثة التي اعتاد عليها الناس، ولكنه يستخدم قوة شبكة البيتكوين في الخلفية.
الميزات والفوائد بالتفصيل
دعونا نتعمق أكثر في الميزات التي يقدمها كوبولت وكيف يمكن أن تفيد المستخدمين:
- التقسيم والتسوية الفورية: هذه الميزة مثالية للمجموعات. بدلاً من قيام شخص واحد بدفع الفاتورة ثم انتظار تحويلات بنكية تستغرق وقتًا وتترتب عليها رسوم، يمكن لأعضاء المجموعة تقسيم التكلفة داخل التطبيق وتسويتها فورًا باستخدام البيتكوين أو USDT. هذا يوفر الوقت ويزيل الإزعاج الناتج عن تتبع الديون الصغيرة بين الأصدقاء.
- الاحتفاظ بمفاتيحك: في عالم العملات الرقمية، المقولة الشهيرة هي “ليست مفاتيحك، ليس البيتكوين الخاص بك”. الكثير من المنصات المركزية تحتفظ بالمفاتيح الخاصة للمستخدمين، مما يعرض أموالهم للخطر في حال تعرض المنصة للاختراق أو الإفلاس. كوبولت يؤكد على مبدأ الحفظ الذاتي، مما يعني أن المستخدمين يحتفظون بالسيطرة الكاملة على أصولهم الرقمية. هذا يبني الثقة والأمان.
- سرعة وثقة: شبكة البيتكوين، على الرغم من أنها قد لا تكون الأسرع للمدفوعات الصغيرة مقارنة ببعض البدائل، إلا أن التسوية النهائية (Finality) التي توفرها لا تضاهى. بالنسبة للمدفوعات بين الأقران، يمكن لكوبولت الاستفادة من طبقات أعلى (Layer 2) مثل شبكة البرق (Lightning Network) مستقبلاً لتوفير سرعة أكبر للمدفوعات الصغيرة، بينما توفر التسوية على السلسلة (On-chain) مستوى عالٍ من الثقة والأمان للمبالغ الأكبر. التطبيق مصمم ليجعل هذه العمليات سريعة وسلسة قدر الإمكان من منظور المستخدم.
- يعمل عبر الحدود: واحدة من أقوى مزايا العملات الرقمية هي قدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية والأنظمة المصرفية المحلية. كوبولت يستفيد من هذه القدرة لتمكين المدفوعات والتحويلات بين الأفراد في بلدان مختلفة بسهولة وكفاءة، دون الحاجة للقلق بشأن أسعار الصرف المرتفعة أو رسوم التحويلات الدولية المرهقة.
حالات الاستخدام والتصميم البسيط
التطبيق ليس مجرد مفهوم على الورق؛ إنه قيد الاستخدام بالفعل في مجموعة متنوعة من السيناريوهات العملية:
- التحويلات المالية (Remittances): إرسال الأموال إلى الأهل والأصدقاء في الخارج أصبح أسرع وأقل تكلفة باستخدام كوبولت مقارنة بالخدمات التقليدية.
- سفر المجموعات: تقسيم تكاليف الإقامة، الوجبات، أو الأنشطة أثناء السفر الجماعي يصبح أسهل بكثير.
- المدفوعات اليومية: تسوية أي نوع من المدفوعات الصغيرة أو تقسيم التكاليف في الحياة اليومية.
يؤكد توني هوغكفيست، المدير الإبداعي السابق في Airbnb وأحد المؤسسين المشاركين لكوبولت، على أهمية التصميم البسيط: “لقد علمني بناء Airbnb أنه عندما يكون التصميم بسيطًا ولا يقف في طريق المستخدم، يمكن للناس أن يفعلوا أشياء مذهلة. هذا هو الهدف هنا أيضًا. ليس تخزين البيتكوين في صندوق تداول متداول (ETF)، بل استخدامه بين الناس. بجهد قليل جدًا. بين الفرق، الأصدقاء، العائلات – كل يوم.”
هذا التركيز على البساطة وسهولة الاستخدام هو ما يميز كوبولت عن العديد من تطبيقات البيتكوين الأخرى التي قد تكون موجهة بشكل أكبر للمتداولين أو المستخدمين التقنيين. كوبولت يسعى ليكون بديهيًا مثل أي تطبيق مالي آخر يستخدمه الناس بالفعل، مما يخفض حاجز الدخول ويجعل استخدام البيتكوين يبدو طبيعيًا وعاديًا.
التوفر والمستقبل
التطبيق متاح حاليًا لأجهزة iOS وأندرويد، مما يضمن وصوله إلى قاعدة عريضة من المستخدمين المحتملين. إتاحته على نطاق واسع على أكثر المنصات شيوعًا يعكس جدية كوبولت في تحقيق مهمته المتمثلة في جعل البيتكوين في متناول الجميع.
تتجاوز رؤية كوبولت مجرد توفير أداة دفع. إنها تتعلق بتمكين الأفراد ومنحهم السيطرة على أموالهم بطريقة لم تكن ممكنة من قبل مع الأنظمة المالية التقليدية. من خلال دمج البيتكوين في أبسط وأكثر المدفوعات شيوعًا – تلك التي تتم بين الأشخاص الذين يثقون ببعضهم البعض بالفعل – يخلق كوبولت مسارًا طبيعيًا للتبني، يعتمد على العلاقات والثقة الموجودة مسبقًا.
في الختام، يمثل إطلاق كوبولت خطوة مهمة نحو دمج البيتكوين في الحياة اليومية. من خلال التركيز على المدفوعات بين الأقران وتقديم تجربة مستخدم بسيطة وسهلة، يهدف كوبولت إلى إزالة الغموض والتعقيد الذي غالبًا ما يحيط بالعملات الرقمية، ويجعل البيتكوين مألوفًا وعمليًا للجميع.
“`
