ektsadna.com
أخبار عامةالأخبار المتعلقة بالبلوكتشينالاقتصاد والتمويلالبلوكتشين

تأجيل SEC لقرارات صناديق العملات المشفرة المتداولة: إطار تنظيمي جديد قادم




تأجيل قرارات هيئة الأوراق المالية والبورصات بشأن صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة: نظرة على استراتيجية الموافقة الجديدة








تأجيل قرارات هيئة الأوراق المالية والبورصات بشأن صناديق ال المتداولة للعملات المشفرة وسط جهود لتبسيط عملية الموافقة

شهدت المشفرة مؤخرًا تطورًا مهمًا أثر على مسار صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المرتبطة بالأصول الرقمية. ففي 18 أغسطس، أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) عن تأجيل قراراتها بشأن تسعة طلبات لإنشاء صناديق استثمار متداولة للعملات المشفرة. هذا التأجيل، الذي يطال مجموعة واسعة من الأصول الرقمية بما في ذلك ال، XRP، ال، والدوجكوين، يعكس على الأرجح سعي الهيئة الحثيث لوضع إطار تنظيمي شامل وموحد للأصول الرقمية، بدلاً من التعامل مع كل طلب على حدة. يمثل هذا النهج الجديد تحولًا استراتيجيًا قد يعيد تشكيل مستقبل تنظيم الأصول المشفرة في الولايات المتحدة.

صناديق الاستثمار المتداولة المتأثرة بالتأجيل

لم يكن هذا التأجيل عشوائيًا، بل استهدف مجموعة محددة من طلبات صناديق الاستثمار المتداولة التي كانت قيد المراجعة. وشملت هذه التأجيلات طلبات مهمة من شركات بارزة في مجال إدارة الأصول والاستثمار في العملات الرقمية. القائمة المتأثرة تعطينا لمحة عن تنوع الأصول المشفرة التي تسعى لاكتساب الشرعية التنظيمية من خلال صناديق الاستثمار المتداولة:

  • صندوق Truth’s للبيتكوين والإيثريوم الفوري (Spot Bitcoin and Ethereum ETF)، والذي يهدف إلى تتبع سعر هذه العملات مباشرة.
  • صندوق CoinShares لللايتكوين الفوري (Spot Litecoin ETF)، مما يعكس الاهتمام المتزايد ب.
  • العديد من طلبات صناديق XRP المتداولة من شركات متعددة مثل 21Shares، وCoinShares، وBitwise، وCanary، وGrayscale، مما يؤكد على الأهمية التي توليها السوق لهذه العملة بعد تسوية قضاياها القانونية.
  • اقتراح 21Shares المتعلق بـ “التخزين” (staking proposal) لصندوقها الفوري للإيثريوم، وهو ما يضيف بعدًا جديدًا للابتكارات في صناديق العملات المشفرة.
  • طلب Grayscale لصندوق الدوجكوين الفوري (Spot Dogecoin ETF)، مما يسلط الضوء على تزايد الاهتمام حتى بالعملات المشفرة التي بدأت كمزحة.

تجدر الإشارة إلى أن جميع المنتجات المتأخرة، باستثناء طلب Truth، لها مواعيد نهائية قادمة للمراجعة النهائية في شهر أكتوبر. هذا يشير إلى أن الهيئة قد تكون بصدد إنهاء عملها على الإطار التنظيمي بحلول ذلك الوقت، أو على الأقل تقديم بعض الوضوح بشأن مسار هذه الطلبات.

استراتيجية الإطار التنظيمي: أولوية قصوى

لم يأتِ هذا التأجيل مفاجئًا تمامًا للمحللين المتابعين عن كثب لسوق الأصول الرقمية. ففي يوليو الماضي، أشار محللا صناديق الاستثمار المتداولة في بلومبرج، إريك بالشوناس (Eric Balchunas) وجيمس سيفارت (James Seyffart)، إلى أن هذه التأجيلات تعكس استراتيجية هيئة الأوراق المالية والبورصات لوضع معايير موافقة واضحة قبل إعطاء الضوء الأخضر للطلبات الفردية. هذه الرؤية تقدم تفسيرًا منطقيًا لسلوك الهيئة وتوجهاتها المستقبلية.

صرح سيفارت بأن هذا “قد يكون طريقة هيئة الأوراق المالية والبورصات لإعاقة تحول هذه الأمور إلى صناديق استثمار متداولة قبل تطوير إطار عمل لصناديق الاستثمار المتداولة للأصول الرقمية”. وأضاف أن هذا الإطار من شأنه أن ينشئ “نوعًا من معايير الإدراج العامة لما هي الأصول الرقمية المسموح بها في غلاف صندوق استثمار متداول، وما هي المعايير التي سيستخدمونها”. هذا التصريح يكشف عن رغبة الهيئة في الانتقال من نظام المراجعة القائم على كل حالة على حدة إلى نظام أكثر شمولاً وتوحيدًا.

يهدف النهج المذكور إلى استبدال عملية المراجعة الحالية، والتي تتطلب من كل صندوق استثمار متداول للعملات المشفرة الحصول على أمر من اللجنة قبل الإدراج. هذه العملية الفردية ليست فقط مستهلكة للوقت والموارد، ولكنها أيضًا تفتقر إلى الاتساق والشفافية. إن التوصل إلى إطار عمل واضح سيوفر للمتقدمين خارطة طريق محددة، ويقلل من عدم اليقين، ويسرع من عملية الموافقات في المستقبل.

تفيد التقارير بأن هيئة الأوراق المالية والبورصات تتعاون مع البورصات الأمريكية منذ يوليو الماضي لوضع معايير إدراج عامة لصناديق الاستثمار المتداولة القائمة على الرموز الرقمية. هذه المعايير ستقضي على الحاجة إلى طلبات تغيير القواعد الفردية، مما يمثل قفزة نوعية نحو تبسيط الإجراءات التنظيمية.

النهج العام: تبسيط الإجراءات ووضوح القواعد

النظام المقترح من شأنه أن يسمح لمروجي صناديق الاستثمار المتداولة بتجاوز عملية Form 19b-4 التقليدية، وهي عملية معقدة وطويلة تتطلب تغييرًا في القواعد لكل منتج جديد، عندما تفي الرموز الرقمية الأساسية بمعايير محددة مسبقًا. هذا التغيير ليس مجرد تعديل إجرائي، بل هو تحول جوهري في فلسفة الهيئة التنظيمية تجاه الأصول الرقمية.

كيف سيعمل الإطار المقترح؟

بموجب الإطار المقترح، سيقوم المروجون بتقديم بيانات التسجيل على Form S-1، وهي وثيقة قياسية لتقديم الشركات لأسهمها في السوق. بعد ذلك، سيتبعون فترات مراجعة قياسية تبلغ 75 يومًا، وسيتم إدراج المنتجات بمجرد انتهاء فترات الانتظار. هذا التبسيط يعني أن عملية الموافقة ستكون أقرب إلى ما يحدث مع أنواع أخرى من صناديق الاستثمار المتداولة، مما يضفي عليها طابعًا أكثر تقليدية ويسهل فهمها على المستثمرين والمؤسسات على حد سواء.

من بين المقاييس قيد المناقشة لتحديد ما إذا كانت العملة الرقمية تستوفي المعايير المحددة مسبقًا، تبرز ثلاث نقاط رئيسية:

  1. القيمة السوقية (Market Capitalization): تشير إلى الحجم الإجمالي للعملة في السوق، وهي مؤشر على مدى رسوخها وقبولها. العملات ذات القيمة السوقية العالية غالبًا ما تكون أكثر استقرارًا وأقل عرضة للتلاعب.
  2. حجم التداول في البورصات (On-exchange Trading Volume): يعكس مستوى النشاط والسيولة للعملة في . الحجم الكبير يشير إلى سوق صحي ونشط حيث يمكن للمستثمرين الشراء والبيع بسهولة دون التأثير بشكل كبير على السعر.
  3. السيولة اليومية (Daily Liquidity): تحدد مدى سهولة تحويل الأصل إلى نقد دون خسارة كبيرة في القيمة. السيولة العالية ضرورية لضمان استقرار سعر الصندوق المتداول وقدرته على تلبية عمليات الاسترداد.

إن تحديد هذه المعايير مسبقًا سيمنح المطورين والمستثمرين وضوحًا غير مسبوق حول ما هو مقبول لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات، مما سيسرع من الابتكار ويقلل من الحاجة إلى التكهنات بشأن الموافقات المستقبلية.

آراء الخبراء حول النهج العام

وصف جيمس سيفارت نهج المعيار العام بأنه “أخبار جيدة جدًا لمساحة صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة”، بحجة أنه سيقدم “قواعد طريق واضحة”. هذا الوضوح طال انتظاره في سوق العملات المشفرة، التي غالبًا ما وصفت بأنها “الغرب المتوحش” بسبب نقص التنظيم الواضح. إن وجود قواعد محددة سيعزز الثقة في السوق ويجذب المزيد من الاستثمارات المؤسسية.

كما وصف إريك بالشوناس المفهوم بأنه “ما يريده الجميع، وما هو منطقي، وما نعتقد أنه سيحدث”. هذا التوافق بين رؤية الهيئة و السوق يعكس نضجًا متزايدًا في التعامل مع الأصول الرقمية. إن هيئة الأوراق المالية والبورصات تسعى جاهدة لإنشاء بيئة تنظيمية تسمح بالابتكار مع حماية المستثمرين والحفاظ على استقرار السوق.

نتيجة لذلك، من المرجح أن تبدأ الموافقات على صناديق الاستثمار المتداولة المتعلقة بالعملات البديلة (altcoin) في أكتوبر، مما يشير إلى أن الهيئة قد تكون مستعدة لمنح المزيد من الموافقات بمجرد وضع إطار العمل الجديد. هذا التوقع يعطي أملاً للمستثمرين والمطورين الذين يتطلعون إلى المزيد من المنتجات الاستثمارية في الفضاء الرقمي.

الآثار المستقبلية لسوق العملات المشفرة

إن الخطوة التي اتخذتها هيئة الأوراق المالية والبورصات، رغم أنها تأجيل في المدى القصير، تحمل في طياتها وعودًا كبيرة للمستقبل. إن الانتقال إلى إطار عمل تنظيمي شامل وواضح سيكون له آثار إيجابية بعيدة المدى على سوق العملات المشفرة بأكمله. يمكننا أن نتوقع:

  • زيادة الثقة المؤسسية: ستشعر المؤسسات الكبيرة والمستثمرون التقليديون براحة أكبر في دخول سوق العملات المشفرة عندما تكون هناك قواعد واضحة وموحدة، مما قد يؤدي إلى تدفق رؤوس أموال ضخمة.
  • نمو الابتكار المنظم: بدلاً من تقييد الابتكار، فإن الوضوح التنظيمي قد يشجعه من خلال توفير بيئة يمكن للمطورين والمؤسسات فيها بناء منتجات جديدة بثقة أكبر في امتثالها للقوانين.
  • حماية أفضل للمستثمرين: الغرض الأساسي من هيئة الأوراق المالية والبورصات هو حماية المستثمرين. الإطار الجديد سيضمن أن صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة تلتزم بمعايير صارمة للشفافية والإفصاح، مما يقلل من مخاطر الاحتيال والتلاعب.
  • كفاءة السوق: ستقلل عملية الموافقة المبسطة من الحواجز البيروقراطية، مما يجعل عملية إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة أسرع وأكثر كفاءة، وهو ما يعود بالنفع على كل من المصدرين والمستثمرين.

الخاتمة

يعد تأجيل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية للقرارات المتعلقة بصناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة بمثابة مؤشر واضح على توجه الهيئة نحو تأسيس بيئة تنظيمية أكثر نضجًا وتحديدًا. فبدلاً من الاندفاع في الموافقة على المنتجات الفردية، تفضل الهيئة بناء أساس متين من القواعد والمعايير التي ستخدم الصناعة على المدى الطويل. على الرغم من أن التأجيلات قد تثير بعض القلق على المدى القصير، إلا أنها في الواقع تمهد الطريق لنمو مستدام ومنظم لسوق العملات المشفرة، مما يعزز الثقة ويفتح الأبواب أمام مشاركة أوسع من المستثمرين. إن التركيز على إطار عمل شامل هو خطوة إيجابية نحو دمج الأصول الرقمية في النظام المالي التقليدي بطريقة مسؤولة وآمنة.

“`

مواضيع مشابهة