ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

توقعات جو لوبين: استراتيجيات خزينة إيثيريوم ستعيد تشكيل نظرة وول ستريت




توقعات جو لوبين: استراتيجيات خزينة إيثيريوم ستعيد تشكيل نظرة وول ستريت

جو لوبين: استراتيجيات خزينة إيثيريوم ستعيد تشكيل نظرة وول ستريت

في عالم الأصول الرقمية وال المتطور باستمرار، تحتل إيثيريوم (Ethereum) مكانة محورية ك أساسية للعديد من التطبيقات والابتكارات الة. مع تزايد اهتمام المؤسسات المالية التقليدية بهذا القطاع، أصبح من الضروري فهم كيفية إدراك هذه المؤسسات لقيمة أصول مثل إيثيريوم. في هذا السياق، قدم جو لوبين، الشخصية البارزة والمؤسس المشارك لإيثيريوم وشركة Consensys الرائدة في تطوير البلوكتشين، رؤى قيمة حول الدور الذي يمكن أن تلعبه استراتيجيات الشركات في الاحتفاظ بإيثيريوم (ETH) في خزائنها.

أشار لوبين إلى أن تبني الشركات لاستراتيجيات الاحتفاظ بالعملة الرقمية إيثيريوم في خزائنها لن يكون مجرد قرار مالي داخلي، بل سيكون له تأثير كبير على كيفية فهم وتقدير مجتمع وول ستريت المالي لقيمة هذا الأصل الرقمي الحيوي. مع تزايد استخدام المؤسسات المالية الكبرى لتقنيات البلوكتشين ومعالجتها لحجم هائل من المعاملات اليومية (حوالي 24 مليون معاملة حسب الإشارة)، يصبح من الأهمية بمكان إيصال قصة إيثيريوم وقيمتها الحقيقية بطريقة يتردد صداها لدى اللاعبين الرئيسيين في الأسواق المالية التقليدية.

التركيز على الربحية: ما يهم وول ستريت

خلال مقابلة مع شبكة CNBC في 8 يوليو، تطرق لوبين إلى الاتجاه المتزايد للشركات التي تدرج إيثيريوم ضمن أصولها الاحتياطية أو ما يعرف بـ “خزينة الشركة”. رداً على الأسئلة المتعلقة بهذا الاتجاه، أوضح لوبين أن الأمر كله يتعلق بسرد قصة إيثيريوم بطريقة مقنعة وموجهة للجمهور المستهدف. وتساءل بلاغياً: “ما الذي يلفت انتباه وول ستريت؟ إنها تركز على القدرة على كسب المال”.

هذا التأكيد يسلط الضوء على الفجوة المحتملة في التواصل بين عالم التشفير سريع الابتكار وعالم ال التقليدي الذي يركز بشكل أساسي على العائد على ال وإدارة المخاطر والربحية. لكي يتم تبني إيثيريوم على نطاق واسع من قبل المؤسسات المالية الكبرى، يجب أن تكون القصة التي تروى عنها لا تتعلق فقط بالابتكار التكنولوجي أو الرؤية اللامركزية، بل يجب أن تبرز الجدوى الاقتصادية والفرص الربحية التي يمكن أن يوفرها الاحتفاظ بإيثيريوم أو البناء على شبكتها.

مقارنة السرد: مقابل إيثيريوم

قدم لوبين مقارنة مثيرة للاهتمام بين السرد القوي الذي يميز بيتكوين (Bitcoin) والموقع الذي تتخذه إيثيريوم والذي يركز على المستقبل. شرح أن بيتكوين تمتلك “عرض قيمة يمكن للناس فهمه والالتزام به”. هذا السرد غالبًا ما يتمحور حول كونها “الذهب الرقمي”، مخزن للقيمة، وأصل مقاوم للتضخم، وهو ما يسهل استيعابه من قبل المستثمرين التقليديين.

في المقابل، أمضت إيثيريوم العقد الماضي في بناء بنية تحتية قابلة للتوسع، وذلك تحسبًا لتحول نشاط الإنترنت بشكل متزايد نحو عالم Web3 اللامركزي. هذا التركيز على البنية التحتية والتطور المستمر قد يجعل سردها أكثر تعقيدًا وأقل فورية في الفهم مقارنة بالسرد الواضح لبيتكوين. ومع ذلك، يرى لوبين أن هذا الاستثمار في البنية التحتية هو الذي يضع إيثيريوم في موقع قوة للمرحلة القادمة من تطور الإنترنت.

وصف لوبين Web3 بأنه “اللامركزية الطبيعية للويب”، مؤكداً أن إيثيريوم أصبحت الآن تتمتع بمقومات رئيسية تجعلها جاهزة للتبني على نطاق واسع. هذه المقومات تشمل:

  • قابلية التوسع: مع التطورات الأخيرة مثل الانتقال إلى إثبات الحصة (Proof-of-Stake) والتطوير المستمر لتقنيات الطبقة الثانية (Layer 2)، أصبحت الشبكة قادرة على معالجة عدد أكبر بكثير من المعاملات.
  • القدرة على تحمل التكاليف: انخفضت رسوم المعاملات (Gas Fees) بشكل كبير مقارنة بفترات الذروة، مما يجعل التفاعل مع الشبكة متاحاً لجمهور أوسع.
  • الشرعية في الولايات المتحدة: مع التطورات التنظيمية الأخيرة، بما في ذلك عدم تصنيف إيثيريوم كـ “ورقة مالية” من قبل هيئات تنظيمية رئيسية مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، أصبحت مكانتها القانونية أكثر وضوحًا، مما يقلل من عدم اليقين للمؤسسات والشركات.

ومع ذلك، أضاف لوبين أن العقبات التنظيمية التي ظهرت في ظل رئاسة غاري جينسلر السابقة لهيئة الأوراق المالية والبورصات جعلت بناء وإصدار الرموز (Tokens) غير جذاب لل، مما أدى إلى تأخير التبني الأوسع نطاقاً من قبل المستهلكين والمؤسسات. يشير هذا إلى أن البيئة التنظيمية تلعب دوراً حاسماً في سرعة تبني التقنيات الجديدة، وأن الوضوح التنظيمي هو مفتاح إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لإيثيريوم وWeb3.

استراتيجيات الخزانة: الحل الناشئ

يرى لوبين أن استراتيجيات الشركات في الاحتفاظ بإيثيريوم في خزائنها تبرز كحل لمعالجة اختلال التوازن الحالي بين العرض والطلب في سوق إيثيريوم. مع تزايد عدد التطبيقات التي يتم بناؤها ونشرها على شبكة إيثيريوم، يزداد الطلب على ETH (اللازم لدفع رسوم المعاملات والمشاركة في الشبكة)، في حين أن آليات مثل الحرق (Burning) التي تحدث مع كل معاملة تقلل من العرض المتاح بشكل مستمر. عندما تبدأ الشركات في الاحتفاظ بكميات كبيرة من ETH في خزائنها، فإن ذلك يسحب جزءاً من العرض من التداول الحر، مما يمكن أن يساعد في استقرار ظروف السوق ودعم قيمة الأصل على المدى الطويل.

أكد لوبين أن الاحتفاظ بـ ETH في خزائن الشركات هو “نموذج عمل قوي” وسيكون حاسماً في تحقيق الاستقرار في السوق مع بناء المزيد والمزيد من التطبيقات على إيثيريوم. هذا يشير إلى تحول في النظرة إلى إيثيريوم ليس فقط كأصل للمضاربة، بل كأصل استراتيجي يمكن أن يخدم أغراضًا مالية وتشغيلية للشركات.

أمثلة على التبني المؤسسي

للت على هذا الاتجاه، أشار لوبين إلى شركة SharpLink Gaming كمثال بارز. وصفها بأنها أكبر شركة تحتفظ بإيثيريوم في خزانتها حتى الآن، مع ممتلكات تتجاوز 200,000 ETH. هذا الحجم الكبير من المقتنيات يمثل التزامًا قويًا من قبل الشركة تجاه إيثيريوم كجزء من استراتيجيتها المالية.

في حين أن شركات أخرى مثل Bitmain قد تبنت استراتيجيات مماثلة في الاحتفاظ بالأصول الرقمية، قال لوبين إن SharpLink Gaming “أحدثت أكبر ضجة” من خلال حجم مقتنياتها المعلن من إيثيريوم. يسلط هذا الضوء على أهمية الإعلان عن هذه الاستراتيجيات في إرسال إشارة قوية إلى السوق، بما في ذلك وول ستريت، حول جدية التبني المؤسسي لإيثيريوم.

اللامركزية: اتجاه المستقبل

يعتقد لوبين بقوة أن الاتجاه العالمي يتجه نحو اللامركزية. وفي هذا السياق، يرى أن إيثيريوم وبيتكوين في وضع جيد للاستفادة من هذا الاتجاه على المدى الطويل.

وفقاً للوبين:

“لأن اللامركزية هي اتجاه السفر للعالم. نحن نؤمن بأننا سنرى إيثير وبيتكوين يستمران في الارتفاع على مدى السنوات والعقود القادمة مع تحولنا النموذجي نحو المزيد والمزيد من اللامركزية.”

هذا التصريح يعكس رؤية لوبين طويلة الأمد لمستقبل يتم فيه توزيع السلطة والبيانات والمعاملات بشكل أكبر، بدلاً من التركيز في كيانات مركزية. في هذا المستقبل اللامركزي، ستلعب شبكات البلوكتشين مثل إيثيريوم وبيتكوين دورًا أساسيًا كبنية تحتية موثوقة وشفافة.

وأضاف لوبين أن فريقه في Consensys يقوم بالاستحواذ على عشرات الملايين من الات من إيثيريوم يوميًا عبر قنوات متعددة، ويخططون “للاستمرار على نفس المسار”. هذا يؤكد أن رؤية لوبين ليست مجرد نظرية، بل هي مبدأ توجيهي لاستراتيجيات الاستثمار والنمو الخاصة بشركته، مما يعزز مصداقية توقعاته حول أهمية إيثيريوم على المدى الطويل.

ترسيخ الأهمية في التمويل التقليدي

في ختام تصريحاته، لخص لوبين أن استراتيجيات الشركات في الاحتفاظ بإيثيريوم في خزائنها ستلعب دورًا محوريًا في ترسيخ أهمية إيثيريوم في عالم التمويل التقليدي. ومع تحول شبكة البلوكتشين من مرحلة بناء البنية التحتية إلى مرحلة النشر الجماعي للتطبيقات اللامركزية (dApps)، ستزداد الحاجة إلى إيثيريوم كوقود لهذه التطبيقات وكأصل يتم الاحتفاظ به من قبل الكيانات التي تعتمد عليها.

يشمل هذا التحول من التركيز على التكنولوجيا الأساسية إلى التركيز على حالات الاستخدام العملي والتطبيقات التي تقدم قيمة حقيقية للمستخدمين والمؤسسات. عندما ترى المؤسسات المالية وغيرها من الشركات أن إيثيريوم لا تزال قيد التطوير فحسب، بل هي منصة حية ومزدهرة تدعم مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، فإن نظرتها إليها ستتغير بشكل طبيعي.

تعد استراتيجيات الخزانة طريقة ملموسة للشركات لإظهار ثقتها في إيثيريوم كأصل وقيمة مستقبلية. عندما تبدأ المزيد من الشركات المعروفة، لا سيما تلك المدرجة في البورصات أو التي تتمتع بسمعة قوية في قطاعاتها، في الكشف عن مقتنياتها من إيثيريوم، فإن ذلك يرسل إشارة قوية إلى المستثمرين والمحللين في وول ستريت. هذه الإشارة لا تتعلق فقط بالاعتراف بإيثيريوم كفئة أصول، بل الاعتراف بها كأصل استراتيجي يمكن أن يعزز القيمة على المدى الطويل ويدعم نموذج الأعمال.

علاوة على ذلك، يمكن لهذه الاستراتيجيات أن تفتح الباب أمام تطوير منتجات وخدمات مالية جديدة تستند إلى إيثيريوم، مثل القروض المدعومة بإيثيريوم، أو أدوات إدارة المخاطر، أو حتى المشتقات المالية المرتبطة بإيثيريوم. كل هذه التطورات ستزيد من اندماج إيثيريوم في النظام البيئي المالي الأوسع.

في النهاية، فإن رؤية جو لوبين تشير إلى أن الجسر بين عالم التشفير وول ستريت لن يتم بناؤه فقط من خلال الابتكار التكنولوجي، بل أيضًا من خلال القرارات المالية الاستراتيجية التي تتخذها الشركات. من خلال تبني إيثيريوم كجزء من استراتيجيات خزائنها، تساعد الشركات في إيصال قصة إيثيريوم بطريقة يفهمها وول ستريت ويهتم بها: قصة القيمة والربحية والنمو المستقبلي في عالم يتجه نحو اللامركزية.

مع استمرار تطور إيثيريوم ونمو نظامها البيئي، وتزايد الوضوح التنظيمي، وتزايد اهتمام المؤسسات، من المرجح أن نشهد تزايدًا في تبني استراتيجيات خزينة ETH، مما يعزز مكانة إيثيريوم كأصل رقمي رئيسي في المشهد المالي العالمي.

“`

مواضيع مشابهة