ektsadna.com
ان اف تي

تأثير البلوك تشين على مستقبل الذكاء الاصطناعي: رؤية Andreessen Horowitz

“`html




تأثير البلوك تشين على مستقبل الذكاء الاصطناعي: رؤية Andreessen Horowitz

تأثير البلوك تشين على مستقبل الذكاء الاصطناعي: رؤية Andreessen Horowitz

في عالم التكنولوجيا المتطور باستمرار، يتقاطع مجالان يثيران اهتمامًا واسعًا: الذكاء الاصطناعي () والبلوك تشين (Blockchain). وبينما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه محرك الابتكار المستقبلي في مختلف الصناعات، يُعتبر البلوك تشين حجر الزاوية للثقة والشفافية والة. مؤخرًا، سلطت شركة ال البارزة Andreessen Horowitz (المعروفة أيضًا باسم a16z)، من خلال ذراعها المتخصص في العملات المشفرة، الضوء على الكيفية التي يمكن بها للجمع بين هاتين التقنيتين تشكيل مستقبل يعود فيه التحكم والملكية للمستخدمين، مع تعزيز معايير مفتوحة ونماذج ابتكار جديدة.

وفقًا ل صادر عن a16z في 11 يونيو، يمكن للبلوك تشين أن يوجه الذكاء الاصطناعي نحو نموذج يركز على ملكية المستخدم والمعايير المفتوحة. يشير التقرير إلى أن التحديات الحالية المتعلقة بالملكية الفكرية، والخصوصية، والتحكم في البيانات، وحتى بنية الإنترنت نفسها، يمكن معالجتها بشكل فعال من خلال دمج المبادئ والتقنيات اللامركزية التي يوفرها البلوك تشين. هذه الرؤية لا تقتصر على مجرد استخدام البلوك تشين كقاعدة بيانات، بل تتعمق في إعادة تعريف العلاقة بين المستخدمين وأنظمة الذكاء الاصطناعي والمنصات التي تستضيفها.

يؤكد التقرير على الحاجة إلى نقل “السياق الأساسي” و”جوازات سفر الوكيل” (agent passports) إلى محافظ التخزين الذاتي (self-custodial wallets). ببساطة، بدلاً من تخزين تفضيلات المستخدم وبياناته وسجل تفاعلاته مع نماذج الذكاء الاصطناعي على خوادم مركزية تملكها الشركات، يمكن لهذه المعلومات الحيوية أن تُحفظ في محافظ رقمية يسيطر عليها المستخدم بالكامل. يتيح هذا النهج لأي واجهة نموذج لغوي كبير (LLM) الوصول الفوري إلى هذه التفضيلات والسياقات بمجرد منح الإذن، مما يلغي الحاجة إلى التدريب المتكرر للنموذج على بيانات المستخدم في كل مرة يتم فيها التفاعل مع واجهة جديدة أو خدمة مختلفة. هذا يعزز تجربة المستخدم ويقلل من الاعتماد على كيانات مركزية.

علاوة على ذلك، يقترح التقرير طبقة هوية قائمة على السلسلة (chain-based identity layer). هذه الطبقة تسمح لوكلاء الذكاء الاصطناعي (AI agents) بحمل سجلات قابلة للتحقق لمالكيها، وقدراتهم، وتفاصيل الدفع عبر مختلف المنصات مثل البريد الإلكتروني، سلاك (Slack)، وغيرها. هذا يعني أن وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بك يمكن أن ينتقل معك عبر تطبيقات وخدمات مختلفة، محتفظًا بهويته وقدراته وتاريخه بشكل آمن ولامركزي. هذه القدرة على التنقل الهوياتي تفتح الباب أمام تفاعلات أكثر سلاسة وتكاملًا بين المستخدمين ووكلاء الذكاء الاصطناعي عبر الويب اللامركزي.

في سياق تزايد انتشار النماذج التوليدية (generative models) وظهور البوتات التي يصعب تمييزها عن البشر، يشير التقرير أيضًا إلى أهمية أنظمة “إثبات الشخصية” (proof-of-personhood). يمكن لهذه الأنظمة، مثل “World ID” التابع لـ “World Chain”، أن تساعد في فحص وتمييز المستخدمين البشريين عن البوتات الآلية. هذا أمر حيوي للحفاظ على سلامة وصدق التفاعلات في المساحات الرقمية التي أصبحت تعج بالمحتوى والتفاعلات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. ضمان أن المستخدمين هم بشر حقيقيون يمكن أن يساهم في بناء بيئات رقمية أكثر موثوقية وأقل عرضة للتلاعب أو البريد العشوائي على نطاق واسع.

الحوسبة وخطوط الدفع: بنية تحتية لامركزية وتدفقات دقيقة

لا تقتصر رؤية Andreessen Horowitz على الهوية والملكية فقط، بل تمتد لتشمل البنية التحتية للحوسبة وأنظمة الدفع. في مجال الحوسبة، يروج التقرير لشبكات البنية التحتية المادية اللامركزية (DePIN – Decentralized Physical Infrastructure networks). هذه الشبكات تجمع بين وحدات معالجة الرسومات (GPUs) والطاقة غير المستغلة، وتحول أجهزة الكمبيوتر المخصصة لل وقدرة مراكز البيانات الاحتياطية إلى أسواق لا تتطلب إذنًا. هذا يقلل من الاعتماد على عدد قليل من مقدمي الخدمات السحابية الكبار، مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل، مما يعزز المرونة ويخفض التكاليف ويزيد من مقاومة الرقابة.

بالإضافة إلى ذلك، يطرح التقرير فكرة “طبقات التزامن على السلسلة” (on-chain synchrony layers). يمكن لهذه الطبقات أن تساعد في الحفاظ على توافق قواعد الأكواد البرمجية المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. يمكن للمطورين تغليف المعايير المشتركة في بروتوكولات مرمزة، وكسب مكافآت تلقائية مقابل تصحيح الثغرات الأمنية، وكل تطبيق متصل سيرث الإصلاحات دون الحاجة إلى تحديثات يدوية معقدة ومستهلكة للوقت. هذا النموذج التعاوني والمحفز يمكن أن يسرع من وتيرة الابتكار ويحسن من أمان البرمجيات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويشدد التقرير أيضًا على الأهمية القصوى للمدفوعات الدقيقة (micropayments). يتصور التقرير معاملات نانوية تحدث على سلاسل بلوك تشين ذات رسوم منخفضة للغاية. هذه المعاملات يمكن أن تقوم بتقسيم كل عملية شراء أو استعلام بين مصادر البيانات والذكاء الاصطناعي الذي تم استدعاؤه قبل تقديم توصية بمنتج ما. على سبيل المثال، إذا استشرت وكيل للحصول على توصية بمنتج، فقد يتم تقسيم جزء صغير جدًا من رسوم الاستعلام بين مزودي البيانات الذين ساهموا في تدريب النموذج ونفس نموذج الذكاء الاصطناعي الذي قدم التوصية. هذا يخلق نموذجًا اقتصاديًا جديدًا يحفز المساهمين في النظام البيئي.

يمكن استخدام نفس “خطوط الدفع” هذه للتفاوض على وصول روبوتات الويب (web crawlers). يمكن للبوتات إيداع رموز مميزة ودفع رسوم محددة مسبقًا لعقود “الحارس” (bouncer contracts) على مواقع الويب، بينما يتصفح البشر المتحقق منهم مجانًا. هذا يوفر آلية دقيقة للتحكم في الوصول، وتمييز البوتات عن البشر، وتحقيق الدخل بطريقة شفافة وآلية.

علاوة على ذلك، يمكن لسجلات البلوك تشين غير القابلة للتغيير تتبع أي المقاطع النصية أو البيانات المستخدمة في تدريب أي نموذج ذكاء اصطناعي وتوجيه التعويضات المالية إلى الناشرين أو المبدعين الأصليين. هذه الآلية تساهم في حل مشكلة صعبة تتعلق بحقوق النشر والملكية الفكرية في عصر يتم فيه تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات الموجودة على الإنترنت دون تعويض واضح لأصحاب المحتوى الأصلي.

الملكية الفكرية والرفقة الرقمية: تسجيل شفاف وتفاعلات شخصية

فيما يتعلق بإدارة الملكية الفكرية، يدعو التقرير إلى إنشاء سجلات عامة على السلسلة (on-chain public registries) تقوم بتضمين بيانات تعريف الملكية مباشرة في الأصول الإبداعية. هذا يعني أن الملكية الفكرية، سواء كانت صورًا أو مقاطع فيديو أو نصوصًا أو أكوادًا برمجية، يمكن تسجيلها بشكل دائم وشفاف على البلوك تشين مع تحديد المالك الأصلي وبيانات الملكية المرتبطة بها. هذا يسهل التحقق من الأصالة والملكية بشكل لا مركزي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لترخيص العقود الذكية (smart contract licensing) أن يسمح للعلامات التجارية بتحصيل رسوم أو السماح بإنشاء أعمال مشتقة بشكل آلي وبرنامجي. هذا يحول الانتهاك المحتمل إلى تدفقات إتاوات قابلة للتتبع والتنفيذ تلقائيًا. بدلاً من قضايا معقدة وطويلة الأمد بشأن انتهاك حقوق النشر، يمكن للعقود الذكية أن تدير استخدام الأصول الرقمية وتضمن دفع تعويضات للمالك الأصلي عندما يتم استخدام أصوله في أعمال مشتقة.

وفي الوقت نفسه، يمكن للإعلانات أن تعتمد على براهين المعرفة الصفرية (zero-knowledge proofs) القائمة على المحفظة. سيُطلب من المستخدمين الكشف عن الحد الأدنى من الحقائق الديموغرافية (معلومات تؤكد مثلاً أنهم فوق سن معينة دون الكشف عن تاريخ ميلادهم المحدد) وسيتلقون دفعات صغيرة مقابل اهتمامهم ومشاهدتهم للإعلانات ذات الصلة. هذا النموذج الإعلاني يحمي خصوصية المستخدم بشكل أفضل بكثير من النماذج الحالية التي تجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية، بينما لا يزال يسمح للمعلنين بالوصول إلى الجمهور المناسب.

بالنظر إلى المستقبل، يرى التقرير أن وكلاء الذكاء الاصطناعي المتخصصين، مثل معلمي الذكاء الاصطناعي، ومساعدي الصحة، وبوتات الرفقة (companionship bots)، يجب أن تعمل تحت مفاتيح تحكم المستخدم (user keys) بدلاً من لوحات التحكم الخاصة بالشركات. هذا يضمن أن البيانات الحساسة والمحادثات الشخصية والتفاعلات مع هذه الوكلاء تظل تحت سيطرة المستخدم ولا يمكن للشركات الوصول إليها أو استخدامها لأغراض أخرى دون موافقة صريحة وشفافة.

يلاحظ التقرير أن سلاسل البلوك تشين المقاومة للرقابة ومحافظ “تجرید الحساب” (account-abstraction wallets) تعمل بالفعل على إخفاء تعقيد عبارات الاسترداد (seed phrases) ورموز الوصول، مما يسهل على المستخدمين غير المتخصصين التفاعل مع التقنيات اللامركزية. وفي الوقت نفسه، يمكن للمعالجات المساعدة التفاؤلية (optimistic coprocessors) أو براهين المعرفة الصفرية توفير الإنتاجية اللازمة لعلاقات طويلة الأمد مع وكلاء الذكاء الاصطناعي التي تتطلب تخزين ذكريات وتفاعلات سابقة على السلسلة بشكل آمن وفعال. هذا يمهد الطريق لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي شخصيين يحتفظون بسياق المستخدم وتاريخه التفاعلي عبر الزمن.

الخلاصة: نحو إنترنت مفتوح ومدفوع بالحوافز

يخلص تقرير Andreessen Horowitz إلى أن تشابك تقنيات البلوك تشين والتعلم الآلي يمكن أن يحافظ على طبيعة الإنترنت المفتوحة. يتم ذلك من خلال تضمين الحوافز، والأصل (provenance)، والحوكمة مباشرة على مستوى البروتوكول. هذا يعني أن القواعد التي تحكم التفاعلات، والبيانات، والملكية، وتوزيع القيمة يتم تحديدها وتنفيذها بشكل لا مركزي وشفاف ومقاوم للرقابة على مستوى البلوك تشين، بدلاً من أن تكون محكومة بقرارات مركزية من شركات تكنولوجيا كبرى.

تُظهر هذه الرؤية من Andreessen Horowitz إمكانات هائلة للجمع بين أقوى تقنيتين في عصرنا لخلق مستقبل رقمي أكثر عدلاً وشفافية وتركيزًا على المستخدم. من خلال تمكين ملكية المستخدم لبياناته وهويته ووكلاء الذكاء الاصطناعي الخاصة به، ومن خلال بناء بنية تحتية حوسبية ودفع لامركزية، ومعالجة قضايا الملكية الفكرية بطرق آلية ومبتكرة، يمكننا الابتعاد عن النموذج الحالي الذي تهيمن عليه المنصات المركزية نحو نظام بيئي رقمي أكثر انفتاحًا وديناميكية. إن التحدي يكمن الآن في تحويل هذه الرؤية الجريئة إلى واقع ملموس من خلال التطوير المستمر والتبني الواسع لهذه التقنيات المتقاطعة.

في النهاية، يتطلب تحقيق هذه الرؤية تضافر الجهود من المطورين، ورجال الأعمال، والمستثمرين، وصانعي السياسات لإنشاء الأطر التقنية والقانونية التي تدعم هذا الدمج. إن مستقبل الذكاء الاصطناعي قد لا يكون فقط في قدرته على معالجة المعلومات أو توليد المحتوى، بل أيضًا في كيفية هيكلة ملكيته وحوكمته وتفاعلاته في سياق رقمي يحترم الخصوصية والملكية ويُكافئ المساهمين بشكل عادل. ترى a16z أن البلوك تشين هو الأداة الأساسية لتحقيق هذا المستقبل.

“`

مواضيع مشابهة