الإيثيريوم يقترب من 2800 دولار بارتفاع 7%.. لكن المقاومة لا تزال قائمة

في خطوة لافتة ومكاسب نادرة، شهد سعر عملة الإيثيريوم (ETH)، ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، ارتفاعًا ملحوظًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. تمكن الإيثيريوم من إضافة حوالي 7% إلى قيمته، ليصل سعره إلى 2,787 دولارًا أمريكيًا خلال تعاملات الصباح الباكر في آسيا يوم الخميس.

هذا الارتفاع يمثل أعلى مستوى وصلت إليه العملة في الأسابيع الأربعة الماضية، وتحديدًا منذ الثاني عشر من يونيو الماضي، عندما سجل سعر الإيثيريوم مستوى 2,870 دولارًا. يأتي هذا التحرك الصعودي في وقت يتفوق فيه الإيثيريوم على أداء السوق الأوسع للعملات الرقمية، حيث تسعى العملة لاختبار مستويات مقاومة رئيسية قد تحدد مسارها المستقبلي.

على الرغم من الأداء القوي الأخير، يواجه الإيثيريوم مقاومة قوية عند المستويات الحالية والقريبة منها. لم يتمكن الإيثيريوم من التداول فوق مستوى 3,000 دولار منذ أوائل شهر فبراير الماضي، مما يؤكد على أهمية هذا الحاجز النفسي والفني. تعتبر مستويات المقاومة هذه نقاطًا حاسمة حيث يتركز عدد كبير من أوامر البيع، مما قد يحد من المزيد من الارتفاع أو يتطلب زخمًا قويًا لاختراقها.

مع ذلك، ورغم التحديات الفنية المتمثلة في مستويات المقاومة، يظل المحللون والمتداولون متفائلين بشأن الآفاق المستقبلية للإيثيريوم. تستند هذه التفاؤل إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك التطورات المستمرة في نظام الإيثيريوم البيئي، والتحركات الأخيرة في السوق، بالإضافة إلى قراءات معينة لأنماط الرسوم البيانية التي تشير إلى إمكانية حدوث تحركات سعرية كبيرة.

ماذا يقول المحللون؟

يتابع مجتمع الكريبتو عن كثب آراء وتحليلات الخبراء لفهم الاتجاهات المحتملة للسوق. وقد قدم العديد من المحللين رؤاهم حول التحرك الأخير للإيثيريوم وإمكانية استمراره:

لاحظ السيد ميخائيل فان دي بوب، مؤسس صندوق MN Fund، أن “الإيثيريوم يصعد بشكل لطيف، وهو على وشك تحقيق اختراق كبير نحو الأعلى”. يشير هذا التعليق إلى أن الصعود الحالي ليس مجرد ارتداد قصير الأجل، بل قد يكون تمهيدًا لتحرك أقوى وأكثر استدامة.

وأضاف فان دي بوب أنه سيكون هناك “الكثير من الزخم في النظام البيئي بأكمله” في الفترة القادمة. هذا الزخم لا يقتصر فقط على سعر العملة، بل يشمل أيضًا النمو في تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi)، والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، والحلول من الطبقة الثانية (Layer 2)، وغيرها من التطورات التي تعزز من فائدة وقيمة شبكة الإيثيريوم.

من جانب آخر، أشار المحلل تيد بيلوز إلى وجود عدد كبير من المراكز التي ستتم تصفيتها إذا عاد سعر الإيثيريوم إلى مستوى 2,800 دولار. تعني تصفية المراكز إغلاق الصفقات القسرية للمتداولين الذين يستخدمون الرافعة المالية ويتداولون ضد اتجاه السعر، وقد يؤدي هذا إلى زيادة التقلبات وتوفير وقود إضافي للتحرك السعري إذا تم كسر المستوى وتصفية المراكز القصيرة.

وأضاف بيلوز أن “الأموال الذكية تشتري، ونمط الرسم البياني للإيثيريوم يبدو مشابهًا لدورة البيتكوين في الفترة 2020-2021”. يشير مصطلح “الأموال الذكية” عادةً إلى المستثمرين المؤسساتيين أو كبار المتداولين الذين يمتلكون رؤى أعمق للسوق. أما المقارنة بدورة البيتكوين الصعودية الكبيرة في 2020-2021، فهي تلميح قوي لإمكانية حدوث ارتفاع هائل في سعر الإيثيريوم على غرار ما شهده البيتكوين في تلك الفترة.

وصرح بيلوز أن “التحرك الأكبر سيحدث في الأشهر القادمة”. هذا التوقع يمنح المستثمرين منظورًا زمنيًا أطول، مما يشير إلى أن الصعود المحتمل قد لا يكون فوريًا بل يتكشف على مدى بضعة أشهر، مما يتيح وقتًا لتراكم المراكز وتزايد الزخم.

قارن المحلل “Merlijn The Trader” الرسم البياني للإيثيريوم بمؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، قائلاً: “إنها أجواء عام 2020 ولكن هذه المرة مع تريليونات الدولارات على المحك”. تشير هذه المقارنة إلى وجود علاقة عكسية تاريخية بين أداء الإيثيريوم وقوة الدولار الأمريكي. عندما يضعف الدولار (مؤشر DXY ينخفض)، تميل العملات المشفرة، بما في ذلك الإيثيريوم، إلى الارتفاع، والعكس صحيح. استخدام عبارة “أجواء عام 2020” يعيد إلى الأذهان بداية الدورة الصعودية الكبيرة للعملات الرقمية.

يرى Merlijn أن الإيثيريوم قد وصل للتو إلى “الخطوة الثالثة” في تحركه، وأن “موجة الانعكاس قد بدأت”. هذا يعني أن الاتجاه الهابط السابق قد انتهى أو على وشك الانتهاء، وأن العملة بدأت مرحلة جديدة من الصعود. وجود “تريليونات الدولارات على المحك” يؤكد على الحجم الهائل لرأس المال المتداول في سوق العملات الرقمية مقارنة بالسنوات السابقة، مما يعني أن التحركات السعرية يمكن أن تكون أكبر وأسرع.

في الوقت نفسه، قارن المستثمر المعروف باسم “Crypto GEMs” نمط الرسم البياني الحالي للإيثيريوم بنمط متطابق تقريبًا ظهر قبل أن يشهد الإيثيريوم ارتفاعًا كبيرًا في عام 2017. على الرغم من اختلاف الأطر الزمنية ومقاييس السوق بين عام 2017 والوقت الحالي، فإن تشابه الأنماط التاريخية غالبًا ما يُنظر إليه على أنه إشارة محتملة لتكرار سلوك السعر.

يقول Crypto GEMs ببساطة: “فقط اتبع الرسوم البيانية…”. هذا التأكيد على تحليل الرسم البياني كأداة أساسية لاتخاذ القرارات يعكس وجهة نظر الكثيرين في عالم التداول الذين يعتقدون أن التاريخ السعري يميل إلى التكرار في أنماط معينة.

بالإضافة إلى التحليلات الفنية والسعرية، صدرت توقعات إيجابية من شركات استثمار مخاطر بارزة. في هذا الأسبوع، توقعت شركة Electric Capital، وهي شركة استثمار مخاطر في مجال العملات المشفرة، أشياء كبيرة للإيثيريوم. ترى الشركة أن الإيثيريوم يتجه ليصبح العمود الفقري للتمويل الرقمي والأصول المرمزة، مثل العملات المستقرة.

هذا التوقع يرتكز على الدور المحوري الذي تلعبه شبكة الإيثيريوم كمنصة للعقود الذكية والتطبيقات اللامركزية. مع تزايد الاهتمام بالتمويل اللامركزي وتطبيقات بلوكتشين المؤسسية، يُنظر إلى الإيثيريوم على أنه البنية التحتية الأساسية التي ستمكن هذه التطورات، مما يزيد من فائدته وقيمته على المدى الطويل. الأصول المرمزة، بما في ذلك العملات المستقرة، تشكل جزءًا متزايد الأهمية من النظام المالي الرقمي، وشبكة الإيثيريوم هي المنصة الرئيسية التي تستضيف الغالبية العظمى منها.

الإيثيريوم والبيتكوين: مقارنة الأداء

على الرغم من الارتفاع الأخير والتحركات الإيجابية، لا يزال الإيثيريوم منخفضًا بنسبة 43% تقريبًا عن أعلى مستوى له على الإطلاق والذي سجله في عام 2021. هذا التراجع الكبير يضع أداء الإيثيريوم في سياق مختلف عن أداء البيتكوين، “الأخ الأكبر” في سوق العملات الرقمية، والذي وصل للتو إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق.

شهد البيتكوين قفزة قوية ليصل إلى قمة جديدة على بعض منصات التداول عند حوالي 120,000 دولار، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على هذا المستوى وسرعان ما تراجع إلى حوالي 111,000 دولار وقت كتابة هذا التقرير. يعتبر وصول البيتكوين إلى أعلى مستوى جديد إشارة قوية على قوة الاتجاه الصعودي العام في السوق، وغالبًا ما يتبعه ارتفاع في العملات البديلة الرئيسية مثل الإيثيريوم، وإن كان بفارق زمني أو بنسبة مختلفة.

التحرك الصعودي لكل من البيتكوين والإيثيريوم، أكبر عملتين رقميتين، كان له تأثير كبير على إجمالي القيمة السوقية لسوق العملات الرقمية. فقد أضافت تحركات العملتين الرئيسيتين حوالي 100 مليار دولار إلى القيمة السوقية الإجمالية، والتي بلغت حوالي 3.53 تريليون دولار أمريكي في الوقت الحالي. يشير هذا النمو في القيمة السوقية الإجمالية إلى تدفق رؤوس أموال جديدة إلى السوق أو إعادة توزيع لرأس المال داخل السوق.

بالإضافة إلى الإيثيريوم والبيتكوين، شهدت معظم العملات البديلة (الألتكوينز) أداءً إيجابيًا، حيث كانت الرسوم البيانية لمعظمها باللون الأخضر. بعض العملات البديلة التي سجلت أداءً أفضل نسبيًا من غيرها تشمل:

• XRP
• Dogecoin (دوجكوين)
• Cardano (كاردانو)
• Hyperliquid
• Sui
• Stellar (ستيلر)

يشير الأداء الجيد للعملات البديلة إلى تحسن المعنويات في السوق بشكل عام، حيث يميل المستثمرون إلى المخاطرة أكثر والاستثمار في الألتكوينز عندما يشهد البيتكوين والإيثيريوم ارتفاعات قوية. هذا غالبًا ما يكون علامة على مرحلة متقدمة في الدورة الصعودية للسوق.

في الختام، يظهر الإيثيريوم علامات قوة مهمة بتقاربه من مستوى المقاومة 2,800 دولار وتحقيقه مكاسب بنسبة 7%. على الرغم من التحديات المتمثلة في اختراق مستويات المقاومة الأعلى، فإن تفاؤل المحللين وتوقعات “الأموال الذكية” يشير إلى إمكانية حدوث تحركات سعرية أكبر في المستقبل القريب والمتوسط. مع استمرار تطور نظام الإيثيريوم البيئي وترسيخ مكانته كبنية تحتية رئيسية للتمويل الرقمي، يبدو أن الاهتمام بالعملة وقيمتها المحتملة لا يزال في تزايد. يبقى تجاوز حاجز 3000 دولار هو الاختبار الحقيقي التالي، والذي قد يفتح الباب أمام مستويات أعلى بكثير.

“`