تشي زي يهدد بمقاضاة بلومبرج بسبب تقرير يربط بين بينانس وUSD1 المدعوم من ترامب
هدد مؤسس بينانس، تشانجبينج تشي، المعروف على نطاق واسع بـ “تشي زي”، يوم الجمعة، بمقاضاة وكالة الأنباء العالمية بلومبرج للمرة الثانية. يأتي هذا التهديد القانوني ردًا على تقرير نشرته بلومبرج يزعم وجود روابط بين بورصة بينانس وعملة USD1 المستقرة، وهي عملة مستقرة مرتبطة بشركة World Liberty Financial، وهي شركة لها صلات بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأبنائه.
في منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، وصف تشي زي المقال بأنه “هجوم آخر” وأشار إلى أنه “مدعوم من منافس”، على الرغم من أنه لم يذكر اسم المنافس صراحةً. لم يتوقف عند هذا الحد، بل انتقد التقرير بشدة، واصفًا إياه بأنه يهدف فقط إلى بث الخوف وعدم اليقين والشك (FUD)، وهو مصطلح شائع الاستخدام في عالم العملات المشفرة لوصف التضليل الذي يهدف إلى التأثير سلبًا على الأسعار أو السمعة.
عبر تشي زي عن استيائه الشديد من محتوى تقرير بلومبرج، مشيرًا إلى أنه يحتوي على “الكثير من الأخطاء الواقعية لدرجة أنني لا أعرف من أين أبدأ”. وأضاف في منشوره، ملمحًا بوضوح إلى الإجراءات القانونية المحتملة: “قد أضطر إلى مقاضاتهم مرة أخرى بتهمة التشهير”. هذا التهديد ليس الأول من نوعه ضد بلومبرج أو مؤسسات إعلامية أخرى، مما يشير إلى نهج استباقي يتخذه تشي زي في التعامل مع ما يعتبره تغطية إعلامية غير دقيقة أو ضارة.
تقرير بلومبرج المثير للجدل
يتمحور التهديد القانوني الذي أطلقه تشي زي حول تقرير نشرته بلومبرج يوم الجمعة. استند التقرير إلى ثلاثة مصادر مجهولة ليزعم أن بينانس قد طورت الشفرة الأساسية للعقد الذكي الذي تعمل عليه عملة USD1 المستقرة. هذا الزعم هو النقطة المركزية التي يراها تشي زي خطأً واقعيًا جسيمًا.
تم إطلاق عملة USD1 المستقرة في 22 مايو بواسطة World Liberty Financial. في اليوم نفسه، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا آخر يزعم أن تشي زي كان يلعب دور “المصلح”، مقدمًا فريق World Liberty Financial إلى شخصيات دولية بارزة. نفى تشي زي هذه المزاعم في حينه أيضًا، مما يبرز نمطًا من التقارير الإعلامية التي يرى أنها تستهدفه وتستهدف بينانس.
جاء إطلاق USD1 بعد ما يقرب من شهر من اجتماع مؤسسي World Liberty Financial مع تشي زي في إطار جهود التبني العالمي للعملات المشفرة. بعد فترة وجيزة من هذا الاجتماع، قامت شركة مقرها أبو ظبي باستثمار ضخم بلغ 2 مليار دولار في بينانس، وقد تم تسوية هذا الاستثمار باستخدام عملة USD1. هذه التفاصيل، بحسب تقرير بلومبرج، تشير إلى علاقة وثيقة وسريعة التطور بين بينانس وWorld Liberty Financial.
يذهب تقرير بلومبرج إلى أبعد من ذلك، مدعيًا أن ما يقرب من 90% من إجمالي عملة USD1 لا يزال في محافظ بينانس. ويزعم التقرير أن هذا التركيز الكبير يمكن أن يدر عشرات الملايين من الدولارات كفوائد لعائلة ترامب، مما يثير تساؤلات حول الفوائد المالية المحتملة المرتبطة بهذا الترتيب.
ويضيف التقرير بعدًا سياسيًا حساسًا للغاية، حيث يزعم أنه بعد فترة وجيزة من صفقة بينانس التي تضمنت عملة USD1، سعى تشي زي للحصول على عفو من الرئيس السابق ترامب. يأتي هذا الزعم في سياق إدانة تشي زي في الولايات المتحدة وسجنه لمدة أربعة أشهر العام الماضي بسبب فشله في تطبيق الضوابط المناسبة على بينانس لمنع غسيل الأموال. أمضى تشي زي هذه الفترة وأفرج عنه، لكن سجل الإدانة يبقى.
يزعم مقال بلومبرج أن توقع تشي زي لعفو محتمل، في ظل وجود علاقات وثيقة بين بينانس وWorld Liberty Financial المرتبطة بترامب، يثير تساؤلات حول تضارب المصالح. هذا الربط المباشر بين المعاملات التجارية، والعلاقات السياسية، والسعي للعفو هو جوهر التهمة التي يرفضها تشي زي بشدة ويراها تشهيرًا.
من الجدير بالذكر أن ردود فعل مجتمع العملات المشفرة كانت إلى حد كبير داعمة لتشي زي في هذا السياق. يبدو أن العديد من مستخدمي ومراقبي السوق يعتبرون التقرير جزءًا من حملة تستهدف تشي زي وبينانس. حض العديد من المستخدمين تشي زي على المضي قدمًا في دعوى التشهير ضد بلومبرج، مما يعكس شعورًا واسع النطاق بعدم الثقة تجاه التغطية الإعلامية التقليدية للأخبار المتعلقة بالعملات المشفرة وشخصياتها البارزة.
سوابق تشي زي في مقاضاة بلومبرج ووسائل إعلام أخرى
ليست هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها تشي زي إلى الإجراءات القانونية ضد وكالات الأنباء. لديه تاريخ من مقاضاة المؤسسات الإعلامية التي يعتبر تقاريرها غير دقيقة أو تشهيرية. هذا النمط يشير إلى استعداده للدفاع عن سمعته وسمعة بينانس بقوة في المحاكم.
في عام 2022، رفع تشي زي دعوى قضائية ضد Modern Media، وهي ناشر مقره هونغ كونغ لشركة بلومبرج، بسبب مقال نشر في مجلتها بتاريخ 6 يوليو 2022. زعم المقال أن تشي زي كان يدير مخطط بونزي، وهي تهمة خطيرة للغاية في عالم المال والاستثمار. من المهم الإشارة إلى أن بلومبرج نفسها لم تكن طرفًا مباشرًا في هذه الدعوى القضائية المحددة، بل ناشر مجلتها في هونغ كونغ.
في يوليو من العام الماضي (2023)، أصدرت Modern Media اعتذارًا رسميًا لتشي زي وبينانس بعد أن خسرت معركة قانونية استمرت لمدة عامين. سحبت وكالة الأنباء التقرير المذكور الذي كان يحمل عنوان “مخطط بونزي لتشانجبينج تشي”، ووصفته بأنه “كاذب ولا أساس له من الصحة”. في تسوية القضية، وافقت Modern Media على التبرع بمبلغ متفق عليه بدلًا من دفع تعويضات، مما اعتبر انتصارًا لتشي زي وبينانس في مجال الدفاع عن السمعة.
قبل دعوى عام 2022، كان لدى تشي زي تجربة سابقة مع مجلة فوربس. في عام 2020، قاضى تشي زي فوربس بسبب تقرير زعم أن بينانس سهلت عمليات غسيل الأموال وخدعت المنظمين الماليين. ومع ذلك، أسقط تشي زي هذه الدعوى القضائية في عام 2021. اللافت للنظر أنه في عام 2022، قامت بينانس باستثمار كبير بلغ 200 مليون دولار في فوربس، وهي خطوة أثارت تكهنات واسعة النطاق حول العلاقة بين الكيانين بعد النزاع القانوني.
بالإضافة إلى هذه الحالات، نفى تشي زي أيضًا مزاعم صادرة عن منافذ إعلامية أخرى في مناسبات مختلفة. في أبريل الماضي، دحض تشي زي تقريرًا صادرًا عن وول ستريت جورنال يزعم أنه وافق على الشهادة ضد مؤسس ترون، جاستن صن، ووصف التقرير بأنه حملة تشويه. هذه الأمثلة المتعددة تبرز مدى حساسية تشي زي تجاه التغطية الإعلامية ونمط مواجهته لها.
التهديد الأخير بمقاضاة بلومبرج يؤكد أن تشي زي لا يزال على استعداد لاستخدام الأدوات القانونية للدفاع عن صورته وسمعة بينانس، خاصة في مواجهة اتهامات يرى أنها مضللة أو كاذبة. تربط دعوى بلومبرج المحتملة بين مسائل مالية معقدة، وعلاقات سياسية حساسة، وتاريخ من التفاعلات الإعلامية المتوترة. يبقى أن نرى ما إذا كان تشي زي سيمضي قدمًا في هذه الدعوى وما هي التداعيات المحتملة على بلومبرج وعلى تغطية أخبار العملات المشفرة بشكل عام.
تثير هذه التطورات تساؤلات مهمة حول العلاقة بين الصحافة الاستقصائية، خاصة عندما تستند إلى مصادر مجهولة، وشخصيات قوية في عالم التكنولوجيا والمال مثل تشي زي. كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجه وسائل الإعلام التقليدية في تغطية مساحة العملات المشفرة المعقدة والسريعة التطور، حيث يمكن أن يكون للتقارير تأثيرات كبيرة وسريعة على الأسواق والسمعة.
يتابع مجتمع العملات المشفرة هذه الأحداث عن كثب، مدركين أن نتائج مثل هذه النزاعات القانونية يمكن أن تؤثر على كيفية تناول أخبار الصناعة في المستقبل وعلى مدى شفافية المعلومات المتاحة للجمهور. بالنسبة لتشي زي وبينانس، يبدو أن المعركة من أجل الحقيقة والسمعة مستمرة، مع استخدام التهديدات القانونية كأداة رئيسية في هذه المعركة.
في الختام، يمثل تهديد تشي زي بمقاضاة بلومبرج تطورًا مهمًا في العلاقة المعقدة والمتوترة أحيانًا بين شخصيات العملات المشفرة البارزة ووسائل الإعلام الرئيسية. مع تاريخ من النزاعات القانونية الناجحة وغير الناجحة، يرسل تشي زي رسالة واضحة مفادها أنه لن يتسامح مع ما يعتبره تغطية إعلامية غير دقيقة أو تشهيرية. ترقب ما سيحدث لاحقًا في هذه القصة المتطورة.
“`