“`html
ترامب يناصر العملات المشفرة: يصفها بأنها “ساخنة جدًا” وسط صمودها أمام تراجع السوق
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يصعد من دعمه للعملات الرقمية، معتبراً تبنيها ضرورة جيوسياسية ملحة للولايات المتحدة في أحدث تصريحاته المؤيدة لهذا القطاع الناشئ. يأتي هذا في وقت أظهرت فيه السوق مرونة ملحوظة رغم التقلبات العالمية.
التحول المفاجئ: ترامب يتبنى العملات المشفرة بقوة وشغف
في تحول لافت يعكس الديناميكيات المتغيرة في عالم المال والتكنولوجيا، ضاعف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من موقفه الإيجابي والداعم بشكل صريح تجاه قطاع العملات المشفرة. هذا الموقف يأتي على الرغم من التحديات الأخيرة التي واجهتها السوق، بما في ذلك محاولة عملة البيتكوين التي لم تكلل بالنجاح لاختراق حاجز الـ 100,000 دولار، وتراجع طفيف في السوق الأوسع للعملات الرقمية بنسبة قدرت بحوالي 2.1%. لم تثنِ هذه التحديات ترامب عن وصف فئة الأصول هذه بأنها “شعبية جدًا” (very popular) و”ساخنة جدًا” (very hot)، بل وذهب إلى أبعد من ذلك، مصرحًا بأنها أظهرت قوة وصلابة “أقوى بكثير” من سوق الأسهم التقليدية خلال فترات معينة من التقلب.
جاءت هذه التصريحات، التي أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط المالية والتقنية، خلال مقابلة أجراها ترامب في الرابع من مايو مع كريستين ويلكر، مديرة برنامج “واجه الصحافة” (Meet the Press) الشهير. خلال هذا اللقاء التلفزيوني، لم يتردد ترامب في الخوض في عدة محاور شائكة وحيوية تتعلق بالعملات المشفرة. شملت هذه المحاور استفسارات حول مقتنياته الشخصية من العملات الرقمية، والارتفاع المثير للجدل الذي شهدته مؤخرًا عملة الميم التي تحمل اسمه (المعروفة بـ TRUMP token)، بالإضافة إلى توضيح موقفه وموقف إدارته (السابقة واحتمالات إدارته المستقبلية) من السياسات التنظيمية المتعلقة بهذا القطاع الذي يزداد أهمية يومًا بعد يوم.
تفاصيل مقابلة ترامب ودلالات تصريحاته العميقة حول الكريبتو
لم تخلُ مقابلة ترامب من لحظات كاشفة، عكست نظرته المتطورة تجاه العملات المشفرة. فبعيدًا عن لغته الحماسية، حملت إجاباته دلالات هامة حول فهمه لدور هذه الأصول في المشهد الاقتصادي والسياسي الراهن.
نظرة على عملة “TRUMP” والجدل المحيط بارتفاعها المفاجئ
عندما وُجِّه إليه السؤال حول الارتفاع المذهل الذي شهدته قيمة عملة “TRUMP” بنسبة بلغت 58%، وهو ارتفاع جاء في أعقاب دعوة عشاء حصرية وُجهت لكبار حاملي هذه العملة، رد الرئيس السابق بأسلوبه المعهود الذي يمزج بين السخرية واللامبالاة الظاهرية: “أنا لا أعرف ذلك حتى. إلى أي مدى ارتفعت؟” وعندما أوضحت له المحاورة كريستين ويلكر أن السعر قد قفز بشكل كبير جدًا، استهزأ ترامب، متسائلاً: “مليار دولار؟” قبل أن يقلل من أهمية هذا المقياس المالي تمامًا، بقوله: “حسنًا، هذا لا يعني أي شيء.” هذا الرد، على الرغم من ظاهره المقتضب، قد يُفسر على أنه محاولة للنأي بالنفس عن أي اتهامات بالتأثير المباشر على سعر العملة أو الاستفادة الشخصية منها.
تجدر الإشارة إلى أن الأجواء المحيطة بعملة “TRUMP” لم تخلُ من الشكوك. ففي الأسبوع الذي سبق المقابلة، ظهرت تقارير إعلامية وتحليلات لبيانات على السلسلة (on-chain data) تشير إلى أن الارتفاع الكبير في سعر عملة الميم هذه ربما كان نتيجة لعمليات منسقة ومدبرة. أظهرت هذه البيانات تحويلات لكميات كبيرة من العملة إلى منصات تداول مركزية معروفة، وهو ما دفع بالكثيرين في مجتمع العملات المشفرة إلى الاشتباه بأن الفريق الذي يقف وراء تطوير وإدارة العملة ربما كان ينفذ عملية “ضخ وتفريغ” (pump and dump) ممنهجة، مستغلاً الإعلان عن دعوة العشاء لرفع السعر ثم البيع لجني الأرباح. ومع ذلك، نفى ترامب بشكل قاطع وصريح استفادته الشخصية من هذه العملة أو أي عمليات متعلقة بها، قائلاً بصرامة ووضوح: “أنا لا أستفيد من أي شيء.”
على الرغم من هذا الجدل الذي أحاط بعملة الميم، فإن النقطة الأبرز التي يمكن استخلاصها من المقابلة هي تأييد ترامب الواضح والصريح لأهمية العملات المشفرة ودورها المتنامي على الساحة العالمية، وهو ما يعتبره البعض تحولاً استراتيجيًا في موقفه.
العملات المشفرة: ضرورة جيوسياسية في منظور ترامب الاستراتيجي
أحد أبرز التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال المقابلة كان تأكيده على البعد الجيوسياسي للعملات المشفرة. فقد صرح بحزم وقناعة: “أريد العملات المشفرة. أعتقد أن العملات المشفرة مهمة لأنه إذا لم نفعل ذلك (أي إذا لم تتبناها الولايات المتحدة بقوة)، فإن الصين ستفعل.” هذا التصريح يكشف عن رؤية استراتيجية تعتبر أن تبني وتطوير قطاع الكريبتو داخل الولايات المتحدة ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو ضرورة حتمية للحفاظ على التنافسية الأمريكية على الصعيد العالمي. تأتي هذه النظرة خاصة في مواجهة التقدم الملحوظ الذي تحرزه دول أخرى، وعلى رأسها الصين، في مجالات مثل تطوير العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) واستخدامات تقنيات البلوك تشين في مختلف القطاعات.
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل شدد على قوة بقاء هذه الأصول الرقمية وقدرتها على الاستمرار وجذب الاهتمام، قائلاً: “إنها شعبية جدًا، إنها ساخنة جدًا”. كما أشار بوضوح إلى أن أداء العملات المشفرة، في رأيه، كان أفضل من أداء السوق المالية السائدة خلال فترة التراجع الأخيرة التي شهدتها الأسواق العالمية. وعزا هذا التراجع إلى التوترات التجارية المتصاعدة، وتحديدًا الاشتباك المتعلق بفرض التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين، وهو ما أثر سلبًا على معنويات المستثمرين في الأسواق التقليدية.
وفي هذا السياق، أوضح ترامب وجهة نظره قائلاً: “إذا نظرت إلى السوق، عندما تراجعت السوق، بقيت تلك (العملات المشفرة) أقوى بكثير من جوانب أخرى من السوق.” هذا التصريح يسلط الضوء على النظرة المتزايدة للعملات المشفرة كفئة أصول قد تمتلك خصائص فريدة، مثل القدرة على توفير نوع من التحوط أو تحقيق أداء متفوق في أوقات اضطراب الأسواق التقليدية، وذلك على الرغم من التقلبات العالية التي تشتهر بها سوق الكريبتو.
شعبية الكريبتو المتزايدة وتأثيرها الحاسم على موقف ترامب
في اعتراف صريح يعكس واقع السوق وتوجهات الرأي العام، أقر دونالد ترامب بأن تحوله الملحوظ تجاه العملات المشفرة – بعد أن كان يُعرف عنه في السابق إبدائه لبعض الانتقادات أو التشكيك في قيمتها – يرجع بشكل كبير إلى الشعبية الهائلة والمتنامية التي اكتسبها هذا القطاع في السنوات الأخيرة. وأعلن السياسي ورجل الأعمال الملياردير، الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، قائلاً: “الملايين من الناس يريدونها”. هذا الإقرار لا يعكس فقط فهمًا براغماتيًا للتحولات في اهتمامات الجمهور وقاعدة الناخبين المحتملين، بل يشير أيضًا إلى أن قطاع الكريبتو لم يعد مجرد ظاهرة تكنولوجية أو مالية متخصصة، بل أصبح يضم شريحة واسعة ومتنوعة من المستثمرين، والمطورين، والمتحمسين من مختلف الخلفيات.
إن هذا الاهتمام المتزايد من شخصية سياسية واقتصادية بحجم دونالد ترامب، حتى مع الجدل الذي قد يحيط ببعض تصريحاته أو جوانب شخصيته، يضفي بلا شك زخمًا إضافيًا وقوة دفع على النقاش العام الدائر حول مستقبل العملات المشفرة، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل وفي جميع أنحاء العالم. كما أنه يثير تساؤلات حيوية حول طبيعة السياسات التنظيمية المحتملة التي قد تشهدها الولايات المتحدة في حال عودته إلى سدة الرئاسة، وما إذا كان سيدفع باتجاه خلق بيئة تشريعية وقانونية أكثر ملاءمة لنمو وازدهار هذا القطاع المبتكر والواعد.
البيتكوين تحافظ على خطوطها الدفاعية بالرغم من التقلبات السوقية
في غضون ذلك، وعلى صعيد أداء “ملك العملات المشفرة” كما يحلو للكثيرين تسميتها، شهدت عملة البيتكوين (BTC) تحركات سعرية ملحوظة تعكس حيوية السوق. فقد سجلت العملة قفزة يوم الجمعة الماضي، لتصل إلى مستوى يقارب 98,000 دولار أمريكي، وذلك قبل أن تفشل في الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي وتتراجع مرة أخرى إلى ما دون مستوى 96,000 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع. (تجدر الإشارة إلى أن الأسعار المذكورة هنا هي لأغراض توضيحية بناءً على السياق الأصلي للمعلومات الواردة في المصدر، وقد تختلف عن الأسعار الفعلية للعملة وقت قراءة هذا المقال).
جاء هذا التراجع الطفيف بعد فترة من الارتفاع القصير الذي انطلق من منطقة التماسك السعري (consolidation zone) التي تراوحت بين 93,000 دولار و 95,000 دولار. هذه المنطقة أثبتت صمودها وقوتها كمنطقة دعم رئيسية طوال أواخر شهر أبريل، مما يشير إلى وجود اهتمام شرائي قوي عند هذه المستويات السعرية، الأمر الذي قد يمثل قاعدة صلبة لأي انطلاقات سعرية مستقبلية محتملة للبيتكوين.
في الوقت الحالي (بناءً على البيانات المتاحة وقت كتابة المصدر الأصلي لهذه المعلومات)، يتم تداول عملة البيتكوين عند سعر يقارب 94,666 دولار. وعلى الرغم من هذه التقلبات السعرية التي تعد جزءًا طبيعيًا من ديناميكيات سوق العملات المشفرة، لا يزال حجم التداول اليومي للبيتكوين يُظهر قوة ملحوظة. فقد شهدت الـ 24 ساعة الأخيرة تداول ما يقرب من 19.5 مليار دولار من البيتكوين، وهو رقم يعكس استمرار النشاط والاهتمام بالعملة. والأهم من ذلك، استطاعت هيمنة البيتكوين على السوق (Market Dominance) أن تحافظ على نسبة تتجاوز 60%. هذه النسبة المرتفعة تؤكد على المكانة الفريدة التي تحتلها البيتكوين كأصل رئيسي ومؤشر أساسي في عالم العملات المشفرة الواسع والمتنوع.
هذه الهيمنة السوقية تعني ببساطة أن نسبة كبيرة من إجمالي القيمة السوقية لجميع العملات المشفرة المتداولة في العالم تتركز في عملة البيتكوين وحدها. وغالبًا ما يُنظر إلى مقياس هيمنة البيتكوين على أنه مؤشر لثقة المستثمرين في هذا الأصل الرقمي الرائد، وكذلك كمؤشر يمكن أن يعكس الاتجاهات العامة للسوق الأوسع للعملات المشفرة. فعندما ترتفع نسبة هيمنة البيتكوين، قد يشير ذلك إلى أن المستثمرين يبحثون عن ملاذ آمن نسبيًا داخل سوق الكريبتو المتقلب، أو أن البيتكوين هي التي تقود موجة صعود جديدة في السوق ككل.
ماذا يعني دعم ترامب لمستقبل العملات المشفرة في أمريكا والعالم؟
إن تصريحات دونالد ترامب الأخيرة، والتي حملت تأييدًا واضحًا للعملات المشفرة، خاصةً تأكيده على أهميتها الجيوسياسية كأداة للمنافسة العالمية، تحمل في طياتها العديد من الدلالات والآثار المحتملة التي قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل هذا القطاع، ليس فقط داخل الولايات المتحدة، ولكن أيضًا على الصعيد العالمي. فيما يلي نستعرض بعض النقاط الجوهرية الجديرة بالتأمل والتحليل:
- التأثير المباشر على السياسات التنظيمية: في حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة وعودته إلى البيت الأبيض، فإن موقفه الحالي المؤيد للكريبتو قد يُترجم بشكل عملي إلى تبني سياسات تنظيمية أكثر مرونة وتشجيعًا للابتكار في مجال العملات الرقمية وتقنيات البلوك تشين. هذا التوجه قد يتناقض بشكل واضح مع بعض التوجهات الأكثر حذرًا أو حتى تشددًا التي ظهرت في بعض الأحيان من قبل هيئات تنظيمية أمريكية أخرى، مما قد يفتح الباب أمام بيئة أكثر انفتاحًا للقطاع.
- تشجيع الاستثمار والتبني على نطاق واسع: من المعروف أن لتصريحات شخصيات مؤثرة بحجم ترامب وقعًا كبيرًا على الرأي العام والأسواق. وبالتالي، فإن دعمه للعملات المشفرة يمكن أن يشجع المزيد من الأفراد العاديين والمؤسسات الاستثمارية الكبرى على استكشاف فرص الاستثمار في هذا النوع من الأصول، أو حتى دمجها بشكل أو بآخر في نماذج أعمالهم القائمة. هذا بدوره قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في السيولة المتداولة في السوق وارتفاع معدلات التبني على نطاق أوسع.
- تعزيز حدة المنافسة العالمية: إشارة ترامب الصريحة إلى الصين كدافع رئيسي لضرورة تبني الولايات المتحدة للكريبتو تسلط الضوء بشكل جلي على البعد التنافسي العالمي في هذا المجال. هذا التصور قد يدفع الإدارة الأمريكية، تحت قيادته المحتملة، إلى تسريع وتيرة تطوير إطار تنظيمي واضح ومواتٍ للاستثمار، بهدف الحفاظ على ريادة الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار الرقمي.
- تأثير متفاوت على مجتمع الكريبتو: بالرغم من أن بعض الأفراد أو المجموعات داخل مجتمع العملات المشفرة قد يكون لديهم تحفظات تجاه شخصية دونالد ترامب أو الجدل الذي غالبًا ما يحيط به، إلا أن دعمه الصريح والمباشر للقطاع يمكن أن يُنظر إليه بشكل عام كإشارة إيجابية تساهم في تعزيز شرعية هذا القطاع وقبوله المتزايد في الأوساط السياسية الرئيسية وصنع القرار.
- احتمالية حدوث تقلبات في السوق: كما هو الحال دائمًا مع أي تصريحات هامة تصدر عن شخصيات ذات تأثير عالمي، من المحتمل أن تؤدي تعليقات ترامب إلى حدوث بعض التقلبات قصيرة الأجل في أسعار العملات المشفرة، خاصة تلك العملات التي قد تكون مرتبطة به بشكل مباشر أو غير مباشر، أو التي تتأثر بشكل كبير بمعنويات السوق. ومع ذلك، يظل التأثير طويل الأجل على الأسس الجوهرية للسوق هو العامل الأهم الذي يجب مراقبته.
من الضروري التأكيد على أن المشهد التنظيمي للعملات المشفرة لا يزال في مرحلة التكوين والتطور في معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. كما أن آراء السياسيين ومواقفهم يمكن أن تتغير بمرور الوقت بناءً على المستجدات والمعطيات. ومع ذلك، فإن الاهتمام المتزايد الذي نشهده من قادة الفكر وصناع القرار يعد علامة واضحة على أن العملات المشفرة لم تعد مجرد ظاهرة تكنولوجية هامشية أو أداة للمضاربة، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من النقاش المالي والاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن تلعب دورًا متزايد الأهمية في المستقبل.
خلاصة وتطلعات مستقبلية لسوق الكريبتو
في الختام، يمكن القول بأن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأخيرة تمثل دفعة معنوية هامة لقطاع العملات المشفرة ومجتمعه العالمي. وصفه لهذه الفئة من الأصول بأنها “ساخنة جدًا” و”أقوى من السوق” التقليدية في بعض الظروف، إلى جانب تأكيده على ضرورتها الاستراتيجية من الناحية الجيوسياسية، يشير بوضوح إلى تحول كبير وملموس في نظرته تجاه هذا العالم الرقمي، وهو تحول يبدو أنه مدفوع بشكل أساسي بالشعبية المتزايدة التي تحظى بها الكريبتو بين مختلف فئات المجتمع.
هذا الدعم، القادم من شخصية سياسية بارزة ورجل أعمال يتمتع بشهرة عالمية واسعة، قد يكون له تداعيات هامة ومؤثرة على مستقبل الإطار التنظيمي للعملات المشفرة وكذلك على وتيرة تبنيها في الولايات المتحدة، والتي تعد واحدة من أكبر الأسواق المالية في العالم. في الوقت نفسه، يواصل البيتكوين، الذي يعتبر رائد هذا السوق والقوة الدافعة فيه، إظهار قوته النسبية من خلال الحفاظ على مستويات دعم فني رئيسية، والحفاظ على هيمنة سوقية قوية، وذلك على الرغم من التقلبات السعرية التي تعتبر سمة ملازمة لهذه السوق الناشئة. هذا الصمود، جنبًا إلى جنب مع الاهتمام المؤسسي والسياسي المتزايد، يرسم صورة يمكن وصفها بالمتفائلة لمستقبل العملات المشفرة، حتى وإن كانت الطريق نحو النضج الكامل لا تزال محفوفة بالتحديات التنظيمية والتقلبات السعرية.
ويبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن هو كيف ستُترجم هذه التصريحات وهذه الديناميكيات المتغيرة في المواقف السياسية إلى سياسات فعلية وملموسة على أرض الواقع. وما هو التأثير الحقيقي الذي ستحدثه هذه التطورات على مسار تطور هذا القطاع المثير للجدل، والمليء بالفرص والتحديات في آن واحد؟ إن الأيام والشهور القادمة، بلا شك، كفيلة بأن تكشف المزيد عن ملامح هذا المشهد الذي يتطور بوتيرة متسارعة ومثيرة للدهشة.
“`