ektsadna.com
العملات الرقمية الرائدة

أكبر غرفة مقاصة مالية في العالم DTCC تدرس إطلاق عملة مستقرة – تحليل شامل

“`html





أكبر غرفة مقاصة مالية في العالم DTCC تدرس إطلاق عملة مستقرة

أكبر غرفة مقاصة مالية في العالم DTCC تدرس إطلاق عملة مستقرة

في خطوة قد تشكل نقطة تحول محتملة في بنية أسواق المال الأمريكية، أفادت تقارير إعلامية أن شركة الإيداع والمقاصة (DTCC)، وهي المؤسسة المسؤولة عن معالجة وتسوية جميع تداولات الأسهم الأمريكية تقريبًا، تستكشف إمكانية إصدار عملة مستقرة مدعومة بال الأمريكي. جاء هذا الخبر، الذي نشرته “The Information” في 12 يونيو، نقلًا عن مصادر مطلعة على الأمر، ويسلط الضوء على الاهتمام المتزايد من قبل المؤسسات المالية الكبرى بتقنية الأصول الرقمية وكيف يمكن دمجها في العمليات التقليدية المعقدة.

تعد DTCC لاعبًا محوريًا في البنية التحتية المالية للولايات المتحدة. هي المؤسسة التي تقف خلف الكواليس لضمان إتمام صفقات تداول الأسهم والسندات والمشتقات وغيرها من الأوراق المالية. إنها تقوم بمهمتي المقاصة والتسوية. المقاصة هي عملية تأكيد تفاصيل الصفقة بين المشتري والبائع قبل إتمامها، في حين أن التسوية هي عملية تبادل الأوراق المالية مقابل النقد في تاريخ محدد. من خلال هذه العمليات، تقلل DTCC بشكل كبير من المخاطر التي تواجه المشاركين في السوق، مثل مخاطر الطرف المقابل، وتضمن كفاءة تدفق الأموال والأصول.

استكشاف العملة المستقرة: الأهداف والمراحل المبكرة

وفقًا لل، فإن DTCC في المراحل الأولية لتقييم جدوى إطلاق عملة مستقرة خاصة بها. الفكرة الأساسية وراء هذا الاستكشاف هي استخدام العملة المستقرة لتسهيل وتسريع عمليات التسوية ونقل الأصول عبر الأسواق المختلفة. في الوقت الحالي، يمكن أن تستغرق عمليات التسوية التقليدية في بعض الأحيان أيامًا (تُعرف بتسوية T+2، أي يوم التداول بالإضافة إلى يومي عمل)، وهو ما يتطلب حجمًا كبيرًا من رأس المال المحتجز كضمان ومخاطر تشغيلية معينة. العملة المستقرة، بحكم طبيعتها الرقمية وإمكانية نقلها على دفتر سجلات موزع، لديها القدرة على تمكين التسوية الفورية أو شبه الفورية.

مثل هذه العملة المستقرة، إذا تم إصدارها وتصميمها بشكل صحيح، يمكن أن تعمل كـ “مال رقمي” أو “نقود رمزية” (tokenized cash) ضمن بيئة DTCC أو البيئات المتصلة بها. هذا يمكن أن يسمح بالتبادل المتزامن للأصول الرقمية أو المرمزة مع هذه العملة المستقرة في خطوة واحدة (المعروفة باسم “التسليم مقابل الدفع” أو Delivery Versus Payment – DVP)، مما يقلل من المخاطر التسوية ويعزز الكفاءة.

الشرط التنظيمي: عقبة حاسمة

رغم الاهتمام والاستكشاف الأولي، أشارت المصادر المطلعة إلى أن DTCC لن تمضي قدمًا في خطط إطلاق عملة مستقرة ما لم يقر الكونغرس الأمريكي تشريعًا يوفر إطارًا تنظيميًا واضحًا ومحددًا للعملات المستقرة. هذا الشرط ليس مفاجئًا نظرًا للدور الحاسم والحساس الذي تلعبه DTCC في الاستقرار المالي. لا يمكن لمثل هذه المؤسسة أن تدخل في مجال جديد ومتقلب نسبيًا مثل الأصول الرقمية دون وجود قواعد واضحة تحكم عملياتها، متطلبات الاحتياطي، والرقابة التنظيمية عليها.

تُظهر هذه الحقيقة الأهمية القصوى للوضوح التنظيمي في دفع عجلة التبني المؤسسي للأصول الرقمية. بينما تدرك المؤسسات المالية الكبرى الإمكانات الكبيرة لتقنية البلوك تشين و في تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وإيجاد نماذج عمل جديدة، فإنها لا تستطيع تحمل مخاطر العمل في بيئة تنظيمية غامضة أو غير مؤكدة. تتطلب العمليات المالية المعقدة والحساسة التي تديرها DTCC مستويات عالية من اليقين والامتثال، وهو ما لا يمكن تحقيقه حاليًا دون تدخل تشريعي وتنظيمي واضح.

حجم هائل ومكانة مركزية

لتقدير حجم العمليات التي تديرها DTCC، من المهم الإشارة إلى أنها تعالج معاملات أوراق مالية بقيمة تتجاوز 2 كوادريليون دولار أمريكي سنويًا (الكوادريليون هو ألف تريليون). هذا الرقم الفلكي يعكس حجم النشاط في أسواق المال الأمريكية والدور الذي تلعبه DTCC في الحفاظ على سيولتها واستقرارها. أي تغيير أو ابتكار في كيفية معالجة هذه المعاملات يمكن أن يكون له تداعيات كبيرة على النظام المالي بأكمله.

إن حجم عمليات DTCC ودورها المركزي يجعل من استكشافها للعملات المستقرة خبرًا ذا وزن كبير. لا يتعلق الأمر بمجرد شركة ناشئة في مجال العملات المشفرة، بل يتعلق بمؤسسة راسخة هي عصب النظام المالي. اهتمامهم يعني أنهم يرون قيمة محتملة وحقيقية في استخدام الأصول الرقمية لتحسين عملياتهم الأساسية، حتى لو كان ذلك يتطلب تغييرات جوهرية في البنية التحتية القائمة.

المبادرات السابقة لـ DTCC في مجال الأصول الرقمية

تجدر الإشارة إلى أن استكشاف العملة المستقرة ليس أول مغامرة لـ DTCC في عالم الأصول الرقمية وتقنية السجلات الموزعة (DLT) التي تقوم عليها البلوك تشين. لقد قامت المؤسسة في السابق بتنفيذ برامج تجريبية (pilot programs) لاستكشاف استخدام هذه التقنيات. من بين هذه المبادرات، تجارب تتعلق بالضمانات المرمزة (tokenized collateral)، بما في ذلك استخدام أصول الخزانة الأمريكية المرمزة. تهدف هذه التجارب إلى تقييم كيف يمكن للأصول المرمزة أن تحسن إدارة الضمانات المستخدمة في مجموعة متنوعة من المعاملات المالية، مما يجعل العملية أكثر كفاءة وشفافية.

تتوافق المبادرة المبلغ عنها بشأن العملة المستقرة مع هذا العمل الحالي الذي تقوم به DTCC في تطوير البنية التحتية للأصول الرقمية. إنهم لا يبدأون من الصفر؛ لديهم بالفعل خبرة في التعامل مع جوانب معينة من ترميز الأصول واستخدام DLT. هذا يشير إلى أن الاهتمام بالعملة المستقرة هو تطور طبيعي ضمن استراتيجية أوسع لاستكشاف كيف يمكن للتقنيات الرقمية أن تعيد تشكيل عمليات ما بعد التداول.

المناخ المالي الحالي: العملات المستقرة في المقدمة

يأتي استكشاف DTCC في خضم اهتمام متزايد واعتماد متنامٍ للعملات المستقرة من قبل المؤسسات المالية التقليدية. يعود هذا جزئيًا إلى تحسن المشهد التنظيمي، خاصة في الولايات المتحدة، حيث حظيت العملات المستقرة باهتمام متزايد من المشرعين. هناك العديد من المقترحات التشريعية قيد المراجعة حاليًا في الكونغرس، والتي تتناول قضايا حيوية مثل متطلبات الاحتياطي التي يجب أن يلتزم بها مصدرو العملات المستقرة، آليات الرقابة عليهم، ومتطلبات التدقيق لضمان الشفافية والموثوقية.

لقد حثت الجهات الفاعلة في الصناعة المشرعين على توفير هذا الوضوح التنظيمي اللازم لتمكين الكيانات الخاضعة للتنظيم، مثل البنوك والمؤسسات المالية الكبرى، من إصدار أو تبني العملات المستقرة في الأسواق المالية دون خوف من الوقوع في مناطق رمادية قانونية. بشكل عام، يبدو أن كلاً من المشرعين والمنظمين الماليين قد خففوا من مواقفهم تجاه الأصول الرقمية بشكل عام، وأصبحوا أكثر انفتاحًا على فكرة دمجها في النظام المالي التقليدي، مع التركيز على إدارة المخاطر وحماية المستهلك والاستقرار المالي.

تشهد الساحة العالمية مبادرات متعددة من قبل مقرضين عالميين كبار، مثل بنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال، الذين يتقدمون في مبادرات العملات المستقرة الخاصة بهم. هذا يعكس تحولًا مؤسسيا متناميًا نحو الأصول الرقمية كجزء من استراتيجيات التحول الرقمي الأوسع نطاقًا. حتى شركات المدفوعات الكبرى مثل Visa و Mastercard قامت بتجارب رائدة لاستخدام العملات المستقرة، مثل USDC، في عمليات الدفع عبر الحدود وعمليات الخزانة الخاصة بها، مما يدل على الجدوى التشغيلية لهذه الأدوات في سياقات تجارية ومالية حقيقية.

التأثير المحتمل لعملة DTCC المستقرة

إذا مضت DTCC قدمًا في خططها وأطلقت عملة مستقرة، فقد يمثل ذلك نقطة تحول مهمة نحو التبني المؤسسي واسع النطاق للتسوية القائمة على تقنية البلوك تشين. ستكون هذه العملة، بحكم مصدرها وموقعها في قلب البنية التحتية المالية، مؤهلة بشكل فريد لتكون جسرًا بين الأسواق المالية التقليدية وعالم الأصول الرقمية المتنامي. يمكن أن توفر العملة المستقرة التي تصدرها DTCC مستوى من الثقة والموثوقية قد تفتقر إليه العملات المستقرة الأخرى، خاصة بالنسبة للمشاركين في السوق المنظمين.

يمكن أن تساهم العملة المستقرة التي تصدرها DTCC في تحقيق مجموعة من الأهداف التشغيلية والاستراتيجية. على سبيل المثال:

  • تسريع التسوية: تقليل الوقت اللازم لتسوية المعاملات من أيام إلى ساعات أو حتى دقائق، مما يحرر رأس المال ويعزز الكفاءة.
  • تحسين إدارة الضمانات: تسهيل نقل وإدارة الضمانات المستخدمة في المعاملات، خاصة في أسواق إعادة الشراء (Repo).
  • دعم الأسواق الناشئة للأصول الرمزية: توفير أداة تسوية موثوقة للأسواق الجديدة التي قد تتطور للأوراق المالية الرمزية أو غيرها من الأصول الرقمية.
  • تخفيض المخاطر التشغيلية ومخاطر التسوية: بفضل إمكانيات التسليم مقابل الدفع على سلاسل الكتل.

ومع ذلك، فإن إطلاق عملة مستقرة من قبل DTCC لن يخلو من التحديات. بالإضافة إلى الحاجة الملحة للإطار التنظيمي، هناك تحديات تقنية تتعلق بدمج تقنية السجلات الموزعة مع الأنظمة القديمة الضخمة التي تعتمد عليها DTCC. كما توجد تحديات تتعلق بالحوكمة، متطلبات الامتثال (مثل مكافحة غسل الأموال و الإرهاب)، وقضايا الخصوصية والأمن. سيتطلب الأمر جهدًا كبيرًا لضمان أن أي حل قائم على العملة المستقرة يلبي المعايير الصارمة المطلوبة لمؤسسة بهذا الحجم والأهمية النظامية.

الخاتمة: مستقبل مشروط بالوضوح التنظيمي

في الوقت الحالي، لا تزال خطط DTCC لإطلاق عملة مستقرة تبدو معلقة بانتظار الوضوح التنظيمي من واشنطن. إن حقيقة أن مؤسسة بهذا الثقل والمركزية في النظام المالي العالمي تستكشف بنشاط استخدام العملات المستقرة هي شهادة على الإمكانات التي تراها هذه المؤسسات في الأصول الرقمية لإعادة تشكيل مستقبل التمويل. إنها إشارة قوية إلى أن العملات المستقرة ليست مجرد ظاهرة مرتبطة بالعملات المشفرة للمستهلكين، بل أدوات يمكن أن تكون أساسية لتحسين كفاءة واستقرار الأسواق المالية بالجملة.

إذا تم تمرير التشريعات اللازمة التي توفر إطارًا تنظيميًا واضحًا للعملات المستقرة، فقد نرى DTCC تمضي قدمًا في هذه المبادرة، مما يفتح الباب أمام موجة جديدة من الابتكار والتبني للأصول الرقمية في قلب النظام المالي التقليدي. سيظل تطور المشهد التنظيمي في الولايات المتحدة هو العامل الأكثر أهمية في تحديد ما إذا كانت هذه الرؤية ستصبح حقيقة أم لا.

“`

مواضيع مشابهة