ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

الإيثيريوم يتخطى 4200 دولار: الحيتان صعودية وتتوقع ارتفاعات أكبر




الإيثيريوم يتخطى 4200 دولار: الحيتان لا تزال صعودية وتتوقع ارتفاعات أكبر

الإيثيريوم يتخطى 4200 : الحيتان لا تزال صعودية وتتوقع ارتفاعات أكبر

شهدت عملة الإيثيريوم (ETH)، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، ارتفاعًا ملحوظًا، متجاوزةً حاجز 4200 دولار أمريكي لأول مرة منذ ديسمبر 2024. يأتي هذا الإنجاز الجديد مدعومًا بمزيج فريد من الحماس المتزايد بين المستثمرين الأفراد، وعمليات الشراء الاستراتيجية من قبل المؤسسات الكبرى، بالإضافة إلى نمو قياسي في العرض المتداول للعملة. هذه العوامل مجتمعة دفعت الإيثيريوم إلى مستويات لم يشهدها منذ فترة، مما يعكس تحولًا إيجابيًا في ديناميكيات السوق.

لطالما كانت رحلة الإيثيريوم مليئة بالتقلبات والتحديات، لكن قدرتها على التكيف والتطور المستمر، خاصة بعد الانتقال بنجاح إلى آلية إثبات الحصة (Proof-of-Stake) المعروفة باسم “الدمج” (The Merge)، قد عززت من مكانتها كبنية تحتية أساسية لعالم الويب 3 والتطبيقات الة. الارتفاع الأخير لا يعكس فقط التفاؤل على المدى القصير، بل يشير أيضًا إلى ثقة متزايدة في القيمة الجوهرية للشبكة وإمكانياتها المستقبلية الهائلة. هذا التفاؤل الحالي يطغى بشكل واضح على أي هبوطية، مما يخلق بيئة سوقية تدعم المزيد من الارتفاعات ويُلهب حماس المستثمرين.

تفاؤل المستثمرين الأفراد يغمر وسائل التواصل الاجتماعي

تتداول عملة الإيثر حاليًا فوق مستوى 4200 دولار، وقد أشعل هذا الارتفاع السريع موجة عارمة من الأمل والتفاؤل بين المتداولين والمستثمرين على حد سواء. يمكن ملاحظة هذا الشعور بوضوح في ات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُظهر المشاعر العامة ميلًا صعوديًا قويًا وغير مسبوق. فقد تصدرت علامات التصنيف (hashtags) مثل #شراء (buying)، و #تم_الشراء (bought)، و #صعودي (bullish)، و #أعلى (higher) قائمة التوجهات إلى جانب ETH، مما يدل على نشاط شراء مكثف ورغبة قوية في رؤية المزيد من الارتفاعات القياسية. هذا الحماس يعكس اعتقادًا واسعًا بأن الإيثيريوم لا يزال لديه مجال كبير للنمو.

على النقيض تمامًا، تظهر التعليقات الهبوطية، التي تشمل علامات تصنيف مثل #بيع (selling)، و #تم_البيع (sold)، و #هبوطي (bearish)، و #أدنى (lower)، بنصف المعدل تقريبًا مقارنة بالتعليقات الصعودية. هذا التباين الكبير يعكس هيمنة النظرة الإيجابية وثقة المجتمع في مسار الإيثيريوم الصعودي، مما يقلل من تأثير أي ضغوط بيع محتملة ويشير إلى وجود دعم قوي للأسعار عند مستوياتها الحالية.

تحذير سانتيمينت من مخاطر الـ FOMO

في خضم هذا الحماس المتزايد، سلطت تحليلات العملات المشفرة “سانتيمينت” (Santiment) الضوء على الحماس المفرط الذي يقوده المستثمرون الأفراد. ومع ذلك، لم تخلُ تحليلاتها من تحذير هام ومدروس. فقد نبهت سانتيمينت إلى أن الخوف من فوات الفرصة (FOMO) المفرط قد يعيق زخم الارتفاع مؤقتًا إذا أصبحت المشاعر أحادية الجانب بشكل مبالغ فيه. هذا التحذير يُعد تذكيرًا مهمًا بأن الأسواق قد تشهد تصحيحات قصيرة المدى عندما يبلغ التفاؤل ذروته، حيث يبدأ بعض المستثمرين في جني الأرباح، مما قد يؤدي إلى تراجع مؤقت قبل استئناف الاتجاه الصعودي.

يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بأن التفاؤل المفرط يمكن أن يؤدي إلى قرارات تداول غير عقلانية، ويُنصح دائمًا بإجراء البحث الخاص والعناية الواجبة (due diligence) واتخاذ قرارات مستنيرة بدلاً من الانجراف وراء المشاعر العامة أو التقلبات السريعة في السوق. تاريخيًا، غالبًا ما تتبع فترات الـ FOMO الشديدة تصحيحات قصيرة المدى حيث يتم تصفية المراكز الضعيفة وغير المستقرة، مما يوفر نقاط دخول أفضل للمستثمرين على المدى الطويل.

تراكم الإيثيريوم من قبل الحيتان والمؤسسات الكبرى

في غضون ذلك، لعب النشاط المؤسسي دورًا محوريًا لا يقل أهمية عن حماس الأفراد في صعود الإيثيريوم الأخير. فوفقًا للمحلل المتخفي في EmberCN، منذ 10 يوليو، تم تجميع كميات هائلة من الإيثيريوم، تجاوزت 1.035 مليون ETH، بقيمة تناهز 4.17 مليار دولار أمريكي، بواسطة حيتان أو مؤسسات غير معروفة. هذه الأرقام تعكس حجم الاهتمام الكبير والثقة من قبل اللاعبين الكبار في السوق، الذين غالبًا ما يمتلكون رؤية طويلة الأجل واستراتيجيات مدروسة.

تمت هذه المشتريات الضخمة عبر البورصات الرئيسية والمنصات المؤسسية المتخصصة، وتزامنت بشكل وثيق مع ارتفاع حاد في سعر الإيثيريوم بنسبة 45%، من مستوى 2600 دولار إلى 4000 دولار. هذا التزامن يشير إلى أن عمليات الشراء المؤسسية لم تكن مجرد رد فعل على ارتفاع السعر، بل كانت عاملًا رئيسيًا ومحفزًا في دفعه نحو الأعلى. يُعتقد أن معظم هذه الحيازات الضخمة تعود لمؤسسات مالية كبرى أو شركات أمريكية مدرجة في البورصة تمتلك احتياطيات كبيرة من الإيثيريوم، باستثناء عنوان SBET المعروف، مما يؤكد الطبيعة الاستراتيجية لهذه الاستثمارات ومكانة الإيثيريوم كأصل رقمي موثوق به.

بلغ متوسط سعر الاستحواذ خلال هذه الفترة حوالي 3546 دولارًا. هذا السعر المتوسط، الذي يقع ضمن نطاق الارتفاع الأخير، يشير بوضوح إلى عمليات تموضع استراتيجية واسعة النطاق تعكس ثقة هذه الكيانات الكبيرة في مستقبل العملة على المدى الطويل. غالبًا ما تبحث الحيتان والمؤسسات عن فرص للدخول في نقاط محددة لتحقيق أقصى قدر من العائدات، وهذا يشير إلى أنهم يرون قيمة كامنة كبيرة في الإيثيريوم عند هذه المستويات، مما يعزز الرؤية الصعودية للعملة.

ما الذي يدفع المؤسسات للاستثمار في الإيثيريوم؟

يمكن أن تُعزى جاذبية الإيثيريوم للمؤسسات إلى عدة عوامل رئيسية، مما يجعلها خيارًا استثماريًا جذابًا على الرغم من التقلبات الطبيعية في سوق العملات المشفرة. أبرز هذه العوامل تشمل:

  • ريادة الابتكار والتطبيقات اللامركزية: الإيثيريوم هي الرائدة بلا منازع في مجالات ال اللامركزي () والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) والتطبيقات اللامركزية (dApps). هذه القطاعات تنمو بسرعة فائقة وتُقدم فرصًا استثمارية واعدة للغاية للمستثمرين الباحثين عن النمو.
  • التحول الناجح إلى إثبات الحصة (PoS): الانتقال الناجح إلى آلية إثبات الحصة في “الدمج” (The Merge) قلل بشكل كبير من استهلاك الطاقة لشبكة الإيثيريوم وجعلها أكثر استدامة وصديقة للبيئة، مما يقلل من المخاوف البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) للمستثمرين المؤسسيين.
  • التطورات المستقبلية المستمرة: خارطة طريق الإيثيريوم المستمرة للتوسع والتحسين (مثل ترقيات Sharding و Danksharding) تعد بتحسينات كبيرة في قابلية التوسع وكفاءة المعاملات، مما يجعلها منصة أكثر قوة وجاذبية لل الكبيرة والاستخدامات الواسعة النطاق.
  • تزايد الوضوح التنظيمي: مع تزايد وضوح الإطار التنظيمي للعملات المشفرة في العديد من الولايات القضائية حول العالم، تشعر المؤسسات بمزيد من الأمان عند الاستثمار في الأصول الرقمية. ويُنظر إلى الإيثيريوم على أنها أحد الأصول الرقمية “الآمنة” نسبيًا والمشروعة بسبب حجمها الهائل وتبنيها الواسع في السوق.

الإيثيريوم يسجل رقمًا قياسيًا في العرض المتداول

بعيدًا عن مزاج السوق الإيجابي وعمليات التراكم الضخمة التي شهدناها، سجلت عملة الإيثيريوم رقمًا قياسيًا تاريخيًا جديدًا في عرضها المتداول، وهو ما يُعد إنجازًا مهمًا آخر يُبرز التطور المستمر للشبكة وديناميكياتها الاقتصادية الفريدة. هذا النمو في العرض يأتي جنبًا إلى جنب مع زيادة الطلب، مما يُسهم في التوازن الحالي في السوق.

تفاصيل النمو القياسي في العرض وتأثير التخزين

اعتبارًا من 9 أغسطس، وصل العرض المتداول للإيثيريوم إلى رقم قياسي بلغ 121 مليون ETH، وفقًا لبيانات الشبكة التي شاركتها منصة CryptoQuant المتخصصة في تحليل البيانات على السلسلة. يأتي هذا الإنجاز بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من وصول الشبكة إلى 120 مليون ETH في 22 أغسطس 2022، مما يشير إلى زيادة بطيئة ولكنها ثابتة ومنتظمة في العرض منذ ذلك التاريخ، مدفوعة بآلية إصدار العملات لتعويض المدققين.

تُصدر شبكة الإيثيريوم حاليًا ما بين 2500 إلى 3000 ETH يوميًا كجزء من آليتها لضمان أمان الشبكة ومكافأة المدققين الذين يقومون بتأكيد المعاملات وتأمين الشبكة. وبينما يتم سك عملات ETH جديدة يوميًا، يستمر التخزين (Staking) في لعب دور محوري في تشكيل نمو صافي العرض. فكل عملة ETH يتم قفلها في عقود التخزين من قبل المدققين تُزال فعليًا من التداول مؤقتًا. هذا يعني أنها لا تُحتسب ضمن العرض المتداول الحر والمتاح للشراء والبيع في الأسواق، مما يعوض جزءًا كبيرًا من الإصدار الجديد ويعمل كضابط طبيعي للتضخم.

إجمالًا، تم سك حوالي 157.18 مليون ETH حتى تاريخه. يتم تحقيق هذا الرقم بعد دمج 121 مليون عملة متداولة حاليًا بحرية في السوق، بالإضافة إلى أكثر من 36.18 مليون عملة مقفلة في عقود التخزين (Staking) وتدر عوائد للمدققين. هذه الآلية المزدوجة – التي تجمع بين إصدار العملات الجديدة وامتصاصها من خلال التخزين – تخلق توازنًا فريدًا ودقيقًا في القاعدة النقدية للشبكة، مما يؤثر بشكل مباشر على ديناميكيات العرض والطلب وعلى التوقعات السعرية للإيثيريوم على المدى الطويل.

التأثير على السعر المستقبلي للإيثيريوم

على الرغم من أن السرد الانكماشي الذي كان سائدًا في الماضي (بفضل آلية حرق الرسوم EIP-1559 والحد من الإصدار بعد الدمج) قد تراجع مؤقتًا في الوقت الحالي بسبب انخفاض رسوم الشبكة (مما يعني حرق كميات أقل من ETH)، إلا أن التأثير السعري على المدى الطويل للإيثيريوم سيعتمد بشكل كبير على ما إذا كان نشاط الشبكة والطلب الكلي يمكن أن يبرر العرض المتزايد. فالعرض وحده لا يحدد السعر، بل يجب أن يترافق دائمًا مع طلب قوي ومتزايد للحفاظ على القيمة أو زيادتها.

تتلخص العلاقة بين العرض والطلب في الإيثيريوم وتأثيرها على السعر فيما يلي:

  • إذا تراجع الطلب: في حال لم يواكب الطلب نمو العرض، فقد يضغط التضخم الناجم عن الإصدار المستمر على التقييم، مما قد يؤدي إلى استقرار السعر أو حتى تراجعه على المدى الطويل، حيث تفوق العملات الجديدة التي تدخل السوق الطلب عليها.
  • إذا تزايد الطلب: أما إذا تطابق الطلب أو تجاوز نمو العرض، فإن التوسع في المعروض قد يدعم استقرار الأسعار المستمر أو حتى تقدير قيمتها بشكل أكبر. يعتمد ذلك بشكل كبير على عوامل مثل زيادة تبني التمويل اللامركزي (DeFi)، والنمو المتسارع لسوق الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وتزايد عدد المستخدمين والتطبيقات اللامركزية المبنية على شبكة الإيثيريوم.

لذلك، فإن استمرارية نمو الإيثيريوم كمنصة رائدة للتطبيقات اللامركزية والابتكار التكنولوجي هو المفتاح للحفاظ على توازن العرض والطلب، وضمان مسار صعودي مستدام في المستقبل. إن التطور المستمر للشبكة، بما في ذلك الترقبات القادمة مثل ترقية “كانكون” و”سيرف” التي تهدف إلى تحسين الكفاءة وتخفيض التكاليف وزيادة قابلية التوسع، ستجذب المزيد من المستخدمين والمطورين وبالتالي تزيد من الطلب على ETH، مما يعزز من قيمتها السوقية.

الخلاصة: نظرة مستقبلية واعدة للإيثيريوم

إن ارتفاع الإيثيريوم فوق 4200 دولار، مدعومًا بحماس الأفراد وتراكمات المؤسسات الاستراتيجية، بالإضافة إلى نمو العرض المتداول الذي يتم امتصاص جزء كبير منه عبر آلية التخزين، يرسم صورة إيجابية ومُشجعة للمستقبل القريب للعملة. ومع ذلك، تبقى ديناميكيات العرض والطلب، إلى جانب نشاط الشبكة العام ونجاح الترقبات المستقبلية، هي العوامل الحاسمة التي ستحدد مسار سعر ETH على المدى الطويل.

الإيثيريوم ليس مجرد عملة مشفرة عادية، بل هو العمود الفقري لعدد لا يحصى من الابتكارات في مجال البلوك تشين والتكنولوجيا اللامركزية. ومع استمرار تطور الشبكة وتوسيع قدراتها على استيعاب المزيد من المستخدمين والتطبيقات، من المتوقع أن تزداد جاذبيتها للمستثمرين والمطورين على حد سواء، مما قد يدعم مسارها نحو مستويات أعلى بشكل مستمر ومستدام في المستقبل القريب والبعيد.

مواضيع مشابهة