“`html
سعر الإيثيريوم قد يقفز إلى 3200 دولار مع بقاء فجوات عقود CME الآجلة غير مملوءة
يشهد سعر الإيثيريوم (ETH)، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، زخماً قوياً وملحوظاً في الفترة الأخيرة. يتزامن هذا الزخم مع ارتفاع في أحجام التداول، وشعور إيجابي متزايد داخل مجتمع الكريبتو، بالإضافة إلى نماذج فنية على الرسوم البيانية تشير بقوة إلى احتمال حدوث اختراق سعري كبير. هذا الاختراق المحتمل يستهدف مستويات سعرية مهمة، أبرزها منطقة 3200 دولار.
دخلت العملة المشفرة في مسار صعودي حاد مؤخراً، حيث ارتفعت بنسبة 5.6% في آخر 24 ساعة لتصل إلى حوالي 2666 دولاراً (وقت إعداد هذه المقالة)، مسجلة بذلك مكاسب تجاوزت 64% خلال الثلاثين يوماً الماضية وحدها. هذا الارتفاع السريع والملفت أعاد إشعال النقاش حول الأهداف السعرية الرئيسية للإيثيريوم، وتحديداً حول مفهوم “فجوات عقود CME الآجلة” التي لم تُملأ بعد بالقرب من مستوى 3200 دولار.
فجوات عقود CME والهدف السعري 3200 دولار
أحد المفاهيم التي يركز عليها العديد من المحللين والمُتداولين في أسواق المشتقات المالية، بما في ذلك سوق عقود الإيثيريوم الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية (CME)، هو ما يُعرف بـ “فجوات CME”. تحدث هذه الفجوات عندما يكون هناك اختلاف كبير بين سعر إغلاق عقود CME الآجلة في نهاية الأسبوع (يوم الجمعة) وسعر فتحها في بداية الأسبوع التالي (يوم الأحد). نظراً لأن أسواق العملات المشفرة تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، بينما تتوقف التداولات على عقود CME الآجلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن التحركات السعرية الكبيرة التي تحدث في السوق الفورية خلال هذه الفترة يمكن أن تؤدي إلى خلق هذه الفجوات عند استئناف التداول في بورصة CME.
وفقاً للمتداول المعروف باسم “تيتان أوف كريبتو” (Titan of Crypto) على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يتابع عن كثب سلوك الأسعار المرتبط بهذه الفجوات، فإن مثل هذه الفجوات “تميل إلى أن تُملأ”. هذا يعني أن السعر غالباً ما يعود ليتحرك في الاتجاه الذي يغطي الفجوة السعرية التي تكونت. يشير هذا المفهوم، بناءً على تحليله، إلى أن ارتفاع سعر الإيثيريوم الحالي قد لا يكون قد انتهى بعد، وأن السعر لا يزال لديه مجال للارتفاع نحو المستويات التي توجد بها الفجوات غير المملوءة.
الأساس المنطقي الفني وراء هذا الادعاء يجد دعماً في السلوك التاريخي للأسعار في الأسواق المختلفة، حيث غالباً ما تعمل هذه الفراغات السعرية التي تتكون في نهاية الأسبوع وبدايته كمغناطيس يجذب حركة السعر المستقبلية نحوها. يُنظر إلى ملء الفجوة على أنه استعادة للتوازن السعري أو عودة لتغطية منطقة تداول لم يتم فيها تبادل الأصول بسبب إغلاق البورصة. في حالة الإيثيريوم، توجد فجوات كبيرة غير مملوءة بالقرب من مستوى 3200 دولار، مما يجعل هذه المنطقة هدفاً محتملاً لحركة السعر القادمة، خاصة مع وجود الزخم الصعودي الحالي.
الإيثيريوم، الذي يركب حالياً موجة من الزخم الصعودي القوي والواضح، يبدو أنه يستهدف هذه المستويات السعرية غير البعيدة كخطوته التالية، شريطة أن يتمكن من التغلب على مناطق المقاومة الرئيسية التي تعترضه في طريقه.
تحليلات فنية وآراء الخبراء
أدلى المحلل المعروف مايكل فان دي بوب (Michaël van de Poppe) برأيه بتاريخ 22 مايو، مشيراً إلى أن الإيثيريوم قد نجح مؤخراً في تجاوز منطقة المقاومة الهامة عند مستوى 2400 دولار. يُعتبر تجاوز مستويات المقاومة الرئيسية إشارة فنية إيجابية، حيث تتحول المنطقة التي كانت تمنع السعر من الارتفاع إلى منطقة دعم محتملة في المستقبل. وقال فان دي بوب: “أفترض أن الإيثيريوم يتبع البيتكوين وسوف يخترق حاجز 3000 دولار+”. بهذا التصريح، يسلط الضوء على الارتباط التاريخي والقوي بين حركتي سعر البيتكوين والإيثيريوم، حيث غالباً ما تميل العملتان إلى التحرك في نفس الاتجاه العام.
غالباً ما تُعتبر قوة الإيثيريوم وعلاقتها بالبيتكوين مؤشراً هاماً على حالة السوق بشكل عام. عندما يبدأ الإيثيريوم في التفوق على البيتكوين (أي يرتفع سعره بنسبة أكبر أو يبقى قوياً بينما يتراجع البيتكوين)، فإن ذلك يُفسر أحياناً على أنه إشارة لاقتراب أو بداية “موسم العملات البديلة” (Altcoin Season)، حيث تشهد العملات المشفرة الأصغر حجماً ارتفاعات كبيرة.
من منظور فني آخر، يحدد المستثمر في الأصول الرقمية دان كريبتو تريدز (Daan Crypto Trades) مستوى المقاومة الحاسم التالي للإيثيريوم عند 2850 دولاراً. وفقاً لتحليله، فإن كسر هذا المستوى وتجاوزه بشكل قاطع سيكون بمثابة تمهيد الطريق نحو ملء فجوة عقود CME الآجلة عند مستوى 3200 دولار، كما توقع تيتان أوف كريبتو. تتطلب الحركة نحو 3200 دولار التغلب على عدة مستويات مقاومة نفسية وفنية، ومستوى 2850 دولاراً هو أحد أهم هذه المستويات التي يراقبها المتداولون.
بيانات السلسلة ومعنويات السوق
على الرغم من التوقعات الصعودية المدعومة بالتحليل الفني ومفهوم فجوات CME، يرى بعض مراقبي السوق ضرورة توخي الحذر. كما أفادت كريبتوبوتاتو مؤخراً، دخل الإيثيريوم في “حالة سخونة زائدة” بعد فترة من نشاط التداول المكثف بالقرب من مستوى 2600 دولار، والذي شهد أيضاً عمليات جني أرباح من قبل بعض المتداولين الذين اشتروا عند مستويات أدنى. حالة “السخونة الزائدة” هذه تعني أن الارتفاع كان سريعاً جداً وقد يصبح غير مستدام على المدى القصير بدون بعض التصحيح أو التماسك.
وفقاً لبيانات السلسلة (On-chain data) المقدمة من منصة “كريبتو كوانت” (CryptoQuant)، قد يواجه الإيثيريوم فترة تهدئة قصيرة المدى قبل أن يستأنف مساره الصعودي. يمكن أن تتضمن هذه الفترة تماسكاً في السعر، أو تراجعاً طفيفاً (تصحيحاً)، للسماح للسوق بالتقاط الأنفاس وإعادة تقييم الوضع قبل محاولة الارتفاع إلى مستويات أعلى. تُستخدم بيانات السلسلة لتحليل نشاط الشبكة، تدفقات الأموال من وإلى البورصات، سلوك الحيتان الكبيرة، وغيرها من المؤشرات التي توفر رؤى حول ما يحدث فعلياً على شبكة البلوك تشين.
على الرغم من احتمالية حدوث هذه الفترة القصيرة من التوقف أو التماسك، لا تزال هناك قناعة قوية على المدى الطويل بسعر الإيثيريوم. تشير بيانات من منصة “سانتيمينت” (Santiment)، وهي منصة أخرى لتحليل بيانات السلسلة، إلى أن أقل من 5% من إجمالي المعروض من الإيثيريوم محتجز حالياً في البورصات المركزية. هذا المستوى هو الأدنى منذ أكثر من 10 سنوات. يُعتبر انخفاض كمية العملات المتاحة للبيع في البورصات مؤشراً صعودياً، حيث يدل على أن حاملي العملة يفضلون الاحتفاظ بها (HODLing) بدلاً من بيعها، مما يقلل من ضغط البيع المحتمل ويدعم الأسعار.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت المنتجات الاستثمارية المرتبطة بالإيثيريوم، مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) أو المنتجات المشابهة المتاحة للمستثمرين التقليديين، تدفقات داخلة كبيرة بلغت 205 مليون دولار في الأسبوع الماضي. هذا التدفق الكبير للأموال إلى هذه المنتجات يشير إلى تجدد ثقة المؤسسات والمستثمرين الكبار في الإيثيريوم بعد التطورات الأخيرة على الشبكة. في حين أن النص الأصلي يشير إلى “ترقية بيكترا” (Pectra) كسبب، والتي هي في الواقع ترقية مستقبلية مخططة لعام 2025 وتجمع بين ترقيتي Prague و Electra وتهدف لتحسين كفاءة الشبكة والتنوع في عملائها، فإن التدفقات المؤسساتية الأخيرة قد تكون مرتبطة بشكل أكبر بالتفاؤل المحيط بالموافقة المحتملة على صناديق الإيثيريوم المتداولة في البورصة الفورية (Spot Ethereum ETFs) في الولايات المتحدة، أو بالتطورات الأخرى الأخيرة مثل ترقية Dencun التي حسنت قابلية التوسع لطبقات الحلول الثانية (Layer 2s)، مما يعزز من استخدام شبكة الإيثيريوم وقيمتها على المدى الطويل.
هل موسم العملات البديلة يلوح في الأفق؟
في هذه الأثناء، يعج مجتمع الكريبتو بالنقاش والتفاؤل حول ما قد يحمله المستقبل للعملات البديلة. يربط اليوتيوبر الشهير في مجال الكريبتو، كريبتو روفر (Crypto Rover)، الارتفاع الأخير في سعر الإيثيريوم باقتراب أو وشوك موسم العملات البديلة (Altcoin Season). موسم العملات البديلة هو فترة في دورة السوق تشهد فيها العملات المشفرة بخلاف البيتكوين ارتفاعات سعرية حادة وكبيرة، غالباً ما تكون نسبتها أكبر بكثير من ارتفاعات البيتكوين أو الإيثيريوم.
كريس بورنيسكي (Chris Burniske)، الذي كان سابقاً رئيساً لقسم الكريبتو في شركة ARK Invest الاستثمارية، أشار أيضاً إلى قوة الإيثيريوم مقابل البيتكوين كمحفز محتمل لبداية ارتفاعات العملات البديلة. عندما يُظهر الإيثيريوم أداءً قوياً مقارنة بالبيتكوين (أي يرتفع سعر زوج ETH/BTC)، يُنظر إلى ذلك على أنه مؤشر على تزايد شهية المخاطرة لدى المستثمرين ورغبتهم في التحول من البيتكوين (الذي يُعتبر أكثر استقراراً نسبياً) إلى العملات البديلة ذات المخاطر والعوائد المحتملة الأعلى.
أداء الإيثيريوم الأخير يظهر مكاسب بنسبة 37.4% خلال 14 يوماً، مصحوباً بقفزة بلغت 64% في الشهر الماضي. على الرغم من هذه المكاسب الكبيرة، لا يزال سعر الإيثيريوم أدنى بحوالي 29% من أعلى مستوى تاريخي سجله سابقاً، مما يشير إلى وجود مجال كبير للنمو إذا استمر الزخم الصعودي.
المخاطر والتحديات المحتملة
على الرغم من كل الإشارات الإيجابية والتوقعات الصعودية، من المهم دائماً النظر إلى الجانب الآخر وتقييم المخاطر والتحديات المحتملة. كما أشارت بيانات كريبتو كوانت، فإن حالة “السخونة الزائدة” التي دخلها السوق بعد الارتفاع الأخير قد تتطلب فترة تصحيح أو تهدئة. هذا يعني أن السعر قد لا يرتفع مباشرة إلى 3200 دولار، بل قد يشهد تراجعاً طفيفاً أو تحركاً جانبياً لفترة قبل أن يحاول تجاوز مناطق المقاومة.
تجاوز مناطق المقاومة الرئيسية، مثل 2850 دولاراً التي حددها دان كريبتو تريدز، ليس أمراً مضموناً. قد يواجه السعر مقاومة قوية عند هذه المستويات، مما يؤدي إلى ارتداد سعري نحو الأسفل إذا لم يكن هناك قوة شرائية كافية لدفع السعر للأعلى. الفشل في كسر هذه المستويات يمكن أن يؤدي إلى عمليات بيع جديدة وتشكيل أنماط فنية سلبية على المدى القصير.
كما أن سوق العملات المشفرة بشكل عام يتأثر بعوامل خارجية متعددة، بما في ذلك الأخبار التنظيمية، التطورات الاقتصادية الكلية، وتغيرات معنويات السوق العامة. أي أخبار سلبية غير متوقعة يمكن أن تؤثر على السوق بأكمله، بما في ذلك الإيثيريوم، وتعيق مساره الصعودي نحو 3200 دولار. عمليات جني الأرباح الكبيرة من قبل الحيتان أو المستثمرين الكبار عند مستويات سعرية معينة يمكن أيضاً أن تضع ضغطاً هبوطياً على السعر.
نظرة مستقبلية
بشكل عام، يظل التفاؤل يحيط بآفاق الإيثيريوم على المدى المتوسط والطويل، مدعوماً بعوامل أساسية قوية، مثل التطورات المستمرة على الشبكة، تزايد الاعتماد على حلول الطبقة الثانية، والاهتمام المؤسساتي المتزايد. البيانات التي تظهر انخفاضاً قياسياً في حيازات الإيثيريوم في البورصات تشير إلى قناعة قوية لدى المستثمرين على المدى الطويل.
في حين أن الهدف السعري 3200 دولار يبدو قابلاً للتحقيق في ظل الظروف الحالية، خاصة مع وجود فجوات عقود CME الآجلة غير المملوءة كهدف محتمل، فإن الطريق قد لا يكون مستقيماً. من المرجح أن يشهد السعر تقلبات على المدى القصير، مع اختبار مناطق المقاومة والدعم المحتملة. سيعتمد الوصول إلى 3200 دولار وما بعدها على استمرار الزخم الصعودي، قدرة السعر على كسر مستويات المقاومة الرئيسية، وبقاء بيانات السلسلة ومعنويات السوق داعمة.
يظل مراقبة سلوك السعر عند مستويات 2850 دولاراً وما بعدها أمراً حاسماً لتحديد ما إذا كان الإيثيريوم سيتمكن من ملء فجوات CME الآجلة والوصول إلى هدف 3200 دولار في المستقبل القريب.
“`