ektsadna.com
أخبار ويب 3.0

تيليجرام في مهب الريح: صفقة xAI بقيمة 300 مليون دولار معلقة – الأسباب والتداعيات

“`html




تيليجرام في مهب الريح بسبب صفقة 300 مليون دولار مع xAI – ما سبب التأخير؟

تيليجرام في مهب الريح بسبب صفقة 300 مليون مع xAI – ما سبب التأخير؟

يجد تطبيق المراسلة والشبكات الاجتماعية السحابية الشهير، تيليجرام (Telegram)، نفسه في وضع مالي دقيق ومثير للجدل، وذلك وسط جهوده المستمرة لجمع الأموال. تسعى الشركة حاليًا إلى تعزيز موقفها المالي عبر إصدار سندات دين، وفي خضم هذه المساعي، ظهرت صفقة مرتقبة بقيمة 300 مليون دولار مع شركة الذكاء الاصطناعي () التابعة لإيلون ماسك، xAI.

ما بدا في البداية كإعلان رسمي عن شراكة استراتيجية كبرى، سرعان ما تحول إلى مصدر تساؤلات وقلق في الأوساط المالية والتقنية على حد سواء. كشفت سلسلة من التغريدات المتبادلة على X (تويتر سابقًا) بين مؤسس تيليجرام، بافيل دوروف، وإيلون ماسك، أن الشركتين قد اتفقتا بالفعل على الخطوط العريضة للصفقة، ولكن التفاصيل والإجراءات الشكلية لتوقيع العقود لا تزال معلقة ولم يتم استكمالها بعد. وهذا هو بيت القصيد في هذه القصة الملتوية.

الأمر الذي أثار الجدل بشكل خاص هو إعلان دوروف نفسه عن الصفقة يوم الأربعاء دون أن يوضح بجلاء أن الشروط الرسمية للصفقة لم يتم الانتهاء منها أو توقيعها بعد. هذا النقص في الشفافية الأولية أدى إلى ردود فعل متباينة في السوق وبين المتابعين، وسلط الضوء على حالة من “المهب الريح” أو عدم اليقين التي تحيط بهذه الصفقة الكبيرة وتأثيرها على مستقبل تيليجرام والكيانات المرتبطة بها.

الصفقة المرتقبة بين تيليجرام وxAI: الإعلان والحقيقة

في 28 مايو الماضي، توجه بافيل دوروف إلى منصة X، التي يمتلكها شريكه المحتمل في الصفقة، إيلون ماسك، لإعلام متابعيه والمجتمع التقني بخبر وصفه بالمثير. أعلن دوروف أنه بحلول صيف عام 2025، سيتمكن مستخدمو تيليجرام من الوصول إلى Grok، روبوت الدردشة التوليدي الخاص بشركة xAI. وصف دوروف Grok بأنه “أفضل تقنية في السوق”، وهو تصريح يحمل في طياته دلالات كبيرة حول طموحات تيليجرام في مجال دمج الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المستخدم.

ذكر دوروف في إعلانه أنه توصل إلى اتفاق مع إيلون ماسك حول شراكة مدتها عام واحد تهدف إلى دمج روبوت الدردشة Grok عبر جميع تطبيقات تيليجرام. هذا التكامل ليس مجرد إضافة تقنية بسيطة، بل يمثل خطوة استراتيجية هامة لتيليجرام في عصر تتسابق فيه المنصات لدمج قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم خدمات أكثر تطورًا وتفاعلية للمستخدمين، مثل تلخيص المحادثات، الإجابة على الأسئلة، وحتى إنشاء المحتوى داخل التطبيق مباشرةً.

إلى جانب الفوائد التقنية وتعزيز تجربة المستخدم، تحمل هذه الصفقة المرتقبة بعدًا ماليًا كبيرًا بالنسبة لتيليجرام. وفقًا لإعلان دوروف، فإن أحد المزايا الرئيسية لهذه الشراكة هو أنها ستعزز بشكل كبير المركز المالي لتيليجرام. ستدفع xAI لتطبيق المراسلة مبلغًا كبيرًا يصل إلى 300 مليون دولار أمريكي. هذا المبلغ لن يكون نقدًا بالكامل، بل سيتم دفعه على شكل مزيج من النقد والأسهم، مما يعكس طبيعة الشراكة التي قد تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد ترخيص استخدام التكنولوجيا.

علاوة على الدفعة الأولية البالغة 300 مليون دولار، ينص الاتفاق المبدئي أيضًا على بند مالي آخر مهم للغاية لتيليجرام. ستجمع تيليجرام 50% من الإيرادات الناتجة عن اشتراكات xAI التي يتم بيعها من خلال منصة تيليجرام. هذا النموذج لتقاسم الإيرادات يشير إلى أن تيليجرام لا تكتفي بالاستفادة من الدعم المالي الأولي، بل تسعى لبناء تيار إيرادات مستدام ومستقبلية من خلال ترويج وبيع خدمات xAI المدفوعة لمستخدميها النشطين، والذين يتجاوز عددهم حاليًا مئات الملايين حول العالم.

اختتم مؤسس تيليجرام إعلانه المتفائل بعبارة قصيرة ومعبرة: “معًا، ننتصر”. هذه العبارة كانت تهدف على ما يبدو إلى التأكيد على التآزر المحتمل بين الشركتين والفوائد المتبادلة التي ستنتج عن هذه الشراكة، سواء من حيث التكنولوجيا، الانتشار، أو القوة المالية.

لكن الصورة المتفائلة التي رسمها دوروف لم تدم طويلاً دون توضيح حاسم. بعد ساعات قليلة من الإعلان الأولي، ظهر إيلون ماسك بنفسه في قسم التعليقات على منشور دوروف على X ليكشف عن حقيقة محورية لم يتم ذكرها بوضوح في الإعلان الأصلي: لم يتم توقيع أي مستندات رسمية أو اتفاقيات نهائية بخصوص هذه الصفقة حتى الآن. هذا الكشف المفاجئ من ماسك ألقى بظلال من الشك على مدى قرب الصفقة من الإتمام.

اللافت للنظر أن بافيل دوروف نفسه سارع بالرد على تعليق ماسك، مؤكدًا ما ذكره ماسك. صرح دوروف أن الصفقة قد تم “الاتفاق عليها من حيث المبدأ”، لكنه أقر بأن “الإجراءات الشكلية لا تزال معلقة”. هذا التناقض بين الإعلان الأولي الذي بدا وكأنه يؤكد الصفقة كأمر واقع، والتوضيح اللاحق الذي أكد أنها لا تزال في مرحلة الاتفاق المبدئي وتتطلب استكمال الإجراءات الرسمية، هو ما وضع الصفقة في حالة من “المهب الريح” وأثار تساؤلات حول موثوقية الإعلان الأولي وال المستقبلية لهذه الشراكة.

عرض السندات بقيمة 1.5 مليار دولار: سياق مالي أوسع

إن القصة المحيطة بصفقة الـ 300 مليون دولار مع xAI لا تحدث في فراغ، بل تأتي في سياق أوسع من الجهود المالية التي تبذلها تيليجرام. في الوقت الحالي، تسعى تيليجرام لجمع مبلغ ضخم يصل إلى 1.5 مليار دولار أمريكي من خلال إصدار سندات لأجل خمس سنوات. هذا الإصدار للسندات يتم بدعم من عدد من العمالقة في عالم ال وإدارة الأصول، مما يعكس الثقة التي لا تزال بعض المؤسسات الكبرى تضعها في تيليجرام، على الرغم من التحديات والتقلبات التي مرت بها الشركة.

من بين الجهات المالية العملاقة التي تدعم هذا الإصدار المرتقب للسندات، نجد شركات بارزة مثل BlackRock، وهي واحدة من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، وصندوق الثروة السيادي التابع لإمارة أبوظبي، مبادلة (Mubadala)، والذي يعد لاعبًا رئيسيًا في الات العالمية، بالإضافة إلى صندوق التحوط الشهير Citadel. تجدر الإشارة إلى أن BlackRock ومبادلة هما من حاملي السندات الحاليين لتيليجرام، مما يعني أنهما يجددان استثماراتهم وثقتهم في الشركة. بينما تُعد Citadel مستثمرًا جديدًا في سندات تيليجرام، مما يوسع قاعدة مستثمري الشركة ويجلب إليها رأس مال جديدًا.

وفقًا ل نشرته صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) يوم الأربعاء، تعتزم شركة تيليجرام تسعير هذه السندات الجديدة بعائد يبلغ 9%. هذا العائد المرتفع نسبيًا يعكس جزئيًا المخاطر المرتبطة بالاستثمار في شركة نمو لا تزال تكافح لتحقيق الربحية الكاملة على نطاق واسع، ولكنه أيضًا يجعل السندات جذابة للمستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى في بيئة أسعار فائدة متقلبة. بالإضافة إلى العائد الدوري الثابت، سيتم منح المستثمرين في هذه السندات خيارًا مهمًا: تحويل ديونهم إلى أسهم في الشركة بخصم محدد، وذلك في حالة طرح تيليجرام أسهمها للاكتتاب العام المستقبلي (IPO). هذا الخيار يضيف جاذبية استثمارية إضافية للسندات، حيث يمنح المستثمرين فرصة للمشاركة في النمو المحتمل لقيمة أسهم تيليجرام إذا ما قررت الشركة التحول إلى شركة عامة.

تعتزم تيليجرام استخدام عائدات هذا الإصدار الجديد للسندات بشكل أساسي لإعادة شراء وسداد الديون المتبقية من السندات التي أصدرتها في عام 2021. هذه السندات القديمة تستحق السداد في مارس 2026. من خلال استخدام الأموال التي تجمعها من الإصدار الجديد لسداد السندات القديمة، تقوم تيليجرام بإعادة هيكلة ديونها وتمديد آجال استحقاقها، مما يمنحها مزيدًا من المرونة المالية والوقت لتطوير نماذج إيرادات مستدامة قبل أن يحين موعد استحقاق الديون الجديدة. تجدر الإشارة إلى أن تيليجرام قامت بالفعل بإعادة شراء جزء من تلك السندات القديمة باستخدام 400 مليون دولار من النقد المتوفر لديها، مما يدل على التزامها بتخفيف عبء الديون القديمة.

التأثير على Toncoin: عملة المنصة المرتبطة

في غضون ذلك، لم تكن Toncoin (TON)، وهي العملة المشفرة المرتبطة بشبكة Open Network (TON) التي أسسها فريق تيليجرام قبل أن تصبح كيانًا مستقلًا، بمعزل عن هذه التطورات المثيرة للجدل. نظرًا للعلاقة التاريخية والوثيقة بين تيليجرام ومشروع TON (حتى لو كانا منفصلين رسميًا الآن)، غالبًا ما تتأثر أسعار TON بالأخبار المتعلقة بتيليجرام، خاصة تلك التي تتعلق بآفاقها المستقبلية أو وضعها المالي أو استراتيجياتها الجديدة.

كان الإعلان الأولي لدوروف عن صفقة xAI بمثابة دفعة قوية لعملة TON. فور انتشار الخبر الذي يوحي بشراكة كبرى وتدفق نقدي محتمل كبير لتيليجرام (الكيان الذي لا يزال الكثيرون يربطونه بـ TON)، شهدت العملة ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها. ارتفعت TON بنسبة 23%، حيث صعد سعرها من حوالي 2.98 دولار أمريكي إلى 3.69 دولار أمريكي. يعكس هذا الارتفاع التفاؤل الأولي للسوق تجاه الأخبار الإيجابية المحتملة لتطبيق المراسلة الأساسي.

ومع ذلك، فإن التغريدة التي نشرها إيلون ماسك لاحقًا والتي أوضحت أن الصفقة لا تزال في مرحلة الاتفاق المبدئي وليست موقعة بعد، كان لها تأثير معاكس وفوري على سعر Toncoin. triggered التوضيح من ماسك حالة من عدم اليقين وخيبة الأمل لدى بعض المستثمرين الذين راهنوا على إتمام الصفقة بسرعة. ونتيجة لذلك، شهدت TON انخفاضًا حادًا بعد فترة وجيزة من تغريدة ماسك. بلغ هذا الانخفاض 11%، حيث تراجع سعر العملة إلى حوالي 3.27 دولار أمريكي وقت كتابة هذه السطور. هذا التقلب السريع في سعر TON يسلط الضوء على حساسية السوق للأخبار غير المؤكدة ومدى سرعة رد فعل أصول العملات المشفرة للمستجدات، خاصة تلك التي تأتي من شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك وبافيل دوروف.

خلاصة وتوقعات مستقبلية

يجد تيليجرام نفسه حاليًا في مفترق طرق مالي واستراتيجي. فمن ناحية، يبدو أن الشركة تحرز تقدمًا في مساعيها لتعزيز مركزها المالي من خلال إصدار السندات الضخم المدعوم من مؤسسات مالية كبرى. هذا الإصدار، إذا ما تم بنجاح، سيوفر للشركة السيولة اللازمة لسداد الديون القديمة وتوفير رأس مال إضافي قد يستخدم في تمويل النمو أو الاستثمارات المستقبلية.

من ناحية أخرى، فإن صفقة الـ 300 مليون دولار مع xAI، والتي كان من المفترض أن تكون إنجازًا كبيرًا وتعزيزًا ماليًا وتقنيًا لتيليجرام، لا تزال معلقة في مرحلة الإجراءات الشكلية. الإعلان المتسرع من دوروف ثم التوضيح اللاحق من ماسك قد أضر بسمعة الصفقة وأثار تساؤلات حول مدى جدية الاتفاق أو الجدول الزمني المتوقع لإتمامه. هذه الحالة من عدم اليقين قد تؤثر على معنويات المستثمرين، سواء في سوق السندات أو في المشفرة المرتبطة بالمنصة مثل Toncoin.

ما سبب التأخير في توقيع الصفقة رسميًا؟ هل هي مجرد تفاصيل قانونية وشكلية تستغرق وقتًا؟ أم أن هناك خلافات جوهرية لا تزال قيد النقاش؟ الإجابة على هذه الأسئلة غير واضحة حاليًا، وتبقى رهينة التطورات المستقبلية. ومع ذلك، فإن حقيقة أن الطرفين أكدا وجود اتفاق مبدئي يوحي بأن الصفقة ليست مستحيلة، لكن الطريق إلى الإتمام الكامل قد يكون محفوفًا بالتحديات.

إن الموقف الحالي يضع تيليجرام في وضع يتطلب إدارة دقيقة للمعلومات والاتصالات. الشفافية بشأن حالة الصفقة وعملية جمع الأموال عبر السندات ستكون حاسمة لبناء الثقة مع المستثمرين والمستخدمين على حد سواء. كما أن القدرة على إتمام صفقة xAI بنجاح أو، في حالة الفشل، توضيح خطط بديلة لتكامل الذكاء الاصطناعي، ستحدد مسار تيليجرام في المستقبل القريب.

في النهاية، سيبقى التركيز على ما سيحدث في الأسابيع والأشهر القادمة. هل ستتم صفقة xAI في النهاية؟ هل سينجح تيليجرام في جمع الـ 1.5 مليار دولار من السندات بالشروط المعلنة؟ وكيف ستتأثر Toncoin بهذه التطورات؟ كل هذه الأسئلة مفتوحة، وتشكل فصولًا قادمة في قصة تيليجرام المستمرة.

“`

مواضيع مشابهة