“`html
ترامب يجمع أكثر من 58 مليون دولار من مشاريع العملات المشفرة في عام 2024
في تطور مالي لافت يسلط الضوء على تزايد اهتمام الشخصيات السياسية البارزة بعالم الأصول الرقمية، كشف تقرير الإفصاح المالي الإلزامي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لعام 2025 عن تحقيقه أرباحًا تجاوزت 58 مليون دولار أمريكي من مشاريعه المتعلقة بالعملات المشفرة خلال عام 2024 وحده. هذا المبلغ يعكس انخراط ترامب المتزايد في هذا القطاع الناشئ، والذي بدأ يظهر بشكل ملحوظ خلال حملته الرئاسية الأخيرة.
تفاصيل هذه الأرباح وردت في تقرير الإفصاح المالي السنوي الإلزامي لعام 2025 الذي قدمه ترامب يوم الجمعة، والذي يفصل عائداته من جميع أعماله التجارية بين 1 يناير و31 ديسمبر 2024. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أشار التقرير إلى أن أصول ترامب المتعلقة بالعمل تتجاوز 1.4 مليار دولار، بإيرادات لا تقل عن 622 مليون دولار. وفي خضم هذه الأرقام الضخمة، برزت أرباحه من العملات المشفرة كأحد أبرز مصادر الدخل وأكثرها ربحية بشكل مفاجئ للعديد من المراقبين.
أرباح ترامب من العملات المشفرة قبل بدء ولايته الثانية
يُظهر تقرير الإفصاح المالي الإلزامي لعام 2025 الذي قدمه ترامب تفصيلاً للأرباح التي جناها من استثماراته في مجال العملات المشفرة. وكانت حصته في منصة World Liberty Financial (WLF) وحدها مصدرًا رئيسيًا لهذه الثروة الرقمية، حيث جلبت له 57.4 مليون دولار في عام 2024. يشير التقرير إلى أن هذه الأرباح جاءت من “مبيعات الرموز”، مما يعني أن ترامب قد باع جزءًا من مقتنياته من رموز WLF التي يمتلكها.
تُعد WLF منصة تمويل لامركزي (DeFi) يُقال إن ترامب وأبنائه يسيطرون عليها. وبالتالي، أثبت هذا الاستثمار أنه الأكثر ربحية لعائلة ترامب في عام 2024. يكشف التقرير أيضًا أن ترامب لا يزال يحتفظ بـ 15.75 مليون رمز حوكمة من WLF، مما يمنحه حقوق التصويت داخل المنصة، ويشير إلى استمرار ارتباطه الوثيق بهذا المشروع.
لكن أرباح ترامب من العملات المشفرة لم تقتصر على WLF فقط. فقد حقق أيضًا أكثر من مليون دولار من شركة NFT INT, LLC، وهي الشركة التي رخصت استخدام صورته لإنشاء وبيع الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs). بالإضافة إلى ذلك، جنى ترامب 100,000 دولار كعائدات (royalties) من NFT INT، وحوالي 216,000 دولار أخرى كرسوم ترخيص NFTs من شركة Designers Manager، وذلك وفقًا لتقرير الإفصاح المالي.
تجدر الإشارة إلى أن دخول ترامب عالم NFTs كان في أواخر عام 2022، حيث أطلق مجموعة من NFTs التي تصور شخصيته في مواقف مختلفة. وقد لاقت هذه المجموعات نجاحًا كبيرًا في السوق، على الرغم من التقلبات التي شهدتها سوق NFTs بشكل عام. استمرار تحقيق ترامب لأرباح كبيرة من هذا القطاع في عام 2024 يؤكد استمرار الطلب على منتجاته الرقمية المرتبطة بعلامته التجارية.
وفي بيان صدر يوم الجمعة، علّق إريك ترامب، نجل الرئيس السابق الذي يدير منظمة ترامب، على الأداء المالي قائلاً:
“لم أشعر قط بفخر أكبر بشركتنا – محفظتنا تعمل بسلاسة لا تشوبها شائبة، وكان هذا العام هو الأقوى في التاريخ الرائع لمنظمة ترامب.”
هذا البيان، على الرغم من كونه عامًا، يؤكد على النجاح المالي الذي حققته منظمة ترامب في العام الماضي، والذي لعبت فيه استثمارات العملات المشفرة دورًا محوريًا ومربحًا بشكل غير مسبوق.
ثروة ترامب الرقمية مرشحة للنمو
من المتوقع أن تكون أرباح ترامب من العملات المشفرة أكبر بكثير هذا العام، لا سيما في ضوء المشاريع الجديدة التي أطلقها في الأيام التي سبقت تنصيبه لولايته الثانية وبعدها. قدّر تقرير صادر عن مجلة فوربس في 5 يونيو أن ترامب قد جمع مليار دولار من مشاريع العملات المشفرة منذ إطلاق أول مجموعة NFTs له في عام 2022. هذا الرقم يتجاوز بكثير الأرباح المبلغ عنها لعام 2024 وحده، مما يشير إلى تسارع كبير في وتيرة النمو والثراء الرقمي لترامب.
أحد أبرز المشاريع التي أطلقها ترامب مؤخرًا هو عملة الميم الرسمية (TRUMP) التي بدأ تداولها قبل أيام من توليه منصبه لولايته الثانية. يسيطر كيانان مملوكان لترامب على 80% من إمدادات هذه العملة ويتقاسمان رسوم التداول مع الشركاء. على الرغم من أن العملة شهدت تقلبات في سعرها، حيث انخفضت قيمتها بعد أن وصلت إلى ذروتها قبل يومين من تنصيب ترامب، إلا أنها استمرت في توليد إيرادات كبيرة.
وفقًا لشركة Chainalysis لتحليلات العملات المشفرة، ولّدت عملة الميم TRUMP حوالي 350 مليون دولار كرسوم هذا العام. هذا يعني أنه حتى مع خسارة غالبية المستثمرين الصغار الذين دخلوا العملة عند الذروة، فإن ترامب وعائلته قد جمعوا ملايين الدولارات من خلال الرسوم المتأتية من التداول. تشير تقديرات فوربس إلى أنه إذا حصل ترامب على 90% من أرباح الرسوم التي من المفترض أن يتقاسمها مع شركائه، على غرار هيكل شركته Trump Media and Technology Group، فقد يكون لديه الآن 315 مليون دولار من هذا المصدر وحده.
علاوة على ذلك، فإن تقرير الإفصاح المالي لعام 2025 لا يشمل الأموال التي جمعتها منصة WLF في عام 2025، والتي سيكون لها تأثير كبير على أرباحه لهذا العام. الجولة الأولى لبيع رموز WLF تمت في أكتوبر 2024، وجمعت حوالي 300 مليون دولار. لكن في 20 يناير، يوم تنصيب ترامب، أعلنت WLF عن الجولة الثانية من جمع التبرعات. اكتملت هذه الجولة بحلول مارس، وجمعت 250 مليون دولار أخرى.
وفقًا لحسابات فوربس، جمع ترامب حوالي 390 مليون دولار من مبيعات رموز WLF في الجولتين، وصافي أرباحه بعد الضرائب بلغ 246 مليون دولار. هذه الأرقام تضاف إلى ما تم الإفصاح عنه لعام 2024 وتؤكد على الزخم الهائل الذي اكتسبته استثمارات ترامب في العملات المشفرة في بداية عام 2025.
هذا الأسبوع أيضًا، تم سك أول عملة USD1، وهي عملة مستقرة (stablecoin) أطلقتها WLF، بعد أن قامت الشركة بتوزيع 47 دولارًا أمريكيًا من USD1 كهدية للمؤيدين الأوائل الأسبوع الماضي. يشير هذا التطور إلى أن WLF ليست مجرد مشروع لبيع الرموز، بل تسعى لتطوير منتجات وخدمات مالية لامركزية حقيقية، مما قد يزيد من قيمة استثمار ترامب في المستقبل.
الأبعاد السياسية والمالية
إن الكشف عن حجم أرباح ترامب من العملات المشفرة يثير العديد من التساؤلات والأبعاد. فمن ناحية، يُظهر هذا التحول في مصادر دخل سياسي بارز مثل ترامب التبني المتزايد للأصول الرقمية حتى بين الشرائح التقليدية. من ناحية أخرى، يثير تضاربًا محتملًا في المصالح، حيث يمتلك الرئيس السابق استثمارات كبيرة في سوق قد يتأثر بشكل مباشر بالقرارات التنظيمية والسياسات الحكومية المستقبلية.
على الرغم من أن ترامب كان في السابق متشككًا في العملات المشفرة، خاصة البيتكوين، يبدو أن الأرباح المحتملة قد غيرت موقفه بشكل كبير. وقد بدأ يتحدث بشكل أكثر إيجابية عن العملات المشفرة في الفترة الأخيرة، بل وعبّر عن استعداده لقبول التبرعات لحملته الانتخابية على شكل عملات مشفرة. هذا التحول يبعث برسالة قوية إلى السوق والمستثمرين حول احتمال أن تكون الإدارة المستقبلية، إذا تولى ترامب السلطة مرة أخرى، أكثر ودًا تجاه قطاع العملات الرقمية.
يُظهر تقرير الإفصاح المالي لعام 2025 أن العملات المشفرة لم تعد مجرد “هواية” أو استثمار ثانوي بالنسبة لترامب، بل أصبحت جزءًا أساسيًا ومربحًا للغاية من إمبراطوريته المالية. حجم الأرباح التي تجاوزت 58 مليون دولار في عام 2024، والتوقعات بارتفاعها بشكل كبير في عام 2025، يؤكدان على هذا التحول. هذا التطور قد يؤثر على المناقشات المستقبلية حول التنظيم في الولايات المتحدة، حيث سيكون لشخص في موقع قوة مثل ترامب مصلحة مالية مباشرة في شكل وحجم هذا التنظيم.
الخلاصة والتطلع للمستقبل
أكد تقرير الإفصاح المالي لدونالد ترامب لعام 2025 بما لا يدع مجالًا للشك أن عام 2024 كان عامًا ذهبيًا لاستثماراته في العملات المشفرة، حيث حقق أكثر من 58 مليون دولار. هذه الأرباح جاءت بشكل أساسي من استثماره في منصة World Liberty Financial (WLF) ومبيعات الرموز المرتبطة بها، بالإضافة إلى دخله من تراخيص NFTs. حجم هذه الأرباح يضع ترامب كواحد من أبرز الشخصيات العامة التي استفادت ماليًا بشكل كبير من قطاع الأصول الرقمية.
مع استمرار WLF في جمع ملايين الدولارات في أوائل عام 2025 وإطلاق مشاريع جديدة مثل العملة المستقرة USD1، بالإضافة إلى الأرباح المستمرة من عملة الميم TRUMP، يبدو أن ثروة ترامب الرقمية ستواصل النمو بمعدل متسارع. هذا الارتباط المالي العميق بعالم العملات المشفرة يضيف بُعدًا جديدًا لموقعه السياسي والاقتصادي، ويجعله لاعبًا رئيسيًا له مصلحة مباشرة في تطور وتنظيم هذا السوق المثير للجدل.
يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه المصالح المالية على مواقفه العامة والسياسات التي قد يدعمها أو يعارضها فيما يتعلق بالعملات المشفرة. ولكن ما هو واضح الآن هو أن العملات الرقمية قد تحولت من مفهوم نظري إلى مصدر حقيقي ومهم للثروة بالنسبة لأحد أبرز الشخصيات في العالم.
“`