“`html
4 عوامل قد تؤثر على أسواق العملات المشفرة هذا الأسبوع
يشهد هذا الأسبوع جدولًا اقتصاديًا حافلًا آخر في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات التجارية مرة أخرى، بينما شهدت أسواق العملات المشفرة تراجعًا ملحوظًا. هذا المزيج من الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية يخلق بيئة من عدم اليقين قد تؤثر بشكل كبير على معنويات السوق وتحركات الأسعار في عالم الأصول الرقمية المتقلب.
أسبوع حاسم لأسواق العملات المشفرة
يبدو أن هذا الأسبوع سيكون حاسمًا بالنسبة لأسواق العملات المشفرة، ليس فقط بسبب التحركات السعرية الأخيرة، ولكن أيضًا بسبب مجموعة من العوامل الخارجية التي غالبًا ما يكون لها تأثير غير مباشر على الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين والعملات البديلة. تتجه الأنظار بشكل أساسي نحو الولايات المتحدة، حيث تتكشف تطورات اقتصادية وتجارية مهمة.
يُعد قطاع العمالة في الولايات المتحدة محورًا رئيسيًا هذا الأسبوع، حيث من المقرر إصدار أربعة تقارير متعلقة بالتوظيف. تُعتبر هذه التقارير مؤشرات حيوية لصحة الاقتصاد الأمريكي، وأي مفاجآت فيها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن تؤثر على توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وهو ما ينعكس بدوره على الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك العملات المشفرة.
بالإضافة إلى بيانات العمل، ينتظر المستثمرون خطابًا مهمًا لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. غالبًا ما توفر خطابات رؤساء البنوك المركزية إشارات حول التفكير الحالي للمؤسسة بشأن التضخم والنمو والخطوات المستقبلية للسياسة النقدية، مثل أسعار الفائدة. نظرًا لحساسية أسواق العملات المشفرة لتغيرات السيولة وتكلفة الاقتراض، فإن أي تلميحات حول تشدد أو تخفيف السياسة النقدية يمكن أن تحرك الأسواق بشكل كبير.
ولا يقتصر الأمر على البيانات والخطابات، بل تشمل قائمة الأحداث الهامة أيضًا مؤشرين لمديري المشتريات (PMI). هذه المؤشرات تعطي لمحة عن نشاط القطاعين الصناعي والخدمي، وهما محركان رئيسيان للاقتصاد. تُستخدم مؤشرات PMI كأحد المؤشرات الرائدة للتنبؤ باتجاهات النمو الاقتصادي المستقبلية.
تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
في الوقت نفسه، تتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مرة أخرى، وهو عامل آخر يضيف طبقة من التعقيد إلى المشهد الاقتصادي العالمي. تُعتبر العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم مصدرًا دائمًا للقلق للمستثمرين، حيث يمكن أن تؤثر الخلافات على سلاسل التوريد، تكاليف الإنتاج، ومعنويات الأعمال على نطاق واسع.
وفقًا للتقارير، صرحت بكين أنها ستتخذ “إجراءات قوية لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة” إذا أصرت الولايات المتحدة على “السير في طريقها الخاص ومواصلة تقويض مصالح الصين”. هذه التصريحات القوية تأتي في أعقاب تعليقات أدلى بها وزير الخزانة الأمريكي، بيسنت، خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ذكر أن الصين “تحتجز بعض المنتجات التي وافقت على الإفراج عنها خلال اتفاقنا”.
تشير هذه التعليقات المتبادلة إلى أن الخلافات التجارية لم تُحل بعد، وأن هناك نقاط احتكاك مستمرة قد تؤدي إلى فرض رسوم جمركية جديدة أو قيود أخرى على التجارة والاستثمار. في بيئة السوق المترابطة عالميًا، غالبًا ما تؤدي التوترات التجارية إلى زيادة النفور من المخاطرة، مما قد يدفع المستثمرين بعيدًا عن الأصول الأكثر تقلبًا مثل العملات المشفرة نحو الأصول الأكثر أمانًا.
أسواق العملات المشفرة في تراجع وتقلبات قادمة
في ظل هذه الخلفية من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، شهدت أسواق العملات المشفرة أسبوعًا صعبًا. فقدت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق العملات المشفرة حوالي 130 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي. هذا التراجع يعكس جزئيًا عمليات جني الأرباح، وجزئيًا القلق من العوامل الكلية التي تؤثر على الأسواق الأوسع.
التراجع الحاد في القيمة السوقية يشير إلى أن معنويات المستثمرين أصبحت أكثر حذرًا. وبينما قد يرى البعض هذا التراجع كفرصة للشراء، يرى آخرون أنه قد يكون مقدمة لمزيد من الانخفاضات إذا استمرت الضغوط الكلية أو تفاقمت التوترات التجارية. من المؤكد أن المزيد من التقلبات تلوح في الأفق مع اقتراب موعد إصدار البيانات الاقتصادية الرئيسية وتطورات التوترات التجارية.
أبرز الأحداث الاقتصادية المؤثرة هذا الأسبوع (2 – 6 يونيو)
يتضمن الجدول الزمني الاقتصادي للولايات المتحدة هذا الأسبوع مجموعة من التقارير والفعاليات التي يجب على مستثمري العملات المشفرة متابعتها عن كثب. كل نقطة بيانات تحمل القدرة على تحريك الأسواق بناءً على مدى مطابقتها أو اختلافها عن التوقعات.
الاثنين: مؤشر مديري المشتريات (PMI) لقطاع الصناعات التحويلية وخطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي
في نفس اليوم، يلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطابًا. سيتم تحليل هذا الخطاب عن كثب بحثًا عن أي تطور في تفكير البنك المركزي بشأن مرونة الاقتصاد، استمرار التضخم، واتجاه السياسة النقدية. قد يقدم باول تلميحات حول توقيت أو وتيرة أي تخفيضات محتملة لأسعار الفائدة، أو قد يؤكد على ضرورة الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. أي إشارة نحو سياسة نقدية أكثر تشددًا يُنظر إليها عمومًا على أنها سلبية للأصول الخطرة مثل العملات المشفرة، بينما قد تُفسر إشارات التخفيف على أنها إيجابية.
الثلاثاء: بيانات فرص العمل (JOLTS)
يوم الثلاثاء، يتم إصدار بيانات JOLTS Job Openings لشهر أبريل. هذا التقرير يوفر رؤية لعدد فرص العمل المتاحة في الاقتصاد الأمريكي. يُعتبر مؤشرًا رئيسيًا لقوة سوق العمل. عدد كبير من فرص العمل المفتوحة يشير إلى سوق عمل ضيق، حيث يواجه أصحاب العمل صعوبة في العثور على عمال، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأجور واستمرار الضغوط التضخمية. على العكس من ذلك، قد يشير انخفاض عدد فرص العمل إلى تباطؤ في سوق العمل. يمكن أن تؤثر نتائج هذا التقرير على توقعات التضخم وسياسة الاحتياطي الفيدرالي.
الأربعاء: تقرير التوظيف ADP ومؤشر مديري المشتريات (PMI) لقطاع الخدمات
يشهد يوم الأربعاء صدور تقريرين رئيسيين آخرين. الأول هو تقرير ADP للتوظيف غير الزراعي لشهر مايو. هذا التقرير يُقدم تقديرًا للتغير في عدد الوظائف في القطاع الخاص غير الزراعي. يُنظر إليه غالبًا كمؤشر مبكر لتقرير الوظائف الحكومي الأوسع الذي يصدر يوم الجمعة. أرقام ADP القوية تشير إلى نمو صحي في التوظيف، بينما تشير الأرقام الضعيفة إلى تباطؤ محتمل.
الخميس: بيانات طلبات إعانة البطالة الأولية
يوم الخميس، يتم إصدار بيانات طلبات إعانة البطالة الأولية. يقيس هذا التقرير عدد الأفراد الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانة البطالة لأول مرة خلال الأسبوع الماضي. يُعتبر هذا المؤشر مقياسًا فوريًا نسبيًا للصحة الأسبوعية لسوق العمل. ارتفاع مفاجئ في عدد الطلبات قد يشير إلى تدهور في سوق العمل وزيادة في تسريح العمال، بينما يشير انخفاض الطلبات إلى سوق عمل لا يزال قويًا.
الجمعة: تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP)
يُختتم الأسبوع بتقرير الوظائف غير الزراعية (Nonfarm Payrolls) لشهر مايو، والذي يُعد عادةً الإصدار الاقتصادي الأكثر أهمية وتأثيرًا في الأسبوع. هذا التقرير يوفر بيانات شاملة عن التوظيف، معدل البطالة، ومتوسط الأجور في القطاعات غير الزراعية. يُراقب الاحتياطي الفيدرالي هذا التقرير عن كثب لتقييم حالة سوق العمل، والذي يُعد أحد ركائز تفويضه المزدوج (التوظيف الأقصى واستقرار الأسعار). يمكن أن يؤدي أي انحراف كبير عن التوقعات في هذا التقرير إلى تحركات سعرية حادة في الأسواق المالية، بما في ذلك العملات المشفرة، حيث يعيد المستثمرون تقييم توقعاتهم بشأن مسار السياسة النقدية.
قائمة الأحداث الرئيسية هذا الأسبوع
إليك ملخص لأبرز الأحداث الاقتصادية التي يجب متابعتها هذا الأسبوع والتي قد تؤثر على أسواق العملات المشفرة:
- بيانات مؤشر مديري المشتريات (ISM Manufacturing PMI) لشهر مايو – الاثنين
- خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول – الاثنين
- بيانات فرص العمل (JOLTS) لشهر أبريل – الثلاثاء
- بيانات التوظيف غير الزراعي ADP لشهر مايو – الأربعاء
- بيانات طلبات إعانة البطالة الأولية – الخميس
- بيانات تقرير الوظائف (NFP) لشهر مايو – الجمعة
نظرة على سوق العملات المشفرة
صباح يوم الاثنين في آسيا، انخفضت القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة بشكل هامشي، لتستقر عند حوالي 3.4 تريليون دولار. ومع ذلك، كانت بعض الأصول تُظهر انتعاشًا طفيفًا من الخسائر التي تكبدتها الأسبوع الماضي، مما يشير إلى بعض محاولات الشراء عند مستويات الأسعار المنخفضة.
كانت عملة البيتكوين (BTC) قد ارتفعت من انخفاض دون مستوى 104,000 دولار الذي سجلته يوم الأحد، لتستعيد مستوى 105,800 دولار خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الاثنين. ومع ذلك، وجدت البيتكوين مقاومة عند هذا المستوى وبدأت في التراجع قليلاً وقت كتابة هذا التقرير. يشير هذا إلى أن مستوى 105,800 دولار يمثل حاجزًا نفسيًا وفنيًا مهمًا قد يتطلب زخمًا قويًا لكسره.
بالنسبة لعملة الإيثيريوم (ETH)، فقد تعافت لتستعيد مستوى 2,500 دولار، لكنها أيضًا واجهت مقاومة أعلى بقليل من هذا المستوى. كانت عملة الإيثيريوم تتداول في نطاق ضيق نسبيًا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مما يعكس حالة من التردد بين المشترين والبائعين عند هذه المستويات السعرية. اختراق هذا النطاق، سواء للأعلى أو للأسفل، قد يشير إلى الاتجاه المحتمل التالي للعملة.
كان أداء العملات البديلة (Altcoins) متباينًا. شهدت عملات مثل سولانا (Solana)، ترون (Tron)، هايبر ليكويد (Hyperliquid)، وسوي (Sui) مكاسب هامشية، مما يدل على أن هناك بعض الاهتمام الانتقائي ببعض المشاريع. في المقابل، كانت عملات أخرى مثل بيتكوين كاش (Bitcoin Cash) وليو (Leo) تتراجع، مما يسلط الضوء على الطبيعة غير المتجانسة لسوق العملات البديلة حيث يمكن للعوامل الخاصة بالمشروع أو المعنويات العامة تجاه فئات معينة من العملات أن تؤثر على الأداء.
بشكل عام، تشير هذه النظرة إلى السوق إلى أن حالة عدم اليقين لا تزال قائمة. بينما تُظهر بعض العملات علامات على التعافي، فإنها تواجه مستويات مقاومة رئيسية، وهناك نقص في الاتجاه الواضح لمعظم السوق. سيراقب المتداولون عن كثب كيفية تفاعل هذه الأصول مع الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية القادمة هذا الأسبوع.
إن حجم التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه العوامل الأربعة (بيانات العمل الأمريكية، خطاب الاحتياطي الفيدرالي، مؤشرات مديري المشتريات، والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين) على أسواق العملات المشفرة يعتمد على مدى قوة المفاجآت في البيانات، ونبرة تصريحات باول، ومدى تصاعد الخلافات التجارية. في بيئة عالية الترابط، يمكن لأي تطور كبير في أي من هذه الجبهات أن يرسل موجات صدمة عبر الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك سوق الأصول الرقمية.
يجب على مستثمري العملات المشفرة أن يظلوا على اطلاع دائم بهذه الأحداث وأن يأخذوا في الاعتبار كيف يمكن أن تؤثر على تقلبات السوق ومعنويات المستثمرين أثناء اتخاذ قراراتهم الاستثمارية هذا الأسبوع. إن فهم الصورة الكلية للاقتصاد الكلي والجيوسياسية أصبح أمرًا ضروريًا بشكل متزايد للملاحة في أسواق العملات المشفرة.
“`