ektsadna.com
العملات الرقمية الرائدة

كارولينا الشمالية تقر تشريعاً لدمج البيتكوين في صندوق تقاعدها البالغ 127 مليار دولار

“`html




كارولينا الشمالية تفتح الباب أمام البيتكوين لصندوق تقاعدها الضخم

خطوة تاريخية: كارولينا الشمالية تقر تشريعاً لدمج ال في صندوق تقاعد بقيمة 127 مليار

في تطور لافت قد يعيد تشكيل مستقبل الات الحكومية في الأصول الرقمية، وافق مجلس نواب ولاية كارولينا الشمالية مؤخراً على مشروعي قانونين هامين يهدفان إلى إحداث تحول جذري في إدارة صندوق التقاعد بالولاية. تفتح هذه التشريعات الباب أمام استراتيجية استثمارية حديثة تتضمن العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين (BTC)، في محاولة لمعالجة عجز كبير في النظام وتعزيز عوائد الاستثمار.

تأتي هذه الخطوة الجريئة في وقت حرج، حيث يواجه نظام التقاعد في كارولينا الشمالية عجزاً يقدر بنحو 16 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط متزايد لتحسين أداء الصندوق الاستثماري مقارنة بصناديق التقاعد في ولايات أخرى، والتي بدأت بعضها بالفعل في استكشاف فئات أصول بديلة لتحقيق عوائد أعلى. يمثل هذا القرار تحولاً محتملاً في كيفية نظر المؤسسات الحكومية التقليدية إلى فئة الأصول الرقمية الناشئة والمتقلبة.

لماذا الآن؟ الدوافع وراء التحول نحو العملات المشفرة

الدافع الأساسي وراء هذه المبادرة التشريعية هو الوضع المالي لنظام التقاعد في الولاية. العجز البالغ 16 مليار دولار يشكل تحدياً كبيراً يتطلب حلولاً مبتكرة لضمان الوفاء بالالتزامات المستقبلية تجاه الموظفين والمتقاعدين في الولاية. يرى المؤيدون أن الاعتماد على الاستراتيجيات الاستثمارية التقليدية وحدها قد لا يكون كافياً لسد هذه الفجوة وتحقيق النمو المطلوب، خاصة في بيئة اقتصادية تتسم بالتغير المستمر وظهور فرص استثمارية جديدة.

علاوة على ذلك، هناك رغبة واضحة في “تحديث” النهج الاستثماري للصندوق. أمين خزانة الولاية المنتخب حديثاً، براد براينر، وهو جمهوري، أعرب صراحة عن نيته تبني استراتيجيات أكثر حداثة مقارنة بسلفه المحافظ، ديل فوليويل. يعتقد براينر وفريقه أن التنويع المدروس ليشمل أصولاً رقمية مثل البيتكوين يمكن أن يعزز أداء المحفظة الإجمالي على المدى الطويل، حتى مع الاعتراف بالمخاطر المرتبطة بها.

كما أن المقارنات مع صناديق التقاعد الأخرى في الولايات المتحدة تلعب دوراً. عندما ترى ولايات أخرى تحقق عوائد أفضل، يصبح من الضروري إعادة تقييم الاستراتيجيات الحالية والبحث عن طرق لتحسين الأداء. يجادل المؤيدون بأن تجاهل فئة أصول ناشئة مثل العملات المشفرة، والتي شهدت نمواً كبيراً واهتماماً متزايداً من المستثمرين المؤسسيين، قد يكون بمثابة فرصة ضائعة.

هيئة استثمار جديدة لإدارة المحفظة الضخمة (مشروع قانون 506)

يقترح مشروع القانون رقم 506 (House Bill 506) إنشاء هيئة جديدة مكونة من خمسة أعضاء تحت اسم “هيئة استثمار كارولينا الشمالية” (North Carolina Investment Authority). ستتولى هذه الهيئة مسؤولية الإشراف على المحفظة الاستثمارية الضخمة للولاية، والتي تبلغ قيمتها حالياً حوالي 127 مليار دولار. يمثل هذا تغييراً هيكلياً هاماً في إدارة أصول الولاية.

سيضم مجلس إدارة الهيئة الجديدة كلاً من:

  • أمين خزانة الولاية (State Treasurer)، الذي يحتفظ حالياً بالسلطة النهائية على استثمارات الولاية.
  • أربعة أعضاء آخرين يتم تعيينهم.

عملية التعيين ستتم بواسطة قادة رئيسيين في الولاية، بما في ذلك رئيس مجلس النواب (Speaker of the House)، والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ (Senate President Pro Tem)، وحاكم الولاية (Governor). لضمان مستوى عالٍ من الكفاءة، يشترط التشريع أن يتمتع كل معين بخبرة كبيرة ومثبتة في مجال الاستثمارات، مع ما لا يقل عن عشر سنوات من الخبرة الإدارية الناجحة في إدارة صناديق التقاعد أو الأوقاف أو المجالات المماثلة. يهدف هذا الشرط إلى ضمان أن القرارات الاستثمارية، خاصة تلك المتعلقة بالأصول الجديدة مثل العملات المشفرة، تستند إلى خبرة عميقة وفهم شامل للأسواق المالية.

ستمنح هذه الهيئة الجديدة صلاحيات أوسع في تحديد استراتيجية الاستثمار وتخصيص الأصول، مما يتيح مرونة أكبر للاستجابة لظروف السوق المتغيرة والاستفادة من الفرص الاستثمارية الجديدة، بما في ذلك تلك الموجودة في عالم الأصول الرقمية.

تخصيص نسبة تصل إلى 5% للبيتكوين والعملات المشفرة (مشروع قانون 92)

بالتزامن مع إعادة الهيكلة المقترحة، يسمح مشروع القانون رقم 92 (House Bill 92) لهيئة الاستثمار الجديدة بتخصيص ما يصل إلى 5% من إجمالي محفظة الولاية للاستثمار في العملات المشفرة والبيتكوين. هذا البند هو الذي أثار القدر الأكبر من النقاش والاهتمام، نظراً لطبيعة هذه الأصول.

من المهم ملاحظة أن التشريع يضع قيوداً محددة على كيفية تنفيذ هذه الاستثمارات. فهو مصمم للحد من الاستثمارات لتكون في “معادلات صناديق الاستثمار المشتركة” (mutual fund equivalents) للعملات المشفرة، بدلاً من السماح بالشراء المباشر لعملات رقمية محددة. هذا يعني أن الصندوق لن يشتري ويحتفظ بعملة البيتكوين مباشرة في محفظة رقمية، بل سيستثمر على الأرجح في منتجات استثمارية منظمة، مثل الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) للبيتكوين التي تم إطلاقها مؤخراً أو أدوات استثمارية مماثلة توفر تعرضاً ل المشفرة بطريقة أكثر تنظيماً وأقل تعقيداً من الناحية التشغيلية.

يهدف هذا النهج الحذر إلى التخفيف من بعض المخاطر المرتبطة بالاستثمار المباشر، مثل قضايا الحفظ والأمان والتقلبات الحادة في الأسعار. ومع ذلك، فإنه لا يزال يمثل خطوة مهمة نحو دمج هذه الفئة من الأصول في محفظة استثمارية حكومية كبيرة. يعتقد مؤيدو هذا البند أن تخصيص نسبة صغيرة ومدروسة (تصل إلى 5%) يمكن أن يعزز التنويع ويوفر إمكانية تحقيق عوائد أعلى دون تعريض المحفظة بأكملها لمخاطر مفرطة.

دعم وتأييد: رؤية نحو التحديث والتنويع

يحظى التشريع بدعم شخصيات رئيسية، أبرزهم أمين خزانة الولاية براد براينر. يرى براينر أن تنويع الاستثمارات لتشمل العملات المشفرة يمثل استراتيجية استباقية ضرورية لتحسين أداء الصندوق على المدى الطويل. يتماشى هذا مع رغبته المعلنة في تحديث نهج الاستثمار المتبع.

ردد النائب كيث كيدويل (جمهوري من مقاطعة بوفورت) هذا الشعور، مؤكداً على أهمية التنويع في الاستراتيجيات الاستثمارية. قال كيدويل: “نحن بحاجة إلى توزيع التخصيص”، مشيراً إلى أن الاعتماد المفرط على فئات الأصول التقليدية قد لا يكون الأمثل في المشهد المالي الحالي. يُنظر إلى مشروعي القانونين كخطوة نحو الاستفادة من فرص الأسواق الناشئة لتحقيق مصلحة موظفي الولاية والمتقاعدين.

كما أبدى حاكم الولاية، جوش ستاين، دعمه لمشروعي القانونين، مؤيداً توسيع سلطة أمين الخزانة (من خلال الهيئة الجديدة) على استثمارات الولاية. يشير هذا الدعم من السلطة التنفيذية إلى وجود توافق معين على الحاجة إلى التغيير والتحديث في إدارة أصول التقاعد.

مخاوف وانتقادات: التركيز على مخاطر التقلب

على الرغم من الدعم، لم تمر هذه الإجراءات دون انتقادات، خاصة من بعض المشرعين الديمقراطيين الذين حذروا من المخاطر الكامنة المرتبطة بتقلبات أسعار العملات المشفرة. عبرت النائبة ماريا سيرفانيا (ديمقراطية من مقاطعة ويك) عن تحفظاتها قائلة: “لا يزال لدي الكثير من الأسئلة حول هذه الاستراتيجية الاستثمارية ومستوى الالتزام الذي نقدمه لها.”

تتركز المخاوف بشكل أساسي حول التقلبات العالية المعروفة في سوق العملات المشفرة. يجادل المنتقدون بأن تعريض أموال التقاعد، التي تمثل أمن المتقاعدين المالي، لمثل هذه الأصول المتقلبة قد يكون محفوفاً بالمخاطر. وقد أدت هذه المخاوف إلى دعوات لاتباع نهج أكثر حذراً عند دمج هذه الاستثمارات في صندوق التقاعد، حتى مع وجود سقف 5% واستخدام أدوات استثمارية غير مباشرة.

أثارت التشريعات ردود فعل متباينة خارج الجمعية العامة أيضاً. أعرب ممثلون عن جمعية موظفي ولاية كارولينا الشمالية (State Employees Association of North Carolina) عن معارضتهم، مسلطين الضوء على المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها معاش تقاعد موظفي الدولة. يخشى هؤلاء الممثلون من أن الخسائر المحتملة في استثمارات العملات المشفرة قد تؤثر سلباً على قدرة الصندوق على الوفاء بالتزاماته تجاه المستفيدين.

يمثل هذا الانقسام في الآراء تحدياً سياسياً وتنظيمياً. فبينما يرى المؤيدون فرصة للتحديث وتحسين العائدات، يرى المعارضون مخاطر غير مبررة على أموال المتقاعدين. يعكس هذا الجدل النقاش الأوسع الدائر عالمياً حول دور العملات المشفرة في المحافظ الاستثمارية المؤسسية.

المسار التشريعي والمستقبل

بعد مناقشات مكثفة، تم تمرير مشروعي القانونين في مجلس نواب كارولينا الشمالية. حصل مشروع قانون 506 (إنشاء هيئة الاستثمار) على موافقة ساحقة بأغلبية 110 أصوات مقابل 3 أصوات معارضة، مما يشير إلى توافق واسع حول الحاجة إلى إعادة هيكلة إدارة الاستثمار.

أما مشروع قانون 92 (السماح بالاستثمار في العملات المشفرة)، فقد مر بتصويت أكثر انقساماً، حيث تمت الموافقة عليه بأغلبية 71 صوتاً مقابل 44 صوتاً معارضاً. يعكس هذا التصويت الجدل القائم حول إدراج الأصول الرقمية في محفظة التقاعد.

مع إقرارهما في مجلس النواب، ينتقل كلا مشروعي القانونين الآن إلى مجلس الشيوخ في الولاية لمزيد من الدراسة والمداولة والتصويت المحتمل. ستكون نتيجة النقاش في مجلس الشيوخ حاسمة لتحديد ما إذا كانت كارولينا الشمالية ستصبح بالفعل واحدة من الولايات الرائدة في تبني استثمارات العملات المشفرة لصناديق التقاعد الحكومية.

إذا تم إقرار القانونين في نهاية المطاف، فسيمثل ذلك علامة فارقة ليس فقط لكارولينا الشمالية، بل قد يشجع ولايات أخرى ومؤسسات استثمارية كبيرة على إعادة النظر في سياساتها تجاه الأصول الرقمية. سيتطلب التنفيذ الناجح لهذه الاستراتيجية خبرة كبيرة، وإدارة حذرة للمخاطر، ومراقبة مستمرة للسوق المتقلب للعملات المشفرة.

في الختام، تقف كارولينا الشمالية على أعتاب تغيير محتمل في استراتيجيتها الاستثمارية لصندوق التقاعد، مدفوعة بالحاجة إلى معالجة العجز المالي والسعي لتحقيق عوائد أفضل. وبينما يرى المؤيدون في دمج البيتكوين والعملات المشفرة فرصة للتحديث والتنويع، يظل القلق بشأن المخاطر قائماً. ستكون الأشهر القادمة حاسمة لمستقبل هذا التشريع وتأثيره المحتمل على المشهد الاستثماري للأصول الرقمية في القطاع العام.

الصورة المميزة من DALL-E، الرسم البياني من TradingView.com.

“`

مواضيع مشابهة