تثر توقف دعم استرداد USDT على 5 شبكات “قديمة” منها بيتكوين كاش وألجوراند
أعلنت شركة تثر (Tether)، المصدر الرائد للعملة المستقرة USDT، عن خططها لإيقاف دعم عملتها المستقرة USDT على خمس سلاسل بلوكتشين تعتبرها “قديمة”. هذه الخطوة المهمة تأتي كجزء من استراتيجية الشركة لتحسين بنيتها التحتية وتركيز مواردها على الشبكات الأكثر نشاطًا وابتكارًا في النظام البيئي للعملات الرقمية.
التاريخ والتفاصيل الرئيسية للإعلان
وفقًا للإعلان الصادر في 11 يوليو، سيبدأ سريان هذا القرار اعتبارًا من 1 سبتمبر. هذا التاريخ يمثل نقطة تحول حيث ستتوقف عمليات استرداد رموز USDT على الشبكات المتأثرة، وسيتم تجميد الرموز المتبقية على هذه الشبكات. يمثل هذا الإجراء المرحلة النهائية في عملية سحب تدريجي كانت قد بدأتها الشركة على مدى العامين الماضيين.
الشبكات الخمس التي ستتأثر بهذا القرار هي:
- Omni Layer
- Bitcoin Cash SLP
- Kusama
- EOS (التي أعيد تسميتها مؤخرًا باسم Vaulta)
- Algorand
هذه الشبكات لعبت دورًا مهمًا في المراحل المبكرة لتوسع تثر، لكنها شهدت انخفاضًا حادًا في استخدام USDT وحجم التداول في السنوات الأخيرة مقارنة بالشبكات الأخرى الأكثر حداثة ونشاطًا.
استراتيجية “تحسين البنية التحتية”
تصف الشركة هذه الخطوة بأنها جزء من استراتيجية “تحسين البنية التحتية” التي تهدف إلى مواءمة عملياتها مع اتجاهات الاستخدام المتغيرة للمجتمع وإعادة توجيه الموارد نحو سلاسل البلوكتشين الأكثر نشاطًا وقابلية للتوسع. في حين أن تثر كانت قد أوقفت سك رموز USDT الجديدة على هذه الشبكات في وقت سابق (في عام 2023 بالنسبة لبيتكوين كاش، كوساما، وأومني لاير، وفي يونيو الماضي لألجوراند وEOS)، إلا أنها استمرت في دعم عمليات الاسترداد حتى الآن. الإعلان الأخير يضع نهاية لهذه المرحلة أيضًا.
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يواصل فيه النظام البيئي للعملات الرقمية التطور بوتيرة سريعة، مع ظهور تقنيات جديدة وبروز شبكات تركز على حلول الطبقة الثانية (Layer 2) التي توفر سرعة أكبر في المعاملات وتكاليف أقل وقابلية توسع محسنة. تثر تسعى لضمان بقائها في طليعة هذا التطور من خلال دعم الشبكات الأكثر صلة وفعالية لاحتياجات مستخدمي العملات المستقرة.
تصريح المدير التنفيذي لتثر
علق باولو أردوينو، المدير التنفيذي لتثر، على القرار قائلاً:
“مع تطور النظام البيئي للأصول الرقمية، تظل تثر ملتزمة بالتكيف معه. إيقاف دعم هذه السلاسل القديمة يتيح لنا التركيز على المنصات التي توفر قابلية توسع أكبر، ونشاطًا للمطورين، ومشاركة مجتمعية، وهي جميعها مكونات رئيسية لدفع الموجة التالية من تبني العملات المستقرة.”
يؤكد تصريح أردوينو على أن القرار ليس انسحابًا من الفضاء، بل هو إعادة تركيز استراتيجية لضمان أن تثر USDT، التي لا تزال أكبر عملة مستقرة في سوق العملات الرقمية بقيمة سوقية تقترب من 160 مليار دولار، متاحة على الشبكات الأكثر كفاءة ومستقبلية. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز مكانة تثر كلاعب أساسي في تسهيل المعاملات الرقمية العالمية.
الشبكات المتأثرة ولماذا تعتبر “قديمة” في هذا السياق
لكل شبكة من الشبكات الخمس المتأثرة قصة مختلفة، لكنها تشترك في حقيقة أن استخدام USDT عليها لم يعد يبرر استمرار الدعم الكامل من قبل تثر. لنلقِ نظرة سريعة على بعضها:
- Omni Layer: كانت واحدة من أقدم الطرق لإصدار الأصول على شبكة بيتكوين، وكانت تثر تستخدمها في الأصل قبل الانتقال إلى شبكات أسرع وأكثر قابلية للتوسع مثل إيثيريوم وترون. تظل رسوم المعاملات وبطء التأكيدات على شبكة بيتكوين تحديًا لاستخدام الأومني لاير في المعاملات اليومية للعملات المستقرة.
- Bitcoin Cash SLP: بروتوكول الرموز البسيطة (SLP) على بيتكوين كاش سمح بإنشاء الرموز المميزة، بما في ذلك USDT. على الرغم من أن بيتكوين كاش نفسها تسعى لتوفير معاملات أسرع وأرخص من بيتكوين، فإن تبني SLP لـ USDT لم يصل إلى مستوى الشبكات المنافسة، وشهد انخفاضًا في النشاط.
- Algorand وEOS/Vaulta وKusama: هذه الشبكات كانت في فترات مختلفة تعتبر منصات واعدة للتطبيقات اللامركزية والأصول. ومع ذلك، فإن المنافسة الشديدة من شبكات أخرى والتحولات في تفضيلات المطورين والمستخدمين قد تكون أثرت على حجم استخدام USDT عليها مقارنةً بإيثيريوم (خاصة بعد الانتقال إلى Proof-of-Stake)، وترون، وسولانا، وغيرها من الشبكات الصاعدة. تثر تستجيب لهذا التغيير في ديناميكيات السوق.
وصف تثر لهذه الشبكات بأنها “قديمة” ليس بالضرورة انتقادًا لتكنولوجيتها الأساسية، بل هو إشارة إلى وضعها الحالي من حيث حجم استخدام USDT مقارنة بالشبكات التي تستحوذ على غالبية المعاملات اليوم. التركيز ينصب على كفاءة التوزيع والدعم للوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين النشطين بأفضل طريقة ممكنة.
التركيز على المستقبل: شبكات الطبقة الثانية والشبكات عالية الاستخدام
أشارت تثر بوضوح إلى أنها ستعطي الأولوية للشبكات الناشئة، خاصة شبكات الطبقة الثانية مثل شبكة Lightning Network، والشبكات الأخرى التي تتمتع بفائدة عالية ونشاط كبير. هذا التحول الاستراتيجي مصمم لتعزيز قابلية التشغيل البيني، وسرعة المعاملات، ونمو النظام البيئي لـ USDT.
الشبكات من الطبقة الثانية، التي تُبنى فوق سلاسل بلوكتشين أساسية مثل بيتكوين أو إيثيريوم، توفر حلولًا لمشكلات القابلية للتوسع والرسوم المرتفعة التي قد تواجه سلاسل الطبقة الأولى. دعم تثر لهذه الشبكات، مثل لايتنينج، يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لاستخدام USDT في المدفوعات اليومية الصغيرة والسريعة، مما يعزز فائدتها كعملة رقمية للاستخدام العملي وليس فقط للمضاربة أو التخزين طويل الأجل.
بالإضافة إلى ذلك، ستواصل تثر استكشاف عمليات تكامل جديدة لتوسيع نطاق الوصول إلى USDT على مستوى العالم وتعزيز بنيتها التحتية لتلبية متطلبات السوق المتطورة. هذا يعني أننا قد نرى USDT متاحًا على المزيد من الشبكات في المستقبل، ولكن فقط تلك التي تثبت أنها فعالة وضرورية للنظام البيئي.
نصيحة لمستخدمي USDT على الشبكات المتأثرة
بالنسبة للمستخدمين الذين يحتفظون برموز USDT على سلاسل البلوكتشين الخمس المتأثرة (Omni Layer، Bitcoin Cash SLP، Kusama، EOS، Algorand)، تقدم تثر نصيحة واضحة:
يجب على المستخدمين استرداد حيازاتهم من USDT على هذه الشبكات أو طلب إصدار مكافئ لها على شبكات أخرى مدعومة قبل الموعد النهائي في 1 سبتمبر. هذا يمكن القيام به مباشرةً من خلال منصات تثر للمستخدمين المؤهلين، أو من خلال مزودي خدمات خارجيين يدعمون عمليات الهجرة من هذه الشبكات إلى شبكات أخرى.
من المهم للمستخدمين التصرف قبل التاريخ المحدد لتجنب تجميد أصولهم. قد يكون من الأفضل للمستخدمين البحث عن مزودي محافظ أو بورصات تدعم السحب أو التحويل من هذه الشبكات إلى شبكات مثل ترون (TRC20) أو إيثيريوم (ERC20)، والتي تحظى بدعم واسع وتستخدم بشكل كبير لـ USDT.
خاتمة
قرار تثر بإيقاف دعم استرداد USDT على خمس شبكات “قديمة” يمثل تحولًا استراتيجيًا يعكس نضج سوق العملات الرقمية والتغيرات المستمرة في تفضيلات المستخدمين والمطورين. من خلال التركيز على الشبكات الأكثر نشاطًا وابتكارًا، لا سيما حلول الطبقة الثانية، تسعى تثر لضمان بقاء USDT العملة المستقرة الأكثر فائدة وسهولة في الوصول إليها في النظام البيئي الرقمي. هذه الخطوة، على الرغم من أنها قد تتطلب إجراءات من بعض المستخدمين، تعتبر ضرورية لتعزيز كفاءة البنية التحتية لـ تثر ومستقبل العملات المستقرة بشكل عام.
“`